قصائد نُشرت بعد وفاة جوته وضُمَّت للديوان
كُتبت هذه القصائد على مدى سنوات طويلة، لا تقل عن اثنتَي عشرة سنة، سواءٌ أثناء توهُّج الحالة الشعرية والعاطفية التي نشأ فيها الديوان وتنامى قصيدةً بعد قصيدة، أو بعد أن خبَت نيرانها وانشغل جوته انشغالًا جادًّا بتاريخ الشرق وحضارته وخصائص الشعر الشرقي وغير ذلك من الموضوعات الهامة، التي أودعها تعليقاته وأبحاثه التي ألحقها بالديوان قُبيل طبعته الأولى مباشرة (وكان قد بدأ هذه التعليقات في سنة ١٨١٦م، وانتهى منها في سنة ١٨١٨م). ولكن الشاعر لم يضع القصائد التالية للطبعتَين اللتَين نشرهما في حياته سنتَي ١٨١٩م و١٨٢٧م، وأسباب ذلك مختلفة ولا يُمكِن ذِكرها إلا على سبيل الترجيح؛ فربما يرجع بعضها إلى أنها (أي القصائد) تكرِّر موضوعاتٍ عبَّرت عنها قصائد الديوان الأخرى تعبيرًا أنضج؛ ولهذا لم يقتنع بها ولم يرضَ كل الرضا عن لغتها وصورها، أو لأنه لم يجد لها مكانًا مناسبًا داخل البناء المُحكَم لكتب الديوان (الذي يحتوي عدد منها على قصائد ليست في مكانها المناسب تمامًا، كما بيَّنا هذا في موضعه من الشروح السابقة). وأخيرًا فقد حجب إحدى هذه القصائد (وهي القصيدة رقم ٥ من المجموعة التالية: «أيتها الطفلة الرقيقة»، هذه الأسماط من اللآلئ) خوفًا من جرح الشعور الديني عند رجال الدين المسيحي وسائر المؤمنين من مواطنيه، وبناءً على نصيحة صديقه سولبيتس بواسريه الذي استبشع القصيدة وأُعجِب بها في آنٍ واحد! ومهما تكن الأسباب، فقد نشر سكرتيره «ريمر» وتلميذه وأمين سره إيكرمان — صاحب الأحاديث البديعة معه — جزءًا من هذه القصائد في سنة ١٨٣٣م ضمن الأجزاء التي ضمَّت كتابات الشاعر بعد وفاته فيما يُسمَّى بالطبعة الأولية، ثم نشرا جزءًا آخر سنة ١٨٣٦م في الطبعة المُسمَّاة بطبعة الربع، إلى أن ظهرت كاملة في نشر بورداخ للديوان في المجلد السادس من طبعة فيمار الكبرى (سنة ١٨٨٨م) والمجلد الثالث والخمسين في طبعة سنة ١٩١٤م. ويختلف عدد هذه القصائد وترتيبها من طبعة إلى أخرى، ولقد اقتصرنا هنا على أهمها كما جاءت في طبعة بويتلر وفي طبعة هامبورج (المجلد الثاني، من ص١٢١–١٢٥)، وهي التي اعتمدنا عليها اعتمادًا أساسيًّا في هذا الكتاب (ومَن أراد الاطلاع على المَزيد منها، وهو لا يخرج عن تغيير في الصياغة المذكورة هنا، فليرجع إلى طبعة هانز فايتس، دار النشر إنزل، فرانكفورت، ١٩٨٨م، ص٢٧٩–٢٨٩، أو ترجمة أستاذنا عبد الرحمن بدوي، من ص٣٣٨–٣٦٨).
-
(١)
تتألف كل واحدة من هاتَين المقطوعتَين في الأصل من أربعة أبيات، وقد أخطأت بعض الطبعات في نشرهما كقصيدة واحدة، كما صنَّفتهما الطبعات المبكِّرة مع غيرهما ضمن كتاب المغنِّي أول كتب الديوان. يُرجَّح أن يكون الشاعر قد كتبها في سنة ١٨٢٦م.
