على حافة المذبحة
لماذا تموتُونَ عنَّا؟
لماذا تموتُونَ عنَّا؟
وهل نحنُ أجْبنُ منكم
أمِ الموتُ أجْبنُ منَّا؟
لماذا تموتُونَ عنَّا؟
وكنَّا معَا
عرفنا التسَكُّعَ بين الأزِقَّةِ
كنَّا معَا
عرفنا التدرُّعَ بالأغنياتِ
لصدِّ القَنابِلِ
كنَّا معَا
عرفنا التَّداوِي بعُشْبِ النِّكاتِ
إِذا غَازُهُمْ ألْهَبَ الأضْلُعَا
معًا … بتعاطِي المواجِعِ ثُرْنَا
معًا … باحتساءِ الجسارةِ دُخْنَا
فهل إذْ دُعِينَا إلى الموتِ سِرتُم سُكارَى؟
وهل نحنُ حينَ عَصَيْنَاهُ …
هل نحنُ خُنَّا؟
لماذا تموتُونَ عنَّا؟
وعن مِصرَ
ها مصرُ سوفَ تمرُّ بنَا — ربَّما — لرَبيعْ
وقد لا تمرُّونَ في القلبِ
إذْ يتَسَاءَلُ بعدَ سنينَ فتًى:
«مَن أذَابَ الصَّقِيعْ؟»
فكيفَ تُنِيرُونَ شمسًا
وتَنْطَفِئُونَ
بدَمْعِ الجُمُوعْ؟!
لماذا تموتُون عنَّا؟
وقد لا تعِيشُونَ في الذَّاكِرَهْ
سَتَغْدُو مَلامحكُم بعدَ حِينٍ
مُشتَّتةً غَابرَهْ
ولن نتذكَّرَكُمْ
غيرَ عند انْتِبَاهِ الصَّحافَةِ للمَقْبرَهْ …
لإكلِيلِ زَهرٍ
يقدِّمُهُ المنحَنِي مُثقلًا بالنَّياشِينِ
والقَصَصِ الزَّاخِرَهْ …
بوَهْمِ البطُولَةِ
ثمَّ يسِيرُ (وموكِبهُ شِبْهُ شَعبِي)
تتبعُهُ الكَامِيرَاتُ
فتُخْتَطَفُ النَّظَراتُ
وتُنْسَوْنَ ثَانِيةً
فتَمُوتُونَ ثانِيةً
في انتظَارٍ لِذِكْرى وَفاتِكُمُ المقبِلَهْ
وأبقَى أردِّدُ فوقَ رُفاتِكُمُ الأسئِلَهْ:
«لماذا تَمُوتُونَ عنَّا؟»
وبضْعَةَ أسئلةٍ عاجزاتٍ
تُطارِدُ أجوِبَةً جَامِحَهْ
أجيبُونْ
بلِ انتظرُوا لأُتَمْتِمَ بالفاتِحَهْ
«…
… آمِينْ»
أجيبُونْ
بلِ انتَظِرُوا لأرَدِّدَ تَرْنِيمَتَيْنِ
وأوُقِدَ خَمْسَ شُمُوعْ
…
أجيبُونْ
فأسئِلَتي في فُؤَادِي صُدُوعْ
لماذا تموتُونْ؟
وكيفَ بتضحِيَةِ الأنبيَاءِ ارتضَيْتُمْ
ولمْ أرَ فيكُمْ يسُوعْ؟!
تَمُوتُونَ عَنَّا
ونحنُ نُغنَّى
ويأكلُ منَّا الضَّمائِرَ … جُوعْ
وأسئلةٌ في الفُؤادِ … صُدُوعْ
لماذا تَمُوتُونَ عنَّا؟
لماذا تَمُوتُونَ عنَّا؟
أجابَ شَهيدٌ:
«ولا تَحْسَبَنَّ»
فبراير ٢٠١١