لقاء في المكسيك!
تساءل «مصباح» في دهشة: هل سنبحث عن سرِّ طائرةٍ ظهرَت منذ عام واختفَت بعدها دون أن يعرف أحدٌ عن أمرها شيئًا.
رقم «صفر»: لقد عاودَت هذه الطائرةُ الظهورَ منذ أيام قليلة … في مكان آخر من العالم. ولم يقتصر الأمر هذه المرة على مجرد الظهور … فقد تسبَّبَت هذه الطائرة في إحداثِ خسائرَ جسيمةٍ.
هدى: وأين ظهرَت الطائرة الشبح هذه المرة؟
رقم «صفر»: لقد ظهرَت في «فنزويلا».
خالد: هل كان ظهورها فوق حقول البترول الفنزويلية؟
رقم «صفر»: هذا صحيحٌ تمامًا. أنتم تعرفون أن «فنزويلا» من الدول الهامة في إنتاج وتصدير البترول، وقد فُوجئ العاملون بأحد الحقول الكبيرة هناك في ظهور هذه الطائرة الشبح وهجومها بالقنابل، وتدميرها لعددٍ من المنشآت في هذا الحقل الكبير، مما تسبَّب في إشعالِ حرائقَ هائلةٍ به وإيقاف الإنتاج.
قالت «إلهام» في دهشة: لقد قرأتُ عن خبرِ اشتعالِ النار في أحد حقول البترول الفنزويلية، ولكن الخبر المنشور في كلِّ الصحف أرجَعَ السببَ إلى خطأٍ فنيٍّ في معدلاتِ ضخِّ البترول وارتفاع درجة الحرارة التي تسبَّبَت في إشعال الحريق.
رقم «صفر»: هذا هو ما اضطرَّ المسئولين الفنزويليِّين إلى إعلانه خوفًا من حدوثِ موجةٍ من الذعر والرعب لكلِّ مَن يملك آبارًا للبترول في العالم والعاملين فيها إذا ما أُعلن عن حقيقة ما حدث.
باسم: ولكن لماذا قامت هذه الطائرة بقصفِ حقلِ البترول الكبير في «فنزويلا»؟
رقم «صفر»: هناك سببٌ واحدٌ بالتأكيد، وهو إحداثُ موجةٍ من الذعر في أسواق البترول العالمية فترتفع أسعارُه إلى درجة الجنون … وهو ما يمكن أن يُصيبَ الاقتصاد العالمي بكارثة، ويسحق اقتصاد الدول النامية عندما ترتفع أسعارُ وارداتها بارتفاع أسعار البترول … وليس هناك شكٌّ في أن أصحاب هذه الطائرة الشبح كانوا باستعراضهم لطائراتهم في سماء باريس، إنما يحاولون اختبارَ تلك الطائرة بطريقة عملية … وعندما أيقنوا من نجاحهم انتظروا بعضَ الوقت حتى ينساهم العالم … ثم قاموا بضربتهم الخاطفة. ولحسن الحظ فقط تنبَّهَت بعضُ المصادر البترولية لذلك المخطط فلم يشاءوا إعلانَ الحقيقة في سوق البترول.
خالد: إن هذا قد يدفع الطائرة الشبح إلى هجوم آخر.
رقم «صفر»: وهو ما سيحدث بكل تأكيدٍ … فقد شُوهدَت هذه الطائرة وهي تُحلِّق في سماء «المكسيك» فوق آبار البترول في جولة استطلاعية. ولا شك أن الضربة القادمة ستكون هناك. وقد وُضعت كلُّ القوات الجوية المكسيكية في حالةِ تأهبٍ، ولكننا نشكُّ في أن بإمكانها أن تصدَّ هجومَ الطائرة الشبح أو تُسقطَها بسبب قدرات هذه الطائرة العجيبة.
عثمان: ولكن مَن الذي يمتلك هذه الطائرة … وما الذي يمكن أن يستفيدَه من الارتفاعِ الحادِّ في أسعار البترول العالمي؟
رقم «صفر»: سأبدأ بإجابةِ الجزء الأول من السؤال … إن مَن يمتلك هذه الطائرة لا بد وأن تكون جهةً معاديةً لأمن وسلام واقتصاد الدول المصدِّرة للبترول … ولعله أحدُ سماسرة بيع البترول في العالم … وهي مسألةٌ تعود عليه بالربح الوفير.
أحمد: ولكن لا أحدَ يمتلك هذه الطائرة الشبح غير أمريكا … خاصة وأن ثمن الطائرة الواحدة يَصِل إلى ستمائة مليون دولار، ويستحيل على الآخرين امتلاكُها بسببِ سريةِ صناعتها.
