خاتمة
ومن ناحية أخرى فإن حالتنا المعنوية العامة تتصادم بحدَّة مع هذه الحقيقة، فلم يَعُد ممكنًا أن ننسب ما يسميه «صمويلسون» ﺑ «التشاؤمية التي لا مبرر لها» لأحداث صادمة مثل «حرب فيتنام» و«ووترجيت» أو اغتيال «جون. ف - کینیدي»؛ فالناس يظلُّون في حيرة وخوف من المستقبل لفترة طويلة، بعد أن انقضَت تلك الأحداث في التاريخ. وبالرغم من تلاشي شبح الصدام النووي الذي كان يبدو وشيكًا إبَّان الحرب الباردة.
وقد يكون «صمويلسون» محقًّا عندما يقول: «إنَّ شعورًا «بالفشل والإحباط» أمرٌ مقدَّر وحتميٌّ.» ولكنه ليس نتيجةً لخيبة أمل التوقُّعات. السبب أعمق من ذلك. الحقيقة هي أنَّ الأمريكيِّين يعيشون منذ السبعينيات ثقافةً منقوعة في عدم الثقة بالنفس والافتراضات التشاؤمية الثقافية المعادية للغرب. حركة البيئة الراديكالية التي أفرزت مفجِّر القنبلة المجهول ليست سوى المثال الأكثر وضوحًا. كما أنَّ هناك معتقداتٍ مماثلةً تُشكِّل توجُّهاتِنا الحالية نحو الرأسمالية الضخمة بتصوُّراتها للضغوط التي تُمارَس في مجالات التبغ والطاقة النووية والتسليح، والتي من المفترض أنها — كلها — تُقيم توازناتِها لكي تستغلَّ وتخدع وتُسمم الجمهور (الافتراضات نفسها أثارت جدلًا حول «النافتا» كذلك). التعدُّدية الثقافية الراديكالية، تدلُّ ضمنًا على أنَّ المجتمع الأمريكي يعزِّز الأحقاد العرقية واللامساواة الاجتماعية على نحوٍ منظَّم، بينما تقول الأفرع الأخرى للتشاؤمية الثقافية إنَّ مجتمعنا: عرقي، وجنسي، وإمبريالي، ويرهب التجانس، ومركزي القضيب، وجشع، وسلطوي في الأساس، أو (كما يراه اليمين السياسي): فاسد ومتفسِّخ وأخرق، ويُنشد اللذة ولا مبالٍ ومفلس أخلاقيًّا، وسلطوي في الأساس أيضًا.
كانت الطريق مفتوحة أمام موجة جديدة من النقد الثقافي، قادمة هذه المرة من اليسار المتطرِّف. ومثل سلفها، زعمت تشاؤمية اليسار الثقافية أنَّ الغرب الحديث كان في أزمة، وعلى وشك أن يدمِّر نفسه، وكانت تلوح باحتمال حدوث شيء جديد يحلُّ محلَّه، وكما كان «مارتن هيدجر» قد أعلن في خطابه الجامعي عام ۱۹۳۳م، احتفاء بمجيء «هتلر»: «البداية لا تزال ماثلةً، ليست وراءنا كشيء حدث منذ زمن، ولكنها ماثلةٌ أمامنا.»
وبالرغم من الفروق الأساسية بينهما إلا أنَّ الحركتَين أكثرُ شبهًا. الماركسية النقدية، التعدُّدية الثقافية، ما بعد الحداثة، وحركة البيئة الراديكالية، لا يشتركون فقط في الأبطال أنفسهم مثل «ثورة اليمين السابقة» — «نيتشة»، «جورج سوريل»، «مارتن هيدجر»، «آرثر شوبنهاور» — ولكنهم يشتركون أيضًا في احتقارهم للتراث العقلاني الليبرالي لأوروبا ما بعد التنوير. وهم يرفضون بشدة أيَّ مفهوم للتقدُّم الاجتماعي «العادي» طبقًا لنموذج أوروبي. ومثل أسلافهم اليمينيِّين يرَون أنَّ استقلالية الفرد، والملكية الخاصة حقٌّ طبيعي أساسي، وأنَّ العلم والتكنولوجيا هما الموصِّل للسعادة الإنسانية أكثر مما هما العكس، وأنَّ طلب السعادة كنشاط عقلاني وضروري، مصدرٌ للفساد والاستغلال والموت.
وإذا كانت «توني موریسون»، و«رونالد تاکاکي»، و«ميشيل فوكو»، و«نعوم تشومسکي»، و«إدوارد سعيد»، و«موراي بوکشین» … يبدون حدیثین وراديكاليِّين في نظر المعجبين بهم، فإن أقوالهم تبدو عاديةً جدًّا ومألوفةً جدًّا بالنسبة لآخرين.
