الصورة الممزقة (٣)
حجرةٌ جانبية في منزل سعاد.
سعد (زميل محمود في الكلية) يقف منتظرًا.
محمود يدخل بسرعة إليه ومن ورائه سعاد. سعد يتقدَّم إليه.
(محمود يُطرِق ويفكِّر في صمت.)
(ينظُر إلى سعاد وسعاد تنظُر إليه في ألم.)
(تمر لحظة صمت. الثلاثة مطرقون إلى الأرض في حزنٍ صامتٍ عميق.)
(محمود ينظر إلى سعاد.)
(يخرجون.)
مدرج كلية الطب.
يجلس في صفوفه الأمامية حوالي عشرين طالبًا من مختلف الكليات هم أعضاء اللجنة التنفيذية العليا للطلبة. أحد الطلبة واقف (عزيز) يتحدث. الباقي يستمعون في اهتمامٍ شديد. يبدو على وجوههم الألم أيضًا. بعض الطلبة يناقشون المتكلم.
(الطلبة يناقشون فيما بينهم.)
(يدخل محمود وسعد وسعاد.)
(الطلبة يسلِّمون على محمود وسعاد ويهنِّئون بالخطبة في وجوم.)
(محمود وسعاد وسعد يجلسون بين الطلبة.)
ودلوقت يا محمود احنا قرَّرنا نبعت كتيبة بكرة القنال بدل كتيبة ممدوح.
(سعاد تقف. الكل ينظر إليها.)
(لحظة سكوت.)
(سعاد تنظر إليه حين يقول هذه الجملة.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد تعبِّر عن السرور والفرحة لكلمة (مش أي طالبة).)
(سعاد تنظر إليه وتُطرِق إلى الأرض.)
(محمود يفكِّر لحظة في صمتٍ ويُطرِق إلى الأرض. الطلبة ينظرون إليهما في استطلاع.)
(الطلبة يضحكون.)
(يقفون ويصافحون محمود وسعد في وداع ويعانقونهما بشدة.)
خلي بالك من نفسك.
مع السلامة.
الله يسلمكم … إلخ.
(المدرَّج يخلو تدريجيًّا من الطلبة. لا يبقى بالمدرج سوى محمود وسعد وسعاد.)
(محمود يتابع الحديث بينهما.)
(وهو يعبث بمجلة في يده.)
(وهو مُطرِق إلى الأرض.)
(محمود ينظر إلى سعد.)
(محمود وقف وأخذ يتمشى في المدرج مطرقًا مفكرًا.)
(سعد يضُم قدمَيه ويخبطهما محدثًا صوتًا بحذائه، كما يفعل الجنود عند تلقي الأوامر، ويضرب بيده سلامًا كالجنود.)
(سعد يكرِّر التحية وخبط القدمَين ثم يستدير ويغمز لمحمود بعينه ويخرج من المدرج.)
(سعاد تضحك وهي تراقب سعد. تظل تضحك بعد أن يخرج وتنظر إلى محمود. محمود واقف صامت لا يبتسم وهو ينظر إليها في شوق.)
(يتبادلان النظرات في صمت وإطراق.)
(سعاد تقترب من محمود.)
(محمود يومئ برأسه دليل الإيجاب.)
(سعاد تطرق والدموع في عينَيها.)
(يسكت لحظة.)
إنتي يا سعاد اللي خليتي الحياة لها معنى في عیني … تعرفي أنا باقسو على سعد ليه لما بيقول ان الحياة ما لهاش معنى؛ لأنه بيقول الكلام اللي في نفسي من جوه ومش قادر اقوله … كنت باقسو عليه عشان أداري عذابي. لكن دلوقت انت خليتي لحياتي معنى يا سعاد. حسافر احارب مع الفدائيين وارجعلك تاني يا سعاد … حتكوني جنبي يا سعاد؟(محمود يمسك يدها ويقبِّلها. الدموع في عينَي سعاد.)
(يقبِّل يدها في حب.)
(لحظة صمت.)
(سعاد تُخرج من حقيبتها صورة لها وتعطيها لمحمود.)
(محمود يتأمل الصورة وهو يبتسم.)
(يتأمل الصورة طويلًا.)
الصورة حلوة بس هي مش انت. أنا باحب عنیکي دول يا سعاد! عنیکي الحلوين.
(سعاد تبتسم.)
(يعطيها صورته. سعاد تتأملها وتنظر إليه وتبتسم.)
(يتأهبان للخروج من المدرج.)
(يمسك يدها بكلتا يدَيه في حب وحنان.)
(ويقبلها. يخرجان معًا.)
لقطات تصوِّر بعض مشاهد من حرب الفدائيين وحرب العصابات. فدائي يفجِّر قنبلةً يدوية.
أصوات انفجارات وحرائق. وصراخ أصوات الحرب بما فيها من بشاعة.
مجموعة من الفدائيين يفجرون الألغام. ويجتازون الأسلاك الشائكة.
فدائي يأسر بيديه جنديًّا إنجليزيًّا.
فدائي يقتل جنديًّا إنجليزيًّا بسكين.
مناظر الجري وتسلُّق الحواجز وإطلاق الرصاص والرعب والفزع وجو الحرب المخيف.
سعاد تسير في الشوارع ليلًا تجمع التبرُّعات من المنازل.
سعاد تجتمع ببعض الطالبات والطلبة.
سعاد تحمل حقيبةً كبيرة وتسلِّمها لأحد الفدائيين بملابس الحرب.
سعاد تجري في الشارع ومعها بعض المنشورات. تختفي من المطاردين في مدخل بيت.
سعاد توزِّع المنشورات على بعض الناس. سعاد وسط مجموعة من الطلبة تخطب فيهم. في مدرج الكلية.
سعاد تجلس في اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للطلبة. تشترك في المناقشة.
منظر أرض ملاعب كلية الطب والطلبة يتدربون على حرب العصابات وتفجير القنابل اليدوية. وقد لبسوا ملابس حرب الفدائيين. سعاد تقف بينهم.
صوت الراوية:
أيام عشتها. كيف عشتها؟
أيام لا يمكن أن أنساها. كيف أنساها؟
أيام الكفاح والسعادة والخوف والقلق. أيام مليئة بالحياة. أيام لها معنى. ولها طعم ولها لون. ليست كباقي أيام الحياة.
كنتُ أخرج من البيت صباحًا فلا أعود إلا بعد منتصف الليل. وحينما تسألني أمي أين كنتِ أقول لها: كان عندنا سهرة ولادة! كان الألم يُدمي قدميَّ من كثرة المشي والجري ودخول البيوت وجمع التبرعات وتوزيع المنشورات. وكان الخوف يعصف بي أحيانًا حين تشتد الظلمة في الشارع أو حين يطاردني أحد. لكن السعادة كانت تملأ قلبي. كنتُ أُحس أنني أفعل شيئًا خطيرًا. كذلك الذي يفعله الطلبة الفدائيون. لم أكن أُحس أنني مجرد فتاة أو بنت كما كانت تسمِّيني أمي.
وكنت كلما أجلس على مكتبي لأذاكر. تتراءى لي صورة محمود. بملامحه القوية النبيلة.
أُحبه! نعم أُحبه بكل ما أُحس وأفهم وأعي الحب. لكني لم أحبه أبدًا كما أحببتُه حين قال إنني لست كالفتيات.
(صدى صوت محمود: سعاد مش أي طالبة!)
سعاد تجلس على مكتبها في حجرة نومها وأمامها كتاب الجراحة تذاكر.
تشرد بأفكارها لحظة (صدى صوت محمود: سعاد مش أي طالبة).
تُخرج صورة محمود من درج مكتبها وتتأملها في شوق وحب.
تدخل الدادة ومعها فنجان ينسون دافئ.
(لقد سمعَت الدادة تقول نفس عبارة محمود عنيکي الحلوين!)
(الدادة تقول في مكرٍ شديد):
(سعاد تنظر إليها وتبتسم في سعادة وتقف أمامها في دهشة.)
(سعاد تُعانِقها وتقبِّلها.)
(سعاد تضحك والدادة تضحك. تعود سعاد لتجلس على المكتب. لكن يدها تخبط كوب الينسون فيقع على الأرض وينكسر محدثًا صوتًا.)
(موسيقى تصور الكسر والفزع.)
(وجه سعاد يبدو فزعًا مضطربًا.)
(موسيقى تصويرية.)
صوت انفجار.
تظهر صورةٌ مكبَّرة لمحمود وهو منبطح على الأرض (في الحرب) تنزف الدماء من ذراعه. وقد انفجرَت قنبلة إلى جواره. يزحف على بطنه فيجد زميلًا له يلفظ أنفاسه الأخيرة.
محمود يحتضنه ويحاول إسعافه دون جدوى. الزميل يموت بين ذراعَي محمود. صورةٌ مكبَّرة لوجه محمود تُعبِّر عن الأسى والألم والدموع، ثم يترك الميت ويهبُّ كالملسوع ويجري ويقذف بقنبلةٍ يدوية تُحدِث حريقًا كبيرًا.
صوت انفجار قنبلةٍ يدوية.
صورةٌ مكبَّرة لمحمود وهو يجري. يقابل إنجليزيًّا. يهجم عليه ويقتله بالمطواة. الإنجليزي يموت بين يدَيه.
صورةٌ مكبَّرة لوجه محمود تُعبِّر عن الأسى والألم أيضًا. والدموع.
صورة مكبرة لمحمود وهو جالس على الأرض وحده. ذراعه ينزف دمًا. وهو يلهث من الإعياء. يُخرج من جيبه صورة سعاد. يتأملها. الدموع تظهر في عينَيه. يهمس بصوتٍ ضعيف خائر.
سعاد! سعاد!
منظر محمود يربط ذراعه وهو بملابس الحرب وزميله سعد يعرج قليلًا وهما ينزلان من القطار الذي حملَهم من منطقة القنال إلى محطة القاهرة.
يندفع نحوهما بعض الجنود المصريين ويسوقانهما إلى المعتقل.
محمود وزميله سعد جالسان كلٌّ منهما على سرير من أَسرَّة المساجين في حجرةٍ عارية من حُجرات المعتقل.
ده كنت متصور إنهم حيحطوا أسامينا في لوحة الشرف مع الأبطال يقوموا يسجنونا؟ شيء غريب خالص!
(سعد يقرب فمه من أذن محمود.)
(سعد يشد محمود من يده إلى ركن في الحجرة فيه حقيبة سعد.)
(سعد يُخرِج من الحقيبة علبة حقن.)
(يضحك ساخرًا.)
ها! ها!(سعد يُخرِج حقنة ويعطيها لنفسه في ذراعه في الوريد.)
(محمود ينظر إلى سعد وقد أخذ الحقنة.)
(محمود يأخذ علبة الحقن من سعد ويقرؤها ويضعها في جيبه.)
(محمود لا يتكلم. ينظر شاردًا. سعد يبدو عليه الإعياء والتعب. العرق يتصبَّب من جبهته. يغمض عينَيه ويستلقي على سريره. محمود يجلس وحده شاردًا يفكِّر.)
(تظهر له صورة أمه وهي تضربه وهو طفل في السابعة من عمره.)
(ثم صورتها وهي تنهره وهو شاب وتقول له إنت خايب.)
(موسيقى تصويرية مناسبة. تتابع الصور التي يتخيلها ويستعيدها من الماضي.)
(صورة الطلبة في الكلية وهم منهمكون في الدراسة والتحصيل.)
