الصورة الممزقة (٧)

الصالة في منزل سعاد. الأم تجلس متكورة كالعجائز.

الدادة تنادي على الطفل خالد:

(يُسمع صوت الطفل خالد وقد كبر وأصبح عمره ست سنوات من حجرة سعاد):

(أنا مش بالعب في حاجة يا دادة.)

(يظهر طفلٌ جميل في السادسة من عمره.)

(خالد يجري ويتركها ويخرج.)

(الأم تمصمص شفتَيها في حسرة وشفقة.)

(الطفل خالد يدخل ويأخذ بعض اللعب بسرعة وينزل إلى الحديقة.)

(تدخل سعاد. يبدو عليها الإرهاق والتعب من كثرة العمل. الدادة تجري لها.)

(الدادة تخرج.)

(يدخل خالد مهللًا. يعانق أمه في سعادة وفرح.)

(سعاد تُخرج من حقيبتها قطعةً كبيرة من الشيكولاتة وتعطيها له.)

(سعاد تُخرج من حقيبتها «قطارًا» لعبةً صغيرة جميلة مناسبة لطفل في السادسة من عمره.)

(سعاد تخرج من الصالة ومعها خالد. الذي يمسك اللعبة في فرح وسعادة.)

(الأم تبقى وحدها بالصالة تكلِّم نفسها.)

(الدادة تدخل.)

(جرس التليفون يدُق في الصالة. ترُد الدادة.)

(الدادة تخرج لتُبلِغ سعاد بالتليفون. سعاد تخرج إلى الصالة وتمسك سماعة التليفون.)

(خالد يظهر أيضًا ويقف بجوارها يسمع. والدادة تقف تسمع. والأم جالسة تسمع.)

(سعاد تضع السماعة. تنظر إلى خالد، ثم تخاطب الدادة.)

(سعاد تسرع خارجة من الصالة.)

(الدادة تخرج ومعها خالد.)

(الأم تجلس وحدها تمصمص شفتَيها في حسرة وألم.)

الدنيا ليل.

عربة تقف أمام بيت سعاد. ينزل منها رجل. سعاد تقترب منه. يصافحها.

سعاد تجلس إلى جواره. يظهر بعض الجيران في نوافذهم. يُطِلُّون عليهما في استطلاع.

العربة تسير. الجيران يتهامسون في اهتمام.

صالة منزل سعاد. الأم جالسة متكورة كالعجائز. الدادة إلى جوارها.

(يُسمع صوت وقوف عربة أمام البيت.)

(الأم والدادة يجريان إلى النافذة ويطلان.)

العربة نفسها تقف أمام البيت. ينزل منها الرجل نفسه ويفتح الباب لسعاد. سعاد تنزل تتحدث مع الرجل لحظة في اهتمام شديد. ثم يصافحها الرجل مبتسمًا ويوصلها حتى باب البيت. ثم يودعها ويصافحها مرةً أخرى. بعض الجيران في نوافذهم يطلون أيضًا ويتهامسون.

الأم والدادة يتركان النافذة.

عيادة الدكتورة سعاد، المرضى الرجال والنساء جالسون ينتظرون.

فوزية محمد زميلة سعاد في المدرسة ترتدي ملابس الحكيمات تستقبل المرضى وتُجلِسهم.

تظهر حجرة مكتب الدكتورة سعاد. سعاد تجلس على مكتبها تكتب روشتة. يجلس أمامها رجل «رفاعي» يدخن سيجارة، وينظر إليها في اهتمام.

(سعاد تقف. رفاعي لا يقف.)

(سعاد تجلس.)

(سعاد تنظر إليه في وجوم. لحظة صمت.)

(لحظة صمت.)

(سعاد تقف وتصافحه.)

(تخرج فوزية إلى صالة العيادة. الرجال والنساء جالسون منتظرون الكشف. فوزية تنادي بينهم. تقف سيدة سمينة. فوزية تقودها إلى حجرة الكشف وتغلق الباب خلفها. تعود فوزية إلى المرضى المنتظرين. شاب وسيم يقترب من فوزية ويقول لها في صوتٍ هامس):

حجرة نوم الطفل خالد. الطفل راقد في السرير والدادة تجلس إلى جواره.

(تدخل سعاد إلى البيت عائدة من العيادة.)

(تسمع صوت خالد يكلم الدادة. تقف بالباب تسمع دون أن يراها أحد.)

(الدادة تمسح دمعها.)

(يظهر وجه سعاد مُكبَّرًا بالدموع فيه.)

(الدادة تمسح دموعها في صمت.)

(وجه سعاد يظهر وهي تبكي في صمت.)

