ومَاذا صَار؟
تألم ومات وقبر، على عهد بيلاطس.
***
الثعالب تعوي أجواقًا، ولا تدنو من الأسد الصريع.
والجنادب ترقص تحت قدميه ولا تعلو قدمًا.
والأفاعي تتململ؛ لأن الحاوي كسَّر أسنانها.
والنسور تتطلع إلى طائر تجاوز تخومها.
والغربان تحوم ولا تقع؛ لأن الجثَّة استحالت عالمًا جديدًا.
والزهرة تبكي عطرها المسجون في القارورة.
والشجرة تعجب لجِذْعها اليابس كيف احمرَّ وأثمر.
والأرض أكبرت أن يصير الجدولُ بحرًا أعظم.
واستغرب السيف كيف ينتصرون بلا سيف!!
والأتان فكَّرت بولاية العهد.
والسماء فاتتها المأدبةُ العظمى، وجاءت بعد رفع المائدة.
•••
وانقضت ساعة الرعب، وعاد القطيع إلى المرعى.
فأُكِلَ «الحمل» بلبن أُمِّهِ، وصُنِعَ جلدُهُ فَرْوًا.
وصار دم الصدِّيق أرجوانًا.
وجراحه أزرارًا بِعُرَاها.
وحذاؤه للتبرُّك والتقبيل.
والقصبة عصا موسوية.
ورداؤه برفيرًا مذهبًا.
وقميصه زَرْكشًا.
وكوخه قصرًا معمَّدًا.
وصليبه عرشًا صاخبًا.
والحَبْلُ سلسلة ذهبية.
والعمود برجًا هائلًا.
وكأس الخلِّ خمرة مُعتَّقة.
والأَتانُ ستةَ عشرَ رجلًا.
والإنجيل مِجَنًّا للجبابرة.
والكلمات مدافع وسيوفًا.
والآيات غازاتٍ خانقة.
والطوبى صواريخ.
والملكوت طائرات ودبَّابات.
والسلام نارًا زرقاء.
والأردنُّ نهر شريعة الدم.
والصفصاف الباكي قندولًا لا يزهر.
والمعصرة كجبهة الزانية.
وعرس قانا بيتَ فسقٍ ودعارة.
والسذاجةُ تهاويل وتعاويذ.
وعشا العلِّية مفتاح الخزائن والجيوب.
والرعاة جلادين وجزَّارين.
وبيتُ الصلاة مخزنًا للغفران.
والذي لم تسعْهُ الأرض نام في البِرشَانة.
فغطَّى الطحلب وجهَ البحيرة النقية.
وسرح العُلَّيقُ فداس البنفسج.
ومشى الوادي على قرن الجبل.
ونَبَتَ القطربُ والدبَّيقُ فخنق الزنبق.
وامتلأت الأرض من شقائق النعمان.
وصار ابن الإنسان إِلهًا.
إِنَّ ليسوعَ إِخوةً في الأُلُوهة.
أما يسوع ابن الإنسان ففوق هؤلاء الآلهة.
يحيا كلَّما مات.
ليته يُصلبُ كل يوم، فجذعه عطشان إلى ماء الشهادة.
ومن عَصِيَ عليه إدراك سرِّ ملكوته فليسأل حبة الحنطة، فعندها الخبر اليقين …