وأبقى بعدَ ذلكِ آسِفًا
الحنينُ إلى العَدَم
(من التهيؤ للوقوف – تنويعة على لحنٍ لأبي العلاء)
كَذَبَ الظَّنُّ، لا إمامَ سوى العَقْـ
ـلِ مشيرًا في صُبحِه والمساء
كذَبَ العقلُ لا وجوهًا حِسَانٌ
أو خلاصًا قد يُرْتَجَى في
النساءِ
والرجاءُ الَّذي بقِيعةِ رُوحي
كالسَّرابِ الَّلعينِ محضُ رجاءِ
السرابُ استلابُ يأسٍ أصيلٍ
من نفوسٍ ذليلةٍ حمقاءِ
هِمْتُ بالناس في زحامِ طريقٍ
خُضتُهُ بعدَ أن قضيتُ عِشائي
وعُبوسٍ على الوجوهِ قديرٍ
وسَوادٍ كحُمرةٍ في الدِّماءِ
وحثَثتُ الخُطا لألحقَ رمزًا
لم يَلُحْ قَبلُ في فَلاةِ
العَماءِ
فإذا خُطوَتي سرابٌ أمامي
وإذا الرمزُ كالسرابِ ورائي
عدمُ الناس كالدواءِ لروحي
ووجودي تَكَدُّرٌ عَمَّ مائي
بِعتُ صَفوي إذِ ارتضيتُ وُجودًا
ليسَ ترضاهُ ذِلَّةُ الكبرياءِ
بِعتُ دهرًا من الظلامِ مجيدًا
حينَ أصرَرتُ أن أُرَى في الضياءِ
بِعتُ حُرِّيَّتي وإذ أعوَزَتني
عَزَّ أن أستردَّها بشِراءِ
في طريقي يلوحُ شَوقي إلى المو
تِ مُغيثًا وشهوَتي لِلفَناءِ
حارَ عقلُ الصِّحابِ في سَكَراتي
فأنا الموتُ لا يُرادُ لقائي
وأنا العبدُ آبِقٌ من وجودي
ووجودي في الخبْطِ كالعَشْواءِ
يوليو ٢٠٠٤م
خُذي وقتَ طهو
خُذي وقتَ طَهوٍ خُذي
وعُودِي بثُومٍ شَذِي!
فَإن أسفَرَتْ رغبَةٌ
عَضَضْتُكِ بالنَّاجِذِ!
أنا نَسَقٌ يُحْتَذَى
فَهَلْ مِن فَتًى يَحتَذِي؟!
أَطِبْ مَطعمًا لامرِئٍ
بِعَيشٍ سخيفٍ غُذِي
لقد صِرتُ كومَ تُقًى
أُسَبِّحُ «باسمِ الَّذي»!
(تعليقًا على قصة زهرة الياسَمين من صديق)
٢٠٠٥م
٢٠٠٥م
صديقيَ المثقف
(من التهيؤ للوقوف)
صديقيَ المثقَّفْ
الحسُّ منهُ مُرْهَفْ
مقاله بِعالَمِ الـ
ـجَمَالِ ليسَ يُردَفْ
إن أشكلَت قضايا
في الفنِّ لا تَكَشَّفْ
ففضله إذا ما أسـ
ـتُشير ليس يُجحَفْ
إن لم يُحِر جَوابًا
فالحَلُّ ليس يُعرَفْ
إذا أَسَفَّ صَحْبي
وقولُهُم تَطَرَّفْ
وفِكرُهُمْ تهاوَى
كالنَّجمِ حِينَ يُقذَفْ
بوجهه يشيحُ عنـ
ـهُمُو وقد تأففْ
يظنه رفاقُهُ
لجهلهم تعجرفْ
لَشدَّ ما رجوتُ أن
يُرَى الفتى ويُعرَفْ
لكنه انطواءٌ
ويأسُهُ مُفَلسَفْ
إن راودَته دنيا
عن نفسِهِ تعفَّفْ
فحالُه اتصالٌ
زمانُه توقَّفْ
وضِحْكُهُ سرابٌ
ودمعُ عينِهِ جَف
مأساتُهُ كَمَلها
ةِ كونِنا المحرَّفْ
فارأَفْ بهِ وبي
ربِّ، رَبَّنا تَلَطَّفْ
أغسطس ٢٠٠٤م
هارونُ يردُّ على عتابِ مُوسى
رجعَ موسى إلى قومِهِ غَضبانَ أَسِفًا بعدما أخبره رَبُّهُ أنَّ قومَهُ عبدوا العِجْلَ مِن دونِ الله، وبالطبعِ عاتبَ أخاهُ هارونَ الذي خلفه في قومِهِ، وكان هذا رَدَّ هارون:
لا تَعْذِلَنَّي إنْ بدا عَذْلُ
واسمَعْ مقالي، إنَّه الفَصْلُ
ليسَ اعتذارًا عن جَريمتِهِمْ
فأنا مُقِرٌّ أنَّهُمْ ضلُّوا
لو كان هذا العِجلُ مِن دَمِنا
ولُحومِنا لأجازَهُ العَقلُ!
لكِنَّهُ ذهَبٌ، وقد ذَهَبوا
في غَيِّهِمْ لَمَّا لهُ ذَلُّوا
لكِنْ أَفِدْني: ما نُعاتِبُهُمْ
وقُلوبُهُمْ آساسُها الجَهلُ؟!
لَمْ يعرِفوا أَرْواحَهُمْ أبدًا
أجسادُهُمْ مِنها — أخي — عُطْلُ
هيهاتَ — موسى — يُرْتَجَى لَهُمُ
نَحْوَ السَّماءِ وقُدْسِها
حَبْلُ
مَن لا يرى رُوحًا يسيرُ بِها
فاللهُ روحُ الكَونِ من قَبلُ
ذَرْهُمْ سُجودًا لِلَّذي عبدوا
هذا مقامُهُمو، لَهُمْ عَدْلُ
السَّامِرِيُّ مُرابِطٌ أبدًا
في الفِكْرِ، إنَّ الفكرَ ذا
طِفلُ
ومُؤَلِّفٌ خَطَراتِنا صُورًا
هِيَ فوقَ أبوابِ الهُدَى قُفلُ
السَّامِرِيُّ يدقُّ أرْؤُسَنا
ببراعةٍ كي يُجهَضَ الوَصلُ
وَهُمُ ارتضوهُ دليلَهُمْ فهنيـ
ـئًا لِلْعُجولِ ولي أنا الثُّكْلُ!
أشهدتُهُم أنِّي نصحتُهُمو
يا ضَيعةً للنُّصْحِ، يا قتْلُ!
لا، لستُ أحْفِلُ بالَّذي صنعُوا
قد عَقَّ صوتي الطِّفْلُ
والكَهْلُ
والآنَ نَفسي، ثُمَّ نفسَ أخي
إنَّ النُّبُوَّةَ حِمْلُها ثُقلُ
أخلو بذاتي، حيثُ لا ضَررٌ
إنْ يُعْبَدِ الرَّحمنُ، أو
عِجْلُ!
مارس ٢٠٠٥م
حَصادُ يَوم
أطرافُ جُذامٍ
ويَقينٌ حالِكْ
في وجهِ نظامٍ
للوجهِ الهالِكْ
بسُؤالِ «عظامٍ»
وسُؤالِ «مَسالِكْ»!
•••
البِكرُ الثَّيِّبْ
تنسابُ عَبيرَا
لِشَجٍ مُتَهَيِّبْ
فيَزيدُ نُفُورَا
وصَديقٌ طَيِّبْ
يَبدو شِرِّيرَا!
•••
يا زوجةَ عَمٍّ
تَتَرَقَّبُ «ماذا»
أُفعِمتُ بِهَمٍّ
وجُعِلتُ جُذَاذَا
تتسلَّلُ «لا» مِن
عَينيَّ لِواذَا!
•••
مِثقابُ صُداعٍ
ومَنامِيَ ساعَةْ
وطُيوفُ وداعٍ
يشتاقُ وَداعَهْ
فأُهِيبُ بِداعٍ
أدعوهُ «خُزاعَةْ»!
•••
لَن يَعبُرَ نهرٌ
من جسرِ مُشاةِ
ولِذَلكِ سِحرٌ
تَقْنيهِ دَواتي
فَيُباغَتُ شِعرٌ
بِقُصورٍ ذَاتي
السبت، ١٠ / ١٢ / ٢٠٠٥م
من «ريتا» إلى حَبيبِها
(مهداةٌ إلى مارسيل خليفة)
أيا طائِفًا بُيُوتَا
من الشوقِ لَن تَمُوتَا
تمَهَّلْ، فلَستُ أرجو
سِوَى ليلةٍ مَبيتَا
سَريري يَبيتُ شَكًّا
وأنفاسُكَ الثُّبُوتَا
أنا الاسمُ والمُسَمَّى
فلا تُطلِقِ النُّعُوتا
•••
سَئِمتُ انسدالَ ثَوبي
فَخُذْ ثَوبيَ المَقيتا
إذا كُنتَ يا ردائي
رِدائي، فقد هُديتا
أنا صِبْيةٌ جِياعٌ
فكُن للجِياعِ قُوتَا
لقد جَبَّ رغمَ أنفي
حديثُ الهوى السُّكُوتَا
•••
أيا آيةَ الليالي
أَجِبني: متى مُحِيتَا؟!
لقد ذاعَ أمرُ سِحري
وللسِّحرِ كُنتَ صِيتَا
ولاهُوتَهُ المُصَفَّى
وناسُوتَهُ المُقِيتا
أجِبني، فِداكَ نَفسي
سأشقَى إذا شَقِيتا
•••
مُريدي، لقد أُبيحَت
بيوتُ بِها رَبيتَا
هَوَى نسجُ عنكبوتٍ
ترقَّبتُ عنكبوتَا
فلم يَبقَ غيرُ سِرٍّ
بقَلبَين لَن يَمُوتا
عن الحُبِّ بين رُوحي
وبَيني، وبينَ «ريتا»!
الأحد، ٤ / ١٢ / ٢٠٠٥م
حاضِرةُ الحُزن
أو: جسرُ الأئِمَّة
حنانَيكِ يا بغدادُ نَزَّاعةُ الشَّوَى
حنانًا لما يَأتي حنانًا لما
انطوَى
جُروحُ مريديكِ استقلَّت نزيفَها
فزادَت صديدًا لكنِ الحقدُ ما
ارتوَى
لقد شَرِقَت بالآهِ أرضُكِ واستوَتْ
عليها سَفينُ اليأسِ إذ يأسُكِ
استوَى
تنسَّمتِ نُورَ الحُلمِ من ألفِ
كُوَّةٍ
فأفتَى لكِ الكابُوسُ: «لا نُورَ في
الكُوَى»
لنا فيكِ بغدادانِ من يومِ مجدِنا
فبغدادُ من شوقٍ وبغدادُ من جَوَى
على كفِّكِ المنصورُ تبنينَهُ كما
بنى بكِ والتاريخُ في وَجدِهِ
رَوَى:
مُعلَّقةً — عن ظهرِ قلبِ — مكانُها
حشا عربيٍّ بينَ حَوْمَلَ
واللِّوَى
حشا عربيٍّ صارَ ينتظرُ البِلَى
طواعيةً والنورُ في رُوحِهِ
انزوَى
أبغدادُ كُثرٌ فيكِ رُسْلٌ سفاسِفٌ
لهمْ فِعلُ جُهَّالٍ ونُطقٌ عن
الهوَى
نَسُوا حظَّهُم من حِلمِ مُوسَى
وحظُّهُم
من العقلِ واﻟ «النُّعمانِ» في صدرهم
ذَوَى
رجا بُسَطاءُ الناسِ في وردِهم هُدًى
فَرُدُّوا وكُلٌّ ضَلَّ والكُلُّ قد
عَوَى
فرانَ على قلبِ العُرُوبةِ حُزنُها
لِيَبدو ضَعيفُ الحاقدينَ منَ
القُوَى
•••
دعانا ببَطنِ الكاظميَّةِ مُنذِرٌ
وحَذَّرَ شيخٌ أعظَمِيٌّ منَ
النَّوَى
فلم نلتفِتْ للنُّذْرِ بل ضَجَّ
حُمقُنا:
«سنقتلُنا» لم نَدرِ لِلَّفظِ
مُحتَوَى
فَمُدَّ لنا جِسرٌ لعلَّ لِقاءَنا
بنا نافِعٌ لكنَّهُ الحُمقُ ما
ارعَوَى
فَخِلْناهُ منصوبًا لِنَهلِكَ عُنوَةً
نُهَروِلُ نحوَ الحتفِ لو حتفُنا
عَوَى
•••
أنا وارثُ السَّيَّابِ في الرأسِ ما
وعَى
وفي القلبِ «معروفُ الرَّصافي» وما
حوَى
ولي إخوةٌ مثلي تَرَينَ حُدودَهُم
من المغربِ الأقصى لما بعدَ
«نينَوَى»
يُريدونَ بغدادًا بها الشِّعرُ طائفٌ
يُقَوِّمُ من دُنياكِ ما اعوَجَّ
والتَوَى
فَإن ضَنَّت الذِّكرَى علينا بها ابحثي
لنا عن مكانٍ نَشتَهيكِ بهِ
سُوَى!