-
(٢)
حافظ، أؤسوِّي نفسي بك؟ ربما يكون السبب الذي دعا جوته لاستبعاد هذه القصيدة من الديوان هو أن قصيدة «بغير حدود» (رقم ٦ من كتاب حافظ)، وكذلك قصيدة «لقب»، وقصيدة «محاكاة» من نفس الكتاب، تعبِّر عن علاقته بحافظ بصورة أفضل وأعمق، وربما يرجع السبب أيضًا إلى أن بعض الصور الجميلة فيها غير مُتسِقة مع بعضها (مثل قوله إن السفينة تمخر أمواج البحر في سرعة واندفاع، وقوله بعد ذلك إن السيل الرطيب يغلي ويمور كأمواج حريق. س٣-٤، ثم س١١-١٢). أما المقصود بالسفينة — التي تمخر عباب الماء بجسارة ثم تحطِّمها أمواج المحيط فتسبح فيه كقطعة خشب متهرِّئ — فهي قصيدة الشاعر الغربي التي تُحاوِل أن تكون شرقية فتضطرب على نحوِ ما رأينا، أو يضطرب الشاعر نفسه الذي يحمله التواضع والنُّبل وكرم النفس على القول بأنه لا يُساوي نفسه بزميله الشرق، وإن كان يُنصِف نفسه بعد ذلك أو يُطمئنها على الأقل بأنه زار بلاد الشمس (أي إيطاليا إبَّانَ رحلته المشهورة، أو منطقة الراين الصافية الأديم)، وهناك جرَّب الحياة ونَعِم بالحب.
كُتبت القصيدة في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر ١٨١٥م، ولم يضمَّها الشاعر لكتاب حافظ للأسباب السابقة. أما عن بلاد الشمس — إيطاليا — التي ظل جوته يحنُّ إلى دفئها وصفاء سمائها طوال حياته، فراجِع عنها كذلك قصيدة «حياة كلية»، المقطوعة الرابعة، من كتاب المغنِّي (رقم ١٦).
-
(٣)
نُشرت هذه القصيدة لأول مرة في طبعة الربع التي سبق ذِكرها (سنة ١٨٣٦م)، ووضعها الناشران مع قصائد كتاب الضيق. ويُمكِن أن نستدل من المقطوعة الأولى فيها على تاريخ كتابتها، وهو حوالَي عام ١٨٢٣م. أما جماعات الشباب الوحشية فهي تُذكِّر بمرحلة العصف والدفع المشبوبة بوهج التمرد والإبداع في حياة جوته الأدبية.
-
(٤)
ألا يحق لي أن أستخدم مثلًا: تعبِّر القصيدة عن حكمة جوته التي لخَّصتها الأبيات المشهورة في نهاية القسم الثاني من فاوست أبدعَ تلخيص: «كل ما هو فانٍ، ليس إلا رمزًا أو مثلًا» (البيت رقم ١٢١٠٤-١٢١٠٥). فالبعوضة التي تطير في النور رمزٌ أو مثَلٌ للموناد (الكائن المتفرِّد) الذي يرجع للروح الكونية والأصل الإلهي، وذلك كما رأينا في قصيدة حنين مبارك (رقم ١٧ من كتاب المغنِّي). أما الحبيبة التي يتجلى له الله في عينَيها، فهي رمزٌ أو مثلٌ ضربه الشاعر للَّامُتناهي، على نحوِ ما فعل من قبل في قصائد عديدة بالديوان (مثل: «أمن الممكن يا حبيبي الصغير؟» رقم ٧ من كتاب زليخا، و«تذوق» رقم ١ من كتاب الفردوس، و«حسن» من كتاب الأمثال س٩–١٢)، وكلها تعبِّر عن التوازي بين طريق الحب وطريق الإيمان أو عن التداخل بينهما. ولعل السبب في استبعادها هو أنها بدَت للشاعر تكرارًا ضعيفًا للقصائد السابقة، مع أنها كانت خليقة بأن تأخذ مكانها بين قصائد كتاب الأمثال. وواضحٌ أن ضرب المثل بالبعوضة مُستوحًى من القرآن الكريم. يحتمل أن تكون القصيدة قد كُتبت في سنة ١٨١٥م، ثم صنَّفها الناشرون ضمن كتاب المغنِّي.
