في طريقة فرسان مار يوحنا أو الستريكت أوبسرفانس١
- سنة ١٦٨٨ب.م: قال صاحب التاريخ الماسوني الفرنسوي إنه عندما هرب جمس الثاني تاركًا سرير الملك تَبِعه كثير من اللوردات والأشراف والجزويت وشاطروه تعاسته مقتسمين معه المنفى، صابرين على بلواهم غير شاكين ولا متذمرين، ولجأ كثير منهم إلى رومية وفرنسا ليخلصوا من جور المغتصب، وكان أملهم شديدًا أن يعيدوا لعائلة ستورت ملكًا غصب منها.
وكان أملهم هذا يزداد يومًا عن يوم حتى تأصل في قلوبهم وأصبحوا لا يرون بدًّا من إجراء عمل عظيم يقلبون بهِ السلطة المالكة وتيقنوا أنهم لا يفوزون بمبتغاهم ولا يدركون أمنيتهم إن لم ينشئوا جمعية سرية تسير على شرائع وقوانين حكمية. وكان الجزويت وهم أشد الناس ذكاءً في ذلك العصر وأكثرهم مكرًا قد راموا أن يحققوا أمانيهم ويجعلوا سلطانهم عظيمًا في بلاد بروتستانية، فقاموا بأنفسهم في هذا العمل العظيم ونظموا في السر طريقة فرعية أخذوها عن الماسونيَّة.
وأتى هؤلاء بأوراق ماسونية متفرقة وُجدت في بعض أديرة إيطاليا، ولفقوا عليها بعض حكايات من الصليبيين وزادوا عليها ما زادوا من فضلات قريحتهم الشاحذة مدخلين أقوال الأغرار الذين وجدوا في الأعصر الوسطى مشركين هذه الخزعبلات بأسرار الماسونيَّة، ولشد ما جدوا واجتهدوا أدركوا أخيرًا غاية طالما صبوا إليها وشكلوا طريقة دعوها فرسان مار يوحنا.
وإذ كان الجزويت على حقيقة بيِّنة من أفكار العالم، وأنهم لا يذعنون إلا لما يرونه مستغربًا ارتأوا إدخال درجات واطئة ليموهوا على عقول السذج ويتحققوا أمانتهم وإخلاصهم، ويكونوا على بينة من طاعتهم العمياء، وكانت الطاعة وهي شرط أول يفرضونه على الطالب واعدين بزيادة إيضاح كلما ترقى درجة وأحرز رتبة ينالها بصدق وأمانة، وهكذا توصلوا إلى التلاعب في تعاليم الماسونيَّة الطاهرة الشريفة وجعلوا الداخل يسلك طريقة باغية تقضي تعاسته على الانتظام في تلك المؤلفة من عشر درجات.
ولتبقى أمانة الطلاب على ازدياد ويبقى لهم رغبة في التعمق في الأسرار، وليبقوا هم آمنين على نفوذهم وسلطتهم فرضوا على الذين رمى بهم شقاؤُهم وأصبحوا هدفًا لتلاعب قوم ماكرين طاعة عمياءَ لرؤساء مجهولين يستخدمون الإخوة ليحققوا أمانيهم العظيمة، ويدركوا غاياتهم السامية، وهي أمنيات وغايات لا تعين إلا للطالب الذي أحرز الدرجة الأخيرة، ومع ذلك لا تعلن له جميعها إن لم يُظهر من الإخلاص وسمو المدارك درجة فائقة.
ولما كانت هذه الطريقة التي وضعها الجزويت يشتم منها رائحة الدين والتعصب على أمد لم تكن لترضي العموم، ورأى الجزويت أن نفوذهم كادت تلعب بهِ أيدي الزمان فشحذوا قريحتهم الوقادة وشمروا عن ساعد جدهم واجتهادهم ليروا طريقة تخلصهم من هذا البلاء الذي كان يتهددهم وابتدعوا طريقة جديدة نقفت في فرنسا وأفرخت، وتداعى كثير من العظماء للانتظام في سلكها، وظل تاريخ فرنسا الذي ما فتئَ مهدًا للتغيرات والعوامل حافظًا أثرًا لهذه الطريقة، وهي طريقة الستريكت أوبسرفانس التي نقلها إلى ألمانيا البارون «دي هند» وساعد على انتشارها كثيرًا، وأما موضوع هذه الطريقة وآراؤُها الأساسية فهي أن الماسونيَّة ليست إلا تتمة أعمال فرسان مار يوحنا الجهابذة البواسل الذين هربوا إلى بريطانيا ولجئوا إلى اسكوتلندا ليخلصوا من ظلم الأشرار ويأمنوا على حياتهم.
ومع ذلك لم يطل زمن هذه الجمعية المدعوة ستريكت أوبسرفانس في ألمانيا زمنًا طويلًا، إذ لم يتجاوز الخمس سنوات؛ أي من سنة ١٧٦٧ إلى سنة ١٧٧٢، وبعد ذلك سقطت هذه الجمعية من أوج عظمتها إلى دركات الذل والهوان، ولم يبقَ من له رغبة فيها وكادت تضمحل. ولما بدأ العالم يحذر من رؤسائها المجهولين كالبارون دي هند وجونسون وغيرهما، وكشف القناع عن مكرهم وعرفت غاياتهم بأنها ليست إلا خدمة مصلحتهم الخاصة فصلوا عن الماسونيَّة باحتقار وابتدءوا بسن شرائع وقوانين تقرب من الماسونيَّة الحقيقية المتبع إجراؤُها في المحافل الإنكليزية وانتخبوا الدوق «فرديناند دي برونسفيك» سنة ١٧٧٢ أستاذًا أعظم لكل المحافل التابعة لطريقة الستريكت أوبسرفانس في أقطار المعمور الأربعة.
وانتبهت الخواطر في فرنسا أيضًا إلى هذه الجمعية وما تأتيه من الأعمال، فأرادوا درسها والاطلاع على أسرارها ليعلموا إن كانت تحوي حقيقةً علومًا خفية، أو كما هو الظاهر منها ومن نتائجها، أي المكر والضلال، وإن كان ثم أثر لما قيل عنها وعن تعاليمها الصنائع والتاريخ وسائر الفنون، فاجتمعت محافل فرسان مار يوحنا الفرنسوية في ليون سنة ١٧٧٨ بمجمع خاص وتذاكروا في أعمال الجمعية ونتائجها وأقرُّوا على تحوير قوانينها ونص شرائع أخرى وتأليف جمعية على طريقة جديدة تتبع الحق في أعمالها.
ورأى ماسون ألمانيا هذا العمل فثارت في فؤادهم عوامل الغيرة وهبوا من غفلتهم نشيطين ليروا أعمال هذه الجمعية الجديدة ويتحققوا فيما إذا كانت أعمالها موافقة للتعاليم الماسونيَّة ويرجعوا إلى المبادئ الحقيقية البسيطة التي تعلمها محافل بريطانيا الماسونيَّة.
واهتمَّ الدوق دي برونسفيك بهذا الأمر كثيرًا وشمر عن ساعد جدهِ واجتهاده بهمة شماءَ لا تعرف الملل ولا يعروها الكلل، وعزم أن يتحقق أصل الماسونيَّة ويدرك الغاية التي طالما صبا إليها أسلافه فأذعن لطلبات المحافل قاطبةً وألَّف مجمعًا عامًّا لكل الماسونيين في ويلهلمسباد، والْتأم هذا المجمع للمرة الأولى في ١٦ يوليو سنة ١٧٨٢، وكان حاضرًا فيه مندوبون من كل الأقاليم والمحافل الذين سارعوا ليشتركوا في هذا العمل المجيد، وكان الدوق دي برونسفيك الأستاذ الأعظم يصحبه كثير من مندوبي محافل فرنسا جاءُوا ليحضروا هذا الاجتماع (انظر [الباب الأول، الفصل التاسع]).
إن الماسونيين الحاليين هم وحدهم الذين أعطوا علم الحق وتلقنوا الأسرار العظيمة الموحاة إليهم ليعرفوا الحق وليسيروا على موجبهِ غير متحاملين على أحد ولا شاكين ضرًّا أو ناكرين مساعدة وليسوا من سلالة فرسان مار يوحنا الحقيقيين؛ إذ يستحيل أن يكونوا ماسونًا أهلًا ليقبلوا الثلاث درجات الرمزية، ولكن رغمًا عن هذا المبدأ الشريف قررت الجمعية أن تبقي درجة تاريخية لطريقة فرسان مار يوحنا تعلم في آخر درجاتها.
