نقد الخطاب الديني
«لا بُد هنا من التمييز والفصل بين الدين والفكر الديني؛ فالدين هو مجموعة النصوص المقدسة الثابتة تاريخيًّا، في حين أن الفكر الديني هو الاجتهادات البشرية لفهم تلك النصوص وتأويلها واستخراج دلالتها. ومن الطبيعي أيضًا أن تختلف الاجتهادات من عصر إلى عصر.»
يُقدِّم الدكتور «نصر حامد أبو زيد» في هذا الكتاب قراءةً نقديةً للخطاب الديني المعاصر؛ فيتناول بالتحليل الآلياتِ الذهنيةَ والعقلية لهذا الخطاب، ويكشف عن منطلقاته الفكرية، وبالأخص النص القرآني ومبدأ الحاكمية، ويناقش موقف الأزهر من هذه الآليات والمنطلقات. ويتطرق أيضًا إلى تيار اليسار الإسلامي؛ فيطرح أفكاره ومفاهيمه بشكلٍ عام، ومنهجه في تناوُل التراث الديني بشكلٍ خاص، وكذلك موقفه إزاء القضايا الفكرية التي أثارت الجدل على مدار التاريخ الإسلامي. ومن ناحيةٍ أخرى يُلقي المؤلف الضوء على التيار التنويري؛ فيَعرض طريقة تعامُله مع النصوص الدينية، بأخذه السياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتلك النصوص في الاعتبار، ودوره في وضع بذور التعامُل مع التراث بوصفه ظاهرةً تاريخيةً متطورة، مشيرًا إلى بعض رموز هذا التيار وكتاباتهم، مثل «طه حسين» وكتابه «في الشعر الجاهلي»، و«علي عبد الرازق» وكتابه «الإسلام وأصول الحكم».