-
(٥)
أيتها الطفلة الرقيقة: سبق أن ذكرنا أن الشاعر نحَّى هذه القصيدة جانبًا ولم ينشرها في طبعتَي الديوان أثناء حياته؛ وذلك عملًا بنصيحة صديقه بواسريه الذي سمع منه القصيدة في اليوم الثامن من شهر أغسطس سنة ١٨١٥م، وكتب في مذكِّراته في اليوم نفسه يقول: «كراهية الصليب. اشترت شيرين دون أن تعلَم صليبًا من الكهرمان، ورآه حبيبها خسرو على صدرها، فأخذ يصبُّ هجومه على بلاهة الغرب» (لقد وجدت أن القصيدة شديدة القسوة والحدة وضيق الأفق، ونصحت باستبعادها، وأخبرني أنه ينوي أن يسلِّمها لابنه ليحفظها مع سائر قصائده التي لا يرضى عنها).
- س٧: راجِع عن الأبراكساس قصيدة «ضامنات البركة»، وهي القصيدة رقم ٢ من كتاب المغنِّي، وتعليقنا عليها.
- س١٤: تصرَّفت هنا في النص الأصلي الذي يقول: «ليكون جده الأعلى»، واستبدلت به ليكون «ربه الأعلى»؛ وذلك تمشيًا مع مضمون الآيات الكريمة من سورة الأنعام (٧٤–٧٩)، التي تُشير إليها هذه القصيدة بصورة ضمنية، كما أشارت إليها صراحة «أغنية محمد» التي كتبها في شبابه، وتأثَّر فيها بقصة سيدنا إبراهيم الخليل مع النجوم واهتدائه إلى الواحد الأحد، وناقشناها في الفصل الخاص بجوته والإسلام.
- س٣٧: هما الإلهان المصريان المعروفان، وتحمل إيزيس رأس بقرة، وأنوبيس رأس ابن آوي.
- س٤٥-٤٦: وِزر الرِّدة تعبيرٌ عن إحساس الشاعر بالذنب أو الخطأ في حق عقيدته التي وُلِد عليها، وفي حق مواطنيه المسيحيين بسبب أقواله التي تؤذي مشاعرهم عن السيد المسيح. ومما يُذكَر في هذا المقام أن الأبيات من ٢١ وما بعدها متأثِّرةٌ بما ردَّده الأديب والمفكِّر والكاتب المسرحي ليسينج (١٧٢٩–١٧٨١م) من ضرورة التفرقة بين دين المسيح — أي دين يسوع التاريخي الذي آمن بالله الواحد — وبين الدين المسيحي الذي ذهب المؤمنون به إلى عبادة يسوع نفسه بوصفه ابن الله. ولعل جوته الذي أخذ برأي ليسينج وتحمَّس له أن يكون قد تأثَّر أيضًا بالإسلام الذي اهتم به منذ شبابه المبكِّر، وعرف من قراءته للقرآن الكريم أنه يؤكِّد في مواضع مختلفة أن المسيح ابن مريم ليس إلا رسولًا قد خلت من قبله الرسل (المائدة: ١٥، ٧١-٧٢، ١١٦)، وأن الله أحدٌ لم يلد ولم يُولَد ولم يكن له كفوًا أحد (سورة الإخلاص). وقد اشتهر عنه على كل حال أنه لم يكن مسيحيًّا تقليديًّا، وأنه برغم تديُّنه الراسخ كان أقرب إلى وحدة الوجود والتدين الطبيعي منه إلى الرسالات السماوية.
وفي السطر قبل الأخير من المقطوعة الأخيرة ترِد كلمة «فيتسلي بوتسلي Vitzli-putzli التي تصرَّفنا فيها فجعلناها الغول». ويُحتمل أن يكون جوته قد قرأ عن هذا الاسم في معجم تسيدلر (سنة ١٧٣٠م) الذي يشرحه بقوله إنه اسم إله مكسيكي قديم ومُخيف الصورة؛ فقد كان له رأس أسد، وكانت جبهته مَطليَّة باللون الأزرق التي تمتد خطوطه إلى الأنف والعنق، وكان يطلع من رأسه قرنان، ومن ظهره جناحان كجناحَي الخفافيش، وفي قدمَيه اللتَين تُشبِهان أقدام الماعز أظافر حادة، أما أبشع ما فيه فكان هو الوجه ذا الحَلق المُتسِع والأسنان الحادة.وقد وُضعت هذه القصيدة المُثيرة في الطبعات الأولى التي ذكرناها مع قصائد كتاب زليخا.
