الفصل الثالث والعشرون
جاء التقرير الخاص بالتربة التي تخلف عليها آثار الإطارات على السطح، مرفقًا به بضع ملاحظات للخبير.
كان من السهل تحليل الطين المجفف، ولكن مهمة تحديد المناطق التي جاء منها هذا الطين كانت مُهمَّة أطول بكثير، وكان ثمة تعليق في واحدة من ملحوظات التقرير أثار حَيرة ديفينش إلى حدٍّ كبير.
يقول كاتب التقرير: «يبدو لي أن هذه التربة بها مزيج معين من السخام والمواد الكبريتية لا توحي بأنها رواسب تكوَّنت حديثًا فوق سطح المتجر. وأميل إلى الاعتقاد بأن هذا الطين المجفف قد ترسَّب على سطح المبنى على مدى فترة ما، وجفَّ بالتناوب بفعل الشمس والرطوبة الناجمة عن الأمطار الخفيفة للغاية التي كانت سمة مميزة لهذا العام. ومن شأن الطين، في حالته الرطبة، أن تعلق به نواتج الدخان المنبعثة في المدينة وتلوثه. والطين في حد ذاته موجود في مناطق كثيرة جدًّا، ولكنه منتشر في مساحة كبيرة للغاية بين لندن وجيلوفر. فعلى سبيل المثال، هناك قطعة أرض بالقرب من قرية هامبلبي، في منخفض على شكل كأس على المنحدر الخلفي للتل الذي بُنيت عليه القرية. ويمكن التحقق من هذا من خلال المسح الجيولوجي.»
قال المحقق محدثًا نفسه وهو يقرأ: «هل لي أن أفترض أن تلك المادة السخامية لا يمكن أن تتكون من الرماد المتخلف في مكان الإقلاع في جيلوفر؟ رجالنا يعملون في نطاق أقرب من ذلك بكثير. بالإضافة إلى ذلك، لو كانت الإطارات موحلة بالفعل، فلا بد أن تظهر جسيمات دقيقة من الرماد.»
أخذ يحلل هذا التقرير وهو يتناول إفطاره. ثم طالَع جدولًا لمواعيد القطارات ليرى كيف يمكنه الوصول إلى قرية هامبلبي، ووجد أن قرية هامبلبي ليست موجودة على خريطة السكك الحديدية، إذ كانت قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي ستين نسمة. وفي النهاية، استقلَّ سيارة شرطة، بصحبة الرقيب ديفيز، وتركها في القرية، وترجلا إلى التل المنخفض نحو المنخفض الموجود على المنحدر الخلفي، أو بالأحرى عند سفحه.
كان ثمة ما يشبه الحوض، مسطح إلى حدٍّ ما وسبِخ في بعض المواضع، ينمو به قليل من العشب نحو المنتصف، ورقع من الطمي المكشوف. أخرج ديفينش خريطة، واطَّلع على اتجاهات البوصلة، واكتشف أن المنطقة تقع تقريبًا على الطريق المباشر بين جيلوفر ولندن، وإن كان في اتجاه جنوبها الشرقي قليلًا.
ودون أن يحدوهما الكثير من الأمل في العثور على أي شيء، نزل المحققان بحرص على منطقة مساحتها نحو نصف ميل مربع، متجاوزَين حدود الحوض أحيانًا. وبعد مرور نحو ساعة، عادا أدراجهما معًا مرة أخرى، دون أن يتمكَّنا من رصد أي شيء.
قال ديفينش، عندما أويا إلى ضفة عشبية، وجلسا، وبدآ يدخنان: «لم أكن أتوقع أن أجد الكثير. الآن، دعني أرى. لقد حصلت على الجرائد التي تحدثت عن تحليق الطائرة الجايروكوبتر. سأقرأ لك أي نقاط بارزة.»
