الصورة الممزقة (٥)
يظهر محمود وسعاد جالسَين ويداهما متشابكتان والمأذون يجلس ويده تُبارِك يدَيهما.
المأذون عجوز يلبس القفطان والعمامة البيضاء الكبيرة.
يرفع يده من فوق يدَيهما ويكتب قسيمتَي الزواج. سعاد ومحمود يتبادلان نظرات الحب. ينتهي المأذون من كتابة أوراقه ويعطي كلًّا منهما قسيمة زواجه ثم ينصرف.
تظهر سعاد جالسة على الكرسي ومحمود جالس على الكرسي أمامها. تظهر الحجرة عارية إلا من الأثاث البسيط جدًّا. سعاد تنظر إلى محمود وهو ينظر إليها.
كلٌّ منها يرى الآخر في خياله بالصورة التي كان يحلم بها وقت الزفاف.
صوت الراوية:
لم ألبس ثوب الزفاف. ولم أشهد جهاز العروس.
لم تقبلني أمي ويهنئني أبي. ذهبت بقدمي إليه في بيته. ووضعت يدي في يده. وتولى الرجل العجوز ذو العمامة البيضاء الكبيرة كتابة أوراقه، وأعطى كلًّا منا نسخته، ثم تركنا وانصرف.
فيلم سينمائي.
يصوِّر سعاد تلبس فستانًا أنيقًا جدًّا للزفاف وتجلس على الكوشة وحولها الورود.
محمود إلى جوارها يرتدي بدلة الزفاف وحولهما الأهل والأصحاب. يظهر أبو سعاد يصافحها وأمها تقبِّلها. وأخته الخرساء تقبِّله. مظهر الفرح الكامل.
يظهر الواقع وسعاد جالسة بملابسها العادية على الكرسي ومحمود بملابسه العادية. يتبادلان النظرات. محمود ينادي سعاد في حب.
(يقفان ويقتربان شيئًا فشيئًا ثم يعانقها بقوة وبشدة ويقبِّلها قبلةً طويلة دافئة. ثم يقفان. محمود يكلمها وهو ينظر في عينَيها.)
أوعدك يا سعاد اني مش حاخد ولا حقنة من بعد النهارده! أوعدك يا سعاد!
(تعانقه وتقبِّله.)
الدكتورة سعاد ترتدي البالطو الأبيض. تمر على المرضى مع الحكيمة والممرضة. تكشف على بعض المرضى.
تواسي البعض. سعاد تُجري عملية جراحية في حجرة العمليات ومعها طبيب. الممرضة تمسح لها العرق.
سعاد تروح وتجيء بين المرضى في همة ونشاط.
محمود يجلس إلى مكتبه في بيته هو وسعاد وأمامه كتاب الجراحة يحاول المذاكرة. يشرد قليلًا. يمسك ورقة ويكتب بعض الخطوط والمثلثات. يكتب الدكتور ثم يشطبه. يمزِّق الورقة. يتصبَّب العرق من وجهه. تبدو عليه الرغبة لأخذ الحقنة. يحاول فتح كتاب الجراحة فيغلقه. يقوم ويتمشَّى في الحجرة في قلقٍ شديد. يجلس إلى المكتب مرةً أخرى. يمسك القلم. يكتب بعض الخطوط. يمزِّق الورق. يقوم ويدور في الغرفة كالمجنون. يمسك رأسه بشدة. يتنفَّس بصعوبة.
يمسك صدره كأنما يشعر بألم في صدره. يمسك ذراعه كأنما يشعر فيه بألمٍ شديد. يندفع كالمجنون إلى المكتب. يفتح الدرج بشدة ويخرج علبة الحقن.
موسيقى مناسبة.
صورةٌ مكبَّرة ليدَي سعاد وهي تعطي مريضًا حقنة في الوريد وتوصل له جهاز نقل الدم. يداها ترتعشان. تقع الحقنة من يدها.
تظهر صورة سعاد وهي مذعورة تنظر إلى الحقنة المكسورة.
موسيقى مناسبة.
على الأرض وعرق الإجهاد يتصبب من وجهها. تخلع البالطو. وتخرج.
وجه محمود مكبَّرًا والعرق يتصبَّب منه بعد أن أخذ الحقنة.
ازاي خدتها تاني؟ ازاي؟ ازاي؟
وهدأَت أعصابه. في عينَيه نظرة ألم وندم. يكلم نفسه. يمسك رأسه بين يدَيه في أسًى. يرفع راسه والدموع في عينَيه يحاول أن يمسك بالقلم ويكتب. يرسم بعض الخطوط ويمزق الورقة ويكلم نفسه.