ولكن تشاؤمية اليسار الثقافية قد أحدثت، كما رأينا، انعكاسًا مروعًا في الأقطاب التحليلية. فبدلًا من أن تكون الليبرالية والعسكرية علاجًا أو ترياقًا مضادًّا للحضارة الليبرالية الراهنة، نجدها تُقدَّم كتعبيرٍ عاديٍّ عنها، كما يقول «دبليو إي بي دو بوا»، وبدلًا من أن يكون الإنسان النوردي الأبيض حاملًا للحيوية الثقافية والعرقية، نجد أنَّ غير البيض في العالم الثالث هم الذين يقومون بهذا الدور. وبدلًا من اعتبار التكنولوجيا الحديثة نقيضًا للتقاليد الثقافية الآرية، نجد كُتَّابًا مثل «جیرمي ريفكين» يقولون إنها نتاج وحليف لها. وبينما توجِّه تشاؤمية اليمين الثقافية انتقادات شديدة للانحلال الفيزيقي والانحراف الجنسي، وتعتبرهما نتاجًا نموذجيًّا للغرب المتفسِّخ، فإن تشاؤمية اليسار الثقافية تحتفي بهما وتمجدهما.
هذه هي واجهة التشاؤمية الثقافية اليوم. قاعدتها الأساسية موجودة بين المثقفين وما يُطلق عليه أحيانًا «الطبقة الجديدة»: المدرسون، الطلاب، الفنانون، الكتاب، المشتغلون بالإعلام، وهي ليست حركةً سياسية ضخمة. على أية حال، وبالطبع، لم تكن التشاؤمية الثقافية أيضًا عند اليمين حركة سياسية ضخمة في مراحلها الأولى عندما خلبت خيال المثقفين والفنانين وأساتذة الجامعات والطلاب في الجامعات الأوروبية على مشارف الحرب العالمية الأولى، ثم جاءت الحرب لتُضعف ثقةَ خصومهم في أنفسهم وأعطَت لليمن فرصةً لتطويع السياسة على النحو الراديكالي الذي يتصوَّرونه، عن طريق «القمصان البنية» و«القمصان السوداء» وغيرهما من المنظَّمات السياسية الفاشية. ونحن نستطيع أن نُبصرَ شيئًا من الجانب القبيح لتشاؤمية اليوم الثقافية كحركة جماهيرية، في نزعة المركزية الأفريقية، التي أوحَت بردود فعل غاضبة من قدامى الليبراليِّين؛ مثل «آرثر شليزنجر الأصغر» في كتابه «تفكيك أمريكا»، كما نراه في أنشطة أنصار البيئة الراديكاليِّين مثل مفجِّر القنبلة المجهول، والمتطرِّفين من أفراد جماعات «الأرض أولًا»، الذين يَصِفهم المعتدلون من أنصار البيئة أيضًا بأنهم «فاشيو البيئة».
وليس معنى ذلك أنَّ تلك الحركات تُشكِّل الخطرَ نفسه الذي كانت تشكِّله الفاشية أو النازية. إنَّ الإقدام على مثل هذا النوع من التنبُّؤ، سيُوقِعنا بالطبع في الفخ نفسه، الذي انتهى إليه المقتنعون بفكرة الاضمحلال والمنذرون بالخطر، ولكن ذلك لا بد من أن يذكِّرنا بنقطة مهمة، وهي أنَّ التشاؤمية الثقافية تستخدم المتشائم التاريخي لكي تضمنَ لنفسها موقعَ قدمٍ راسخة في الثقافة السائدة. فبدون رؤية «جاکوب بورکهارت» التي تُصيب بالاكتئاب بخصوص المستقبل الأوروبي، كان يمكن أن تبدوَ حيويةَ «نيتشة» العدمية فكرةً غريبة مضحكة. وبدون إعلان «أوزوالد شبنجلر» لأُفُول الغرب البرجوازي، لكانت ثورة اليمن قد افتقدَت شعورها بالحتمية التاريخية. عندما يكتب شخص مثل «أرنولد توينبي»، أو «بول کینیدي»، أو «كيفين فيليبس»، أو «روبرت بورك» نقشًا على ضریح حضارتنا، فإن المتشائمين الثقافيِّين يتجمَّعون للاحتفال … وللسهر حول الجثة قبل دفنها …
فهل يمكن في النهاية أن نقول إنَّ أيَّ شخص تنتابه هواجسُ وشكوكٌ في وجهة المجتمع الحديث لا بد أن يصمت، أو إنَّ مثل تلك الهواجس والشكوك هي مجرَّد توهمات أو نتيجة لخداع الذات؟ بالقطع لا! إنَّ آثار التصنيع السريع في القرن التاسع عشر كانت في الحقيقة مدمِّرة، وقد أنزلت آلامًا شديدة بكثير من البشر. ومن المؤكَّد أنَّ الذين نجَوا من الحرب العالمية الأولى لا بد أن يشعروا بالهزَّة الشديدة في تجربتهم في الخنادق والملاجئ، وأن يتساءلوا عمَّا إذا كان المجتمع الذي أرسلهم إلى هناك يستحق ولاءهم. «الهولوكوست» والأعداد الغفيرة من الناس، صغارًا وكبارًا الذين تورَّطوا في ارتكابه أو على الأقل سمحوا بحدوثه، بإمكانهم أن يجعلوا عبارة «الحضارة الأوروبية» تموت على شفاهنا.