ظل يقرأ في صمت بضع دقائق، ثم شرع يقرأ بصوت عالٍ: ««أقلعت وكأنها فراشة كبيرة كسولة، مرتفعة تدريجيًّا في خط شبه عمودي، محلقة للحظة في الهواء كالصقر فوق الضيعة، ثم جنحت الطائرة الفريدة ناحية الجنوب، وبعد رحلة مثالية هبطت على السطح المستوي للمتجر العملاق الجديد. ولكن غضب بيروقراطيتنا الرجعية الخانقة والمعيقة لكل ما هو جديد لا يعرف حدودًا.» لقد قالوا في الواقع: «ليذهب التقدم إلى الجحيم! أي شيء إلا الالتزام بالقانون.» ولكن انتصرت الجايروكوبتر رغم أنوفهم. فبخُطًى بطيئة ولكن واثقة، شقت طريقها إلى لندن، وهبطت في مساحة لا تزيد عن مساحة ملعب تنس.»
رفع ديفينش عينيه عن الجريدة وضحك. ثم علَّق قائلًا: «ملعب تنس عملاق فوق ذلك السطح. لعله يستلزم اثنين في مهارة تيلدن ليصلا إلى خطه القاعدي بأقوى ضربات لديهما. أتلاحظ التعليق «رحلة مثالية»، الذي وصف بعبارة «بطيئة ولكن واثقة»؟ لا أرى شيئًا يفيدنا هنا. من الأفضل أن نتوجه إلى القرية، ونستفسر في الحانة. أراهن أنهم يتحدثون عن رحلة الطيران هذه الآن، وسيواصلون الحديث عنها لعشر سنوات قادمة. فخبر مثير صغير من شأنه أن يتحول إلى موضوع طويل في مكان صغير كهذا.»
عادا إلى القرية الكائنة فوق التل، وتحدَّثا مع صاحب حانة «سنيج آند سبير» (كلمة «سنيج» تعني ثعبان الماء الصغير، وهو ما يفسر الوقع الغريب للاسم). كان بورلاس، الرجل الذي يقوم على خدمة المكان، رجلًا بدينًا ذا وجه تعلوه البهجة، وقد لقيا منه اهتمامًا فوريًّا باستفساراتهما.
وعلق قائلًا: «رحلة طيران، يا سادة. يا إلهي، لقد رأيتها بوضوح. لقد سمعت صياحًا وصراخًا عاليًا، فركضت إلى الخارج، لأرى الطائرة تُحلِّق فوق الرءوس كنحلة طنانة. لم تكن تشبه أي طائرة رأيتها من قبل، كان معظم السكان هنا يحدقون بالأعلى أيضًا، حتى توجهت نحو التل.»
ابتسم ديفينش قائلًا: «ثم اختفت من المشهد.»
قال صاحب الحانة: «هذا ما حدث. لم تكن على ارتفاع كبير أيضًا، وفي تلك الليلة جاء جون هيجز العجوز، الذي لا يقوم بأي عمل تقريبًا باستثناء الصيد في أرض الغير، وقال إنها هبطت فوق التل وارتفعت ثانية. ولكن لا أحد سواه رآها، واعتُبر كذابًا كبيرًا، وهو كذلك بالتأكيد. لقد أخبر أحد الصحفيين من الجريدة المحلية بذلك، وقام هذا الشخص بنشر الخبر، ثم جاء جون العجوز، وقال إنها قصة مختلقة، وإنه لم يرَها تهبط مطلقًا، ولكنه فقط أراد شيئًا ليتحدث عنه، وربما حصل على مبلغ زهيد لقاء سرده لتلك القصة.»
شكره ديفينش، وذهب مع ديفيز لمقابلة الصياد. ولكن الصياد كان فظًّا وجافًّا. وتمسك بقصته المختلقة، واضطرا إلى تركه دون الحصول على أي معلومة ذات قيمة.
