قمر من دم: أضخم عمل مسرحي عن ملجأ العامرية
لا نملك إلَّا أن نخشع أمام الكلمات المنتقاة للشعراء يوسف الصائغ، عبد الوهاب البياتي، خزعل الماجدي، وفاروق سلوم … لا نملك إلا أن نستذكر من خلالهم ومن خلال جهد كبير لفنانين كبار يجسِّدون الحدثَ الجَلَل في تلك الليلة المشئومة … أقول لا نملك إلا أن نستذكر ما حدث في ملجأ العامرية.
تنساب الكلمات الحزينة عبر صوت أمل حسين وابتسام فريد ومع أنامل نصير شمَّة وعودِه الذي يُعيد إلى أذهاننا شرارةَ الألم في مسرحية «قمر من دم» للمُخرج الدكتور فاضل خليل؛ حيث يتواصل التمرين يوميًّا في قاعة حقي الشبلي بدائرة السينما والمسرح … أكثر من خمسين فنانًا وفنيًّا يساهمون في هذا العمل، من بينهم: سامي عبد الحميد، سعد مجيد، عامر جهاد، وطلبة معهد الفنون الجميلة … موسيقى وألحان نصير شمَّة، وإنشاد المطربة فريدة … تُعرض هذه المسرحية في ١٢ / ٢ ذكرى مرور عام على قصف ملجأ العامرية الذي ذهب ضحيته المئات من المدنيين الأبرياء، من بينهم الأطفال والنساء والشيوخ، وسيكون مكان العرض «ملجأ العامرية» ذاته.
ومن أجل تسليط الضوء على هذا العمل الضخم الْتقينا الفنان فاضل خليل، فحدَّثنا قائلًا:
هذا النصُّ هو خلاصة لأكثر من عشرين قصيدة وحكاية وقصة قصيرة وشهادات موثَّقة للأشخاص الذين نجَوا من الملجأ. محورها استحضار شواهد عصر للتعبير عن جريمة هذا العصر التي ارتكبها الأمريكان في ملجأ العامرية. حكاية لمجموعة من الشهداء عبَّرنا عنها بالأغنية وباللون وبالمؤثِّر الصوتي أو الضوئي والانفجار من أجل أن نعيد إلى الأذهان ولكلِّ مَن سيشاهد هذا العمل أو يسمع عنه ذكرى الأبرياء الذين استشهدوا في ملجأ العامرية، وتذكير بكل شهداء العراق والأمة العربية.
نصير شمَّة سيقوم بعد هذا العرض المسرحي بجولة في عدد من الدول الأوروبية، منها: السويد، وفرنسا، وألمانيا، وكندا وإسبانيا؛ لينقل إلى هناك عبر عُودِه ما حدث في ملجأ العامرية، وسيخصِّص ربع هذه الجولة لعلاج أطفال العراق في أحد المستشفيات الألمانية … أمَّا عن مساهمة «قمر من دم»، فيقول:
هذه الفعالية ستكون أهم فعالية لما حدث في ملجأ العامرية، أهميتها تكمن في حميمية موضوعها ومساسها بالشعب العراقي. سنقدم من خلالها مجموعة مشاعر صادقة تحاول أن تجسِّد الحدثَ حتى تتذكَّر الأجيال ويسمع ويشاهد العالم ما حدث للناس الأبرياء في هذا الملجأ، وما آلت إليه اليد الأمريكية القبيحة في قتل المدنيين … دوري أنا هو تأليف الموسيقى التصويرية والألحان … سأحاول، وما زلت أتمرَّن لأوقات طويلة كي أستطيع تجسيد هذا الحدث … وسأدخل معزوفة «حدث في العامرية»، وستكون مختلفة كثيرًا بعد أن جمعت في ذهني صورًا كثيرة لما جرى. نتمنَّى جميعًا أن تكون هذه الفعالية بمستوى الحدث الكبير.
وأصمت حيث يبدأ التمرين … أنامل نصير شمَّة تعزف ألمًا، وصوت أمل حسين يقطر حزنًا حين تنساب الكلمات:
لكن الدمع ينسكب من عينَي أمل حسين وابتسام فريد، ويداوي المُخرج فاضل خليل دمعته بآهة تنطلق من أعماقه …
نصير شمَّة يواصل العزف والغناء:
