حب إلى الأبد
قال لها: أنا أحبُّك إلى الأبد.
قالت: لا تقُل إلى الأبد حتى أصدِّقك.
قال: صدِّقيني، حبي لك مستمر إلى الأبد.
قالت: أرجوك لا تقُل إلى الأبد كي أصدِّقك.
قال: أُقسِم لك أني أحبُّك إلى الأبد.
قالت: وبماذا تُقسِم؟
قال: أُقسِم بالله والوطن والإمام.
قالت: أصدِّقك وإليك حياتي. عقلي وقلبي وجسدي هو أنا وأنا في الحب شيءٌ واحد. وفي الصباح رأت صورته منشورة في الجريدة داخل برواز كبير، وخبر زفافه لابنة رئيس الأمن، ووسام الشجاعة فوق صدره في عيد النصر.
قالت: قلت لي بالأمس إنك تُحبني.
قال: كان ذلك بالأمس، واليوم غير الأمس.
قالت: هل تُخلِص للوطن وتخونني؟
قال: أنا لست رجلًا واحدًا. أنا رجلان اثنان. ومن كان معك بالأمس ليس أنا، وإنما الرجل الثاني. ولا زِلت أحبُّك؛ فالحب شيء والزواج شيءٌ ثانٍ.
قالت: تزوَّجتها بغير حب؟
قال: كان أبوها يُطاردني كالشيطان، وقلت آمن شره وأمتلك قرة عينَيه، فتصبح في يدي وطوع بناني. كنت في حاجة إلى امتلاكها، وإذا كانت هناك حاجة فليس هناك حب.
وفي الليلة الثانية رآها بين أحضان رجل آخر، وارتعد حين رأى وجهه، كان هو رئيس الأمن ذاته.
قال: أتخونيني مع رجلٍ آخر؟
قالت: أنا لست امرأةً واحدة. أنا امرأتان اثنتان. ومن كان معك الأمس ليست أنا، وإنما المرأة الأخرى. ولا زلت أحبُّك إلى الأبد؛ فالحب شيء والزواج شيءٌ آخر. قال: أهو زوجك؟ قالت: كان يُهدد أبي بالسجن، وقلت آمن شره وأتزوجه، فيصبح في يدي وطوع بناني. كنت في حاجة إلى امتلاكه، وإذا كان هناك امتلاك فليس هناك حب.
وتعانقا في الليل الهادئ بعيدًا عن العيون، وكلاهما يُقسِم بالله والوطن والإمام أنه يُحب الآخر إلى الأبد. وفي قمة النشوة قال لها: يمكن للرجل أن يجمع في الشريعة بين أربع زوجات في وقتٍ واحد، أما في الحب فهي امرأةٌ واحدة. وسألته: أنت في حزب الله أم في حزب الشيطان؟ قال: أنا في الحزبين. قالت: ولماذا تدخل حزب الله وحزب الشيطان معًا؟ قال: أُومِن بوجود الله وأُومِن بوجود الشيطان، وقلت آمن شرهما وأدخل حزبَيهما.
قالت: أنت تعيش في خوف إلى الأبد.