سأله ديفيز وهما عائدَين في السيارة إلى المدينة قائلًا: «هل تظن أنه اختلق القصة يا سيدي؟»
أجابه ديفينش متأملًا: «لديَّ شعور بأن قصته الأولى هي القصة الحقيقية. هذا هو منظوري للأمر: إنه لم يُنكر تلك الرواية للأحداث إلى أن ظهرت على صفحات إحدى الصحف المحلية بعد مقابلة أجراها أحد الصحفيين معه. ولكن لماذا ينشر الخبر ثم ينكره؛ أو بمعنى أصح، لماذا ينشر الخبر على الملأ ثم ينكره بين رفاقه في الحانة؟»
«يبدو هذا غريبًا فعلًا.»
أومأ ديفينش برأسه. وقال: «أجل، يبدو غريبًا إلى أن تدرك أن هذا سيصبح إنجازًا قياسيًّا للطائرة، وسيظهر في الصحف اللندنية بوصفه رحلة طيران «مثالية». لو أنها اضطُرت إلى الهبوط في الطريق، حتى ولو لمدة قصيرة، لأفسد ذلك عنصر المثالية، وجعل الطائرة تبدو أقل أمانًا مما هي عليه بالفعل. لو أن الصياد هو الوحيد الذي رآها تسقط، لربما رشاه أحدهم. لا شك أن ماندر يحتفظ، أو كان يحتفظ، بقصاصات الصحف التي تتناول المغامرات ليروج للمتجر.»
«ولعله حصل على واحدة من هذه الجريدة المحلية، أليس كذلك؟»
«هذا هو مربط الفرس. ربما أرسل أحدهم بصفة ودية ليخفيَ هذه الإفادة لشاهد عِيان. فورقة بخمسة جنيهات كفيلة بإسكات هيجز. وإلا كان سيعتبر كأحد مثيري الشغب في ليلة افتتاح مثالية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع أن أُفسِّر بها تغييره المفاجئ لرأيه.»
«إذن، ما الخطوة التالية يا سيدي؟»
«سأذهب إلى مكتب سجلات الأرصاد الجوية للحصول على خريطة لرحلات طيران ذلك اليوم. نودُّ أن نعرف الظروف المناخية للمنطقة الواقعة بين هذه النقطة والمدينة، وبين هذه المنطقة وجيلوفر، والرياح السائدة في لندن وعلى طول الطريق في ذلك اليوم. بعدها سأتجه لمقابلة كبير الخدم بالشقة مرة أخرى.»
«هل تريد أن أرافقك يا سيدي؟»
«كلا. سأوصلك إلى مكتب سكوتلانديارد. ليس لديَّ وقت لأضيعه هناك، ولكن لعلك تلتقي بمفوض الشرطة وتخبره بما اكتشفناه اليوم.»
ترجَّل ديفيز من السيارة فيما بعد، وعندما استأنف ديفينش رحلته سيرًا على الأقدام، وراجع خرائط الطقس التي قدَّمها إليه الخبراء في مكتب الأرصاد الجوية، بدا أكثر سعادة بعض الشيء.
قال في نفسه، وهو يتوجَّه مسرعًا إلى المتجر ويصعد إلى شقة ماندر: «ما لم تكن هناك علة في شهادة كبير الخدم، فقد استوضحت تلك النقطة تمامًا.» وهناك التقى كبير الخدم.
قال للرجل: «أريد أن أعرف إن كان السطح يُستخدم كثيرًا.»
أجاب كبير الخدم قائلًا: «لا يسعني أن أقول ذلك يا سيدي. كما ترى، كان السيد ماندر يستهدف جعْله مهبطًا للطائرات، وعندما وقعت تلك المشكلة، فقد حماسه للأمر نوعًا ما. ولكن ربما كان يصعد إليه في الأمسيات الصيفية دون علمي.»
«أتذكر أنه حاول أن يستخرج تصريحًا للمكان، موضحًا أن الطائرة الجايروكوبتر جاءت عكس كل الآراء فيما يتعلق بالهبوط الآمن للطائرات على المساحات المحدودة.»
