هَذَيَان
(أ)
تقولُ: «أحِبُّكَ» دونَ اكْتِرَاثٍ
وتَمْضي …
وتَتْرُكُ لي مِن فُؤَاديَ نِصْفْ
وتتْرُكُ مِن رَوْنَقِ الشِّعْرِ … لَحنًا
ومِن نَفَحاتِ الفَرادِيسِ طَيْفْ
يا مَدْخَلي للشِّتاءِ
انْتَظَرْتُكِ عِشْرِينَ صَيْفْ
وأعرفُ أنَّ انْتِظارَكِ ضَعْفْ
يا امْرَأةً … حُبُّها كالحقيقَةِ صَلْدٌ
ومَلْمَسُها في رَهافَةِ زَيْفْ …
أعرفُ أنَّ انْتِظارَكِ ضَعْفْ
فكيفَ قَصَصْتِ جنَاحَيَّ … كَيْفْ؟
.
.
.
(أ)
تقولُ: «أحِبُّكَ» دونَ اكْتِرَاثٍ
وتَمْضي … كغَيْمَةِ حُبّْ
وتَتْرُكُ في العَيْنِ سَيْلًا
وفي الرُّوحِ جَدْبًا
وفي الفَمِ جَدْبْ
يا امْرَأةً لمْ يُحِطْ بأنُوثَتِها أيُّ قَلْبْ …
أعرفُ أنَّ بقَاءَكِ صَعْبْ
أعرفُ أنَّ بقاءَكِ صَعْبْ
.
.
.
.
(أ)
تقولُ: «أحِبُّكَ» دونَ اكْتِرَاثٍ
وتَمْضي …
كأنْ لمْ تُخَلِّقْ بكِلْمَتِها ألفَ كَوْنْ
يا امْرَأةً سَكَنَتْ في حَوَاسِّي
فلا الصَّوْتُ صَوْتٌ … ولا اللَّوْنُ لَوْنْ
أعرفُ أنْ بينَ يَأْسي وبُشْراكِ بَوْنْ
وحَسْبي مِن الهذَيانِ أغَانٍ
إذا أنتِ أعْرَضْتِ عنِّي سَلَوْنْ
.
.
.
(ب)
تقولُ: «أحِبُّكَ» دونَ اكْتِرَاثٍ
وتَمْضي …
أنَادِي
فتُوقِفُها لهَفَاتُ النِّدَا
تُنَاشِدُها وَشْوَشَاتُ الصَّدَى
أقولُ: ارْجِعي
فتقولُ: لماذا؟
أقولُ: لهذا …
(أُشِيرُ بكلِّ خَلايايَ نحوَ الوُجُودِ)
تقولُ: سُدَى
أقولُ: غَدَا
تقولُ: رَدَى
أقولُ: عَدَا
فمَا يُهْلِكُ الموتُ ما خُلِّدَا
تقولُ: وأينَ؟
أقولُ: المدَى
تقولُ: …
أقولُ: …
تقولُ: …
(ي)
أقولُ: عَشِقْتُكِ حتَّى التَّشَرُّدِ …
حتَّى التَّمَرُّدِ …
حتَّى التَّجَرُّدِ …
حتَّى تَجَسُّدِ حِسِّيَ
حتَّى تَمَوْسُقِ نَبْضِى
تقولُ: «أحِبُّكَ» دونَ اكْتِرَاثٍ
وتَمْضي …
وتَمْضي …
وتَمْضي