الحصار
انفجرت القنبلة … واهتز سطح البرج … وصاح الرجال … وتمايل «مندوزا» وسقط على ركبتيه … وجرى «جاتمان» و«بلور» إلى الداخل وبسرعةٍ ظهرت مجموعة من البحارة تحمل المدافع الرشاشة … وبدأ إطلاق الرصاص … وسرعان ما غاص الشياطين الثلاثة تحت الماء مبتعدين عن مرمى النيران … وتوقفوا بعيدًا لحظات … وإذ بجوف الماء ينشق عن طوربيد ضخم مرَّ بجوارهم فهز الماء هزًّا شديدًا … وأشار «أحمد» إلى «عثمان» … و«خالد» ليغيِّروا من مكانهم … وتذكروا الطوربيد الذي نسف زورقهم.
وأسرع الأصدقاء الثلاثة يسبحون بعيدًا … ومضت نيران المدافع الرشاشة تطلق في كل اتجاه.
مضت فترة طويلة … والمدافع تطرقع في كل اتجاه … وصعد الشياطين الثلاثة إلى السطح مرة ثانية ونظروا … ومرة أخرى شاهدوا «مندوزا» ومعه حقيبته يحاول ركوب الزورق … وأخذ كلٌّ من الثلاثة قنبلة …
وبدأ العد: واحد … تسعة … ثم قذفوا بالقنابل … وتساقطت القنابل الثلاث على سطح البرج … ومرةً أخرى تزايد الصراخ وضرب النيران … ثم ساد الصمت … وفجأةً سُمع صوت زوارق قادمة من بعيد تهدر تسبقها أضواء كاسحة … وأشار «أحمد» إلى «عثمان» و«خالد» فأخذ كلٌّ منهم قنبلة … ثم أشار لهم ألَّا يضربوا معًا … ولكن واحدًا في إثر الآخر … واقتربوا معرضين أنفسهم للخطر … ثم قذف «عثمان» وانتظر «أحمد» لحظات ثم قذف قنبلته … ثم قذف «خالد». كانت الانفجارات والأضواء الصادرة عنها كافيةً للفت انتباه مَنْ في الزوارق القادمة … وسرعان ما كانت الزوارق تشق طريقها إلى البرج ملقية عليه أضواءها الكاسحة.
انسحب الشياطين الثلاثة مبتعدين ومضوا يعومون بنشاط في اتجاه الشاطئ.
في صباح اليوم التالي كانت الجرائد ووكالات الأنباء تتحدث عن حادثٍ غامضٍ وقع في الخليج العربي … ولم تُشِر الصحف ولا الوكالات إلى التفاصيل الخاصة بالحادث … فقط قالت إن مجموعةً من الشبان العرب المجهولين أنقذوا البترول العربي من مؤامرة خطيرة. وبينما العالم كله يتحدث عن الحادث العجيب كان الخمسة يجلسون في كابينة «خالد» يتلقَّون تهنئة حارَّة من رقم «صفر» ودعوة لإجازة في بيروت.
ورفع كلٌّ منهم زجاجة الكوكولا التي في يده وشربوا نخب انتصارهم … ولكن «إلهام» أبعدَت الزجاجة عن فمها قائلة: خطة شيطانية … لا لنسف الآبار … ولا لنسف الخزانات … ولكن لسرقة البترول من الآبار تحت الماء … شيء خيالي! … شيء خرافي …!
أحمد: وستقابلين خططًا أخرى أغرب، وعصابات أخرى أخطر!
همست «إلهام»: لا يهم الخطر … المهم أن أكون معك!
وهمس «أحمد»: و… أنا معك.
ونظرت «إلهام» إلى «أحمد» … ونظر «أحمد» إلى «إلهام» … وابتسما …