تعليقات على بعض مواد عرض ذكرها في الكتاب
(١) الدويلات الهِلِّينِيَّة Hellenistic City States
المقصود «بالدُّوَيْلات الهِلِّينِيّة» المدن الإغريقيَّة المستقلَّة، كأثينا وإسبرطة
وغيرهما، وهي دويلات لا دول؛ لأنها مدن لا ممالك بالمعنى المعروف اليوم، وقد كان لكلٍّ
منها حكومة مستقلَّة، لها شرائعها ونظاماتها القضائية والإدارية؛ بل كان لكلِّ مدينة
تقاليدها، وآلهتها، وهياكلها، وعقائدها، وتاريخها، وثقافتها. انظر أيضًا رقم (١٠) من
هذه التعليقات.
(٢) غِرَنِيقَس Granicus
موقعة غِرَنِيقَس Granicus؛ حدثت في شهر مايو أو
يونيو من سنة ٣٣٤ق.م بين المقدونيين بقيادة الإسكندر المقدوني وبين الفرس، فانتصر فيها
المقدونيون انتصارًا كاملًا، وكان كلٌّ من الجيشين المتحاربين يحتلُّ ضفة من نهر
غِرَنيقَس في آسيا الصغرى، فاقتحم المقدونيون النهر، وهزموا الجيش الفارسي بعد أن
قاومهم مقاومة عنيفة.
وكان جيش الإسكندر مؤلَّفًا من ٣٠٠٠٠ راجلٍ، و٥٠٠٠ راكب؛ والجيش الفارسي من ٢٠٠٠٠
فارسيٍّ، و٢٠٠٠٠ مرتزق إغريقي، بقيادة «مِمْنُون Memnon»، وهو قائد يونانيٌّ ذو مكانة وعلم بالفنون الحربية، كان في
خدمة «دَارَا» ملك الفرس.
ويقول النقاد: إن الجيش الفارسيَّ لو اتَّبع الخطة التي رسمها «مِمْنُون» لكان النصر
في جانبه، ولكن قواد الفرس اختطوا خطة أخرى، فانتفع الإسكندر من سوء تدبيرها.
ولا ننسى هنا أن ننبه على أن الأرقام التي يحدد بها مؤرخو القدماء عدد الجيوش
المتحاربة في المواقع التي يذكرونها مدخولة بالشك، فلا يوثق بها.
(٣) مَوْقِعَة إسُّوس Issus
حدثت موقعة إسُّوس Issus في شهر أكتوبر من سنة
٣٣٣ق.م بين الجيش المقدوني بقيادة الإسكندر، والجيش الفارسيِّ بقيادة الملك «دَارَا».
ويحسن بنا أن نذكر شيئًا عن ميدان هذه المعركة، فقد حدثت في سهل يبعد عن مدينة
«مُرْيانْذُرُوس Myriandrus» خمسة أميال شمالًا
بالقرب من الإسكندرونة؛ ويحيط بهذا السهل جبال شامخة، تسلم إليه بثلاثة مداخل، ففي
الشمال الغربي الممرُّ القِيلِيقِيُّ، ويخترق جبال طُورُوس، وفي الشمال الشرقي الممرُّ
الأرمني، ويسلم إلى الفرات، وفي الجنوب الممر السوري، ويسلم إلى سوريا؛ وتجاهه انتظر
دَارَا بجيوشه، وكذلك اتجه إليه الإسكندر بزحفه؛ ولهذا يقرِّر النقاد أحد احتمالين:
فإما أن الإسكندر لم يكن يعرف شيئًا عن الممرِّ الأرمني، وهذا غير راجح؛ وإما أنه لم
يتوقَّع أن «دارا» ومعظم جيشه من الفرسان سيترك السهول ويلوذ بالجبال، وهذا راجح. ولكن
ما لم يتوقَّعه الإسكندر أقدم عليه «دارا»، فإنه رفض الإذعان لمشورة قوَّاده، وزحف نحو
الممرِّ الأرمني بكامل جيشه، فَحَوَّط بهذه الحركة مؤخرةَ جيش الإسكندر.
ويُجمِع النقاد على أنَّ هذه الخطَّة إن كانت فاسدة من ناحية الفنِّ الحربي، فإنها
سديدة من ناحية الحركات الالتفافية؛ فإن الإسكندر اضطرَّ أن يعدل عن خطَّة الهجوم إلى
خطَّة الدفاع، وأن يخوض موقعة لم تكن في حسابه؛ ليصون بذلك مواصلاته الحربية.
فلما علم الإسكندر بحركة «دارا» جمع قوَّاده وبيَّن لهم ما هم فيه من خطر، وزحف
مسرعًا لملاقاة الجيش الفارسي، وبحسن توزيع جنوده وإدارة حركاتها الحربية، انتصر
انتصارًا فاصلًا.
(٤) دَارَا Darius
هو «دارا» الثالث، واسمه قبل أن يعتلي العرش «قُودُومانُس Codomanus»، ولكنه انتحل اسم «دارا». وفي سني مُلْكه أرسل الملك
فيلُبُّس المقدوني حملةً حربيةً إلى آسيا الصغرى سنة ٣٣٦ق.م.
وفي خريف سنة ٣٣٤ق.م بدأ زحف الإسكندر المقدوني على المملكة الفارسية، فهزم «دَارَا»
في موقعة «إسُّوس» سنة ٣٣٣ق.م ثم في موقعة «أَرْبيلا Arbela» سنة ٣٣١ق.م ففرَّ إلى الشرق وقتله «بِسُّوس Bessus» في شهر يوليو من سنة ٣٣٠ق.م وبموته سقطت
الدولة الفارسيَّة، وأصبحت فارس مستعمَرةً مقدونيَّةً.
(٥) قُورِينَة Cyrene
إحدى مدائن خمس، شَيَّدها الإغريق في ولاية برقة الأفريقية؛ و«برقة» هو الاسم الذي
أطلقه العرب على ولاية رومانيَّة في شمال أفريقيا، اسمها «قُورِينيقَة Cyrenaica» نسبة إلى «قورينة Cyrene»، وكان الجزء الشمالي منها يُعرَف عند العرب باسم
«بِنْطابُلس» أو «إنْطابلس»، (انظر معجم البلدان)
Pentapolis أيْ المدن الخمس، فإن اللفظة
Penta اليونانيَّة معناها «خمسة»،
وPolis معناها «مدينة»، والصحيح بنطابلس كما ذكرنا،
وقد وهم صاحب معجم البلدان في رسمها بالألف.
وكانت «قُورينة» أقدمها وأكبرها وأزهاها وأعمرها، وقد أنجبت كثيرًا من الفلاسفة
والشعراء والقواد العظام، ولها تاريخ طويل، أخصه علاقتها بمصر في عصر البطالمة.
وكانت المدينة مشيَّدَة على جبل يشرف على بحر الروم، اسمه الجبل الأخضر، ولا تزال
آثارها باقية إلى اليوم.
(٦) اليونان والإغريق lonians and Greeks
اليونان في الإغريقية القديمة
loanes، وفي الفارسية
Yavana، وفي العبرية
Yavan؛ وقد جرى الكتَّاب على أن يُعَرِّبوا كلمة
Greeks باليونان، كلما وردت هذه الكلمة في سياق بحث
علمي أو أدبي، في حين أن اليونان هم الذين يُطلَق عليهم اسم
lonians، والإغريق هم الذين يُطلَق عليهم اسم
Greeks، وهما شعبان مختلفان وإن كان أصلهما
واحد؛
١
ولا شك في أن هذا ما عناه مترجمو العرب، فقالوا اليونان حينًا، والإغريق حينًا آخَر؛
ولم يقصدوا بذلك غير ما ذكرت هنا.
وأرى أن هذا أقوم تعليل لاستعمال الاسمين في مواضع مختلفة من كتبهم، غير أني أنبِّه
هنا على أن استعمال لفظ «اليونان» للدلالة على الإغريق Greeks لا غبار عليه من الناحية التاريخية.
(٧) هِيْرُودُوتَس Herodotus
مؤرخ يوناني قديم يُعرَف «بأبي التاريخ» وُلِد في «أَلِكارْنَاسُوس» بآسيا الصغارى
سنة ٤٨٤ق.م وتُوفِّي في سنة ٤٢٥ق.م وهو أشهر من أن يُعرَّف.
(٨) نِقْطَانيبُو Nectanibo
آخِر ملوك مصر الوطنيين من الفراعنة، وقد طرده الفرس من البلاد، فلجأ إلى
«إثْيُوبْيا» سنة ٣٤١ق.م وفي دائرة المعارف البريطانية (ص٧٦–٨ الطبعة ١٤)، وفي (ص٧٠٩–١٧
الطبعة ١٤) أنَّ نِقْطانِيبِس الأول كان اسمه «نخت-نبف»، ونِقْطانِيبِس الثاني كان اسمه
«نِخْثَارْحِبْ»، ولكنهما يُعرَفان في أكثر المؤلفات التاريخية باسم
«نِقْطانيبُو».
(٩) الهِكْسُوس Hyksos أو ملوك الرعاة
اسم أُطلِق على ملوك حكموا مصر، وكانوا من أصل أجنبي، وكان مُلْكُهُم حوالي سنة
٢٠٠٠ق.م وسقط ملكهم في خلال حكم الأسرة الثامنة عشرة؛ وقد حكموا مصر حوالي ٥٠٠ سنة على
ما يقول «مانِيثُو Manetho»، واسم الهِكْسوس من اللفظة
المصرية «هِكْ-شَاسُو hik-shasu»، أيْ رءوس البدو أو
الرُّعاة.
