كتاب تيمور
١
الشتاء وتيمور
هكذا أحاط بهم الشتاء
بغضبه المروِّع
وبينما أخذَ يثيرُ أنفاسه الثلجيةَ بينَ الجميع،
هيَّجَ عليهم الرياحَ المختلفة.
أطلقَ عليهم عواصفه الجليدية المسنونة
لتضرهم بكل عنقها (وجبروتها)،
ثم هبط إلى مجلس تيمور،
وصرخ فيه متوعِّدًا وهو يقول:
مهلًا، وعلى رِسْلك أيها التعِس،
أيها الطاغية الظالم،
إلى متى تنصهر القلوب
وتحترق بنيرانك؟
إن كنت (تتصوَّر) أنك أحدُ الأرواح اللعينة
فاعلم أنني الروح الآخر.
أنت عجوزٌ، وأنا أيضًا،
وكلانا يُجمِّدُ اليابسة والبشر.
أنت أنت المريخ! وأنا زُحل،
كلانا كوكب نحس،
واتحادنا مقترن بأفظع الكوارث.
وإذا كنت تُميت النفس وتُبرِّدُ الهواء
فإن أهويتي أشدُّ بردًا مما تقدر أنت عليه.
وإذا كانت جيوشك الوحشية تسومُ المؤمنين
بألوان التعذيب التي تُعدُّ بالآلاف،
فتأكد أنه ستحدث في أيامي،
بعون الله مصائب أشد.
وبحق الله! لن أترفَّق بك.
وليسمع سبحانه ما سأقدمه لك!
أجل وبحق الله! لن يحميك،
من برودة الموت، أيها العجوز،
لا اللهيب المُستعرُ في المواقد،
ولا النيرانُ المشتعلة في (شهر) كانون.
٢
إلى زليخا
لكي ألاطفُك بأطيب العطور،
وأضاعف فَرحك وسرورك،
فلا بدَّ لألفٍ من براعم الورود
أن تفنى قبل ذلك في اللهيب.
للحصول على قارورة صغيرة، تحتفظ بالعطر إلى الأبد،
رشيقةٍ كأطراف أناملك.
فالأمرُ يحتاج لعالمٍ بأسره.
•••
عالمٌ من دوافع الحياة
جاشت في عُنفوان
واستشعرت عشق البلبل وغناءه،
الذي يهزُّ النفوس.
•••
أكان من الضروري أن يعذبنا ذلك العذاب،
في الوقت الذي ضاعفَ فيه نشوتَنا؟
ألمْ يلتهمْ طغيانُ تيمور
ألوف الألوف من أرواح الناس؟