-
(٦)
دعوني أبكي: سبق الحديث عن هذه القصيدة ومدى تأثُّرها بالأبيات الأولى من معلَّقة امرئ القيس في الفصل الخاص بجوته والأدب العربي. وقد كُتبت في إيقاعات حرة شأنُها شأن قصيدتَي «كتاب مطالعة» و«عزاء سيئ»، وهما القصيدتان رقم ٣، ٩ من كتاب العشق، وفيها نفس الألم واللوعة من فراق حبيبته زليخا أو مريانة فون فيليمر. والأرمني في السطر الرابع هو أحد التجار المسيحيين الذين كانوا من أغنى التجار في إيران، والسطر العاشر عن أخيل وحبيبته مأخوذٌ عن الإلياذة، النشيد الأول، س٣٤٨ وما بعده، والسطر الحادي عشر عن إكسيركسيس ملك الفُرس (حكم من ٤٨٦ إلى ٤٦٥ق.م) الذي بكى رجال جيشه الجرَّار الذين لن يُفلِت أحد منهم من الموت بعد مائة سنة، مأخوذٌ عن تاريخ هيرودوت، الفصل السابع، كتاب بوليميا ٤٥ وبعدها. أما السطران الثاني عشر والثالث عشر، فقد ذكر فيهما باختصار قصة غضب الإسكندر وقتله لرفيق عمره كليتوس، التي رواها بالتفصيل في تعليقاته وأبحاثه المُلحَقة بالديوان في فقرة تحت عنوان «رد فعل»، ناقش فيها قضية الطاغية وموقف الأحرار منه (ترجمة بدوي، ص٤٢٩–٤٣٢). وأما اخضرار التراب فقد سبق أن ذكره الشاعر في البيتَين رقم ٢٠، ٢٧ من قصيدة حياة كلية (رقم ١٦ من كتاب المغنِّي)، وقد وضع القصيدة في الطبعات الأولى مع قصائد كتاب زليخا.
-
(٧)
ولماذا لا يُرسِل: هذه قصيدة إلى زليخا، وقد وُضعت بعد وفاة جوته في الكتاب المسمَّى باسمها، والنَّسخ هو الخط العربي المعروف، والتعليق فرعٌ فارسي منه شائع الاستعمال (س٧-٨)، ومعنى السطور من ١٦–١٩ هو أن زليخا مريضة، ولا يُمكِن أن تُشفى إلا إذا تلقَّت نبأً من حبيبها. وقد كُتبت القصيدة بمناسبة تلقِّي جوته رسالة رمزية من مريانة، وهي إحدى الرسائل التي اتفقا على تبادلها بالشفرة التي تفاهما عليها؛ أي بأرقام تحدِّد قصيدة أو بيتًا معيَّنًا من الترجمة الألمانية لديوان حافظ، مع رقم الصفحة وأرقام الأبيات التي يُحيل كلٌّ منها صاحبه إليها (راجع الفصل الخاص بقصة الديوان الشرقي).
وكان البيتان اللذان أحالته مريانة إليهما من شعر حافظ هما: «لم يُرسِل لي كلمة ولا تحية، كتبت إليه مائة مرة، لكن قائد الفرسان لم يشَأ أن يُرسِل إليَّ رسولًا، ولا أن يبعث بتحية» (يحتمل أن تكون القصيدة قد كُتبت في شهر فبراير سنة ١٨١٦م، وفيها ترديدٌ للكثير من الخواطر والصور في بعض قصائد كتاب زليخا، مثل: «قليل ما أطلبه» المقطوعة الرابعة، و«أعرف نظرات الرجال» س١٨–٢٢).