ويقول سير «فلندز بتري»: إن أعظم ملوك الهكسوس الذين حكموا مصر تربَّعوا على عرشها
٢٦٠ أو ٢٨٤ سنة، أيْ من سنة ٢٥٤٠ إلى ٢٢٥٦ق.م وكانوا ستة ملوك، وبعد ذلك العهد حدث
اختلاط بين المصريين والسَّاميين؛ وإن عصر الاختلاط ظل من سنة ٢٢٥٦ إلى سنة
١٧٣٨ق.م.
See “Egypt and Israel” p. 14, By W. M. Flinders
Petrie.
(١٠) الهِلِّينِيَّة – الثَّقَافَة الهِلِّينِيَّة – الحضارة الهِلِّينِيَّة
Hellenism; Hellenistic Culture (or)
Civilisation
يذكر شارح هذا الاصطلاح في دائرة المعارف البريطانية (٤٠٢–١١ الطبعة ١٤) أن اصطلاح
Hellenism غامض الأصل، ويقال إنه مشتق من أصل
يوناني معناه «تقليد الأغارقة»، وأطلقه المؤلف الألماني «درويصن J.G.
Droysen» على مظاهر الثقافة الإغريقية، منذ عهد الإسكندر المقدوني،
حتى نهاية عصر الدول القديمة، وتشمل دلالته كل الشعوب التي تأثرت بتلك الثقافة.
وذُكِر في المعجم الأنسيكلوبيدي (ص١٦١–٤) أن الاصطلاح نسبةً إلى «هلِّين Hellen» جد الأغارقة الأول.
وننقل هنا عن قاموس
Century ص٢٧٧٩ ج٣ العبارات الآتية:
Hellen-A Thessalian Tribe of which Hellen was the
reputed cheif; later (earliest record 586 B.C.) a general name for all
the Greeks.
An ancient Greek; Properly, a Greek of pure race;
traditionally said to be so called from Hellen son of Deucalion and
Pyrrha, the ledgendery ancestor of the true Greeks, consisting of
Dorians, Æolians & Acheans.
هذا فيما يتعلَّق باشتقاق ذلك الاصطلاح، أما الحضارة أو الثقافة الهلِّينية فيُقصَد
بها ما يلي: منذ القرن الخامس قبل الميلاد أخذت المدن الإغريقية تَتَنَاثَر على شاطئ
البحر المتوسط من حدود إسبانيا إلى مصر وبلاد القَفْقَاس، وأخذت الثقافة الإغريقية
تنتشر بين شعوب غير إغريقية الأصل. ومن قبل ذلك التاريخ، أيْ منذ بداءة القرن السابع
قبل الميلاد، عندما كانت الثقافة الهلِّينية ما تزال في غرارتها وبدء تكوُّنها، خدم
مرتزقون من الأغارقة جيوش الشرق الأدنى، فلما استقوت الثقافة الهلِّينية وأينعت ثمارها،
بدأت آثارها الفنية والعقلية تظهر في جوِّ الحضارات القديمة. ولا شكَّ في أنَّ حضارة
قديمة، كحضارة مصر، أو حضارة ما بين النهرين، كانتا لا تكترثان بالحضارة الناشئة أول
الأمر، ولكن غيرهما من الحضارات الأخرى، وبخاصة القبائل الهَمَجِيَّة، وقعت تحت سلطانها
وشيكًا، وكثيرًا ما امتزجت قبائل هَمَجِيَّة بشعوب هِلِّينية، وانتحلتْ كلَّ مزايا
الثقافة الهلِّينية.
ولقد بلغت الثقافة الهلِّينِية أعظم مبالغها بعد غزوات الإسكندر المقدوني؛ فإنها ذاعت
في مصر وما بين النهرين وفارس والهند، وتركت في هذه البلاد جميعًا آثارًا ثابتة من
مظاهر الفكر اليوناني وحقائقه. أمَّا المدن الإغريقية التي أشرنا إليها في أول هذه
التعليقات (راجع رقم ١) فكانت دويلات مستقلة، لكل منها كيان سياسي خاصٌّ.
(١١) فِلُوسْيُوم Pelsium
مدينة قديمة وميناء مصرية، هي الآن خرائب تكوِّن تَبَّتَيْن عظيمتين تقعان بمقربة
من
الشاطئ وحافة الصحراء على عشرين ميلًا شرقي بورسعيد، وكان يحيط بها في الأزمان القديمة
ضَحْضَاحٌ من الماء كالمستنقعات، تتخلَّف عن المياه التي يحملها إليها فرع من النيل كان
يصبُّ في البحر المتوسط هنالك، وكان يُسمَّى الفرع «الفِلُوسِيَّ Pelusiac» نسبةً إليها، وقد رُدِم منذ أزمان بعيدة. وكانت هذه
المدينة في تلك الأزمان مركز الاتصال بين مصر وسوريا، وبها قلعة حصينة كان لها شأن عظيم
منذ الفتح الفارسيِّ، في كل الحروب التي اشتبكت فيها مصر مع دول الشرق.
(١٢) هِلْيُوبُولِس «مدينة الشمس» Heliopolis
مدينة مصرية قديمة ذُكِرت في كتب العهد
القديم Old Testament باسم «أون On» على خمسة أميال
شرقي النيل، بالقرب من رأس الدلتا، وكانت المقرَّ الرئيسي لعبادة الشمس، حتى لقد ظلت
أهميتها الأولى من حيث المنزلة الأدبية، راجعة إلى أنها مركز ديني عظيم، ولكن
«هِيرُودُتَس» يذكر أن كهنة «عين الشمس» كانوا واقفين على كثير من حقائق التاريخ. وكان
بها مدارس تلقِّن الفلسفة والفَلَك، ويُروَى أن «أَفْلاطُون» وغيره من فلاسفة الإغريق
هبطوا هذه المدينة، وتلقَّوا عن أساتذتها هذه العلوم، ولكن المدينة في عصر «إسْتَرابُون Strabo» المؤرخ الروماني، كانت قد خربت وهُجرت
مدارسها، ولم يَبْقَ بها إلَّا بعض الكهنة، والظاهر أن البطالمة لم يعنوا بالمدينة
وإلهها «رَعْ»، بل أحيوا في الإسكندرية عبادة «سَرَافيس Sarapis»، كما أن مدارس الإسكندرية العظيمة أنست أهل العلم تقاليد
مدارس «عين شمس»، والسبب في ذلك ظاهر؛ فإن الإسكندرية علَّمت على النمط الإغريقي،
ومدرسة «عين الشمس» كانت تعلِّم على التقاليد المصرية.
ولما أُسِّست الفسطاط، وتبعها تأسيس القاهرة، زالت معالم «عين الشمس» زوالًا تامًّا؛
إذ نُقِلت مواد المدينة القديمة ليشاد بها المدينتان الجديدتان، والمحل الذي كانت تشغله
مدينة الشمس أصبح الآن مزارع، وليس هناك من أثر يدل عليها إلَّا مسلة تقوم مكان المعبد
الكبير، وقليلًا من الحجارة الجرانيتية الضخمة، عليها اسم رمسيس الثاني.
(١٣) مِمفِيس Memphis
عاصمة مصر في الجغرافية القديمة، وكانت تقع على شاطئ النيل الغربي إلى الجنوب من
القاهرة، ويقال إن الملك «مِنيس» هو الذي شيَّدها، ثم أصبحت عاصمة القطر المصري في خلال
حكم الأسرة الرابعة عشرة، وقد خرب الهكْسُوس بعضها، ولكنها أصبحت في حكم الإمبراطورية
الجديدة عاصمة مصر الثانية بعد «طِيبة»، وسقطت في يد الأشوريين، ثم خربها «قَمْبيز»،
وكانت ما تزال عامرة في العصر الروماني، وتم تخريبها تدريجًا في خلال العصر الإسلامي،
وعلى مقربة منها خرائب سَقَّارَة.
(١٤) كِيرْتِيُوس Curtius, Rufus Quintus
أحد الذين ترجموا عن حياة الإسكندر الأكبر، ويقول ثقات النقاد المحدثين إنه من رجال
البلاغة الذين عاشوا في حكم «أَقْلَادْيُوسْ Cladius»
٤١–٥٤ بعد الميلاد؛ واسم كتابه في اللاتينية De rebus gestis Alexandri
magni.
ويقع في عشرة أجزاء فُقِد منها اثنان، والثمانية الأُخَر ناقصة؛ وقد أظهر في تاريخه
هذا كثيرًا من الجهل بحقائق الجغرافية، وتاريخ الوقائع، والفن الحربي.
(١٥) فِتَاح ptah
في الميثولوجيا المصرية: ربٌّ من الأرباب العظام، ولو أنه لم يكن من أقدمهم؛ وكان
المعتقَد أنه «القوَّة الخالقة»، و«البنَّاء الآلهي»، و«القوة العقلية المحيية»، وأكثر
ما كان تقديسه في مدينة مِمفِيس؛ وكان يمثَّل في صورة بشر، وأحيانًا في صورة قَزْم أو
جَنين.
(١٦) مَهَفي ١٨٣٩–١٩١٩ Sir John Pentland Mahaffy
1839–1919
أحد الثقات في التاريخ والآداب القديمة، وُلِد في «سويسرا» في ٢٦ من فبراير سنة ١٨٣٩،
وتلقَّى العلم خارج إنجلترا أولًا، ثم في كلية التثليث بدَبْلِن، حيث عُيِّن أستاذًا
للتاريخ القديم بها. وفي سنة ١٩١٣ أصبح وكيلًا لعميد الكلية، ثم عميدًا لها في سنة
١٩١٤.
ولما قامت الثورة الإرلندية ليلة عيد الفصح من سنة ١٩١٦، تولَّى قيادة الدفاع عن
الكلية ضد الثوَّار، فمُنِح لقب جنرال فخري، جزاء بسالته، وتلقاء الخدمات التي قامت بها
الكلية في أثناء الحرب العظمى.