رقم «صفر»: إن الطائرة الشبح المهاجمة لا تُشبه الطائرة الأمريكية خاصةً وأنها أقلُ تطورًا منها … ولكن مَن يستخدمها تكون لديه إمكانياتٌ تكنولوجيةٌ هائلة، ولديه معرفةٌ بأسرار ذلك الطلاء السحريِّ المضادِّ للرادار.
تساءلَت «ريما» في دهشة: أمَا زالَت هذه الطائرة ومَن وراءها غيرَ معروف.
رقم «صفر»: لقد تعاونَت أمريكا وروسيا لكشفِ غموضِ وسرِّ هذه الطائرة ومَن هو وراءَها، فتوصَّلَا إلى أن وراء هذا المشروع شخصًا يُدعَى «كميل».
إلهام: وكيف استطاع الوصولَ إلى سرِّ هذه الطائرة؟
رقم «صفر»: إنه أحدُ الرءوس العظيمة المفكِّرة، وهو عالِمٌ في الفيزياء، وكاد أن يحصلَ على جائزة نوبل منذ عدة أعوام. غيرَ أن الجائزة تمَّ حجبُها عنه لأسبابٍ غيرِ معروفةٍ، فأصابَه ذلك بغضبٍ شديدٍ، وقرَّر أن ينتقمَ من العالَم.
حتى الآن لا أحدَ يعلم عنه شيئًا … ولكنَّ الذي لا شكَّ فيه أنه قد تعاون مع البعض من أجلِ صنْعِ طائرةٍ صغيرة خاصة قريبةِ الشبه من الطائرة الشبح، وأنها قد تكلَّفَت مئاتِ الملايين … وأن مَن قام بذلك العمل وموَّلَه ينتظر الحصولَ على أضعاف هذا المبلغ من فارق ارتفاع أسعار البترول بعد ارتفاع أسعاره.
بو عمير: يا لَها من خطة رهيبة.
رقم «صفر»: لقد أخطأ المشرفون على جائزة نوبل بعدمِ منحِ «كميل» الجائزةَ التي كان يستحقُّها، فجعلوه ينقم عليهم … وأخطأ هذا العالِمُ في تفكيرِه الجنونيِّ بالانتقام من العالَمِ بأكمله …
أحمد: بل نحن مَن سيدفع الثمن مضاعفًا … العالم الثالث بأكمله الذي سيُواجه كوارثَ اقتصاديةً من ارتفاع أسعار البترول.
رقم «صفر»: وهذا ما يجب علينا عمله حتى لا تتحققَ مطامع هذا المجنون.
أحمد: كنت أظنُّ أن مثل هذه العملية ستتولَّاها أجهزةُ الأمن للدولة المصدرة للبترول ما دامَت قد بدأت في العمل على كشفِها.
رقم «صفر»: كان ذلك هو الاتجاه الطبيعي … ولكن يبدو أن هناك عميلًا يعمل لحساب «المكسيك»، وفي الوقت نفسه يعمل لحساب معسكر أصحاب هذه الطائرة الشبح المجهولين … وخشيةً من كشفِ تحرُّكاتِهم فقد استقر الأمرُ على أن يتولَّى الشياطين اﻟ «١٣» هذه العملية …
عثمان: هل هناك أيةُ دلائلَ على موعدِ هجومِ الطائرة الشبح على حقول البترول المكسيكية.
رقم «صفر»: لقد ثبت في المرة الأولى عند الهجوم على الحقول الفنزويلية أن الطائرة الشبح ظهرَت قبلها بأسبوع. وقد كان ظهورُ الطائرة في «المكسيك» منذ ثلاثة أيام.
أحمد: إذن تبقَّت أمامنا أربعةُ أيام.
رقم «صفر»: ولكنكم ستسافرون حالًا إلى «المكسيك» …
وفي لهجة جادة عميقة، أضاف رقم «صفر»: ولكن تذكَّروا شيئًا: إنَّ أسرارَ عملِنا الخاصة بالشياطين اﻟ «١٣» هي أسرار خاصة بنا فقط …
أومأ الشياطين برءوسهم موافقين … وأضاف رقم «صفر»: سوف يسافر ستةٌ من الشياطين في هذه المهمة … «أحمد»، و«إلهام»، و«عثمان» … و«قيس»، و«خالد»، و«زبيدة» … وكما أخبرتُكم سوف ينقطع الاتصال بيننا تمامًا … ولن يمكنَنا تقديمُ أيةِ مساعدةٍ لكم؛ لكيلا نكشفَ عن عملائنا وكوادرنا السرية في «المكسيك» … وهناك طائرةُ هليوكوبتر تنتظر الشياطين الستةَ بالخارج ستُقلُّهم إلى مطار القاهرة … ومن هناك ستستقلُّون الطائرةَ المتجهةَ إلى «نيويورك» ومنها إلى «المكسيك». هل توجد أية أسئلة؟
لم ينطق أحدٌ من الشياطين … وجاء صوت رقم «صفر» يقول: وفَّقكم الله!