(تدخل سعاد إلى حجرتها في هدوء دون أن تدخل حجرة طفلها خالد.)

(تجلس شاردة على طرف السرير والدموع في عينَيها. صورةٌ مكبَّرة لوجهها ينم عن الحزن والألم والتفكير.)

(تقف وتمشي كالتائهة. تجلس على المكتب. تفتح الدرج. تُخرج صورة محمود ممزقة وتنظر فيها. تضع الصورة مرة أخرى في الدرج. تجلس على المكتب ورأسها بين يدَيها تفكِّر.)

(منزل سعاد. الصالة. الأم تجلس. والدادة تلاعب الطفل خالد.)

(تدخل سعاد.)

(الدادة تأخذ الطفل وتخرج.)

(تخرج سعاد.)

(حجرة مكتب عزيز في الجريدة.)

(عزيز ومحمود يجلسان متجاورَين يشربان القهوة ويدخِّنان.)

(محمود يشعل سيجارة، ويظهر عليه الألم الشديد.)

(يبدو على محمود الألم.)

(منزل سعاد. الصالة. سعاد تلاعب طفلها خالد (عمره أربع سنوات تقريبًا).)

(الطفل يسكت لحظة.)

(تُخرج له الشيكولاتة من جيبها. يأخذها خالد في سعادة.)

(تدخل الدادة.)

(الدادة تأخذ الطفل وتخرج. سعاد تجلس شاردة تفكر. تمسك إحدى الجرائد. تتصفَّحها في شرود.)

(تدخل الأم.)

(الدادة تدخل.)

(مكتب أنيق. يجلس إليه محمود زكي. يافطةٌ صغيرة على باب المكتب مكتوب عليها رئيس التحرير. محمود منهمك في الكتابة.)

(يدخل السكرتير.)

(محمود لا يسمعه. منهمك في الكتابة.)

(محمود يفكِّر لحظة.)

(تدخل سيدةٌ جميلة في دلال.)

(محمود ينظر إليها في صمت دون حماس أو تشجيع.)

(في دلالٍ شديد.)

(في سخرية.)

(يدخل عزيز.)

(عزيز يصافح السيدة.)

(السيدة تهمُّ بالانصراف.)

(تخرج السيدة.)

(محمود يُطرِق صامتًا.)

(محمود يفكِّر في شرود.)

منزل سعاد.

سعاد صامتة شاردة. الأم تقترب منها وتربتُ على كتفها في حنان.

(الأم تبكي. تمسح دموعها، سعاد تنظر إليها في عطف. الأم تتركها وتخرج. تمشي الأم وتعرج في شيخوخة وتعب.)

(سعاد تستلقي على السرير في إعياء على وجهها. تتقلب على الفراش. صورةٌ مكبَّرة لوجه سعاد تعبِّر عن الحيرة.)

(الأم تدخل إلى غرفة ابنتها سعاد مرةً أخرى على وجهها تعبير الاستجداء والإعياء.)

(سعاد تتنهَّد في إعياء.)

(قطع.)

(زغرودة تنطلق من فم الدادة.)

(صوت زغرودة طويلة.)

حجرة الطعام في منزل سعاد. الطفل خالد على كرس. دادة أم علي تجهز الأطباق.

(يدخل الأستاذ رفاعي. الدادة ترحب به. خالد يقف ويسلم عليه.)

(رفاعي يجلس، وخالد يجلس، والدادة ترتب الأطباق.)

(الدادة تعطي الطفل خالد طبقًا آخر.)

(الدادة تنظر إلى رفاعي من خلف ظهره في غيظ. خالد يبدو عليه الألم.)

(الدادة تربتُ عليه في حنان.)

(الدادة تخرج.)

(خالد يمسك المعلقة ويضعها في فمه وينظر إلى رفاعي. رفاعي يرفع المعلقة إلى فمه وينظر إلى الطفل نظرات كراهية. الطفل يُطرِق ويأكل في صمتٍ حزين.)

حجرة مكتب أنيقة. مكتوب على بابها رئيس التحرير. محمود زكي يجلس على المكتب الفخم. مشغول جدًّا يردُّ على التليفونات. يمضي على أوراق يقدمها له بعض المحررين. عمل حركة. نشاط. يُسمع صوت ماكينة الطباعة.

يخرج جميع المحررين. يبقى محمود وحده في الحجرة. يمسك رأسه بيدَيه في اعياء. عزيز «زميله» يدخل. محمود يرفع رأسه في إعياء.

في منزل سعاد.

زوجها مع الطفل خالد والدادة يتحدثون في غرفة الطعام.

(رفاعي ينظر إلى الساعة.)