وظل رئيسًا للأكادِيمية الإرلندية الملكية من سنة ١٩١١ إلى سنة ١٩١٦، وتوفي في ٣٠
من
أبريل سنة ١٩١٩. وله مؤلفات يُعَدُّ بعضها من المظانِّ الوثيقة ذات الأثر الباقي؛ ومن
أعظم مؤلفاته:
- (1)
Commentary on Kant (1866) Transi. Of Fischer’s known
book.
- (2)
Edited: The petrie Papayri (3 vots:
1891–1905).
- (3)
History of Classical Greek Literature (4th. Edit
1903).
- (4)
Social life in Greece from Homer to Menander 1903. 4th.
edit.
- (5)
The Silver Age of the Greek World
(1906).
- (6)
The Empire of the ptolemies
(1896).
- (7)
Greek Life and Thought from Alexander to the Roman
Conquest (2nd. ed. 1896).
- (8)
The Greek World under Roman Sway: from Polybius to
Plutarch. (1890).
- (9)
An Epoch in Irish History
1501–1660–(1904).
(١٧) فِيلُبُّس
المَقْدُوني Philip II-King Philip of
Macedon
فيلبس الثاني (٣٥٩–٣٣٦ق.م) ملك مقدونيا والد الإسكندر المقدوني، أبوه «أَمُنْتاس
الثاني Amyntas II»، وأمه «أُورِيدِيقَه Eurydice»، وكانت مقدونيا عند مولده مضطربة الأحوال، مفكَّكة
الأوصال، فلما مات أبوه تولَّى الملك عمُّه الإسكندر الثاني، ولكن ملكه لم يَدُمْ غير
فترة قصيرة؛ إذ قُتِل في سنة ٣٦٨ق.م ولم يَعْتَلِ فيلبس عرش أبيه إلا في سنة ٣٥٩ق.م بعد
حوادث لا ضرورة للاستطراد فيها.
وقُتِل فيلبس في أثناء حفلة أقامها لزواج ابنته بمدينة «إيجه Aegae» عاصمة مقدونيا القديمة، بعد أن نظم مقدونيا، وترك فيها جيشًا
كامل العدة والنظام، مكَّن ابنه الإسكندر من أن يغيِّر خريطة الدنيا في عشر
سنين.
(١٨) تتويج الإسكندر بمصر
للوقوف على المراد يُراجع ما علَّقنا به على «أسطورة الإسكندر» بعدُ، وهذه القصة
تُعرَف في الأدب الأوروبي الحديث باسم «أقصوصة
الإسكندر» The Romance of
Alexander.
(١٩) أَبِيس Apis
أَبيس أو حابِي إله الهيكل المصري القديم، وكانت مِمْفِيس المقرَّ الرئيس لعبادته؛
وكان المصريون يعتقدون أنه صورة من روح أُوزِيرِيس، ويمثَّل في العادة بجسم بشري يحمل
رأس ثور، وقد يُعتبَر بعضَ الأحيان «فِتَاح المتجسد» أو «ابن فِتَاح». أما الأغارقة فقد
نحتوا من الاسم «أُوزِيرِيس-أبِيس Osiris-Apis» الاسم
«سَرَافيس Sarapis» وهو إله بدأت عبادته في مصر في
أول عهد البطالمة أو قبيل ذلك، وسننشر في هذا الأمر بحثًا كاملًا في حلقة من حلقات هذه
الرسائل نخص بها «بطلميوس الأول»، وزمان حكمه في مصر.
(٢٠) هُومِيرُوس Homer
في اللاتينية Homerus، وفي اليونانية
Oumros، ومعناه المنظِّم والمنسِّق.
وهو شاعر الإلياذة والأوديسية المشهور، وله فوق ذلك أدعية تسمى الأدعية الأوميرية،
لها قيمة كبيرة في الآداب القديمة، وقد اخْتُلِفَ في العصر الذي عاش فيه، فيقول
هِيرُودُوتَس إنه عاش حوالي سنة ٨٥٠ق.م ولكن غيره يزعمون غير ذلك؛ ويغالي بعضهم فيقول
إنه عاش حوالي سنة ١٢٠٠ق.م وهو أشهر من أن يُعرَّف.
(٢١) نُقرَاطِيس Naucratis (or) Naukratis
مستعمَرة إغريقية قديمة كانت في مصر، كشف آثارها سير «فِلِنْدَرْزبِتْرِي» سنة ١٨٨٤
على الضفة اليمنى من قناة قديمة على عشرة أميال غربي فرع رشيد النيلي، وكان الطريق
الموصل إليها في الأزمان القديمة، فرع «كَنُوبس» النيلي، وكان إذ ذاك أكثر إمعانًا نحو
الغرب.
ولقد حقَّق سير «فِلِنْدَرْزبتْرِي» مكان المدينة تحقيقًا لا يترك مجالًا للريب؛ إذ
كشف عن بعض نقوشٍ فيها اسمُ المدينة مع كميات كبيرة من الخزف الإغريقي القديم، وكان
لهذه المدينة منزلة كبيرة، تجاريًّا وفكريًّا، في تاريخ مصر القديمة من حيث علاقتها
بالحضارة الهلِّينية.
وبالرغم من هذه المنزلة التي كانت لتلك المدينة، باعتبار أنها المستعمرة الوحيدة التي
كان لليونان في مصر القديمة، فإن البحث الحفري في أنقاضها قد دلَّ على أن بعض القطع
الخزفية عليها كتابات تبين عن كثير مما غمض من حقائق التاريخ، وفيها آثار تدل على أن
هذه البقعة قد استُعمِرت منذ القرن السابع قبل الميلاد، كما عُثِر فيها على قطع ثمينة
من الخزف الإغريقي مطمورة في خرائب معمل لصناعة الجُعْلان، ويرجح بعض النقاد أنها من
عمل الأغارقة الذين هبطوا هذه البقعة من مِليسُوس (الإغريقية)، واستقروا بها في زمن
الملك «إبْزَامَاتِيك» الأول، أحد ملوك مصر الأقدمين.
(٢٢) صُور Tyre
ميناء فِينِيقية قديمة ذات شهرة واسعة؛ وهي تابعة الآن للبنان الكبير تحت الانتداب
الفَرَنسي، وتعدادها الآن لا يزيد عن ٥٧٠٠ نسمة، وكانت هذه الميناء مشيدة على شبه جزيرة
غير منفصلة عن الشاطئ، ولا تزال المدينة حتى الآن ضيقة الشوارع والممرات، على أبنيتها
مسحة القِدَم.
وورد ذكر هذه المدينة في رسائل «تل العمارنة»: (القرن الرابع عشر ق.م) باسم
«أُوسُو Usu» أو «أُوشُو Ushu»، وفي أوراق أَنِسْطاس البردية (القرن الثالث عشر ق.م)، غير
أنها لم تُذكَر بين المدن السورية التابعة لإمبراطورية «تحوتمس الثالث» (القرن الخامس
عشر ق.م) ولهذا يرجح النقاد أنها لم تُشَيَّد وتُعمَّر، إلا قبيل بداءة القرن الرابع
عشر، ولم يكن لها من أثر قبل القرن الخامس عشر.
ولقد خربها الإسكندر المقدوني بعد أن قاومت جيوشه الزاحفة إلى مصر مقاومة جد
عنيفة.
(٢٣) صُور المَقْدُونِيَّة The Macedonian Tyre
ليس هذا باسم مدينة، وإنما عنينا به مدينة الإسكندرية التي شيَّدها الإسكندر بمصر؛
ويقول بعض الكتَّاب إنه أراد بتشييدها أن تحل محل «صُور» الفِينِيقِيَّة، كما حدث بعد
ذلك بين رُوْمية وقَرْطاجِنَّة.
فإن بعض المؤرخين يعتقد أن الإسكندر لم يهدم «صُور» ويخربها إلا ليفسح الطريق لثغر
مقدوني جديد، يقيمه على بقعة من الشاطئ المصري على البحر المتوسط. وهنالك حقيقتان يجب
مراعاتهما:
- الأولى: أن «صور» قاومت جيوشه مدة طويلة، فعطَّلت زحفه إلى مصر (انظر جروت في
كتاب تاريخ الإغريق ص٨ ج١٢ طبعة إفريمان).
- الثانية: أن صور فينيقية مثل قرطاجنة، فأراد الإسكندر أن يقضي على النفوذ
الفينيقي التجاري في شرقي البحر المتوسط؛ ليحلَّ محله النفوذ
الإغريقي.
وإنما نقول إن تأسيس مدينة الإسكندرية جاء تبعًا للحقيقة الثانية، ولم يكن تخريب
«صُور» راجعًا إلى تصميم سابق على بناء الإسكندرية في مصر.
(٢٤) فرع كَنُوبَسْ النِّيلي Canopic Branch of the Nile
مدينة كَنُوبَس Canopus or Canobus، ومصب كنُوبَس
النيلي.
كانت كنوبس مدينة مصرية تقع على شاطئ بحر الروم، وعلى ١٥ ميلًا شرقي الإسكندرية، وهي
من المواني الرئيسة في العصر القديم، من حيث علاقتها بالمتاجر الإغريقية قبل تشييد
الإسكندرية.
أما فرع كنوبس النيلي (وكان أكثر فروع النيل إمعانًا نحو الغرب)، والذي كان يصب في
البحر المتوسط عند الطرف الغربي من خليج «أبي قير» فقد رُدِم الآن، ولكن يُرَى على
ميلين من أبي قير، رقعة واقعة من الأرض بها آثار المدينة القديمة، ومرافئها
البحرية.