-
(٨)
ما عُدتُ أكتب أبياتًا: اختلف الشُّراح حول تاريخ كتابة هذه القصيدة؛ فرجَّح بعضهم أن تكون قد كُتبت في شتاء ١٨١٥م، ورأى بعضهم الآخر أنها كُتبت (كما يقول بيرتس استنادًا على بورداخ) في اليوم الأخير من شهر ديسمبر سنة ١٨١٨م، أو في شهر يناير سنة ١٨١٩م، كما تم نشرها في طبعة الربع سنة ١٨٣٦م. والاختلاف أشد حول تفسيرها؛ فالخطاب فيها على لسان حاتم السعيد-التعِس، شأنه شأن العُشاق الصادقين الذين وصفهم كتاب العشق، وبخاصة مجنون ليلى الذي يتشبه به حاتم، فيكتب على رمال الصحراء أبياته التي تذروها الريح، ومع ذلك تبقى قوتها السحرية، ويُحسُّها أي عاشق معذَّب تطأ قدماه المكان الذي نقشها فيه. والمقصود بالوسادة الناعمة (س٢١) هي قصائده أو أغنيات حبه التي تذكِّر محبوبته به، فتصحو وأعضاؤها ترتعش شوقًا إليه، وهي كذلك جُمعت في الديوان الشرقي الذي تتغلغل قوته حتى مركز الأرض، بحيث يشعر بها كلُّ رحَّالة متجوِّل في صحاري الحب؛ أي كل قارئ لأشعار الديوان تيَّمه العشق. وفي السطرَين الأخيرَين نُحسُّ نغمة توراتية من نشيد الإنشاد الذي كان جوته قد ترجمه بنفسه إلى الألمانية في سنة ١٧٧٥م، ربما عن اليونانية أو عن العبرية التي كان قد تعلَّمها في صِباه؛ رغبةً منه في قراءة الكتب المقدَّسة في لغاتها الأصلية؛ لاستشعار الحقيقة الدينية الجوهرية (وقد بذل في شيخوخته مع المستشرق باولوس جهدًا أقل لتعلُّم العربية، كما أشرنا لذلك من قبل). ضُمَّت القصيدة بعد وفاة جوته إلى كتاب زليخا، ثم أُضيفت إلى مجموعة القصائد التي لم ينشرها في حياته. ولعل القصيدة — إذا نظرنا إليها من وجهة النظر الأبدية على حد تعبير اسبينوزا — أن تكون تأكيدًا لوحدة الحب وقداسته رغم اختلاف المُحِبين في الوطن واللغة والأسماء، هذا الحب الذي يُسعِد بقدرِ ما يُشقي ويعذِّب، والذي يرفعنا دائمًا صوب الأعلى والأعلى، كما قُلنا بالتفصيل في شرح هذه القصيدة الأخيرة (من كتاب الفردوس).
-
(٩)
مبعوث الشاهنشاه: تُوشِك هذه الأبيات أن تكون ترجمة حرفية لسطورٍ كتبها السفير الإيراني ميرزا أبو الحسن خان المولود سنة ١٧٧٦م في شيراز، أثناء زيارته لمدينة بطرسبورج (ليننجراد سابقًا) عندما طلب منه صديق في مايو سنة ١٩١٦م/جمادى الثانية ١٢٣١ﻫ أن يكتب بخط يده بعض انطباعاته عن المدينة وأهلها، فكتب صفحةً نذكُر منها هذه السطور التي استوحاها الشاعر: «طوَّفت بالعالم كله، وعاشرت أشخاصًا عديدين. كلُّ ركن قدَّم لي شيئًا نافعًا، وكل عود أخضر منَحَني سنبلة، ومع ذلك لم أرَ مكانًا يعدل هذه المدينة وحورياتها الجميلات، فلتحُلَّ عليها دائمًا بركة الله» (ص٤١٩-٤٢٠ من ترجمة بدوي، وص١٦٦–١٦٨ من طبعة هامبورج، المجلد الثاني، وص١٩٦ من طبعة بويلتر).
وأخيرًا، فقد وردت المقطوعتان التاليتان في معظم الطبعات التي اطَّلعنا عليها بعد فهرس الأعلام المنشور في آخر الديوان والتعليقات والأبحاث المُلحَقة به. وذُكِر النص الألماني مع ترجمته العربية في المقطوعة الأولى المهداة لعميد المستشرقين الأوروبيين في أوائل القرن التاسع عشر، وهو سلفستر دي ساسي، كما ذُكِر النص الألماني أيضًا مع ترجمته الفارسية في المقطوعة الثانية: