الحركة العمالية في مصر ١٨٩٩–١٩٥٢
«نشأت الطبقة العاملة إذن في ظل المصانع والشركات الحديثة والمَرافق العامة التي أقامتها رءوسُ الأموال الأجنبية، بالإضافة إلى عمال السكك الحديدية؛ وهو المرفق الذي كان منذ نشأته حكوميًّا قحًّا. وتميَّزت أحوال العمال في تلك المؤسسات بأجورها المنخفضة، وساعات العمل الطويلة.»
كان للانقلاب الصناعي في القرن الثامن عشر تأثيرٌ كبير على أوضاع العمال في العالَم أجمع؛ فقد اختفى نظام الطوائف الحِرفية، وأدى اختراع الآلات البخارية إلى الإقلال من شأن المجهود العضلي وتدنِّي مستوى الأجور، وحُشِر آلاف العمال في مناطق صناعية تفتقر إلى البيئة الصحية الملائمة؛ وهو ما أدى إلى ظهور التنظيمات النقابية العمالية للتأكيد على كِيان العامل الذي رفض الاستسلامَ للأوضاع الجديدة التي كادت تسلبه حريته وكرامته. ومن أبرز هذه التنظيمات «الحركة العمالية المصرية»، التي شَهِدت تأسيس أول نقابة عمالية عام ١٨٩٩م، وكان لهذه الحركة نشاط كبير في البناء الاقتصادي والاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهو ما استطاع رصْدَه هذا الكتاب، كما رصَد تطوُّر الحركة على المستوى النقابي والمهني والاجتماعي خلال هذه الفترة.