يرسم خطوطًا أخرى ويمزِّق الورقة في غضب. يكلم نفسه.
ازاي خدتها تاني؟ ازاي؟ ازاي؟
خالفت وعدي لسعاد! خالفت وعدي!
يمسك رأسه بشدة في أسًى وألم. يرفع رأسه وقد هدأ قليلًا. يفتح كتاب الجراحة ويحاول المذاكرة.
أنا ضعيف! ضعيف! ضعيف!
تدخل سعاد تحمل أكياسًا من الفاكهة والطعام.
تجري إليه وتعانقه وتقبِّله.
(ينظر إليها. سعاد تنظر إليه في حب. لحظة صمت.)
(يحاول أن ينظر بعيدًا عنها.)
(سعاد تضحك وتعانقه. يقبلها.)
(تخرج سعاد مسرعة.)
(محمود يعود إلى كتاب الجراحة وهو شارد يفكر في ألم. يمسك رأسه بين يدَيه. يكلِّم نفسه.)
(مش معقول! مش معقول! اقولها اني ضعفت! مش معقول اقولها اني خلفت وعدي! لازم اخبي عليها!)
لازم!(يرفع رأسه وينظر في كتاب الجراحة.)
(سعاد تدخل ومعها طبق شوربة والمعلقة.)
(موسيقى مناسبة.)
(سعاد تفسح مكانًا للطبق على المكتب. تزيح الأوراق. ترى زجاجة الحقنة المكسورة التي أخذها محمود منذ دقائق قبل وصولها. يقع طبق الشوربة من يدها على الأرض. صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد يعبر عن الفزع والدهشة والألم.)
(سعاد تنظر إلى الحقنة المكسورة في ذهول.)
(عينا محمود تتابع عينَيها فيعرف أنها فهمَت أنه أخذ الحقنة.)
(يطرق إلى الأرض في صمت وأسًى).
(تمر لحظة صمت رهيبة.)
(سعاد تنظر إليه في عتابٍ شديد.)
(محمود يرفع بصره إليها.)
(الدموع تظهر في عينَي سعاد.)
(محمود يقترب منها ويعانقها ويقبِّل يدها.)
(محمود يأخذ علبة الحقن من الدرج ويلقيها من الشباك.)
(وجه سعاد مُكبَّرًا يعبِّر عن الاطمئنان. تبتسم له. ثم تعانقه وتقبِّله في حنان.)
(يعانقها ويضمها في حب.)
(يبتعد عنها قليلًا. سعاد تنظر إليه.)
(يقفان ويسيران نحو حجرة النوم.)
(يدخلان حجرة النوم. محمود يخلع ملابسه. سعاد تختفي وراء ضلفة الدولاب لتخلع ملابسها.)
(لا يظهر منها إلا قدماها. محمود ينظر إليها باسمًا.)
(محمود يستلقي على السرير باسمًا.)
(سعاد انتهت من ارتداء ملابسها.)
(تظهر أمامه باسمة.)
(سعاد تعانقه في حنان.)
(يعانقها في حب ويقبِّلها.)
(سعاد تدخل على السرير بجواره. تمد يدها تطفئ نور السرير.)
(تظهر ساعة الحائط مكبَّرة تشير إلى الساعة الخامسة.)
(تظهر الساعة نفسها مُكبَّرة تشير إلى الساعة السابعة.)
(مرت ساعتان.)
(تظهر سعاد نائمة في الفراش غارقة في النوم.)
(محمود عيناه مفتوحتان ينظر إلى سقف الحجرة. يفكِّر. يتقلَّب في الفراش في أرق وسهد وألم.)
(موسيقى مناسبة.)
(يقوم من السرير وهو بالبيجاما. يفتح الدولاب ليأخذ بدلة. يجد بالطو سعاد الأبيض معلقًا في الدولاب. يتأمله قليلًا يمسكه ويأخذه ويلبسه فوق البيجامة. ينظر إلى نفسه في المرأة. يبحث عن السماعة في الحجرة. يجدها. يعلقها في أذنَيه. وينظر إلى نفسه في المرآة. يبتسم ثم يعبس في اشمئزاز. يخلع البالطو ويعلِّقه مكانه. يخلع السماعة. يعود ويجلس على كرسي بجوار السرير. يفكِّر. ينظر إلى وجه سعاد وهي نائمة.)
(تظهر أمامه صورة سعاد وهي مرتدية البالطو الأبيض والسماعة في أذنَيها. وحولها الحكيمات والممرضات. تكشف على المرضى. تظهر سعاد بالبالطو الأبيض وحولها الأطباء الشبان.)
