زمن بني إسرائيل
في حدود سنة ١٠٠٠ قبل الميلاد دخلت مدينة حماة تحت حوزة داود عليه السلام، وكانت تُسمَّى في زمنه مملكة صوبة، وكانت من أكبر المدن؛ وذلك أن داود عليه السلام حارب ملك دمشق فانتصر عليه، وأخذ منه ١٧٠٠ فارس و٢٠ ألف راجل، وقطع أرجل خيل المركبات، فلما بلغ «توعي» ملك حماة الخبر أرسل لداود ابنه «يورام» فوقَّع عَلَى معاهدة صلح بينهما. ثم سار داود فمَلَكَ حمص، وجاء إلى حماة ونزل فيها ضيفًا ومالكًا، ثم سار غازيًا بلاد الجزيرة فامتلكها. وامتدت شوكة بني إسرائيل في ذلك الحين فكانت حماة تارةً من أعمال الإسرائيليين وتارةً مستقلة.
ثم لما مَلَكَ ياربعام — ثالث عشر ملوك الإسرائيليين — كانت حماة مستقلة فحاربها واستردها لحوزته، وهكذا كان شأنها حتى انقرضت دولة بني إسرائيل على يد بختنصر ملك بابل الذي جاء فخيم بجيوشه حول حماة، وأرسل وزيره بعساكره الجرارة فاستاقوا بني إسرائيل وتركوا منازلهم خاويةً عَلَى عروشها.