عملية ناجحة!
بذلت «إلهام» مجهودًا شاقًّا … لكي تُعيدَ «باي» إلى هدوئه.
في الوقت الذي عقد فيه «أحمد» اجتماعًا عاجلًا مع «عثمان» و«ريما» … قرَّر بعده أن يغادروا اليخت خلسةً … وأن يسبحوا تحت الماء إلى أن يصلوا إلى صخرة «باي».
واحتاج باي لكي ينفِّذ ذلك أيضًا إلى مجهودات جبارة …
وخاب ظنُّهم في أول مناضل يقابلونه …
وخيَّروه بين أن يبقى وحده في اليخت فيُقبض عليه …
أو يفرَّ معهم إلى الصخرة على أن يحموه … وأخيرًا وافق «باي» …
وعبرَ بابٍ سريٍّ بغرفة محركات اليخت … خرج الشياطين ومعهم «باي» إلى الماء، ومع انطلاق دفعة رشاش أوتوماتيكي أحدثَت ضوضاء شديدة في المكان، سبحت المجموعة كلها إلى الصخرة … دون أن يشعرَ بهم أحد … وعلَا صوتُ ارتطامِ رصاصات رجال «سوبتك» بجوار اليخت.
فقال لهم «باي»: اليخت سيتحطم!
ريما: لا تشغل بالَك، هناك غيره …
فنظر لها غير مصدِّق … والتفت فجأةً ينظر إلى اللنش في دهشة وحيرة … فقد دارَت محركاتُه … واندفع كالصاروخ يصطدم بقوارب رجال «سوبتك»، فيدمر بعضها ويقلب بعضها …
وما نجا منها … طار فوق الماء هربًا من هذا الإعصار المدمر …
وفي دائرة واسعة … استدار عائدًا مرة أخرى …
ولم يلاحظ «باي» أن «أحمد» كان ممسكًا بجهاز توجيه عن بُعد …
يقود به اليخت.
وانطلق «باي» يضحك في سعادة لما رآه … وقام «أحمد» بالاتصال برقم «صفر»، وشرح له ما آلَت إليه العملية من القبض على مهاجميه … ويكون بذلك قد أتمَّ الجزء الأول من العملية بنجاح …
وانقطع الاتصال بينهم … وتركه في حيرة … فمهاجموه قد فرُّوا …
فكيف سيقبض عليهم؟
وأنهى حيرتَه «راجيف باي» وهو يقول: لقد عادوا.
فوضع منظاره على عينَيه … فرأى حشدًا آخر من القوارب يحمل الكثير من الرجال المسلحين بالبنادق الرشاشة … وبينهم رجلٌ يُشير هنا وهناك … والكل ينظر له في إنصات وخشوع … فعرف أنه قائدهم …
وأشار ﻟ «عثمان» الذي قرَّب أُذُنَه من فمه … فقال له: أريد هذا الرجل حيًّا …
فأخذ «عثمان» منه النظارة المكبِّرة … ونظر إلى حيث يُشير، ثم علَّق قائلًا: سآتيك بهم كلهم أحياء …
فضحك «أحمد»، وقال: وماذا سأفعل بهم … أنا أريد هذا الرجل فقط …
ولم يُكمل «أحمد» كلامه … فقد انطلقَت الرصاصات من كلِّ مكان حول اليخت والجزيرة … ومن أسفل اليخت انطلقَت كبسولةٌ تدور حوله في سرعة كبيرة …
فصنعَت حوله دائرةً واسعة … ثم انفجرَت انفجارًا مروعًا …
أطاح بالكثير من القوارب والرجال …
واشتعلت النيران في الدائرة التي رسمَتها الكبسولة …
فحاصرَت بداخلها مجموعة كبيرة من الرجال … ولكن لم يكن بينهم القائد …
وهربًا من النيران … سبح الرجال إلى الصخرة … ثم تسلقوها جميعًا …
ومن خلفهم وقفَت «ريما» تُشهر بندقيتها … وتأمرهم بأن يجلسوا القرفصاء … ويضعوا أيديَهم فوق رءوسهم … ورآهم قائدهم على هذا الحال … فرفع يدَيه لأعلى …
فأشار له «أحمد» بالحضور إليه …
وتسلَّق الرجل الصخرة ووقف على بُعد أمتار من «أحمد»، وتحدَّث بلغةٍ عرف أنها الهندية … فطلب من «باي» أن يُترجم له.
وبعد مناقشات كثيرة … قرر الرجل أن يسلِّم نفسَه على أن يُطلق سراح رجاله … وتعجَّب «أحمد» لمسلكه النبيل … فسأل عنه «باي»، فقال له: إنه قائد المحاربين في قبيلته ومسئول عن هؤلاء الرجال …
أحمد: وكيف سخَّرتهم عصابة الحكَّام ليحاربوا لهم؟
باي: قد أقنعوهم بأنكم غزاة …
أحمد: وهل هناك أمل في أن يفهموا؟
باي: أَشهِرْ في وجهه مسدسك وكأنك ستقتله، ثم اعْفُ عنه.
أحمد: وبذلك أكون قد امتلكت حياته …
باي: وحياة مَن معه …
وارتاح «أحمد» كثيرًا لهذه الفكرة … واستطاع بها أن يكسب في صفِّه الكثيرَ من الرجال … لكي يستعينَ بهم في إسقاط نظام الحكم في الجزيرة …
ويقبض على عصابة «سوبتك».
وعندما عرف رقم «صفر» بذلك أثناء اتصاله به …
حيَّاه بحرارة وطلب منه التقدم …
وتمنَّى له التوفيق.