الأورام
في هذا الكتاب الصغير والزاخر بالمعرفة في الوقت نفسه، تتناول الكاتبةُ موضوعَ السرطان من جوانبَ علميةٍ وإكلينيكية ونفسية وإحصائية، مُتحدِّثةً من واقعِ تجرِبةٍ شخصية؛ إذ أُصيب والداها بالسرطان، وكانت هي نفسُها على وشكِ الإصابة به. تَذكُر الكاتبة أصولَ الكلمات اللاتينية واليونانية التي اشتُقَّت منها بعض المصطلحات المتعلِّقة بالسرطان، وتتساءل عمَّا إذا كان ينبغي حقًّا التحدُّث عن المصابين بالسرطان باعتبار أنهم في معركةٍ معه، وكأنه عدوٌّ يغزو أجسادَهم ويعتدي عليهم، أم أنه مجردُ نسخةٍ أصيلة من ذاتنا، وجزء لا يتجزَّأ منها. وتصف الكاتبة ما يطرأ على المريض وعائلته وأحبَّائه، بل على الأطباء أنفُسِهم أيضًا، في كل مرحلةٍ من مراحل السرطان، ومن بينها الفحوصُ والتشخيص والعلاج، وما يُخلِّفه من آثارٍ تبقى دائمةً حتى بعد التعافي. تَعرض الكاتبة أيضًا لمحةً عن منافعِ بعض أنواع الفحوص والعلاج وأضرارِها، وصعوبة الموازنة بينها، ثم تختتم الكتابَ بقصيدتَين إلى والِدَيها تُصوِّر معاناتهما في رحلتهما مع السرطان.