وفي السنة التاسعة من حكم بطلميوس
أُرْغِيطِس Ptolemy Eurgetes (٢٣٩ق.م) اجتمع في كنوبس عدد عظيم من الكهنة، وأضفوا على
الملك لقب «ولي النِّعَم» أو «المحسن»، وعثر الباحثون على صورتين من هذا القرار، أُثبِت
في كلٍّ منهما النص باللغات الهيروغليفية والديموطيقية والإغريقية؛ وكان من أثر ذلك أن
شيَّد الملك هيكلًا عظيمًا بالمدينة «لأوزِيرِيس»، وآخَر «لهِرَقْلِيس». وذكر
«هِيرُودُوتَس» أن الهيكل الأخير اتُّخِذ ملجأ يحتمي به العبيد الفارُّون من أسيادهم؛
وفي قرار الكهنة ما يدل على أن «هِرَقْليس» إنما يقصد به «أَمُّون». أما عبادة
«أُوزِيرِيس» فقد اتخذت طابعًا خاصًّا، فكان يمثَّل له بآنية لها رأس بشري، وفي ذلك
إشارة إلى أن «كنوبس» ملَّاح «منيلاوس Minelaus» الذي
يزعم أنه دُفِن في المكان الذي شيدت من فوقه المدينة بعد موته.
(٢٥) مصبُّ النيل الفِيْلُوسِي Pelusiac Mouth of the Nile
راجع التعليق رقم (١١)، وفيه كفاء عن إعادة التعريف بهذا المصب.
(٢٦) إسْترابُون Strabo (or) Strabon
جغرافي إغريقي وُلِد في سنة ٦٣ق.م في مدينة «أَماسِيه»، ولكنه قرن علم الجغرافية
بعلمَيْ الأجرومية والفلسفة، ولقد وصف كثيرًا من البلدان في الممالك القديمة، وبالرغم
من أنه لم يَرَ كثيرًا من البلدان التي وصفها رأي العين، فإنه ساح كثيرًا، فبلغ في
سياحاته نحو الغرب بلاد «إتْرُوريا» حذاء جزيرة «سَرْدِينيه»، وجنوبًا إلى حدود
«إثْيُوبيا».
ولقد اعتمد في كتابة جغرافيته على المؤلفين الإغريق مثل «فُولُوبْيُوس Polybius»، و«فُوسِيدونْيُوس Poseidonius» و«ثُيُوفانِس المُتِيلي Theophanes of Mytile»، ولم يعتمد على مؤلفي الرومان إلى قليلًا.
والظاهر — على ما يروي الذي ترجم عنه في دائرة المعارف البريطانية — أنه جمع أكثر
مذكراته من مكتبة الإسكندرية، فكان من الطبيعي أن تكون عمدته الأولى كتب الأغارقة، ثم
هبط رُومية من بعد ذلك.
(٢٧) إلْيُوذُورس Heliodorus
معنى اسمه Heliodorus «هبة الشمس»، وُلِد بمدينة
«إيْمِسَا Emesa»، وعاش في أواخر القرن الرابع
الميلادي؛ وهو كاتب إغريقي من أشهر كتَّاب القصص الخيالي، وأسقف نصراني في مدينة
«تِرِكَّا Tricca» ﺑِ «تَسَالْيا Thessaly»، والإشارة في المتن إلى قصته المسماة
«إثْيُوبِيكا Æthiopica»، وهي أقدم قصة خيالية
Romance وصلت إلينا من الأغارقة.
(٢٨) فَارُوس Pharos
جزيرة كانت تجاه المنزل الذي شيدت عليه الإسكندرية، وقد أقام عليها بَطْلَمْيُوس
الأول «سُوطر Soter»، و«بطلميوس الثاني فيلادِلْفُوس Ptolemy Philadelphus» المنارة
البحرية المعروفة بمنارة «فَارُوس»، وكانت في العالم القديم إحدى عجائب الدنيا السبع،
وفي دائرة معارف «سِنْشُورى» أن الإسكندرية شيدت على هذه الجزيرة، ومعها البرزخ الذي
كان يصل الجزيرة بالأرض القَارَّة.
(٢٩) رمسيس الثاني Ramses II
وقد يُسمَّى «رمسيس ميامون الأول R. Miamun I» ملك
من أشهر ملوك مصر القديمة، وهو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وابن سيْتِي الأول، وكان
أعظم مَنْ شيد في مصر آثارًا، وعمَّر هياكل؛ كما كان محاربًا من أكبر محاربيها، وأشهر
غزواته غزوة «الحثيين Hittites»، وأكبر وقعاته وقعة
«قَادِش Kadesh» التي كاد يلقى فيها حتفه، لولا
بطولته وفروسته، وقد خلَّد ذكر هذه الواقعة شاعر مصر القديمة «بِنْطَاؤور Pentaur» بملحمة عامرة من الشعر القصصي؛ ويقال إن
هذه الملحمة هي التي أوحت إلى «هوميروس» نظم إلياذته المعروفة، وقد عُثِر على موميائه
في الدير البحري سنة ١٨٨١.
وله أسماء عديدة منها: «سيس Ses»، و«سِسْتيسو Sestesu»، و«سِيتيسُو Setesu»، و«سِيثُورِيس Sethoris»،
ويسميه الأغارقة «سِيزُوسْتِرِيس Sesostris».
(٣٠) دولة إقْرِيطِش
البَحْرِية The Cretan Sea
Power
كان أول من عُني ببحث الآثار القديمة في جزيرة «إقْرِيطِش» (كريت) الأستاذ
«أَرْثر إيفَانْس A. Evans» من أساتذة جمعة
أكسفورد سنة ١٨٩٤، وكان من عنايته أن اشترى البقعة التي شيد عليها قصر «إكْنوزُس Knossos» القديم وكشف عنه، واستخلص الآثار الباقية
منه.
ولقد أعانت الأموال الأمريكية على الكشف عن آثار إقريطش، حتى لقد استطاع المنقِّبون
والمؤرخون والنقاد أن يعيِّنوا عصور الحضارة الإقريطية، وقرنوها بالحضارة المصرية على
النمط الآتي:
العصور |
Minoan* |
الأسر المصرية |
التاريخ قبل الميلاد |
العصر المينووي الأول |
|
|
|
الدور الأول |
E. M. I |
١–٣ |
٣٤٠٠–٢٨٠٠ |
الدور الثاني |
E. M. II |
٤–٦ |
٢٨٠٠–٢٤٠٠ |
الدور الثالث |
E. M. III |
٨–١١ |
٢٤٠٠–٢١٠٠ |
العصر المينووي الأوسط |
|
|
|
الدور الأول |
M. M. I† |
١١–١٢ |
٢١٠٠–١٩٠٠ |
الدور الثاني |
M. M. II |
١٢–١٣ |
١٩٠٠–١٧٠٠ |
الدور الثالث |
M. M. III |
١٤–١٧ |
١٧٠٠–١٥٨٠ |
العصر المينووي الأخير |
|
|
|
الدور الأول |
L. M. I‡ |
١٨ – تحوتمس الثالث |
١٥٨٠–١٤٥٠ |
الدور الثاني |
L. M. II |
١٨ – أمنحوتب الثالث |
١٤٥٠–١٣٧٥ |
الدور الثالث |
L. M. III |
١٨–٢٠ |
١٣٧٥–١١٠٠ |
* (E. M.) Early Minoan
Period.
† (M. M.) Middle Minoan
Period.
‡ (L. M.) Later Minoan
Period.
فكأن من رأي المسيو «ريمون ويل» (راجع المتن) أن بقايا الميناء المغمور الآن تجاه
الإسكندرية الحديثة، آثار خلفتها دولة إقريطش في عهد الأسرتين المصريتين الحادية عشرة
والثانية عشرة، أو في عهد الأسرة الثالثة عشرة، عندما كانت تملك دولة إقريطش البحرية،
البقعة التي شِيْدَت عليها من الشاطئ المصري.
(٣١) عن الميناء المغمور The Submerged Port
كتب سير «فِلِنْدَرْزبِتْرِي»: «ربما كان الميناء المغمور من أثر البطالمة، فقد حدث
انخفاض كبير في مستوى الأرض بلغ أكثر من تسعة أقدام تحت الماء، وأن الميناء المغمور كان
يعلو سطح البحر عندما شيد خمسة عشر قدمًا على الأقل اتقاءً لرطوبة البحر، ولا يبعد أن
يكون الشاطئ قد انخفض ٢٠ قدمًا أول الأمر، ثم ارتفع مرة أخرى إلى مستواه
الحاضر.»
(٣٢) هِفُّوذَامُس المِليْطِي Hippodamus of Miletus
سفسطائي إغريقي، ومهندس معماري، وعالم بأصول الهندسة النظرية، أسَّس مدينة
«فِيْرَاوُس Piraeus» (بيرية الآن)، ثم مدينتَيْ
«ثوريون Thorion»، و«رودس Rhodes»، وقد ابتكر قواعد جديدة في تخطيط المدن، أبدى فيها كثيرًا من
العناية والمهارة وحسن التنسيق، فاتُّخِذت في زمانه، ومن بعد موته، نموذجًا لتخطيط
المدن الإغريقية، واتبعت في تخطيط مدينة الإسكندرية. ولم أقف تحقيقًا على تاريخ مولده
وموته، ولكن لا يبعد أن يكون قد عاش في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن الرابع قبل
الميلاد.
(٣٣) ذِيْنُوقْرَاطِس Dinocrates
أعظم المهندسين الذين استخدمهم الإسكندر الأكبر في أعماله الحربية والمدنية؛ وهو
الذي
خطَّط مدينة الإسكندرية ووضع أُسُسها، وأعاد بناء «الأرتميسيوم Artimisium» في مدينة إفسوس بعد أن خربته النيران، وقد أُطلِقت على
هذا المهندس ثمانية أسماء مختلفة ذَكَرَها «برون Brunn».
(٣٤) مَرْيُوطِس – مَرْيُوط Maryotis
اسم أقليم وبحيرة يقعان غربي المكان الذي شيدت فيه الإسكندرية، وكانا معروفين لكثير
من المؤرخين الذين هبطوا مصر قبل الإسكندر.
(٣٥) شهر طوبي Tybi
شهر من أشهر التقويم القبطي القديم، وهو المعروف باسم «طوبة» الآن، والسبب في لفظه
«طوبة» أنَّ مترجمي العرب نقلوا عن السريان، وهؤلاء أبدلوا الحرف
«Y واوًا» باطراد، فقالوا لوبيا في
Lybia، وبوزنطية في
Byzantium وهكذا.
(٣٦) أسطورتان عن تخطيط الإسكندرية
-
الأسطورة الأولى: عن أريان وإسترابون، أن المهندسين أرادوا أن يخططوا المدينة على
النمط العادي، بأن يعيِّنوا معالمها بتراب كلسيٍّ أبيض، ولكنهم لم
يجدوا ما يكفيهم منه، فأخذوا دقيقًا من مخصَّصات الجند. والمعجزة في أن
المهندسين حوَّلوا عن غرضهم الأول عن غير قصد منهم، فاستعملوا الدقيق
بدل الكلس، وفيه تفاؤل بالعيش والمعمارية.
-
الأسطورة الثانية: عن كيرتيوس ورومانس، أن المهندسين سيقوا منذ البداءة إلى استعمال
الدقيق، وأن تخطيط المدن بالدقيق عند إنشائها عادة مقدونيَّة
(كيرتيوس). وهو زعم يناقض ما ورد في الرواية الأولى، والمعجزة في أن
الطيور حلَّقت فوق المكان الذي خططت عليه المدينة وأكلوا من الدقيق،
ولا ذكر للطيور في الرواية الأولى.
(٣٧) يُوسِيْفُوس Josephus Flavius
يوسيفوس فلاويوس (٣٧ إلى ٩٥ بعد الميلاد) مؤرِّخ وقائد يهودي، وُلِد في السنة الأولى
من حكم «كاليغولا» القيصر الروماني، درس القانون والشريعة، وله فيهما تعليقات وبحوث
مبتكَرة، واتَّصل بالعالم الروماني اتصالًا وثيقًا، وأقام فتنة اليهود سنة ٦٦ للميلاد،
وجهَّز جيشًا عظيمًا لملاقاة الرومان، ولكن جيشه هرب من الميدان قبل أن يلقى الجيش
الروماني بقيادة «وسباسيانوس Vespasian»،
و«طيطوس Titus»، فطلب مددًا من أورشليم، ولكن لم
يفزع معه أحد، غير أنه قاوم والذين ناصروه، وثبتوا أمام الجيوش الرومانية ثباتًا مثيرًا
للإعجاب؛ ولما غُلِبوا على أمرهم اختبئوا في مكان، واقترح «يوسيفوس» أن لا يُسلَّموا
إلى الرومان، بل يقتل كلٌّ منهما أخاه، فيبدأ واحد بقتل زميل، ثم يقتل القَاتِلَ زَميلٌ
آخَر، فنفَّذوا الفكرة، وبقي يوسيفوس مع زميل يستحق أن يقتله يوسيفوس، ولكنهما آثرا أن
لا يموتا وسلَّما لوسباسيانوس، ولما التقيا تنبأ يوسيفوس للقائد الروماني بأنه سيصير
قيصرًا؛ فلما اعتلى وسباسيانوس عرش القياصرة أطلق سراحه وكرَّمه، فانتحل يوسيفوس اسم
«فلاويوس» وهو اسم أسرة الإمبراطور، ثم رافقه إلى الإسكندرية، وعاد معه إلى رومية،
فخصَّص له الإمبراطور معاشًا، ومنحه الرعوية الرومانية.
(٣٨) أَمُّون – آمن Ammon – Amen
إله طيبة أصلًا، ولكن في عهد الأسرة الثانية عشرة (٢٠٠٠ق.م) التي حكمت في طيبة، أخذ
«أمون الخفي The Hidden One» يتقدَّم غيره من
الآلهة الأُخَر، ولما استتبَّ الأمر للأسرة الثامنة عشرة في طيبة، أُضفِي عليه اسم
«أَمُّون-رَعْ».
Amon-Ra Sunteru (Amonra-Sonther) أيْ إله الآلهة،
على أن المكانة العليا التي شغلها أَمُّون في عهد الأسرة الثامنة عشرة، لم تَدُمْ له
بعد زوال ملكها طويلًا. ولقد قُدِّس في العالم الإغريقي، وقُرِن ﺑ «زيوس Zeus» إلههم الأصيل، كما يتضح من المتن.
(٣٩) غرض الإسكندر المقدوني من زيارة سيوة
علَّق ناقد على كتاب «إهرنبرح» الإسكندر في مصر Alexander und Ægypten
Leipzig, 1926.
في صحيفة الدراسات الهلينيَّة Journal of Hellenistic Studies, 1926.
pp. 282.
فقال إن غرض الإسكندر من حملته إلى سيوة كان حربيًّا، وإنه كان فَزِعًا من القبائل
اللوبية التي كانت تغير على مصر من جهة الغرب، وكانت تتخذ الواحات مركزًا لتعبئتها
الحربية، فأراد أن يختبر الأمر بنفسه، واتخذ الغرض الديني ستارًا يستر به حقيقة غرضه.
ونشرت (التيمس) في عددها الصادر في ٧ من يناير سنة ١٩٢٧ لأحد مراسليها نظريةً تماثِلُ
هذه النظرية، ولا يبعد أن يكون ذلك الناقد هو نفس المراسل؛ ولقد أرسل مستر «هوجرث»
كتابًا إلى التيمس، ونُشِر في ١٢ من يناير سنة ١٩٢٧ جاء فيه: «إن هذه النظرية لم يُشِرْ
إليها مؤرخ واحد من الأقدمين، فضلًا عن أن المرجحات تنابذها، فإن موقع سيوة لم يكن في
يوم من الأيام ذا شأن خطير من الوجهة الحربية؛ أَضِفْ إلى ذلك أن الإسكندر على قدر ما
نعرف لم يترك هنالك حامية، ولم يتخذ سيوة موضعًا للاستكشاف أو الدفاع.» ا.ﻫ.
أما إذا كان غرض الإسكندر من زيارة سيوة هو الغرض الذي ذكره ذلك الناقد، فليس من
سبب
لأن يهمل بطلميوس (وقد نقل عنه أريان) ذكره أو الإشارة إليه؛ كذلك لا تجد لهذا الأمر
من
ذكر في ما كتب مؤرخ من مؤرخي القدماء. وعندي أن نظرية هذا الناقد ومعها نظرية مراسل
التيمس، إنما تدلَّان بجلاء على ناحية من الضعف، هي الرغبة في الظهور بمظهر القدرة على
الاستقراء من بين السطور كلَّ ما يخيل للمرء أنه كان من الممكن أن يجد محلًّا للذكر،
وبخاصة في المواضع التي تتسع إلى تزويد القدماء بصفات ومناقب يتصف بها رجال القرن
العشرين. وإنَّ رجلًا من رجال هذا العصر قلَّما يهزه غرض ديني خيالي إلى زيارة واحة
سيوة، ولكن ذلك كان من أخلاق رجل أغريقي قديم، بَلْهَ الإسكندر المقدوني. ولا شكَّ في
أن الإسكندر كان يريد أن يسوق نفسه في زمرة الأبطال، في عصر كانت البطولة طابعه الأول؛
لذلك أرى أن الباعث الذي ذكره معاصره «قلثنيس» في أن يعمل مثلما عمل سلفه «فِرْسَاوُس»
قبل الإقدام على مخاطراته، فيه من نواحي الترجيح أضعاف ما في تلك النظرية التي ذكرناها.
وكذلك لا يجب أن نغفل عن أن قول مراسل التيمس الذي أشرنا إليه من أن «كهانة» أَمُّون
كانت قد فقدتْ في عصر الإسكندر كلَّ ما كان لها من جلالة في العالم الإغريقي، أمر
يناقضه ما قرر في «بولي-ﭬﺰوفا Pauly-Wissowa» في مقالٍ
عنوانُه «الأَمُّونْيُون Ammoneion»، كذلك ذكر أفلاطون
في «القوانين» — وهو كتاب حُرِّر قبل زيارة الإسكندر لهيكل أَمُّون بعشرين سنة —
الكهانات ذوات الشأن في العالم الإغريقي، فأحصى ثلاثًا هي: (دلفي Delphi، ودودنا Dodona، وأَمُّون Ammon)، وذكر أنها موئل الذين يشعرون بالحاجة إلى
النصح القدسي، بل كان لنا أن نعجب بحق إذا كان الإسكندر لم يَزُرْ أَمون، ولم يلجأ إلى
استيحائه، وهو بعدُ ذلك الإغريقي الأصيل دَمًا وميولًا، ما دام قد هبط مصر، وأصبح
بمقربة من مهبط الوحي الأعلى. (عن إدْوِن بِيفن).
(٤٠) إِكْرُوسَسْ Crœsus
(ملك لوديا Lydia) وأبوه الملك (أَلُيَاطِسْ Alyattes)، وقد خلفه أكروسس على العرش سنة ٥٦٠ق.م
فأخضع لحكمه (الأيونيين Ionians)، (والأبوليين Æolians)، وغيرهم من الشعوب المجاورة لمملكته، وفي
أواخر عهده كان يحكم كلَّ البلاد الواقعة بين شواطئ آسيا الصغرى الشمالية والغربية، حتى
حدود «هَالسْ Halys» شرقًا، وجبال «طورُوس»
جنوبًا.
ويروي هيرودوتس أن الحكيم «صولون Solon» استضافه،
فأراه «إكروسس» خزائنه وكنوزه وأمواله، وقال لصولون إنه أسعد الناس، فأجابه صولون: «لا
يعرف الإنسان أسعيد هو أم شقي حتى يموت.»
واستوحى مرة هاتف «دلفي Delphi»، فغشَّتْه الكهانة
هنالك، وأوحت إليه أنه سوف ينتصر على الفرس إذا حاربهم، فأعلن عليهم الحرب في سنة
٥٤٦ق.م ولكن «قُورُش Cyrus» هزمه شر هزيمة، وأخذه
أسيرًا، ثم حكم عليه بأن يموت حرقًا، فلما وقف من فوق المحرقة، تذكَّر كلمات «صولون»؛
فصاح بكل قوة: «صولون! صولون!» وأراد قورش أن يعرف مَنْ ينادي! فلما سمع رواية صولون
ألغى حكمه وقَرَّبه، وخصه بكثير من التشاريف.
(٤١) فِنْدَارُس Pindar; In Lat. Pindarus
أعظم من نظَم الشعر الغنائي من الأغارقة، وُلِد في «قُونُوسِفَالَه Cynosephalae» بالقرب من «طيبة» الإغريق
Thebes، في سنة ٥٢٢ق.م ومات في «أرغوس Argos» سنة ٤٤٣ق.م وأمضى أكثر أيام عمره في «طيبة»،
ولكنه سلخ أكثر من أربع سنوات في بلاط «إييرون Hieron»
في سِيْرَاقُوز، والمعروف عن حياته قليل، ولكن ما وصل إلى عصرنا من أشعاره يدل أنه طرق
كل أبواب الشعر الغنائي، فلم يترك فيها موضعًا لابتكار غيره من الشعراء
الأقدمين.
(٤٢) إلْيَا والإلْيَاوِيُّون Eleans
تُعرَف في اليونانية باسم «إلْيَا Elea»، وفي
اللاتينية باسم Helia or Velia، وهي جزء من إغريقية الكبرى Mgana Græcia كان بها مدرسة فلسفية عظيمة الأثر
في دوائر المعرفة القديمة؛ وأشهر فلاسفتها «فَرْمِنِيذِيس Parmenides»، و«زِيْنُون Zeno».
(٤٣) إسبَرْطه والإسْبَرْطِيُّون Spartans
إسبَرْطه أو «لَاقِيُذِيْمُونَه Lacedaemon»، مدينة
إغريقية قديمة في مقاطعة «لاقونيا Laconia»، وقد ظهرت
عظمتها في تاريخ الحضارة اليونانية بعد أن شرع لها «لُوكُرْغُوس Lycurgus» في القرن التاسع قبل الميلاد، وفي خلال القرنين السابع
والثامن غزت «مِسِّينيا Messinia»، وكانت أقوى
الدويلات الإغريقية المدينية في القرن السادس قبل الميلاد، وحكومتها عنوان الحكومات
الأرستقراطية، وكان لها أثر رئيس في الحروب الفارسية قبل الإسكندر، كما أنها حاربت مع
حلفائها مدينة أثينا في الحرب الفِيلُوبُونِيَّة Peloponnessian، ثم أخذت بعد ذلك في الضعف والانحلال، حتى دخلت في
حكم الرومان سنة ١٤٦ق.م.
(٤٤) أثِيْنَا والأَثِينِيَّون Athens and the Athenians
مدينة أَثِيْنَا أخذت اسمها في الغالب من اسم أثينا إلهة الحكمة عند الإغريق، وقد
نشأت هذه المدينة من حول «الأكروبول» الإغريقي والتلال المجاورة له، وأهمها تل
«أَرْيُوفَاغُوس Areopagus»، «وفِنْكِس Pinx»، وهي عاصمة إغريقية، وأكبر مدنها، وأعظم مدينة
في «أتِّيكا Attica» كلها، تقع على خمسة أميال منها،
ميناؤها «بيراوس Piraeus»، (بيريه الآن)، وشهرتها تغني
عن التعريف بها.
(٤٥) أُرِيفِيذِس Euripedes
وُلِد في «سلاميس Salamis»، في يوم ٢٣ من سبتمبر سنة
٤٨٠ق.م في الغالب، ومات سنة ٤٠٦ق.م وهو من أشهر من نظم المآسي من الأغارقة. أبوه
«أَمْنِيسَارْخُوس Mnesarchus» وأمه «إقْلِيطُون Clieto»، والظاهر أنهما هجرا أثينا إلى سلاميس عقيب
غزوة «إجْزِرْسِيز Xerxes» الفارسي. ويقال إن الشاعر
وُلِد في جزيرة سلاميس ليلة حدوث المعركة البحرية المعروفة باسمها في التاريخ. ودرس علم
الطبيعة على «أَنكْسَاغُورَاس Anaxagoras»، والبلاغة
على «فُرُوذِيقُوس prodicus»، ولما بلغ الخامسة بعد
العشرين من عمره ألَّف روايته المعروفة باسم «فلياذس Peliades»، وهي أول رواياته التي مُثِّلت على المسرح. ويقال إنه نال
خمس جوائز في مباريات أدبية بين كتَّاب المآسي، أولاها سنة ٤٤١ق.م.
وهجر أثينا إلى بلاد «أَرْخِيلَاوس Archelaus» ملك
مقدونيا حوالي سنة ٤٠٨ق.م وقيل إنه هجرها فرارًا من سخرية الناس به عقيب ما كتب
«سُوفُوقْلِيس Sophocles»، «وأَرِسْطُوفَانِس Aristophanes» فيه، ومات في البلاط
المقدوني.
وفي رواية لم تثبت صحتها: أنه مات بأن أطلق عليه «أَرِّيذَاوُس Arrhidaeus»، و«إقْرَطْيَاس Crateuas» — وهما شاعران مقدونيان كان يناظرهما — طائفةً من كلاب
الصيد تركته مِزَقًا، فاحتفل الملك «أرخيلاوس» بدفنه احتفالًا فخمًا عظيمًا، ورفض أن
يسلِّم جثته لأهل أثينا. وكتب ٧٥ رواية لم يصلنا منها إلا ١٨، وقد تُرجِمت إلى كثير من
اللغات الحية، ما عدا العربية مع أشد الأسف.
(٤٦) فِرْسَاوُس Perseus
في الميثولوجيا الإغريقية بطل أبوه «زيوس Zeus»، أو
«ذانايه Danæ» قتل الغَرغُونَة «مِدْيُوسَا Gorgon Medusa»، ثم خلص بعد ذلك «أَنْذُرُومِيذَا Andromeda» (المرأة المسلسلة) من وحش بحري
أريد بها أن تكون فريسة له، وذلك في قصة خرافية طويلة، ليس هنا مكان سردها.
(٤٧) هِيْرَقْلِيس (أو)
هِرْقُولِيْس Herakles (or) Hercules
في الميثولوجيا اليونانية والرومانية، بطل أيد ذو مرة، منشؤه الأساطير اليونانية،
وانتحله الرومان ثم عبدوه على أنه إله القوة الجسمانية والشجاعة، وما يمت إليهما من
الصفات. وتنص العبارات الميثولوجية على أن أباه «زيوس Zeus» عند اليونان، و«يُوبيتَر Jupiter» عند الرومان، أراد أن يعده لأن يكون سيدًا وملكًا على
«طِيرُنس Tiryas» وراثة عن أمه «أَلْقَمِينَة Alemene» حفيدة «فرساوس»، ولكنه مُنِع من ذلك
بتدخُّل «هيرا Hera» الإلهة اليونانية، وتسمى عند
الرومان «يونو Juno».
وبعد أن قام «هيرقليس» بأعمال من البطولة خارقة للعادة في مدينة «طيبة» الإغريق،
وافقت «هيرا» على أن يُمنَح الخلود، وفي كتب الميثولوجيا تعداد هذه الأعمال
مفصَّلة.
ولقد اعتقد النقاد منذ زمان، أن «هيرقليس» عند الرومان واليونان هو نفس إله الشمس
عند
الفينيقيين، وزادوا إلى ذلك أن الفينيقيين انتحلوا هذا الإله عن الأكاديِّين Accadians في بابل، فلا عجب إذن إذا قضينا بأن
أسطورة «أفروديت وأدونيس Aphrodite and Adonis»
اليونانية، إنما تنظر إلى أسطورة عِشْتَار Istar،
وتَمُّوز Tammuz الكلدانية، كما تنظر أسطورة هيرقل
إلى أسطورة «غشدوبار Gisdhubar»، فإن كثيرًا من أعمال
البطولة التي تُنسَب إلى الأول تروى منسوبة إلى الثاني، مع اختلاف المكان، وقليل من
التفاصيل.
(٤٨) قَلِّثْنِيس Callisthenes
فيلسوف يوناني وُلِد بمدينة «أُولُنْثُوس Olynthus»
في مقدونيا، ومات سنة ٣٢٨ق.م وهو من ذوي قرابة أرسطوطاليس وتلاميذه، وممَّن رافقوا
الإسكندر المقدوني إلى آسيا؛ ولقد تنبَّأ بسوء منقلب الإسكندر وجاهر بذلك، فلا يبعد أن
يكون قد قُتِل بأمر من الملك.
(٤٩) فَرَطُنْيُوم Parætonium أو أَمُّونْيَا Ammonia
إشارة إلى علاقتها بمعبد أمُّون المقدَّس، وكانت مدينة عظيمة على شاطئ أفريقيا
الشمالي، تابعة لمصر سياسيًّا، وكانت هذه المدينة في الغرب، وفلوسيوم في الشرق
تُسمَّيَان: «قُرْنَتَا مِصْر Cornua Ægypti»، وقد صاغ
الشعراء من اسم المدينة «نَعْتًا Parætonius» لاستعماله
في معنى عام للدلاة على كل ما هو مصري.
(٥٠) دِيُوذُورس Diodorus
ويكنَّى «سِقْيُولُوس Siculus» من «صقلية Sicily» عاش في النصف الأخير من القرن الأول من الميلاد،
وهو مؤلف إغريقي عظيم، ألَّف كتابًا في التاريخ يقع في أربعين مجلدًا وسماه:
«المكتبة التاريخية Historical Library»، ويبدأ
بحوادث سنة ١١٣٨ق.م.
ويمكن الوقوف على أقسامه من المراجع الكبرى، كدائرة المعارف البريطانية، وموسوعة
«سنشوري» للأسماء.
(٥١) الإبل في حملة سيوة
خلق المؤرخ «مَهَفي» مشكلةً تتعلق بهذه الرحلة لم يكن لها وجود من قبلُ، قال: «مما
يُلاحَظ بعجب أن المؤرخين لم يذكروا أن الجمل قد استُعمِل كدابة من دواب الحمل، والسفر
في هذه الرحلة.» وأراد أن يعلل هذا الأمر؛ فزعم أن الجمل لم يكن قد عُرِف في مصر كحيوان
مستأنَس في ذلك العهد، وفي قوله هذا دليل قاطع على أنه لم يطَّلِع على ما كتب المؤرِّخ
كِيْرِتيُوس (ف٤ ص٧–١٢):
Aqua etiam defecerat, quam utribus cameli
vexerant.
عن إدون بيفن
(٥٢) ظواهر إعجازية في حملة سيوة
روى «ماسبيرو» عبارة تضمَّنت أمرًا عجبًا عن رحَّالة في القرن التاسع عشر اسمه «بايل
سانت جون» زار سيوة في سنة ١٨٤٧، فقد ضلَّ ورفقاؤه في عرض الصحراء، ولم يتيسر لهم
الاهتداء إلى الدرب، وقد تراكمت عليه الرمال وحجبته، قال: «وبينما نحن في حيرتنا
وشكِّنا، رأينا غرابين حوَّما في الهواء هنيهة، ثم اتجها نحو الجنوب الغربي؛ فلو كنا
في
عصر راجت فيه الأساطير والخرافات، إذن لاتَّخذنا من هذا الحادث عبرة، واتجهنا في أثر
الغرابين، معتقدين أنهما من أعقاب الغرابين اللذين تروي التقاليد القديمة أنهما — في
حالة مثل هذه — قادا زحف الإسكندر، وخلصاه من مهلكة الصحراء وتيهها الموحش، ولو أننا
تبعناهما لما ضللنا الطريق، غير أننا لم نتبع وحي خيالنا، وظللنا ننتظر عودة الدليل
الذي استطاع أن يهتدي بذلك، إلى أمثل طريقة يرجع فيها عن خطئه.»
(كتاب مخاطرات في صحراء لوبيا، طُبِع سنة ١٨٤٩ ص٦٩)، (عن إدون بيفن).
(٥٣) بطلميوس بن لاغوس Ptolemy Son of Lagos
جرى الكتَّاب على أن يقولوا البطالسة، والحقيقة البطالمة، وأن يقولوا بطليموس،
والحقيقة بطلميوس، بحسب ترتيب الأحرف الأصلية للاسم، فإن «السين
S» حرف ليس من بنية الاسم، بل هو علامة إعراب
تُضَاف إلى الأسماء في حالة الرفع؛ أضف إلى ذلك أن الاسم يُرسَم هكذا
Ptolemaios بتقديم «الميم M» على الياء، والرومان يقولون:
Ptolemais باعتبار «السين S» كالضمة في العربية، فحذف المعَرِّبون عند الجمع الحرف الأصيل
وهو الميم، وأبقوا علامة الإعراب وهي «السين S»،
فالواجب إذن أن نقول: بطلميوس والبطالمة، لا بطليموس والبطالسة. أما إذا أردنا أن
نتحرَّى الدقة التامة، وجب أن نقول فطلميوس والفطالمة؛ ذلك بأن الحرف
P يُقلَب «فاء» عند التعريب باطِّراد، كما في
«أفلاطون Plato»، و«فيثاغورس Pythagoras» كلما أردنا تعريب اسم يوناني أو اسم روماني أصله
يوناني.
(٥٤) العصر الصَّاوِي The Saite Epoch
نسبة إلى مدينة «سايس» أو «صان Sais»، وتقع على فرع
رشيد النيلي بالقرب من الخط ٣١ من خطوط الطول، ولا تزال خرائبها بيِّنة المعالم للآن
بالقرب من قرية «صا الحجر»، وكانت في العصر القديم من أعظم المدن التجارية، كما كانت
مقرًّا للعلوم، وكانت لعهدٍ ما عاصمة الوجه البحري، وفيها حكم الملوك «الصاويون» أو
«الأسر الصاوية» (وهي الأُسَر ٢٤ و٢٦ و٢٨)، وكان «نيث Neith» إلهها الخاص.
(٥٥) دِلْفِي Delphi
قرية قديمة كانت تقوم مكان قرية «كَسْتري Kastri»
الحديثة، وهي في الجغرافية القديمة إحدى مدن «فوقيس» بإغريقية، على ستة أميال من الخليج
القُورَنثِي عند سفح جبل «فَرْنَاسُوس Parnassus»،
وكانت مقرًّا لكهانة «أبولون الفوثي Pythian Apollo»،
وأشهر كهانات الدنيا القديمة قاطبة، ويرجع تأسيسها إلى عصر ما قبل التاريخ؛ فلا يتيسر
اليوم تعيين الزمان الذي بدأت فيه كهانة «دلفي» في الوجود، ولقد ظلت ذات أثر بيِّن طوال
عصور التاريخ القديم حتى أَمَر الإمبراطور «ثيودوسيوس Theodosius» بإلغائها في القرن الرابع بعد الميلاد، وكانت من أغنى
الأماكن الدينية في العالم القديم، أما الآن فقد زالت معالم المعبد، ولكن المنقِّبين
أخذوا في الكشف عنه منذ سنة ١٨٩٢، ولما بدءوا الحفر أَلْفَوْا أن الكشف عن المعبد عسير؛
لأن مباني القرية الحديثة تقوم من فوقه، فنُقِلت القرية من مكانها، وبذلك تسنَّى
للمنقِّبين الكشف عن الهيكل، فعُثِر على معبد «لأبولون Apollo»، ومسرح كبير، ودار للندوة مع كثير من الآثار الفنية
النادرة، وعدد من التماثيل لا يُقوَّم بثمن.
(٥٦) بَرَنْخِيْذَا Branchidæ
في الجغرافية القديمة بلدة صغيرة في مقاطعة «سُجْدِيَانَا Sogdiana»، ويقال إن كهنة «أبولون دِيْذِيْمَايُس Apollo Didymaeus» بنوها بالقرب من «مليطوس Miletus»، وهدمها الإسكندر الأكبر.
أما هيكل «أبولون ديذيمايس» فأعيد بناؤه من بعد ذلك، ووُضِع تصميمه عن سعة، حتى إنه
لم يُكمَل بناؤه بالرغم مما بُذِل فيه من جهد، فقد كان ١٦٨ قدمًا عرضًا، و٣٦٢ قدمًا
طولًا، أي ٥٠٫٤٠ × ٨٫٦٠ مترًا.
أما إطلاق اسم «برنخيذا Barnchidæ» على مكان، فغريب؛
فإنه اسم أسرة كهنوتية توارثت الكهانة في هذا المعبد. وفي التقاليد المنقولة أنهم
يرجعون إلى جد اسمه «بَرَنْخوس Branchus» أصله من
«تساليا Thessaly»، أو من «دلفي»، وأنه كان أول
مَن أسَّس كهانة في ذلك المعبد.
(٥٧) أسطورة الإسكندر The Romance of Alexander
كان من الطبيعي أن تلفت شخاصة الإسكندر الأنظار إليه، بعد أن استطاع بغزواته وحروبه
أن يهز أرجاء العالم القديم؛ لهذا تجد أن أسطورة الإسكندر قد كُتِبت وذاعت في كل لغات
الدنيا القديمة من الهند إلى بحر الظلمات، ولكنها جميعًا مستمَدَّة من أصل إغريقي انتحل
خطأ على «قلثنيس»، ولقد ظهر بعدُ أن هذه الخرافة كتبها في مصر مَن يُدعَى «إيْسُوفُسْ Aisops» في خلال القرن الثاني بعد الميلاد، غير أن
هذا الكتاب أو القصة ليست إلا نتفًا متفرقة جمعت بين التاريخ والأسطورة، بل تضمنت قصصًا
خرافية أصلها بابلي. وفي النسخة الفارسية نَصٌّ على أن الإسكندر ابن «دارا»، ثم انتقل
بعد ذلك فصار نبيًّا، يعمل على هدم الأوثان وتقويض الوثنية، ثم أصبح عند كهان النصارى
ناكسًا قديسًا.
وقد نُقِلت هذه الخرافة إلى أوروبا عن طريق هذا الكتاب، لا عن طريق الرواية التي
رواها «كنتوس كيرتيوس»، وهي أقل تطوحًا مع الأساطير من الأولى، فقد ترجم رواية «قلثنيس»
(المنتحلة عليه) مترجم روماني اسمه «يوليوس
واليريوس Julius Valerius» في نهاية القرن الثالث واقعة في أجزاء، ففي الجزء الأول
رواية مولده، ومخاطراته في شبابه، وفيه أن خطر الإسكندر وقدره العظيم إنما يعودان إلى
أن أباه في الحقيقة «نقطانيبو Nectanibo» آخِر ملوك
الفراعنة الذي طرده الفرس من بلاده، وكان من كبار السحرة بحيث يستطيع أن يجبل من الشمع
صورًا لجيوش أعدائه وأساطيلهم، ويستطيع بسحره أن يوجه حركاتهم كيفما يشاء، فلما طُرِد
فرَّ إلى «فِلَّا Pella» في مقدونيا، وأخذ يمارس
«الهَلْجَ Astrology»، فاستقدمته «أولمبياس Olympias» (أم الإسكندر) إليها، وكانت عاقرًا لا ولد
لها، فوعدها بأن «زيوس» «أَمُّون» سوف يزورها متقمصًا صورة أفعوان، ثم استخفى
«نقطانيبو» في هذه الصورة، وخالطها فولدت الإسكندر، ولكن الشك أكل صدر الملك «فيلبس»
زوجها، ولم يؤمن بصحة ما سمع إلا بعد أن تجلَّى له الأفعوان مرة أخرى، وأشيعت بنوة
الإسكندر للإلهَيْن العظيمَيْن.
وكان الإسكندر ضعيف الجسم، ولكنه كان عظيم الشجاعة، موفور الذكاء، فلما بلغ الثانية
عشرة من عمره شرع «نقطانيبو» يعلِّمه فن النجوم، ولكنه مات بعد أن وقع في غور، يقال إن
الإسكندر رماه فيه مازحًا. وفي هذا الجزء رواية عن غزواته في إيطاليا، وإفريقية، وآسيا
الصغرى، ثم رجوعه إلى «مقدونيا»، وإخضاع إفريقية. وفي الجزء الثاني ذكر لبقية غزواته.
وفي الثالث ذكر انتصاره على «فورس Porus»، وعلاقاته
بالبراهمة، وكتابه إلى أرسطوطاليس الذي يروي فيه عجائب الهند، والأمازونات (النساء
المحاربات)، وكتابه إلى «أولمبياس» (أمه) عن عجائب آسيا الصغرى؛ وفي النهاية عبارات عن
موت الإسكندر في بابل.
(٥٨) آلهة الهند The Gods of India
العبارة التي وردت في المتن عن تضحية الإسكندر لبعض من آلهة الهند، منقولة عن العلامة
«إدون بيفن»، وقد يستفاد منها أحد أشياء ثلاثة:
- (١)
أن الإسكندر قد ضحَّى لآلهة من الهند قبل هبوطه معبد «آمن»، فسئل عن سبب
ذلك.
- (٢)
أنه ضحَّى لبعض من هذه الآلهة بعد عودته من زيارة معبد «آمن»، فأرسل إليه
الهاتف يستوضحه سبب ذلك.
- (٣)
أن الإسكندر ضحَّى للآلهة الهندية عندما عزم على غزو الهند بعد غزوه بلاد
فارس، فلما مات قائده «هِفَسْطِيُون» أرسل إلى المعبد الأقدس رسلًا ليسأل
هل يجوز أن يعبد هفسطيون على أنه إله، ورَدَّ عليه الهاتف بأنه يجوز عبادته
كبطل؛ أرسل مع هذا الرد سؤالًا يستوضح فيه الإسكندر السبب الذي من أجله
ضحَّى لبعض آلهة الهند.
والواقع أنه لا يستفاد من فحوى العبارة غير وجه من هذه الوجوه الثلاثة؛ ويجب أن نعلم
أن السبب في استيضاح «آمن» يرجع إلى القول بأن الإسكندر ابنه، فلا يجوز أن يضحِّي
لغيره.
(٥٩) هِفَسْطِيون Haephastion
كان هِفَسْطِيُون من القوَّاد المقرَّبين من الإسكندر، بل كان و«أومينس Eumenes» أكثر رجاله قربًا من قلبه، ولما كان الإسكندر
في «إقْبَطَانَة Ecbatana» حُمَّ «هِفَسْطِيُون»،
وعاجلته المنية، وفي رواية دائرة المعارف البريطانية (٤٥٢–١١ ط١٤) أن الإسكندر زوَّجه
من «ذِرِيفِيطس Drypetis» أخت زوجة الإسكندر
«إسْطَاطِيرَه»، وفي رواية «جُرُوت G. Grote» (تاريخ
اليونان ١٧٥–١٨٠–١٢) أنه لما مات «هفَسْطيون» حزن الإسكندر لموته أشد الحزن حتى لقد أمر
بقتل الطبيب «غلوقياس»؛ لأنه لم يحسن علاجه، وأنفق على جنازته والاحتفال بإحراق جثته
١٠٠٠٠ طالنطن، (أيْ ٢٣٠٠٠٠٠ جنيه)، وأرسل رسلًا إلى هاتف «أمُّون» يسأل إذا كان من
الجائز أن يعبد «هفَسْطيون» على أنه إله، فكان جواب «أَمُّون» أن عبادته تجوز على أنه
بطل Hero، وهو نوع من العبادة أقل منزلة من عبادة
الآلهة، فسرَّ الإسكندر بذلك، وأمر أن تقام له الهياكل والمحاريب، وشيدت له مقصورة أو
مَقْدَسٌ في الإسكندرية و«فِلَّا Pella» بمقدونيا،
وربما تكون قد شيدت هياكل أُخَر في غيرهما من المدن. ويقول «جروت»: إن مجموع ما أُنفِق
على جنازة «هفَسْطيون» ببابل، والاحتفالات التي أقيمت لإحراق جثته بلغ ١٢٠٠٠ طلانطن
(أيْ ٢٧٦٠٠٠٠ جنيه إنجليزيٍّ)، ولا يبعد أن يكون الإسكندر قد ضحَّى لآلهة الهند في
أثناء ما أقام من احتفالات في جنازة هفَسْطيون، وهذا ليس بالشيء البعيد على عقلية
الإسكندر.
(٦٠) هُوْجَرْث D. G. Hogarth
عالم إنجليزي اختص بدرس الآثار القديمة، وُلِد في ٢٣ من مايو سنة ١٨٦٢، وكان أبوه
من
رجال الكنيسة، ومات بأكسفورد في ٦ من نوفمبر من سنة ١٩٢٧، وكان رئيسًا للجمعية
الجغرافية الملكية سنة ١٩٢٥، وأمينًا للمتحف الأشمولي سنة ١٩٠٩.
ولم يقتصر نبوغه على العلم وحده، بل كان رجل عمل وكفاح، ويكفي أن نعرف أنه كان رئيسًا
للمكتب العربي بالقاهرة في أثناء الحرب العظمى.
أما أعماله العلمية، فقد انحصرت في مؤلفاته مضافًا إليها بحوثه الأثرية في البلاد
الحافة بشرقي البحر المتوسط، ومنها: قبرص، ومصر، وأفسوس، وقرشميش، وأقريطش (كريت) من
سنة ١٨٨٧ إلى سنة ١٩٠٧.
وفي سنة ١٩١٥ أوفد إلى مصر بطلب خاص من مدير المخابرات البحرية البريطانية، ومُنِح
رتبة مؤقتة في الجيش؛ ليشرف على مصير العلاقات مع زعماء العرب، تلك العلاقات التي كان
الغرض منها قيام الثورة العربية ضد العثمانيين. وفي سنة ١٩١٦ شرع في وضع مشروع للأسس
التي يقوم عليها المكتب العربي في القاهرة، مستعينًا بعدد من الرجال الأفذاذ أمثال
«جرترودبل»، و«مارك سايكس»، و«كولونيل لورنس» المعروف، وغيرهم من العظماء.
وقفل راجعًا إلى لندن ليدرس أحوال العرب ومشكلات الشرق الأوسط، ثم هبط القاهرة ثانية
في أواخر سني الحرب، وفي سنة ١٩١٩ كان مندوبًا عن بريطانيا لرياسة لجنة الشرق الأوسط
في
مؤتمر الصلح بباريس.
ومن مؤلفاته:
- (1)
A Wondering Scholer in the Levant
(1896).
- (2)
Philip and Alexander of Macedon
(1897).
- (3)
The Nearer East (1902).
- (4)
The pectration of Arabia (1904).
- (5)
Carchemish 1 (1914).
- (6)
The Wandering Scholer (1925).
- (7)
Kings of the Hittites (1926).
(٦١) ذو القرنين
الذي نعرفه أن ذا القرنين الذي ذُكِر في القرآن الكريم عربي يمني وليس الإسكندر
المقدوني. وأذكر أني اطَّلَعْتُ مرَّة أن ملكًا من ملوك حمير يُسمَّى الصعب، ويُلقَّب
بذي القرنين، وذلك في كتاب التيجان لابن هشام، وبرواية وهب بن منبه؛ ولما كنت غير متحقق
من ذلك كتبت للأستاذ «ا. ﻫ. ر. جب
A. H. R. Gibb»
كتابًا استوضحه فيه هذا الأمر، فأجاب حفظه الله بما يأتي:
أظن الكلمة التي تعنيها في شأن ذي القرنين، والتبع الصعب هو ما كتب الأستاذ
«نكلسون Nicholson» في كتاب «تاريخ أدب
العرب» ص١٧، ولا أعرف من ذكر ذلك من مؤلفي العرب غير اليمنيين مثل نشوان بن
سعيد الحميري في كتاب «شمس العلوم»، وقد قال هذا ما نصه: الصعب اسم ذي القرنين
السيَّار، قال لبيد:
لو كان حي بالحياة مخلَّدًا
في الدهر خلده أبو يكسوم
والصعب ذي القرنين أصبح ثاويًا
بالحنو في جدث هناك مقيم
وعن علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباد (رضي الله عنهما) أن ذا
القرنين السيار هو الصعب بن عبد الله بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر،
وقد أوضحت في كتاب «القاف» أن ذا القرنين الذي بنى سد يأجوج ومأجوج هو تبع
الأقرن. ا.ﻫ.
غير أن ذيوع أسطورة الإسكندر التي شرحنا طرفًا منها قبلُ، يجعل البحث في هذا الأمر
والقطع فيه برأي من أصعب الأمور.
(٦٢) أَرِسطُوبُولس Aristobulus
أحد قواد جيش الإسكندر الأكبر، وقد كتب تاريخًا لغزواته الآسيوية، وعاش في القرن
الرابع قبل الميلاد.
هوامش