(صورة سعاد تقف وأمامها طبيبٌ شاب يحدثها ويضحكان.)
(صورة سعاد وهي تدخل تتسلم ماهيتها وتعُد الجنيهات في يدها.)
(صورة سعاد وهي تدخل البيت تحمل أكياس الفاكهة والطعام.)
(تظهر صورة محمود وهو جالس على الكرسي إلى جوار السرير ينظر إلى سعاد وهي نائمة. يضع رأسه بين يدَيه ويمسكها في شدة ويضغط على رأسه في ألم وعذاب. يهُبُّ واقفًا مضطربًا. يمشي في الحجرة قلقًا. ينتصب واقفًا مضطربًا. يمشي في الحجرة قلقًا. يتصبَّب العرق من جبهته غزيرًا. صورةٌ مكبَّرة لوجهه تنمُّ عن الرغبة الشديدة للحقنة. عيناه تبرزان في جنون.)
(صوت الباب وهو يصفق بشدة.)
(يخلع البيجاما بسرعة ويلقيها على الأرض في عصبية. يلبس بدلته بسرعةٍ جنونية. يدُس يده في حقيبة سعاد ويأخذ جنيهًا وينطلق خارجًا كالمجنون. ويصفق الباب وراءه بشدة.)
(سعاد تهبُّ من نومها مذعورة على صوت الباب. تتلفَّت حولها فلا تجد محمود إلى جوارها. تنظر إلى الحجرة. تنظر إلى البيجاما ملقاة على الأرض. والدولاب مفتوح، والحقيبة مفتوحة. سعاد تقف حافية على الأرض. صورة مكبرة لوجهها يعبر عن الألم والفزع والذهول. تمشي إلى الدولاب. تجد البدلة غير موجودة. تتلمس حقيبتها بأصابعها في خوف. تقف كالمذهولة وسط الغرفة. صورة مكبَّرة لوجهها الذاهل. تمسك رأسها بيديها وتكلم نفسها في جنون.)
مش معقول! مش معقول!(تُلقي بنفسها على السرير وتجهش بالبكاء في عصبية وجنون!)
(صوت البكاء.)
(صورة مكبَّرة لفم امرأة يطلق صرخةً عالية.)
(صرخة امرأة تضع مولودًا.)
آه!(لحظاتُ صمتٍ رهيبة.)
(صورةٌ مكبرة لطفلٍ مولود يطلق صرخاتٍ عالية.)
(واء! واء!)
(يظهر وجه الطفل مُكبَّرًا وهو يبكي. يظهر الطفل في يد الممرضة وهو يبكي بحرقة. الطفلة تلبسه ملابسه.)
(يظهر وجه سعاد مُكبَّرًا يتصبب منه العرق. ويعبِّر عن الإجهاد.)
(تظهر سعاد نائمة في الفراش.)
(الممرضة تناول سعاد الطفل.)
(الطبيب يجمع أدواته ويخرج من الحجرة ومن خلفه الممرضة.)
(سعاد تحمل الطفل وتضمه إلى صدرها في حب.)
(صورة مكبَّرة لوجهها تبتسم له. وتقبله. يظهر محمود على باب الحجرة واقفًا مترددًا في الدخول. يدخل في بطء وهو ينظر إلى سعاد. يقف أمام سعاد.)
(محمود يحمل الطفل من سعاد وينظر في عينَيه.)
(تموت الابتسامة فجأة على شفتَي محمود. تتقلص ملامحه في غضب.)
(وجه سعاد مكبَّر يعبِّر عن الدهشة.)
(محمود يضع الطفل على السرير.)
(وجه محمود يعِّبر عن الثورة والغضب الشديد!)
(وجه سعاد يعبِّر عن الدهشة الشديدة.)
(يجلس على الكرسي الموازي للسرير ويمسك رأسه بيده وهو مطرق.)
(سعاد تنهض من سريرها في إعياءٍ شديد وتسند على السرير، وتذهب إليه وتمسك رأسه في حنان وتقول في صوتٍ حانٍ.)
(سعاد تمسكه من يده. يقوم محمود معها في إعياء وألم.)
(يذهبان إلى الطفل. سعاد تحمل الطفل وتناوله لمحمود.)
(محمود يحمل الطفل وينظر في عينَيه طويلًا، ثم يكلم الطفل.)
(يكلم سعاد): نسميه إيه يا سعاد؟
(محمود ينظر في عينَي الطفل في دهشة.)
(الطفل يبكي بكاءً متواصلًا. ويصرخ صراخًا عاليًا، ويرفس بقدمَيه بين ذراعَي محمود.)
(يظهر وجه محمود مكبَّرًا يعبِّر عن الذعر الشديد والاضطراب.)
