بُغُم ويلتاه
أَزْهَرَتْ برتقالتا حبيبتي ورك عليهما الطير، الطنان الصغير يمتص رحيق الوردة الصغيرة، يسكن في التويج، يطرق رجل الباب المرحوق، تنق ضفدعة، تبوم بومة عجوز، على شجرة تمر هندي جوار البرتقالتين، تستيقظ البنت، تفتح وردتيها في كسل، وردتا غاردينا بيضاوتان، يُسْمَع نوسهما الطنان، يطرق على تويج الزهرة، تعرف الوردة الطنان، وتراه عندما يراها، وعندما يغفل عنها أيضًا، وعندما يُقَبِّل وردة مجاوِرة تَنْهض الصبية، تقف على غصنيها، ثعبان يلتف بأحد الغصنين، يصعد نحو الوردة، يدب حزينًا حذرًا، سوف لا يزعج الطنان، يريد أنْ يقتنصه وهو في مزاج رايق، تتمطى الصبية، تمد أفرعها في جهات الله الكثيرة، يرك سرب من عصافير الجنة جنة، ينشد السرب أناشيد الصباح البهيج، يبتسم الثعبان وهو يرتقي الغصن، عصفور الجنة جنة ألحم من الطنان، سوف أصطاد عصفور جنة جنة، تتثاءب الصبية، يصعد بخار الماء إلى السماء تمتص وُرَيْقَاتها الضوء والأكسجين، الجذور البعيدة المتوغلة بين الطين والرمل والحصى، تشرب شاي الصباح، أمها سيدة جميلة يعرفها الناس، ويعرفها كلبها وقطتها العجوز هنا في الهامش لا أحد يرى جمالك، يَرَوْنَ عَوَزَك وفَقْرَك ويديك الممدودتين، ترك عليهما حدأتين حرتين تطيران عندما تحاول قفل أصابعك على مخالبهن، تشرق هذه الشمس علينا جميعًا، ويخصنا الله معًا بالصحيان، الذين في البيت والذين خارجه عندما تلبس البنت طرحتها، كل شيء يكون قد تمَّ، أَتَمَّه الله بقدرته، نحن يا حبيبتي الصغيرة لا نستطيع أنْ نعيق الحياة مهما تَجَمَّلْنَا بالشر والقبح وعفونة الريح وتغربنا.