هذا هو أساس تعليم الجمعية الماسونيَّة الاسكوتسية الجديدة الذي تحوَّر بعد طول جدال ومناضلات وليس غايته سوى الرحمة والحنان.
وكان تحوير طريقة الستريكت أوبسرفانس الذي كانت غايته اتحاد الكلمة الماسونيَّة ولمَّ شعثها فلا يبقى فيها انقسام ولا أحزاب فتوافق النوايا يستوجب اتحاد العمل وباتحاد العمل تحصل القوة العظيمة القاضية على العالم بالعمران بعد خراب عظيم سببه أصحاب المفاسد والغايات.
ولم تظهر هذه الطريقة في بدءِ نشأتها ذات أهمية عظيمة ولم تمتد بسوى بورغونيا وبقيت منحصرة في محافلها مدة طويلة حتى تشعبت أخيرًا ودخلت سويسرا، حيث امتدت امتدادًا عظيمًا، ورأت تهافت الطلاب عليها تهافت الجياع على القصاع.
ولكن لم تحرز في ألمانيا ما أحرزته في غيرها من البلدان، فكثير من المحافل تركها وشأنها وأقبل على الطرق البريطانية القديمة التي تعاليمها بغاية البساطة، وكان المنفصلون عنها كثيرين كمحفلي فرانكفورت وويلزر اللذين أنشآ محفلًا أعظم دعواه بالطريقة الكهربائية وهو ذو ثلاث درجات.
ولكن بقيت طريقة الستريكت أوبسرفانس أو طريقة فرسان مار يوحنا المحوَّرة ثابتة في فرنسا وألمانيًا، رغمًا عمَّا طرأ عليها من العوامل والانفعالات، فكان كل محفل يدخل إليهِ درجات عديدة أو قليلة حسبما تقتضيهِ الأحوال والأزمان، فكانت الدرجات محصورة بين الدرجة الخامسة والدرجة الثالثة والثلاثين وهكذا، فالمحافل التي أسسها محفل إنكلترا الأعظم القاضية بعدم قبول درجات عالية هذه أيضًا دخل عليها عامل التغيير وطرأ عليها فاعل الغيرة، فأخذت تدخل إليها الدرجات العديدة أسوة بغيرها.
وكانت الطريقة الاسكوتلندية الأصلية مؤَلفة من سبع درجات منها اثنتان أُدخلتا على الثلاث الدرجات الأصلية من سنة ١٦٥٠ إلى سنة ١٦٦٠، وقد أدخلها أشياع عائلة ستِوَرت المالكة بعد مقتل تشارلس الأول، ومن سنة ١٦٧٠ إلى سنة ١٦٨٠ قام هؤلاء الأحزاب أنفسهم وأدخلوا درجتين أيضًا وهما بمثابة سلَّم يَرْقى به الطالب إلى كل الدرجات الرمزية.
وامتدَّت هذه الطريقة كثيرًا من سنة ١٧٢٨ إلى سنة ١٧٤٠ بواسطة الدكتور بارون دي رامازي وهو إنكليزي اسكوتلندي ومندوب سري من الجزويت.
أما اليوم فمعظم المحافل الماسونيَّة في العالم تركت هذه الطرق القائلة بكثرة الدرجات التي دخلت على الجمعية الماسونيَّة في أواخر القرن الماضي، ولم تعد تعتبر سوى الدرجات الثلاث الرمزية الأصلية الحاوية بنفسها كل التعاليم والشرائع الماسونيَّة، والمحافل التي لا تزال فيها هذه الدرجات تعتبرها ثانوية بالنسبة إلى الثلاث درجات الرمزية التي عليها المعوَّل في كل العالم.
