قمر من دم
«يسقط القمرُ على أرض الملجأ ويتحطَّم وتنتشر شظاياه «مثل قِطع الجمر» على كل المكان. وهناك شجرةٌ تتوسَّط المكان وتحتها سلَّة هدايا للأطفال … ينكشف المكانُ بوضوح، وهو مَلجأ العامرية.»
في ١٣ فبراير ١٩٩١م، أثناء حرب الخليج الثانية، قصفت القواتُ الأمريكية مَلجأ العامرية ببغداد، وهو ما أسفر عن استشهاد ٤٠٠ مدني عراقي، وأُبيدت عائلاتٌ بأكملها. وكان من بين الضحايا الطفلةُ «غيداء» ذات الستة عشر ربيعًا التي فُجعت أمُّها لموتها؛ تلك الأم التي فقدت تسعة من أُسرتها في هذا القصف، فظلَّت رابضةً في المَلجأ ليلتجئ إليها كلُّ باحث عن الحقيقة، ولُقِّبت ﺑ «خنساء العامرية». وقد جاءت هذه المسرحية لتُلقي الضوءَ على هذه الجريمة، وتوثِّق بشاعةَ ما جرى في ذاكرة الضمير الإنساني. وقد صاغ «الماجدي» هذه المسرحية بأسلوبٍ شعري أخَّاذ، مقتبسًا عنوانَها من قصيدة «قمر من دم» للشاعر «يوسف الصائغ»، ومستحضرًا مقاطعَ شِعرية من قصائد «عبد الوهاب البياتي» و«فاروق سلوم».