(موسيقى مناسبة.)
(يمسك الطفل بعيدًا عن صدره في خوف. الطفل يبكي. سعاد تأخذ الطفل من محمود.)
(وجه لمحمود والعرق يتصبَّب منه والذعر والدهشة عليه.)
(موسيقى مناسبة.)
(يمشي في الحجرة في قلق واضطراب. يقف فجأة وينفجر ثائرًا.)
(يضغط على أسنانه في ثورة وجنون.)
ازاي؟ ازاي؟(سعاد تقترب منه وهي تحمل الطفل.)
(يذهب إلى الكرسي رأسه بين يدَيه في ألم. ينشج كالأطفال.)
أنا خلاص. خلاص انتهيت! ابني حكم علي بالنهاية دي! ابني حكم علي باني ما انفعش أب. وما انفعش زوج وما انفعش حاجة خالص! ما انفعش!
(سعاد تضع الطفل على السرير. وتتسند في إعياء وتذهب إليه. تركع إلى جواره على الأرض وتمسك رأسه وتقبِّلها وتمسك يدَيه والدموع في عينَيها. تبكي هي أيضًا.)
(وجه سعاد مكبرًا والدموع في عينَيها تنظر في شرود إلى شيءٍ بعيد. والقلق والألم مرتسم على وجهها. الطفل يبكي. تنهض سعاد وتتسنَّد في إعياء وتذهب إلى الطفل وتحمله لتهدئه. يظهر وجه الطفل وهو يبكي وسعاد تنظر إليه من خلال الدموع. ثم تنظر إلى محمود من خلال الدموع. وهو الذي يجلس على الكرسي ورأسه مطرق بين يدَيه.)
حجرة في مستشفى. الدكتور شكري يقف بجوار سرير يرقد عليه محمود. (لا يظهر وجه محمود). يظهر طبيب آخر مع الدكتور شكري يمسك بذراع محمود الأيسر. يظهر الذراع وقد انتشرت عليه النقط السوداء من جراء إدمانه على الحقن التي يحقنها لنفسه في الوريد. الطبيب يتحسَّس الذراع بأصابعه. ثم يعطي محمود حقنة في العضل. ممرضة تقف وتقوم بمسح الذراع وتغطِّيها، ثم تخرج. الدكتور شكري يعُد نبض محمود.
(سعاد تدخل من الباب مندفعة في سرعة واهتمام.)
(سعاد تذهب إلى محمود النائم الذي تغطَّى بالملاءة. يظهر وجهها مُكبَّرًا يعبِّر عن الألم والحب. الدموع في عينَيها.)
(الدكتور شكري يذهب إليها.)
(الدكتور شكري يأخذ سعاد ويدخل من باب إلى حجرة مجاورة لحجرة محمود الراقد لا يفصلهما عن بعضهما سوى باب مفتوح.)
(الدكتور شكري يجلس على مكتبه. سعاد تجلس أمامه في أسًى.)
(يظهر محمود وهو نائم على السرير.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجهه وهو نائم.)
(يظهر محمود نائمًا. صورةٌ مكبَّرة لوجهه وهو نائم.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد وهي تنصت باهتمام.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد يعبِّر عن الدهشة.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد وهي تنصت باهتمام.)
(وجه محمود يظهر نائمًا.)
(شكري ينظر إلى سعاد. يتأملها مفكرًا.)
(سعاد تنظر إليه بدهشة.)
(يظهر محمود وهو نائم في الفراش.)
(وجه سعاد ينمُّ عن الدهشة والفزع!)
(وجه سعاد ينم عن الدهشة والألم والأسى وتظهر الدموع في عينَيها.)
(مش معقول يا دكتور شكري! يعني أنا كنت سبب في إنه أدمن أكتر.)
(سعاد تبكي.)
(يظهر وجه محمود وهو يتقلب في الفراش.)
(وجه سعاد يبدو وهي تنظر إلى الدكتور شكري في أسًى وألم.)
(محمود يتقلب في الفراش.)
(محمود يفتح عينَيه في ذهول. يتلفت حوله لا يعرف أين هو.)
الشعور ده حينمي إرادته يا سعاد.
(سعاد تنظر في اهتمام.)
(تبكي في صمت وألم.)
(سعاد تجهش بالبكاء. الدكتور شكري يترك مكتبه ويذهب إليها ويربتُ على كتفها بحنان وعطف.)
