خاتمة

لندن، يونيو
بعد ثمانية عشر شهرًا

لم تستطع الإنصات إلى أفكارها. وومضت الأضواء أمام عينيها فأعمتها. رأت الناس يلوِّحون لها، ويصيحون، وينادون اسمها، وأتت أصوات من كل اتجاه تنادي: «لويز! لويز! هل يمكنك أن تنظري إلى هذه الناحية، يا لويز؟» استدارت نحو مصدر أعلى صوت استطاعت سماعه، وكادت تتعثَّر بطرف ثوبها وهي تفعل ذلك. لكن ابتسامتها ظلَّت ثابتة، ولم تختفِ ولو لثانية. وعلى بُعد اثنتي عشرة ياردة أمامها، رأت إيدي. كانت ترتدي فستانًا قصيرًا أسود ومزينًا بالترتر، وكانت ساقاها الرياضيتان ظاهرتَين. كان الناس ينادونها أيضًا، وكانت تبتسم ابتسامةً عريضة. نظرت خلفها باتجاه لارا وغمزت لها.

(لم تكن تلك إيدي الحقيقية، بالطبع، فهي مجرد امرأة تشبه قليلًا إيدي — بيد أنها نسخة أصغر سنًّا وأجمل وأكثر «حيوية» من إيدي.)

مرَّ ثمانية عشر شهرًا منذ ذلك الصباح على الجرف. أدين رايان بقتل جيك. وجرى تجاهل ادعاءاته بشأن خيانة جيك، التي لم يتمكَّن من تقديم أي دليل عليها على الإطلاق. وجرى التعامل مع قوله بأن وفاة إيدي لم تكن نتيجة انتحار على أنه محض ضلالات ناتجة عن ريبة مرضية. فلقد أرسلت إيدي رسالة بريد إلكتروني إلى نيتا بادامي في الصباح الذي ألقت فيه بنفسها من فوق الجرف. أوضحت في رسالتها أنها لا تستطيع الاستمرار، وأن كل الديون والوحدة والأسى فاقت قدرة تحمُّلها.

تحت أضواء العرض الأول للفيلم في ميدان ليستر، وفي خضمِّ صخبه، مدَّت الممثلة التي تشبه إيدي يدها ذات الأظافر المطلية بأناقة وأشارت إلى لارا (المعروفة الآن أيضًا بكاتبة السيناريو لويز جرانت) لكي تأتي وتقف بجانبها. ذهبت إليها لارا وتعانقتا، وقبَّلتا بعضهما بعضًا بحرارة على الخدَّين. دخلتا قاعة السينما معًا، يدًا بيد، ومرَّتا معًا تحت اللافتة الإعلانية المتوهجة التي كُتِب عليها بأحرف كبيرة وعريضة:

«العرض العالمي الأول لفيلم «مكان خاص في الجحيم».»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