قصيدةٌ دمشقيَّة
معارضة لقصيدة (القصيدة الدمشقية) للشاعر الكبير نزار قباني
هذي دمشقُ … فأينَ الكأسُ والرَّاحُ؟
غابَ الدِّمشقيُّ والأشعارُ ترتاحُ
وليس يرتاحُ طفلٌ تحتَ ليْلَكَةٍ
إلَّا وطارَدَهُ في الحُلْمِ سفَّاحُ
ولا فتَاةٌ تهُزُّ الرِّيحُ قُصَّتَهَا
إلَّا وهَزَّتْ فؤادَ الرِّيحِ أشبَاحُ
ولا بآيٍ يُوَاسَى حزنُ مِئْذَنةٍ
ولا الشُّموعُ يُوَاسِيهنَّ إِصْحَاحُ
ولا جُمَانَةُ في عِقْدٍ …
ولا قمرٌ في ليلِ وَجْدٍ …
ولا في السَّاحِ سُيَّاحُ
ولا …
– كفاكَ … أتُهْدِينَا مَواجِعَنا؟!
أمُوفَدٌ أنتَ ترثينا … أنَوَّاحُ؟
إنَّا لَنَدْمَى لِتنْسَابَ الدِّماءُ ندًى
ليَيْنَعَ المرْجُ … قدْ يَأْتِيهِ صَدَّاحُ
فلا تَبُحْ بجراحٍ نحنُ نَكْتُمُها
ونَكْتُمُ العَفْنَ فيها وهْوَ فَوَّاحُ
أغايةُ الشِّعرِ بَوْحٌ؟! بئْسَ مَن شَعَرُوا!
أغايةُ البَوْحِ دمعٌ؟! بئْسَ مَن بَاحُوا!
– عُذرًا أخي … ما دَهاني؟ تهتُ عَن لُغتي
فنُحْتُ إذْ طِرْتُ في أسرابِ مَن نَاحُوا؟!
يا إخوتي: مَوْسِقُوا أحْلى قصائدِكُمْ
بجُوقَةِ النَّارِ … فالبُركانُ إفْصَاحُ
بلا قَوَافٍ … بلا وزْنٍ … بلا لُغةٍ
أيُكتبُ الشِّعرُ مُوسِيقَاهُ أرواحُ؟
مَلَّاحُكُمْ وَاهِبُ الأمواجِ زُرْقَتَها
ووَاهِبُ الأحمرِ التُّفَّاحَ فَلَّاحُ
وطَاحِنُ البُنِّ عِطرُ الهَالِ أحْرُفُهُ
ودفترُ النَّادِلِ الأُمِّيِّ أقْدَاحُ
وكلُّكُمْ يا دمشقِيِّينَ أغنيةٌ
حزينةُ الصَّوتِ … والأَصْدَاءُ أفْرَاحُ
يا مُتعَبِينَ …
هَنِيءٌ بعضُ مَن تَعِبُوا
يا غَائِبِينَ …
مُقِيمٌ بعضُ مَن رَاحُوا
يا ثَائِرِينَ …
ألا ثُورُوا ولا تَهِنُوا
فقد يُهِينُ ظلامَ الظُّلْمِ مِصْبَاحُ!
حَمَلْتُ شِعري على ظهرِي
ويُخْجِلُنا
مَن يَنْظِمُ الشِّعرَ ثَوَّارًا … ويَرْتاحُ
نوفمبر ٢٠١١