الفصل الثاني عشر

عندما بدأت الشمس في الشروق فوق البحر في ذلك الصباح، كان سرير إيدي مفروشًا بالأوراق والبطاقات والصور الفوتوغرافية. كانت تلك تذكارات من طفولتها وسنوات مراهقتها أخرجتها من صناديق الأحذية المخبأة في قاع خزانة الملابس. كانت تحمل بين أصابعها أقدم صورة استطاعت أن تجدها لنفسها مع جيك ورايان. كان الثلاثة يقفون في مدخل منزل والدَي جيك وقد انفرجت ساقا كلٍّ منهم وبينهما دراجته. كانوا يرتدون سراويل قصيرة وقمصانًا، وقد ضيَّقوا أعينهم من ضوء الشمس. لا بد أنهم كانوا في الثالثة عشرة تقريبًا.

نظرت إيدي إلى الصور وشعرت بالاحتواء، وغمرتها مشاعر الحب نحوهما، وكذلك غمرها الألم الذي خنق مشاعر الحب هذه. تحققت من هاتفها لما بدا كأنه المرة الخمسمائة، لمعرفة ما إذا كانت وصلتها أي رسائل أخرى. لمعرفة ما إذا كانت لارا قد ردَّت على رسائلها النصية، التي أرسلتها قبل ساعات في منتصف الليل، تطلب منها معاودة الاتصال في أقرب وقتٍ ممكن.

تحققت من الوقت أيضًا. أكان من المبكر جدًّا الاتصال بنيتا بادامي؟ كان عليها أن تخبرها أن رايان بريء! هذه القصة أثبتَت براءته! فهذه القصة كانت «اعترافًا».

كانت مشكلة الاتصال بنيتا أنَّ تفاصيل جريمة القتل كانت معروفة للجمهور بسبب التسريبات للصحافة. وكان من الممكن أيضًا أن يكون مَن كتب هذه القصة قد زار المنزل بصفته نزيلًا عن طريق موقع «إير بي إن بي» أو مشتريًا محتملًا. والمشكلة الحقيقية أن تفاصيل جريمة القتل لم تكن هي ما يثبت حقيقة الاعتراف، «بل الجزء الأول من القصة هو الذي يثبتها».

لأنَّه كانت هناك «حفلة» بالفعل عندما كانوا مراهقين. كان ذلك صحيحًا. وكانت هناك فتاة شقراء كبيرة النهدين؛ فتاة لها سمعة سيئة. كانت قد انخرطت في علاقات مع معظم الأولاد في الصف الدراسي الأكبر. وبعد ذلك، استهدفت رايان؛ إذ راحت تتبعه طوال الوقت، وتغازله برموشها. لم تكن إيدي تطيقها. جاءت الفتاة إلى الحفلة. وراحت تتقرَّب من رايان. وفيما بعد، ألَّفت قصة تقول فيها إنَّ رايان وجيك اقتاداها إلى غرفة نوم واستغلَّاها. قالت إنهما التقطا لها صورًا.

عندما استُدعيَت إيدي، في وقت الغداء يوم الإثنين التالي للحفل، إلى مكتب مدير المدرسة لتقديم روايتها للأحداث، كذبت كذبة بيضاء. قالت إنها كانت مع الولدَين طوال الليل. لم يكن ما قالته هو الحقيقة، لكن كان من الممكن جدًّا أن يكون هو الحقيقة. لم يكن رايان بحاجةٍ إلى «استغلال» فتاةٍ ما. كانت هناك فتيات يتودَّدن إليه طوال الوقت. وبالنسبة إلى جيك، فلم يكن يهتم إلا بإيدي فقط. فكلاهما بريء.

غادرت الفتاة المنحلة المدرسة بعد أسابيع قليلة من الحفلة، ولم يسمعوا عنها مرة أخرى. لم تخطر على بال إيدي بعد ذلك مطلقًا. والآن، وهي تقلِّب في الأوراق والصور الفوتوغرافية والتذكارات التي تعود إلى أيام دراستها، لم تتمكَّن من العثور على صورة واحدة للفتاة، ولا أي ذكر لها في مجلة المدرسة. وعلى الرغم من أنها حاولت جاهدة تذكر اسمها، فلم تستطع ذلك.

لكنها تعرف شخصًا واحدًا كانت متأكدة تمامًا من أنه لن ينساه أبدًا.

رايان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