«أجل، فعل ذلك يا سيدي. وأُحبط كثيرًا عندما قوبل الطلب بالرفض. ولكني لا أعرف الكثير عن السطح يا سيدي. فلم أصعد إلى هناك مطلقًا، ولا توجد أي وسيلة للصعود إلى هناك من المسكن الخاص بنا.»
تفهَّم ديفينش تلك النقطة. كان يعرف أن ماندر توقَّع إحداث ضجة كبيرة، وتحقيق مبيعات مذهلة من خلال تدشين مشروع الطلبيات البريدية بواسطة طائرات جايروكوبتر تنطلق من سطح المتجر، ولكنه لم يضع في اعتباره تحفُّظ السلطات. ومن المرجح أنه لم يهتم كثيرًا بأمر السطح، الذي صُمم من أجل غرضٍ واحد فقط، ولم يكن يمكن الوصول إليه حتى عبر المتجر؛ وإنما عبر الشقة فقط.
بعد برهة سأله: «من المسئول عن نظافة السطح؟»
هزَّ كبير الخدم رأسه. وقال: «لم يُطلب منَّا مطلقًا الاعتناء به يا سيدي، ولا أظن أنه طُلب من أحد آخر.»
«ربما كُلف بعض عمال النظافة في المتجر بهذا الأمر؟»
«لم أسمع بذلك مطلقًا يا سيدي. كان لزامًا أن يُدخلهم أحد، وأنا لم أرَ أحدًا منهم مطلقًا بالأعلى، ولم أسمع بقدوم أحدهم أيضًا.»
شكره ديفينش وأذِن له بالانصراف، وصعِد إلى السطح بمفرده. وهناك مال على أحد الأسوار وأخذ يدرُس إحدى خرائط الطقس باهتمام بالغ.
أخذ يُفكِّر في نفسه في تأمُّل قائلًا: «يا إلهي! لم تكن الرياح مواتيةً للهبوط في يوم الأحد، يوم وقوع الجريمة، ولكنها كانت مواتيةً في يوم الهبوط الأول. في تلك المرة الأولى، كان من الممكن أن يهبط ويبلي كما تُظهر آثار الإطارات. المآخذ الوحيدة على هذا الأمر هي: أولًا، ثمة معضلة لو أن الوحل ظل هنا طَوال تلك الفترة — رغم قلة المطر هذا العام — وثانيًا، كيف تكون آثار الإطارات على الأرض أرفع من الإطارات نفسها المتوافقة مع الطائرات الجايروكوبتر الموجودة في القسم بالأسفل؟ ربما تكون عوامل التعرية الجوية قد أثَّرت على حواف الوحل بالطبع، ولكني لست متأكدًا من ذلك.»
وأجرى فحصًا موسعًا لآثار الإطارات الموجودة على السطح، ورأى أن الطين من النوعية اللازبة. علاوةً على ذلك، نزل إلى قسم الأدوات المعدِنية، وأحضر رشاش مياه كبيرًا وملأه بالماء، وصعِد به إلى السطح. واختار جزءًا صغيرًا من آثار الإطارات، وسكب عليها الماء بغزارة، ثم تركها لتجفَّ قليلًا بفعل النسيم البارد الذي كان يهبُّ حينها عبر السطح من ناحية الشرق، ثم نزل إلى شقة ماندر مرة أخرى، حيث بحث في غرفة المكتب حتى توصَّل إلى قائمة بعدد رحلات الطيران. وهناك اكتشف سردًا كاملًا للهبوط الرائع على السطح، وفي نهاية المقال، وجد سردًا لمواصفات الطائرة، بقدر التفاصيل المتاح تسريبها.
قال وهو يدوِّن ملاحظة بخصوص حجم الإطارات: «أعتقد أن هذا يحسم الأمر. كان الجو في ذلك اليوم جافًّا، ولكن في اليوم السابق تساقطت أمطار غزيرة في المقاطعات الرئيسية. سأذهب لأرى كيف تبدو آثار الإطارات، ثم أتصل بكين.»