قد يكون مشروعًا أن نُدينَ توجُّهات أو تطوُّرات بعينها في مجتمع ما، وننتقدها ونَصِفها بأنها شريرة أو مدمِّرة، ولكن أن نرسم صورةً — أو نسمح برسمها — تقول إنَّ لتلك المشكلات أسبابها العميقة الجذور، وإنَّ ليس هناك حلٌّ لها، أو إنَّ لها متضمنات بعيدة لا يمكن إصلاحها إلا بإصلاح جذري شامل للمجتمع وللثقافة ككل … فذلك شيء آخر.
كان ذلك تحديدًا ما فعله عددٌ كبير من المثقَّفين في نهاية القرن التاسع عشر، ثم في القرن الذي تلاه. هو ذلك الافتراض — إنَّ الحضارة الغربية الحديثة تعمل ككل، وأنَّ مشكلاتها تحتاج إلى حلول كلية وليست جزئية — الكامن في صميمِ كلٍّ من الإغواء التشاؤمي ونظيره التفاؤلي، الإيمان الأعمى بالتقدم.
لقد أصبح القرن التاسع عشر مدمنًا لمفهوم أنَّ المجتمعات تُكوِّن كلياتٍ نظاميةً يقوم كلُّ جزء فيها بوظيفة أو عملية مفيدة. الفلاسفة، علماء الاجتماع، المؤرخون … كلهم تناولوا المجتمعات بأسلوب ميكانيكي أو عضوي، فهي إما تعمل كالآلة أو ككيان حي، أو على النحوَين معًا (كما يرى هيربرت سبنسر). الكل الاجتماعي هو أكثر من مجرَّد حاصلِ جمْعِ الأفراد. الجماعة الاجتماعية أو الدولة أو الحضارة لها وجودٌ خاص بها، بدورة حياتها، كما أنَّ قوانينها الخاصة هي التي تحكمها. قوانين التطوُّر الاجتماعي والتغيُّر تُشبه القوانين الفيزيائية التي تحكم الأجسام المادية مما يجعلنا نستطيع أن نتكلَّم عن «علوم اجتماعية» أو «علوم إنسانية».
ومن هنا، فإن الحرب العالمية الأولى والكساد العظيم لم يوجدَا بمعزل، ولا كانت لهما أسبابٌ منفصلة، لقد نشآ من التوازن بين العلاقات داخل الكل النظامي مثل «أزمة الرأسمالية المتأخرة»، أو «آلام احتضار الإمبريالية الأوروبية». وبالمثل فإن جوانب الحياة الاجتماعية مثل الثقافة الشائعة والأنشطة الفكرية والفنية والتوجُّهات الأخلاقية كان من المفترض أن تعكس الصحة العامة للمجموع. إنَّ مصطلحات مثل «صحة» و«نمو» و«مرض»، كما تُطبَّق على المجتمع والحضارة، فإنها تعبِّر عن نفس النزعة العضوانية، حتى مصطلح «أزمة» أو نقطة انكسار حمى الجسد. لقد كانت تلك الرؤية الكلية للمجتمع هي التي ورثها التراث الاضمحلالي واستغلها. وقد شجَّعت على استخدام استعارات مثل «طفيلي» و«مرض» و«سرطان»، لوصف التغيُّرات غير المرغوب فيها في النسيج الاجتماعي، وهي تشكِّل أساسَ كلِّ مفهوم للحيوية الرومانسية والتشاؤمية الثقافية، من أفكار «جوبينو» و«نيتشة» إلى أفكار دعاة المركزية الأفريقية، وكذلك التشاؤمية الثقافية المعاصرة.
