هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الثاني): المثقف بين السلطة وخطاب التحريم
«الفرق بين التفكير والتكفير فرق هائل، إن التفكير مساحةٌ من الاختلاف، مساحة للأخذ والرد، مساحة للاستماع والإنصات، ومساحة لتعديل الرأي. في التفكير ليس هناك آخَر بمعنى خصم، وعدو منبوذ، مُقصًى يُقتل؛ في التفكير هناك دائمًا مساحة للتأمُّل في أفكار الآخَر.»
من خلال خمس محاضرات ألقاها «نصر أبو زيد»، في الفترة من ١٩٩٣م حتى ٢٠٠٩م، وعبر ستة حوارات أجراها خلال الفترة نفسها، يسلِّط «جمال عمر» الضوءَ على الملامح العامة لخطاب «أبو زيد» الفكري، الذي يستهله بمفهوم الدولة الدينية في الإسلام، فيُشرِّح هذا المفهوم من خلال الإجابة على سؤالَين جوهريَّين: هل هناك دولة دينية في الإسلام؟ وهل قامت في تاريخ الإسلام دولة دينية؟ ثم يعرِّج على قضية أخرى، وهي تجديد الخطاب الديني في ظل الدولة الدستورية؛ أي التي تحكم وَفقًا للدستور، وهي بالتبعية دولة قانون، لا دولة دِين؛ ومن ثَم فالدِّين فيها أمر مجتمعي خاص بالمجتمعات، وليس أمرًا سياسيًّا متعلقًا بالدولة. كما يناقش الكتاب وضعَ المثقف العربي وأشكال الضغوط التي يتعرَّض لها، سواء من قِبَل السلطة أو من ثقافة التحريم النابعة من خطابٍ متشدِّد ضيِّق الأفق.