الجمعة، ٢٣ / ١٢ / ٢٠٠٥م
ردودٌ على قصائدَ لهرمس «محمد مجدي»
قُل: ومصباحي نَبِيٌّ من مُضَرْ
باعِثُ الناسِ الفَراشِ
المُحتَضَرْ
•••
لا تُبِن رَسمَها لكُلِّ عَكَوَّكْ
وإذا عَنَّ ذِكرُها قُمْ
تَسَوَّكْ!
•••
يا شانئي حَدَّ تَكفيري لكَ البَتْرُ
لو صاغَني من تُقًى ما جازَ لي
سَترُ
غمرتُ ذَنبيَ في حوضٍ فعَمَّدَني
من رَكعتَي فَجرِهِ حتى دنا
الوَترُ
إني أرى لقطاتِ العُمرِ سابحةً
كما يَرَى راكِبٌ من شُرفةِ
المِترُو!
٢١ / ٧ / ٢٠٠٦م
نكتةٌ، واللهُ غفورٌ رحيم
ظننتُ هَمِّيَ حُوتًا
وأنني مِثلُ يُونُسْ
دَعَوتُ رَبِّي فكانَت
إجابةُ اللهِ: «تُونُسْ»!
الجمعة، ٥ / ٨ / ٢٠٠٥م
فُصامِيٌّ وخَمرٌ و«مِينا»
أنا البَرُّ لكن يَزدَهيني عُقوقُها
فأشربُها شِعرًا، وجَهرًا
أُريقُها
كذلكَ دَأْبي، فالفُصامِيُّ حائِرٌ
وتَشهَدُ «مينا» أنَّ هذا
يَرُوقُها!
٢٠ / ١٢ / ٢٠٠٥م
الحَرثُ في البَحر
على لسان «سليم البدري» في عزلته بالإسكندرية
أوَّاهُ من لازَوَرْدِ البحرِ أوَّاهُ
لمَّا ارتمى أسفَلي فانشَقَّ
أعلاهُ
كانت ليَ الأمنياتُ البِيضُ ثُمَّ غدَت
زرقاءَ لَمَّا أراني البحرُ مَرْآهُ
المالُ — مالَ أبي — وحشٌ يُطارِدُني
ما زالَ رغمَ ابتلاعي فاغرًا فاهُ
والآنَ ذُرِّيَّتي هم قِيدُ أنمُلَةٍ
بئسَ المصيرُ الذي يرعاهُ
شِدقاهُ!