ما أسعده هو أن سكب الماء لم يزل قدرًا كبيرًا من الطين اللازب من على الجزء الذي سُكب عليه الماء. فقد جفَّ أغلبه الآن مرة أخرى بفعل الهواء البارد. لا شك أن أرضية السطح محمية إلى حدٍّ معين بالأسوار من أي شيء باستثناء العواصف.
قال متأملًا وهو ينزل إلى الشقة لآخر مرة في هذا اليوم: «أظن بطبيعة الحال أن هذا السطح يُنظف ويُمسح بانتظام، أو كان حريًّا بي أن أفكر في ذلك من قبل، ولكن أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي مطلقًا.»
وبعد دقيقة، اتصل بكين هاتفيًّا وأخبره بآرائه. ضحك كين. وقال: «كان حريًّا بي أن أخبرك بأننا رأينا أن من الأفضل وضع إطارات أكبر في عربات الهبوط للطائرات التالية. لم أذكر تلك الحقيقة؛ لأنني ظننتك تشير إلى رحلة أقلعت في ليل الأحد حين قُتل ماندر.»
«وأنا لم أتحقق من ذلك الأمر مطلقًا؛ لأنني كنت مقتنعًا تمامًا بأن الطائرة جاءت في رحلتها الأولى مباشرة من أرضية الهبوط الصُّلبة الموجودة في جيلوفر، يا سيد كين. أرى الآن أن ويبلي أجرى حتمًا هبوطًا اضطراريًّا، وتُكتِّم على الأمر عندما تسرَّب الخبر إلى تلك الجريدة المحلية. سأزور ويبلي مرة أخرى، لأتأكد من ذلك بنفسي، ثم أحدد الموضع الذي وصلتُ إليه. لقد كان الدليل الخاص بآثار هذه الإطارات من بين السمات المحيرة لهذه القضية. بمجرد استجلائه، سأتمكن من التصريح بأن الجاني لم يأتِ إلى هنا عبر الجو، بصرف النظر عن الطريقة التي جاء بها.»
قال كين: «أنا متأكد من أنه لا يمكن أن يكون قد جاء عبر الجو، ليلًا، وبدون مصابيح إضاءة للهبوط.»
وضع ديفينش سماعة الهاتف، وخرج إلى الشارع، وتوجَّه سريعًا إلى جيلوفر. وحين عاد كانت خطواته أكثر تمهلًا، بعد أن حصل على ما أراد. عندما سمع ويبلي أن هذه الشهادة ستبرئ ساحته، اعترف على الفور بصحة هذه الفرضية. في يوم الرحلة المثيرة، هبط بالقرب من قرية هامبلبي، ولكن حين وجد أن المشكلة ليست خطيرة كما كان يعتقد، أصلحها، واستطاع أن يقلع مرة أخرى في غضون خمس وعشرين دقيقة. وقال إن قوة الرفع الخاصة بالطائرة هي فقط ما مكَّنته من الابتعاد عن ذلك الطين الزلق. وقد أبلغ السيد ماندر بتلك الواقعة، وأمره السيد ماندر بألا يذكر شيئًا عن هذا الأمر.
قال ديفينش: «ولكنَّ ثمة شخصًا آخر تحدث عن ذلك. هل حلقت فوق قرية هامبلبي؟» أومأ ويبلي برأسه بالإيجاب. «أجل، المدير أعطاه ورقة بخمسة جنيهات، ورأيت رجلًا عجوزًا يُدعى ويجز، وهو من أخبر الصحفي أنه رآني أهبط، ولكنه حصل على وعدٍ منه بأن يقول إنه اختلق القصة. فلم يكن في صالح الطائرة بأي حال يا سيدي إذا عُرف أنها سقطت في أول إقلاع لها.»