(يظهر محمود على باب الحجرة وقد نهض من فراشه. محمود يرى الدكتور شكري وهو يربتُ على كتف سعاد. الدكتور شكري وسعاد لا يريانه. وجه محمود يظهر وقد برزَت عيناه من الدهشة والشك والجنون. يعود مسرعًا إلى السرير. يجلس عليه لحظة يفكر في أسًى. ثم يهب واقفًا ويرتدي بدلته ويندفع من باب الحجرة خارجًا دون أن يراه أحد من المستشفى.)
محمود يجري في الشارع كالمجنون.
يعود المنظر إلى الدكتور شكري وسعاد تبكي وهو يقف أمامها في ألم.
موسيقى مناسبة.
(سعاد تمسك رأسها بيدَيها في أسًى وهي تفكر.)
(سعاد ترفع رأسها في غضب.)
(سعاد تجهش بالبكاء في حرقةٍ شديدة.)
(يدخل الدكتور علاء ومن ورائه الحكيمة والممرضات.)
(وجه سعاد مكبَّرًا ينم عن الفزع والدهشة وقد توقفَت عن النشيج.)
(سعاد تجري خارج الحجرة ومن ورائها الكل يجرون بسرعة خارج الحجرة.)
محمود يدخل مندفعًا إلى حجرة النوم. يدور في الحجرة قلقًا. يرى الطفل نائمًا على السرير. يقترب منه. يتأمله قليلًا. يلمس وجه الطفل ويفتح جفنه بأصابعه وينظر في لون عينيه. يذهب إلى المرآة مدققًا. يبدو عليه القلق والاضطراب. يجري إلى مكتبه مضطربًا. يحاول فتح الأدراج. يجدها مغلقة. يبحث عن المفاتيح. لا يجدها. يكسر درج المكتب. يتصبَّب العرق من جبهته.
تظهر أمامه صورة الدكتور شكري وهو يربتُ على كتف سعاد في حنان وهي تبكي أمامه في إعياء وضعف.
صورةٌ مكبَّرة لوجه محمود وفي عينَيه نظرة جنون الشك والغيرة.
يُخرج علبة الحقن من الدرج. يربط ذراعه ويكسر حقنة ويعطيها لنفسه في الوريد. يستريح لحظة. وينظر أمامه وهو يفكر في ألم وأسًى.
يكسر حقنةً ثانية ويعطيها لنفسه في الوريد.
يمسك رأسه بيده ثم يرفع رأسه إلى أعلى وقد تصبَّب العرق من جبهته وفي عينه نظرة جنون وألم واضطراب.
صورةٌ مكبَّرة لعينَيه وهي جاحظة في جنون وشك.
تدخل سعاد. صورةٌ مكبَّرة لوجهها حين ترى محمود تنم عن الدهشة والفزع والألم.
تقترب منه وهو جالس وتقف أمامه.
(محمود لا يرُد.)
(محمود يقف ثائرًا.)
(سعاد تقترب منه وتضع يدها على كتفه.)
(محمود ينظر إليها في شك وغضب شديدَين.)
(سعاد تنظر إليه في دهشة.)
(سعاد تنظر في دهشة.)
(غاضبًا): دي حاجة شفتها بعينيَّ دول!كنت حضرتك فاكرة اني نايم أو تايه أو ميت!
(محمود في ثورةٍ جنونية.)
(يخبط بيده بقوة على المكتب.)
(الطفل يهب من نومه مذعورًا على الصوت. يبكي بصوتٍ عالٍ.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد ينم عن الألم الشديد والفجيعة. الدموع في عينَيها متجمدة من الصدمة. الطفل يبكي بحرقة. سعاد تمشي ببطء وتذهب إليه لتحمله. محمود يدخل وراءها مسرعًا في جنون.)
(سعاد تحمل الطفل بين ذراعها لتُهدِّئه. محمود ينظر إليها وإلى الطفل في جنون. وجه سعاد مُكبَّرًا ينم عن الخوف.)
(وجه سعاد مكبَّرًا ينمُّ عن الدهشة الشديدة والذهول.)
(تتراجع إلى الوراء في خوف.)
(محمود يقترب منها ومن الطفل ببطء.)
(صورة مكبَّرة لعينَية البارزتَين في جنون.)
(يقترب منها في جنون. سعاد تضع الطفل على السرير في رعب وهي تنظر إليه.)
(محمود يقترب من سعاد.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه المجنون.)
(موسيقى مناسبة.)
(صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد الفزِع.)
(عيناها تبرزان في خوف.)
(محمود يرفع يدَيه إلى رقبتها. سعاد تصرخ في رعب. الطفل يبكي أيضًا.)
(آه! واء!)
(يلف أصابعه حول رقبتها. سعاد تصرخ وتمسك يدَيه وتحاول أن تخلِّص نفسها منه.)