طروادةُ تسقطُ مرَّةً أخرى
هُوميرُوسْ
طُروَادةُ تسقطُ يا هُوميرُوسْ
طُروادةُ تسقطُ
والشَّعبُ المغتَرِفُ الأفراحَ قُبيلَ النَّصرِ
ترنَّحَ مِن خَمرِ الحُلْمِ
قُبيلَ فَراغِ الكَأسِ
وألقى المِجْدافَ إلى الموجِ
قُبيلَ بُلوغِ البرِّ
لأنَّ جَهُولًا يتحدَّثُ باسْمِ زيُوسْ …
قال لهم:
«إِنَّ زيُوسَ وآلهةَ الأوليمْبِ جميعًا
راضُونَ عنِ النَّصرِ»
فنامُوا ملءَ جُفُونِهِمُ … الحمقَى
ترَكُوا طُروَادةَ في الميدَانِ
يَلُوكُ ضفائرَها البردُ
وينْخُرُ عينَيْهَا السُّوسْ
طُروَادَةُ تسقطُ يا هُوميرُوسْ
دَعْ عنكَ عَماكَ ليومَينِ
وراقِبْ عن كَثَبٍ
ثمَّ انقشْ إِلْيَاذَتَكَ العصْماءَ
على جدرانِ التَّارِيخِ
ليعرِفَ مَن يأتِي بعْدُ فُصُولَ المأسَاةِ
وكيفَ اغتِيلَ النَّصرُ ببضْعِ كُئُوسْ
واذكُرْ يا هُوميرُوسُ — على الهامِشِ —
أنِّي حذَّرتُ
مِن الغدرِ الواضِحِ في عينِ الفرسَانْ
حَذَّرتُ مِن الخيلِ المدسُوسْ
لكنَّهمُ انسَحَقُوا تحتَ حصَانْ!
مارس ٢٠١١