القصائد الذهبية
القصائد الذهبية
تمهيد
تتألف القصائد الذهبية من واحد وسبعين بيتًا من الشِّعر اليوناني مكتوبة وفق الوزن الشعري عند هومير، وعند فلاسفة؛ مثل: أمبيدوقليس، وبارمينيدس، ويُمثِّل هذا النَّظم مُقدِّمة مُوجَزة للأسلوب الفيثاغوري في الحياة، ويرجع إيجاز الشِّعر إلى أسباب؛ منها: أن القصيدة تُشير إلى سُلطات مرجعية أخرى لمن شاء مزيدًا من المَعرِفة التفضيلية؛ مثال ذلك: القَسَم الفيثاغوري في البيت الثاني كمَا تُشير إلى أعمال تَحمِل اسم التطهُّر وخلاص النَّفس في الأبيات الختامية، وواضح أن القصيدة تَستهدِف قُرَّاء لديهم أُلفة سابقة بشخص فيثاغورس وتعاليمه.
ومع ذلك تُؤلِّف «القصائد الذهبية» مَصدرًا مُهمًّا لمعارفنا المعاصرة عن الفيثاغورية القديمة خاصَّة بعد فَقْد الأعمال الأخرى، وتُؤكِّد القصيدة في كل أبياتها على فضيلة يَقَظة الوعي؛ أي ضرورة أن يتأمَّل المرء أعماله قبل وفي أثناء وبعد أدائه لها. ويَتَّسق هذا مع نصيحة فيثاغورس بأن يَتعالَى المرء عن أحداث اليوم عندما يَحِل المساء، وقبل أن يأوِي إلى فِراشه، ويَتعيَّن عليه كذلك إيقاظ الذاكرة، واستعادة تَذكُّر أعمال الماضي بما في ذلك الحيوات الماضية. ومِن المفترَض أن مثل هذه العادة التي يتربَّي عليها العقل تَستقِر عن وعي مكافئ لوعى الأرباب. ليس فيثاغورس هو صاحب القصائد الذهبية؛ إذ يُشار إليه في منتصف القصيدة في عبارة ذلك الذي ائتَمَن روحنا على المُثلَّث العَشْري، ولكن صاحبها أحد الزُّعماء الذي تولَّى في مرحلة تالية رئاسة الطائفة الفيثاغورية ولم يَحفظ لنا التاريخ اسمه.
وثَمَّة خلاف أيضًا بشأن تاريخ القصائد. وشاع أن تاريخها يرجع إلى حوالي القرن الرابع ق.م. وطبيعي أن صعوبة تحديد تاريخها بِدقَّة شهادة على أنها تُبلِّغنا حقائق لا زمانية.