(جرس التليفون يدُق. الدادة ترُد.)

(الدادة تضع السماعة.)

(الدادة تنظر إليه في غيظ. تناوله طبقًا فيه نوع من الطعام.)

(سعاد تقف غاضبة.)

(الأم تدخل. تتجه ناحية رفاعي.)

(سعاد تخرج غاضبة.)

(الدادة تقف على الباب.)

(تسمع رفاعي يخرج غاضبًا.)

حجرة نوم محمود. محمود مستلقٍ على السرير يقرأ في كتاب. أخته عزيزة الخرساء تدخل ومعها كوب من الشاي تضعه إلى جواره على الكوميدينو. محمود يشكرها بابتسامة والإشارات ويواصل قراءته. الأخت تخرج. محمود يتوقف عن القراءة ويشرد قليلًا يفكر. شاردًا.

سعاد أيضًا مستلقية على سريرها بملابس الخروج شاردة.

يعود المنظر إلى محمود وهو في السرير يمد يده يضع الكتاب على الكوميدينو. يده ترتطم بكوب الشاي. الكوب يقع وينكسر.

موسيقى عنيفة ومستمرة.

صورةٌ مكبَّرة لوجه محمود ينم عن الفزع. يعود المنظر إلى سعاد وهي مستلقية على السرير. تسمع صوت شيء يقع على الأرض. ثم تسمع صوت لطمة قوية يعقبها صوت صراخ الطفل خالد.

الموسيقى مستمرة.

سعاد تقفز من السرير كالنمرة تخرج إلى الصالة مهرولة.

الموسيقى مستمرة.

حجرة الطعام في منزل محمود زكي. سفرجي يجهز الأطباق، عزيزة الأخت الخرساء تشرف عليه وترتدي ملابسَ أنيقة. تجلس على كرسي وفي يدها شغل تريكو، الجرس يدق. تبتسم وتجري مسرعة إلى الباب.

يظهر بالباب رجل يحمل حزمة من الزهور والورد.

عزيزة تأخذ منه الزهور وتبتسم له وتشكره. يشير لها الرجل أنه سيأتي في الغد.

عزيزة تفك الزهور وترتبها في زهريات. تضع واحدة على المائدة وتضع الباقي في أماكنَ أخرى.

تبدو عليها السعادة.

الجرس يدق، الأخت تفتح الباب.

محمود يدخل. تعانقه وتقبِّله. تشير إلى الطعام. يجلس إلى المائدة. لا يشعر برغبة في الطعام.

الأخت تُحاول أن تُرغِّبه في الأكل. محمود يُفهمها أنه غير جائع وأنه سيدخل ليستريح. محمود يدخل حجرة نومه. حجرة أنيقة فيها مكتبٌ صغير. يجلس على المكتب يفكر في شرود. يفتح أحد الأدراج ويُخرج منها صورة سعاد الممزَّقة. يتأملها قليلًا ثم يضعها في الدرج. محمود يمسك رأسه بيدَيه. تدخل أخته عزيزة ومعها كوب من الشاي. الكوب يقع على الأرض وينكسر.

موسيقى عنيفة.

صورةٌ مكبَّرة لوجه محمود تنم عن الفزع.

في منزل سعاد.

صورةٌ مكبَّرة ليد رفاعي تلقي بأحد الأطباق على الأرض وينكسر.

يظهر رفاعي واقفًا في حجرة الطعام ثائرًا غاضبًا.

الطفل خالد يصرخ باكيًا في خوف. الدادة تجري إليه وتحمله وتخرج به من حجرة الطعام.

منزل سعاد.

سعاد مع أمها في حوار.

(الأم تخرج في عصبية. سعاد تجلس وحدها شاردة. تفكِّر. تمسك رأسها بين يدَيها.)

العيادة

فوزية تدخل إلى غرفة مكتب. د سعاد. تراها جالسة يبدو عليها الإعياء والتفكير.

(تخرج فوزية.)

(فوزية تتمشَّى في الغرفة في قلق.)

(تدخل فوزية بكوب الينسون على صينية.)

(سعاد تسكن لحظة. تنظر في ساعتها ثم تقف.)

(تخرج فوزية وتغلق الباب خلفها. سعاد تجلس مرةً أخرى إلى مكتبها تفكِّر في شرود. تسير في حجرة مكتبها في قلق، ثم تعود وتجلس إلى المكتب في شرود. تحاول أن تكتب شيئًا.)

(يُفتح باب حجرة مكتبها ببطءٍ شديد. ويظهر محمود واقفًا على الباب.)

(سعاد تلتفت إليه في دهشة.)