الظرفاء
«الحقيقة … أن هؤلاء الرجال كانوا يُضحِكون الناسَ والعَبَراتُ تخنقهم، ويُشيعون الأملَ واليأسُ يكاد يقتلهم، ويَضحكون بالشِّفاه وفي القلوب حَسرة، ومات أغلبهم حزينًا مهمومًا بعد أن ترَك خلفه ابتسامةً مُضيئة … على كل الشِّفاه.»
يُعَد هذا الكتاب متحفًا أنيقًا يضم آثارَ بعض ظُرفاء مصر، من أدباء ومفكِّرين وفنَّانين، تناوَلها «محمود السَّعدني» فيه بالدراسة المرِحة، والتحليل الضاحك، وأضفى على حياتهم ظلالًا كثيرة من خياله السَّخِي؛ فيحدِّثنا عن أولئك الذين أشاعوا البهجة في نفوس معاصِريهم، ساردًا عنهم الكثير من المواقف، وناقلًا الكثيرَ من أقوالهم. ومن أبرز هؤلاء الظُّرفاء خطيبُ الثورة العُرابية «عبد الله النديم»؛ إذ كانت السخرية سمة بارزة في خُطَبه، وكانت إحدى وسائله في مقاوَمة الظلم. وكذلك الباسم العَبُوس، شاعرُ الظُّرفاء «حافظ إبراهيم»، الذي كان يسخر من كل شيء، حتى من نفسه! ومنهم «حِفْني محمود» الذي كان من عائلة عريقة، وتولَّى منصب الوزارة. وغيرهم من الظُّرفاء الذين بثُّوا في نفوس المصريين الأملَ بمستقبَلٍ مُشرِق.