(صورة لزميله الذي مات في الحرب بين يديه.)
(صورة للإنجليزي الذي قتله في الحرب.)
(صورة للجنود وهم يقبضون عليه.)
(صورة للطلبة وقد أصبحوا أطباء وارتدوا البلاطي البيضاء والسماعات في آذانهم.)
(صورة سعاد بالبالطو الأبيض والسماعة متعلقة برقبتها.)
(موسيقى مناسبة.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه محمود وقد اهتزَّت عيناه بالاضطراب وتصبَّب العرق من وجهه.)
(يقوم ويمشي في الحجرة بعصبية. يتحسس جبينه. يُخرج علبة الحقن. وينظر إليها. يضعها في جيبه ويجلس يفكِّر. يخرجها من جيبه مرةً أخرى وينظر في داخلها.)
(موسيقى تصويرية.)
(يتحسَّس ذراعه في خوف.)
(يرجعها إلى جيبه مرةً أخرى. أخيرًا يفتح علبة الحقن.)
(ويسحب منها واحدة ويذهب إلى سعد النائم ويوقظه.)
(سعد يفتح عينَيه في بطء نصف فتحة.)
(سعد ينهض متثاقلًا.)
(محمود يكشف ذراعه الأيسر. سعد يعطيه الحقنة في الوريد.)
(محمود يُغمِض عينَيه قليلًا، ثم يفتحها.)
(يبتسم لنفسه. تبدو عليه الحيوية والنشاط.)
(يقوم ويمشي في الحجرة في نشاط وقلق.)
(سعد يتأمله قليلًا ثم يقول):
(ساخرًا): أيوه يشترلنا الحقن ويشترلنا الورق. أمال! يشترلنا الحقن ويشتر لنا الورق. هو احنا ورانا إيه يعني؟
(يُسمَع وقع أقدام الحارس الثقيلة. يظهر الحارس على باب الحجرة. سعد يعطيه بعض النقود ويهمس في أذنه ويغمز بعينه. الحارس يأخذ النقود ويبتسم في مكر. وينصرف.)
منزل أم محمود. أم محمود جالسة إلى ماكينة الخياطة.
تظهر قدماها أولًا. الأخت الخرساء. تجلس إلى جوارها تُعاوِنها. يبدو عليهما الحزن والألم لفراق محمود.
الجرس يدُق. الأخت تنتفض فرحة والأم تتوقف عن الخياطة متهلِّلة وقد ظنا أن محمود هو الذي جاء. الأخت الخرساء تفتح الباب.
تظهر سعاد. الأخت تعانقها وتسألها بالإشارة عن محمود. سعاد ترُد بأنها لا تعرف.
الأخت تتألم.
الأم تنهض وتستقبل سعاد.
(الأم تمسح دموعها وقد تذكَّرَت محمود.)
(سعاد تجلس والأم تجلس.)
(الأخت تقف. تُحاول فهم ما يدور بينهما.)
(وجه الأخت الخرساء مكبَّرًا. يبدو عليه الفزع والألم.)
(وجه الأخت وهي تُحاوِل أن تفهم.)
(وجهها يُعبِّر عن القلق والهم والألم.)
(الأم تنشج بالبكاء.)
(الأخت تبكي معها وتربتُ عليها.)
(سعاد تحاول تهدئة الأم.)
(الأم هدأَت وبدأَت تثور.)
(الأخت تفهم كلام سعاد ويظهر وجهها معبِّرًا عن الأمل.)
بكرة محمود يبقى بطل وكل الناس تتكلم عنه وتفخر بيه!(وجه الخرساء مكبَّرًا تتابع بعينَيها كلام سعاد في اهتمام.)
أهو اللي راح فيهم الأرياف عشان يعمل له ثروة من عرق الفلاحين الغلابة. أو اللي قاعد في مصر في وظيفة بخمستاشر جنيه في آخر الشهر. أو اللي قاعد في بيتهم مستني لما وزارة الصحة تحن عليه بشغل.(وجه الأم معبِّرًا عن عدم الفهم والدهشة.)