وليم الثالث ملك إنكلترا
-
سنة ١٦٨٨ب.م: وليم الثالث كان يُدعى برنس أورانج، وهو ابن أخي الملك جمس الثاني
المتقدم ذكره وزوج ابنتهِ، وُلد في ١٤ نوفمبر سنة ١٦٥٠، وتربى وترعرع
إلى سنة ١٦٦٩ لما قامت الأحزاب بعضها على بعض في إنكلترا وتحزَّب
الكاثوليك والماسون الاسكوتلنديون لجمس السابع والبروتستانت والماسون
الإنكليز ضده فتغلَّب الحزب الثاني على جمس، وكانوا قد أرسلوا خفية
كتابات من قِبل أرلات تشرسبوري وديفونشير ودامبي والأدميرال روسل
وغيرهم من رؤساء حزب الأحرار إلى وليم الذي كان مقيمًا في هولندا
يدعونه إلى إنكلترا بقوة مسلحة لتخليص المملكة من جمس والكاثوليك،
فأتاها بأسطول مؤَلف من ٧٥٠ سفينة وفيهِ خمسة عشر ألف عسكري. وجمع جمس
قوته وعساكره وخرج من لندرا، وكان الشقاق قد تفاقم بين حزبهِ وجاء
كبارهم إلى وليم برنس أورانج في أول الليل، وفي الصباح تبعهم كبار ضباط
العساكر حتى إن البرنس جورج زوج ابنة جمس ودوق أرموند وغيرهم انضموا
إلى وليم. ولما عاد جمس إلى لندن، ورأى أن ابنته وزوجها والشعب كله
يترحب بوليم هرب في ١١ ديسمبر سنة ١٦٨٨ بمركب صغيرة فاشتبه الصيادون
فيهِ وفي الذين معه من جماعة الجزويت فحبسوه عندهم إلى أن أتى «لورد
فيفرشام» وحافظ عليهِ، ثم أُعيد إلى لندن وكاد يعود إليهِ ملكه لو سمع
كلام المخلصين، ولكن لشدة ما رأى وسمع من الشعب أن «لا بابا ولا
كاثوليك»، وأن اللوردات عينوا حكومة وقتية هرب ثانيةً إلى فرنسا،
واعتصم بملكها لويس الرابع عشر فقابله بالترحيب، وتوفي بداء الفالج في
فرنسا كما تقدم في ترجمتهِ. وقرر البرلمان بما أن جمس هرب من المملكة
وخالف قانونها فيعد هربه تنازلًا عن تخت الملك، وبعد مداولات كثيرة
تقرر أن لا يكون الملك من الآن فصاعدًا في إنكلترا إلا من البروتستانت،
وأن يتوَّج وليم وامرأته ماري فتوِّجا في ١٣ فبراير سنة ١٦٨٩. وبعدما
جلس وليم على تخت الملك انقطع دابر الثورة وهدأت الأحوال.
وفي تلك الأثناء اضطرَّت المملكة إلى استقراض دراهم لإصلاح أحوالها، فاستلفت المال من أغنياء بلادها، وكان هذا أول دَين على الحكومة أُقيم لأجلهِ بنك إنكلترا سنة ١٦٩٤.
-
سنة ١٦٩٤ب.م: وانكبَّ وليم على إصلاح داخلية البلاد وأخمد الفتن، ونَمَت في أيامهِ
الأقاليم البريطانية، وامتدت تجارة إنكلترا وزادت صنائعها. وألغى لويس
الرابع عشر ملك فرنسا الامتيازات التي كان البروتستانت قد نالوها من
جدهِ هنري الرابع وضايقهم في أمور دينهم فهاجر نحو خمسين ألفًا منهم
إلى إنكلترا، وكان بينهم جمهور غفير من الماسون وأصحاب الصنائع والحِرف
المهمة، فكانوا من جملة وسائط تقدم إنكلترا.
وفي مدة حكم وليم نبغ الفيلسوف الشهير «إسحاق نيوتن» وأذاع على الملأ اكتشفاتهِ التي لم يسبقه إليها أحد من البشر ومصنفاتهِ التي لا تزال إلى الآن يستنير بها العالم بأسرهِ، وكان مع ما وهبه الله من الحكمة والعلم تقيًّا ورعًا مخلصًا وله في المسائل الدينية عدة مؤلفات، وكان الملك وليم يعضِّد أعمال هذا الفيلسوف الذي لم يقم أعظم منه إلى أيامنا.
وشيِّدت المدارس ومكاتب للصدقة في لندن وضواحيها، وتقرر مبالغ معلومة للملك وعائلتهِ ووجود جيش ثابت للمملكة، وأُعطيت الحرية للأديان وغير ذلك من الإصلاحات، وحدث بعض أمور مهمة في المملكة تدبَّرت بالحكمة وتغلب وليم على خصومهِ.