الأسهمُ ارتفعَت والأسهمُ انخفضَت
والرُّوحُ مُقعَدَةٌ أزرى بها
اللهُ
والراغبُونَ اشترَوا والراهبونَ أتَوا
خَطبًا لِوُدِّ الذي في حَظِّهِ
تاهُوا
والحُوتُ ليست تغيبُ الشمسُ عن مدُنٍ
في بحرِهِ صَكَّها والصكُّ
أشقاهُ
نافورةُ الأمنياتِ الزُّرقِ مُتعَبةٌ
والبحرُ لمَّا يُهِدهِدْها
بيُمناهُ
في داخلي عَنبَري لم ينكشِفْ أبدًا
حتى بدا وسوادٌ في مُحَيَّاهُ
لمَّا أذِنتُ لهُ بالبَوحِ كان لهُ
رِيحُ الجُنيهاتِ فاذهبْ أيُّها
الجاهُ
إرادَتي عَفِنَت بل رُوحيَ اهترأَتْ
والكائنُ المُبصِرُ الميراثُ
أعماهُ
ما عادَ بي للهَباءِ المصرفيِّ هوًى
فاصرِفْهُ عن نفسيَ العرجاءِ
رَبَّاهُ
بَنِيَّ قد قُسِّمَت ما بينَكُم لُعَبي
فامضُوا بعيدًا بها وا حَرَّ
قلباهُ!
تُكررونَ الذي أهدرتُ من عُمُري
لِلوحشِ دَرُّكُمُو من صِبيةٍ
شاهُوا
لو لم يكن ليَ مالٌ قد رُزِئتُ بهِ
كنتُ اخترعتُ أنا لِعبًا
أُمَنَّاهُ
فالحرثُ في البحر «بعضٌ من تخيُّلِنا
لو لم نجدهُ لدينا لاخترعناهُ»!
مغرب الجمعة، ٢٣ / ٩ / ٢٠٠٥م
بيتٌ من لحم (نطق المقرئ الكفيف)
مستوحاة من القصة القصيرة التي تحمل نفس الاسم ليوسف
إدريس
أتانا الظلامُ الذي ما خرَجْ
فبالشهوةِ اسدُدنَ نُورَ الفُرَجْ
هيَ الأُكُلُ الخَمْطُ صمتٌ وأثْلٌ
وشيءٌ من السِّدرِ بالمُنعَرَجْ
أتانا أذانُ الخطيئةِ لَدْنًا
هوى واستوى وانثنى وانبعَجْ
تلقَّفتُهُ مُغمَضًا رغمَ عَيني
ورغمَ الأنوفِ ومِلءَ المُهَجْ
إذا الشوقُ عربدَ في خافقٍ
فما غيرُهُ شِرعةٌ تُنتَهَجْ
ختمتُ على حاملاتِ الخواتيـ
ـمِ صبوتَهُنَّ وصوتَ الهَزَجْ
حضارتُنا سِرُّ أسرارِنا
وفي غيهبِ السرِّ يحيا الهَمَجْ
وفي لُجَّةِ السرِّ بَحرانِ: عذبٌ
ومِلحٌ أُجاجٌ ورَبٌّ مَرَجْ
فمن لحمِ بيتٍ بأقصى الظلامِ
إلى بيتِ لحمٍ بأقصى الوَهَجْ
سيسري الضَّريرُ بآمالِهِ
فإن وصلَ المنتهى ما عَرَجْ!
أنا أولُ العابثين بجِيدِ الـ
ـحقيقةِ لمَّا بدا فابتهَجْ
فسِيَّانِ صمتٌ ونطقٌ إذا ما
مزجتَ السُّدَى بالسُّدَى
فامتزَجْ!
أيا حاملاتِ الخطايا تعالَيـ
ـنَ فاللحمُ في بيتِ لحمٍ نَضَجْ
نَصُبُّ عليهِ النبيذَ ولا فر
قَ في قُبُلٍ كانَ أم في شَرَجْ!
أنا المُصطَفى للخطيئةِ وحدي
وليسَ على المصطفى من حَرَجْ!
فجر السبت، ١٢ / ١١ / ٢٠٠٥م
قُل شِعرًا
شَديدَ مِراسِ الناسِ غَنِّ لِناسِكا
وإلَّا ستلقاهُم شديدي مِراسِكا
تهيَّأْ وذَهِّبْ كُلَّ إبريقِ فِضَّةٍ
فقد أوشكوا أن يطعنوا في نُحاسِكا
كفاكَ ادِّعاءً أنكَ الآنَ مُكتَفٍ
بذاتِكَ لم تُزرَعْ لِتَكبُرَ
ناسِكَا
وبعدُ فتلكَ الذاتُ إن تَستَنِمْ لها
تَهُمَّ بتسفيهِ النُّهَى
وافتراسِكا
فقُم وانفُضِ الغُولَ النُّعاسَ الذي طغى
عليكَ وقُل شِعرًا لطردِ
نُعاسِكا
الاثنين، ٢٧ / ٥ / ٢٠٠٧م
المقطعُ جِيم
(رد على قصيدة لهرمس)
يا بداياتِ الجَحيمْ
جَعبتي فيها نُجومْ
أجتبي منها لخلقِ اللهِ
ذي الخَلقِ الرَّحيمْ
فيَرُدُّونَ نُجُومي
وأنا الحُبُّ المُليمْ
أجبُرُ الآهاتِ بالآ
هاتِ: لا شيءَ يَدُومْ
فاعلاتُن فاعلاتن
فاعلاتن يا قديمْ
نَقَّطَ الحبلُ على الجا
رةِ فاجتُرَّتْ هُمومْ
لم تصِحْ بي: «ذاكَ جُرمٌ»
لم تُعاتِبْ: «يا دَميم»
أيَّ نشرٍ؟ أيَّ حشرٍ؟
أيَّ جمعٍ للجُسُومْ؟
جارتي تسكتُ أبكي
مثلَ شيطانٍ رجيم
ثُمَّ أجثو راكعًا: قُو
لي فتَجْفو وتقومْ
اسألُوا الجاحِدَ عنِّي
ما تُرى ذنبي الجسيمْ؟
وجهيَ الهاجسُ أم جِلـ
ـبابيَ الشِّعرُ القسيمْ؟
أم تجاعيدُ الأنا الخَجـ
ـلَى توارَت بالنسيمْ؟
إنَّ تَشرابي الجميلَ/الـ
ـخمرَ سِرٌّ مُستَديمْ
فأنا الجَرَّاحُ، والرَّا
حُ معي لا تستقيمْ!
كنتُ أجتاحُ انكساري
بينما المجدُ يَسُومْ
رُوحِيَ الضَّوءَ عذابًا
فهْي تكبو وتحومْ
غابت الجيمُ عن البيـ
ـتِ فأيَّامي حُسُومْ
شقَّ أذْني وعدُهُ والشِّـ
ـعرُ منهوكٌ عقيمْ
«سوف يُعطيكَ فتَرضَى»
سكتَ المقطعُ جِيمْ
٧ / ٥ / ٢٠٠٦م
اختلافٌ مُرجِئ La Differànce
(مهداةٌ إلى روح دريدا، وإلى د. حسام نايل)
دَقَقتُكَ في بَدءِ القصيدةِ يا
مِزْهَرْ
وفي شَطرِها الثَّاني ولم يَظهَر
الجَوهَرْ
ذِراعي غَدَت عُودًا ووَتَّرتُ
كَفَّها
وأَورَقَت اللُّونْغا لَهُ ثُمَّ لَم
يَظهَرْ
شَحَذتُ لهُ عَينَيَّ مِن أجْلِ
لَمحَةٍ
وهَيهاتَ بَل إنِّي شَحَذتُ لَهُ
المِجهَرْ
تَحَرَّقتُ في نارِ الكَلامِ وعَضَّني
أبُو زَمهريرَ الصَّمتُ واجتازَني
المطهَرْ
فهَمْهمتُ حتَّى قِيلَ أين لِسانُهُ
وغابَ بتَطْعانِ المُدَى وَجهِيَ
الأزهَرْ
سَفَحْتَ دَمِي يا «لَسْتَ» في كُلِّ
مَرَّةٍ
نَوَيتُ بها لُقْياكَ يا قاطِعَ
الأبْهَرْ
وما كان لي رأيٌ أَلُوذُ بهِ إذا
سَجَى كُنهُكَ السِّرِّيُّ أو حُجَّةٌ
أشْهَرْ
أنا آيِسٌ ممَّا يَوَدُّونَ أن يَرَوْا
فكم سائِلٍ مِثلِي أُجِيبَ بِأَنْ
يُنْهَرْ
رَضِيتُ بعِرفاني بجَهلي ولن يَرَى
سِوَى ما أرَى من حَيرَةٍ شاعِرٌ
أَمهَرْ
ليلة الثلاثاء، ٧ / ١ / ٢٠١٤م