كيف دونت أسماء النبات والشجر؟
حينما ابتدأ العرب في تدوين اللغة، وتقييد شواردها، وضبط أوابدها، كانت لهم من الأمصار التي نشأ العلماء بها البصرة والكوفة والحيرة، ثم بعد ذلك بغداد، وغيرها من الأمصار، فكانت هذه الأمصار مقرًّا للعلماء الذين انشغلوا بالتقييد والتعليم، ومهبطًا لفصحاء الأعراب الوافدين عليها من البادية، حاملين إلى سكان الأمصار صحيح اللغة وفصيحها الذي لم يتطرق إليه الفساد بالاختلاط بالأعاجم من الأمم الأخرى، فيلقون فيها الدروس لمن يستمع لهم، ويتنافس العلماء في الأخذ والرواية عنهم.
- (١) أبو مالك عمرو بن كَركَرة: كان أعرابيًّا يعلم بالبادية، ويورق بالحضر؛ ويقال: إن أبا مالك كان يحفظ اللغة كلها.
- (٢) يونس بن حبيب: كان من أصحاب عمرو بن العلاء، وكانت حلقته بالبصرة، وينتابها طلاب العلم، وأهل الأدب، وفصحاء الأعراب، ووفود البادية؛ قال بعضهم: إنه مولى لبنى الليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة، وقيل: إنه يكنى بأبى محمد مولى ضبة. توفي سنة ١٨٣ﻫ في خلافة هارون الرشيد وقد جاوز المائة.
- (٣) أبو زياد الكلابي: من بني عامر بن كلاب، وهو أعرابي بدوي، قدم بغداد أيام المهدي (١٥٨ﻫ–١٦٩ﻫ) وأقام بها أربعين سنة وبها مات.
- (٤) أبو سَوَّار الغنوي: وعنه أخذ أبو عبيدة ومن دونه.
- (٥) أبو السمح: أعرابي بدوي نزل الحيرة.
- (٦) أبو مسحل: أعرابي ويكنى بأبي محمد واسمه عبد الوهاب بن جريش؛ حضر بغداد وافدًا على الحسن بن سهل، وله مع الأصمعي مناظرات.
- (٧) أبو ثروان العكلي: من بني عكل، أعرابي فصيح، يعلم بالبادية؛ كذا ذكره يعقوب بن السكيت.
- (٨) ابن محلم الشيباني: أعرابي أعلم الناس بالشعر واللغة، توفي سنة ٢٤٨ﻫ.
- (٩) أبو ضمضم الكلابي: وهو أبو عثمان سعيد بن ضمضم، وفد على الحسن بن سهل.
- (١٠) البهدلي: واسمه عمر بن عامر ويكنى أبا الخطاب، أخذ عنه الأصمعي وجعله حجة.
- (١١) الحرماذي أبو علي الحسن بن علي: أعرابي بدوي راوية، قدم البصرة ونزل بها.
- (١٢) أبو العميثل: أعرابي واسمه عبد الله بن خليد مولى جعفر بن سليمان، وكان يؤدب ولد عبد الله بن طاهر. توفي سنة ٢٤٠ﻫ.
- (١٣) أبو خيرة نهشل بن زيد: أعرابي بدوي من بني عدي دخل الحيرة.
- (١٤) ابن أبي صبح عبد الله بن عمر بن صبح المازني: أعرابي بدوي نزل بغداد وبها مات، وكان فصيحًا أخذ عنه العلماء.
- (١٥) الفقعسي محمد بن عبد الملك الأسدي: راوية بني أسد. أدرك المنصور ومن بعده، وعنه أخذ العلماء مآثر بني أسد، وسيأتي ذكر هؤلاء الأعراب الفصحاء في تراجم الذين نقلوا عنهم النبات.
- جاء في لسان العرب في مادة عفار: قال أبو حنيفة: أخبرني بعض أعراب السُّراة أن العفار شبيه بشجرة الغُبيراء الصغيرة إذا رأيتها من بعيد لم تشك أنها شجرة غبيراء ونُورها أيضًا كنورها وهو شجر خوَّار ولذلك حاد للزناد.
- وجاء في مادة السيكران: قال أبو حنيفة: السيكران مما تدوم خضرته القيظ كله؛ قال: وسألت شيخًا من الأعراب عن السيكران، فقال: هو السُّخَّرُ، ونحن نأكله رطبًا، أيَّ أكل؛ قال: وله حب كحب الرازيانج.
- وجاء في مادة عِتر: العتر: شجر صغار له جراء نحو جراء الخشخاش وهو المرزنجوش. قال: وقال أعرابي من ربيعة: العترة شجيرة ترتفع ذراعًا ذات أغصان كثيرة وورق أخضر مدوَّر كورق التُّنَوِّم.
- وجاء في مادة القِلَّار القلَّار: والقلاري ضرب من التين أضخم من الطُّبَّار والجميز. قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي قال: هو تين أبيض متوسط ويابسه أصفر كأنه يُدهن بالدهان لصفائه؛ وإذا كثر كزم بعضه بعضًا كالثمر.
- وجاء في مادة الرَّشاء: قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من ربيعة قال: الرَّشاء من الحمة ولها قضبان كثيرة العقد وهي مرة جدًّا … إلخ.
- وجاء في مادة كَشمخة: قال الأزهري: أقمت في رمال بني سعد فما رأيت كشمخة، ولا سمعت بها، وأحسبها نبطية وما أراها عربية. والكشمخة: المُلَّاح.
- وجاء في مادة مُصّاح: قال الأزهري: رأيت في البادية نباتًا يقال له: المصاح والثُّدّاء، له قشور بعضها فوق بعض كلما قشرت أمصوحة ظهرت أخرى وقشوره تقوي جدًّا.
- وجاء في مادة مَرخ: المرخ والعَفار وهما شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ويسوى من أغصانها الزناد فيقتدح بها. قال الأزهري: وقد رأيتها في البادية.