- سنة ١٦٩٤ب.م: وأُصيبت الملكة «ماري» بداء الجدري فتوفيت في ٢٨ ديسمبر سنة ١٦٩٤.
- سنة ١٦٩٥ب.م: وسنة ١٦٩٥ دخل وليم سرًّا في المحافل الماسونيَّة وعزَّزها بهيبتهِ الملوكية، فنَمَت وارتقت ووافق على اختيار السر «خريستوفور وَرِن» رئيسًا أعظم وعزز المحافل بهذا الانتخاب، ولا سيما محفل همبتون كورت الذي رأسه الملك مرات عديدة، بينما كان القسم الجديد من ذلك المحفل يُبنى. وفي مدة حكمهِ بُنِيَ قصر كنسنتون ومستشفى كلسي وقصر كرينويج الذي صار مستشفًى للبحرية تحت مراقبة خريستوفور وَرِن.
- سنة ١٦٩٦ب.م: وقام جماعة سنة ١٦٩٦ يرومون قتل وليم، فعُرفت مكيدتهم وعُوقب بعضهم.
- سنة ١٦٩٧ب.م: وسنة ١٦٩٧ احتفل الماسون احتفالًا عظيمًا حضره جمهور غفير من الإخوة الأشراف وغيرهم، ومنهم «تشارلس دوق أرتشموند» و«لينوكس» الذي كان رئيسًا أعظم لمحفل تشيشستر، وانتُخب الدوق المشار إليهِ رئيسًا أعظم للمحفل الأكبر الإنكليزي في تلك السنة فعيِّن خريستوفور وَرِن نائبًا عنه وإدورد سترُن سنير، وإدورد سترُن جنيَر منبهين، وبقي رئيسًا سنة وخلفه خريستوفور وَرِن الذي بقي رئيسًا أعظم إلى حين وفاة الملك وليم.
- سنة ١٧٠١ب.م: وسنة ١٧٠١ تفاوض البرلمان في خلف لوليم على المملكة؛ لأنه لم يكن له عقب، فتقرر أن تكون حنة ابنة جمس الثاني الملكة لإنكلترا بعده؛ لأنها كانت بروتستانية.
- سنة ١٧٠٢ب.م: وضعف جسم وليم ونحل، وبينما هو راكبٌ على حصانهِ كبا بهِ فرماه فانكسر عظمه، وبعد خمسة عشر يومًا توفي في ٨ مارس سنة ١٧٠٢ في الثانية والخمسين من عمرهِ، فحزنت الأمة عليهِ.
الملكة حنة ابنة جمس الثاني
- سنة ١٧٠٢ب.م: وتبوَّأ تخت الملك بعد وليم حنة ابنة جمس الثاني سنة ١٧٠٢، فكان حكمها مجيدًا، وفي أثنائهِ استولت إنكلترا على حصن جبل طارق في ٢٣ يوليو سنة ١٧٠٤، واشتهر عصرها بوجود العلماء والفلاسفة مثل إسحاق نيوتون وجان لوك الفيلسوف الإنكليزي الذي كان ماسونيًّا، وتوفي سنة ١٧٠٤ وملتون وبنيان ودريدن، وألَّفوا كتبهم المفيدة في الفلك والهندسة والشعر والديانة وغير ذلك، وامتدت بهم العلوم والفنون في سائر أقطار العالم. وكانت اسكوتلندا تود أن يكون الملك منها وفيها، وعزمت على القيام ضد إنكلترا فتلافى عقلاءُ اسكوتلندا وإنكلترا المسألة، وعينوا مندوبين من برلمان إنكلترا واسكوتلندا فاتحدت المملكتان بمعاهدة أنهما تكونان مملكة واحدة باسم بريطانيا العظمى ومصلحتهما واحدة والمالك يكون بروتستانتيًّا، ومن ذلك الوقت دام الاتحاد إلى الآن. وتوفيت حنة سنة ١٧١٤ وعمرها ٤٩ سنة، وهي آخر من ملك على إنكلترا من عائلة ستِوَرْت التي كانت بداية حكمها على إنكلترا سنة ١٦٠٣.