المرونة العصبية
قبل خمسين عامًا، كان العلماء يعتقدون أن للدماغ تركيبًا ثابتًا لا يُمكِن تغييره، لكنَّنا نعرف اليومَ أن الدماغ يتغيَّر على مدار الحياة استجابةً للسلوك والخبرات الحياتية، ويتأثَّر في ذلك بكثير من العوامل. يُستخدَم مصطلح «المرونة العصبية» للتعبير عن هذا التغيير، وقد أسَر هذا المفهومُ خيالَ عموم الناس المتلهِّفين لتنمية ذواتهم وتحسين حيواتهم. يقدِّم المؤلِّف عرضًا مُوجزًا ومشوِّقًا لهذه «المرونة العصبية»، بأسلوبٍ سَلِس وبسيط، من خلال عرض النتائج التجريبية الأساسية، ومناقشة تطوُّر أفكارنا عن الدماغ بمرور الوقت. كذلك يَشرح مراحلَ نمو الدماغ مع توضيح أنه يتغيَّر خلال هذه المراحل، مُستشهِدًا بالأبحاث التي تُثبِت نموَّ خلايا جديدةٍ في الدماغ المُكتمِل النمو. يُناقِش الكتابُ أيضًا فكرةَ «تدريب الدماغ» من خلال المواظَبة على أداءِ مهامَّ إدراكية، مِثل عزفِ آلة موسيقية أو تعلُّمِ لغةٍ جديدة وممارَستها. ويتناول الكتابُ أيضًا الجانبَين الإيجابي والسلبي للمرونة العصبية؛ إذ إنها تتجلى في قُدرة الدماغ المدهِشة على تعويض مختلِف أنواع الإصابات والتلف، وفي الوقت نفسه قد يَنجم عنها السلوكُ الإدماني حين يتكيَّف الدماغ على مادةٍ معيَّنة.