تفتكري يا تانت الحياة دي ممكن تعجب واحد زي محمود؟(وجه الأخت معبِّرًا عن الفهم والتشجيع لسعاد.)
لا يا تانت، محمود مش ممكن يعيش حياة خاملة. مش ممكن يبقى هدفه إنه يعمل ثروة من عرق الفلاحين. محمود اتخلق عشان يبقى إنسان عظيم. عشان يجدد! عشان يخلق!(الأخت تبتسم أيضًا.)
(سعاد تقف.)
(الأخت تقترب منها وتُحاول أن تُفهِمها بالإشارات أن تُطيل بقاءها.)
(سعاد تعانق الأم وتقبِّلها.)
(وتعانق الأخت وتقبلها.)
(الأخت تشير إليها بأن تزورهم مرة أخرى. توصلها إلى الباب.)
(سعاد تخرج.)
(الأم تبكي. الأخت تراها تبكي. تجلس إلى جوارها وتبكي معها.)
محمود وسعد يجلسان في حجرة المعتقل.
محمود قد طالت لحيته وبدا عليه التعب.
وسعد أيضًا يضحك باستهتار. ومحمود أمامه رزمة من الورق يكتب ويقطع.
وأمامه صورة سعاد يتأملها قليلًا ويتركها.
يمسك القلم ويكتب كلمة سعاد ويكتب كلمة محمود.
يضيف لها كلمة دكتور. يشطب.
يكتب دكتورة. ويشطبها. يمزِّق الورقة إثر الورقة.
إلى جواره كوم من الورق الممزَّق.
سعد يتأمله ويضحك باستهتار.
(محمود يكتب ولا يرد ولا يرفع رأسه.)
(سعد يقف ويذهب إلى محمود ويهزُّه من كتفه هزةً خفيفة يقع محمود من أثرها على الأرض في إعياء شديد.)
(يتنفس بصعوبة على الأرض.)
(ويستريح لحظة ثم يهب ثائرًا كالأسد.)
(ويمسك سعد من ملابسه.)
(سعد ينتزع نفسه منه ويترنَّح ساخرًا.)
على فكرة. أنا حلمت امبارح حلم غريب قوي.
(محمود يجلس إلى الورق مرةً أخرى ويمسك القلم.)
(محمود ينظر إلى سعد في دهشة.)
(سعد ينظر إليه في دهشة أيضًا.)
(ثم ينفجران في الضحك والقهقهة العالية.)
(ثم يتوقفان عن الضحك فجأة.)
(يصمتان ويشردان ويطرقان إلى الأرض في حزن.)
(محمود يقف مضطربًا. يمشي في الحجرة قلقًا.)
(ثم يذهب إلى الحقيبة ويفتحها ويخرج علبة الحقن.)
(ويعطي نفسه حقنة في ذراعه الأيسر. سعد ينظر إليه في دهشة.)
(محمود يسمع كلمة إدمان فيبدو وجهه مكبَّرًا مضطربًا. عيناه تبرزان في فزع.)
(محمود يمسك بخناق سعد في ثورةٍ شديدة.)
(في شدة وعنف.)
أنا مدمن! مدمن! مدمن! مدمن!(يمسك رأسه بيدَيه في قوة. يترنح وصوته ينقلب إلى نشيج ويقع على الأرض محدثًا صوتًا.)
(موسيقى تصويرية. تعبِّر عن سقوط شخص إلى الأرض.)
(يهذي بكلمة سعاد!)
سعاد! سعاد!حقيبة سعاد تقع منها على الأرض وهي تجري في الشارع.
تترك الحقيبة وتجري كالمجنونة وهي تلهث والدموع في عينيها وهي تقول كالمجنونة.
محمود! محمود!
تجري في الشارع نحو المعتقل وتدخله.