وهكذا فإن الراديكاليِّين المعاصرين ومَن يُطلَق عليهم «التقدميون» يتضح في النهاية أنهم ليسوا تقدُّميِّين. مفجِّرو القنابل المجهولون وأمثال «ألبرت جور»، و«كورنل وست»، و«نعوم تشومسكي»، و«توني موریسون»، و«إدوارد سعيد»، هؤلاء في الواقع نتاج نظرة للمجتمع تنتمي للقرن التاسع عشر، ترى أنَّ الغرب الحديث «كل» مقرر سلفًا، خلقته القُوَى الموضوعية للجنس والطبقة والنوع والدولة، وليس هناك أثرٌ ملحوظ هذه الأيام لنظرة بديلة للمجتمع والعمل الاجتماعي، نابعة من التنوير والتراث الإنساني السابق.
هذا الكتاب يتناول في الأساس فكرةَ الاضمحلال الحضاري ونشأة التشاؤمية الثقافية، ولكنه من جوانب أخرى — وهذه مفارقة ساخرة — التفت ليكون تاريخًا لنوع آخر من الاضمحلال، اضمحلال الصورة الإنسانية الليبرالية للإنسان والمجتمع، لأخلاقياته وقِيَمه في وجه خصومه المختلفين، والاضمحلال قد لا يكون أفضل مصطلح. قد تكون الاستعارة الأفضل تعبيرًا عن انسحاب كبير؛ حيث يغادر المسرحَ الآن الممثلون الساطعون للتراث الغربي الليبرالي واحدًا بعد الآخر، ليحلَّ محلَّهم أنصارُ الإيوجينيا والعنصرية والتشاؤمية العرقية والفاشية والحداثة والتعدُّدية الثقافية. التراث القديم يتضمَّن ما هو أكثر من مجرَّد ثقة عمياء في التقدم وتفوُّق الحضارة الغربية على أيِّ بديل آخر. المؤمن بالأفكار الإنسانية الليبرالية يدرك أنَّ المجتمع المدني، مثل كل المؤسسات الإنسانية الأخرى، قد شيد عمدًا للوفاء بأغراض معينة، وهي أغراض يحدِّدها أفراد يعملون في انسجام. العرق والطبقة والنوع في الواقع لا تحدِّد وجهةَ المجتمع أو التاريخ، ولكنها تعمل على سطح الأشياء، القوى الحقيقية للتغيُّر توجد في خيارتنا كأفراد، وفي الأفعال التي تنطلق منها ونتائجها بالنسبة للآخرين. أبرز نتاج مميز للتراث الإنساني الغربي هو الفرد الحر المستقل، والذي هو أسوأ أعداء المتشائم الثقافي في الوقت نفسه.
المتشائم الثقافي يواجه دائمًا متانةَ المؤسَّسات الغربية المتشظية (الرأسمالية، التكنولوجيا، السياسة الديمقراطية، القواعد الأساسية للقانون والأخلاق) بشعور بالإحباط. كيف يمكن لكيان ضخم مفرد، طاغية وصناعي ومحتال ومحكوم عليه بالسقوط، أن يواصل ازدهاره بل وربما يوسع نفوذه؟ إلا أنَّ تلك المتانة والنزعة إلى الاستمرار ذات صلة وثيقة بالعامل الفردي الذي يقوم بدور مصدر القوة أكثر مما هو مصدر للضعف. النزعة الإنسانية تفترض أنَّ البشر الذين يُحدثون الصراعات والمشكلات في المجتمع قادرون على حلِّها، وهذه النزعة تركِّز على تزويدهم بالوسائل المادية والأخلاقية والثقافية التي تساعدهم على ذلك. وكما أوضح «توكفيل» ﻟ «جوبینو» بعد أن قرأ مقاله عن اللامساواة:
كانت ليبرالية «توكفيل» في القرن التاسع عشر ذروةَ ذلك التراث الإنساني، ولا سبيل لإنكار أنها صنعت أشكالها الخاصة من القناعة والرضا، الأمر الذي أوحى بحركة ارتجاعية مفاجئة. ما کان «توكفيل» قد استشعره في أفكار «جوبينو» عام ۱۸٥۳م يحدث الآن بشكل واضح. التشاؤمية الحديثة خلقت أكثرَ من مجرَّدِ توازنٍ مضادٍّ للتفاؤل الزائد بخصوص المستقبل، واستطاعت أن تدمِّر إيماننا بفكرة الحضارة ذاتها. إنَّ مشكلتنا الحقيقية ليست في أنَّ ثقافتنا العامة مليئة بالبذاءات أو التفاهات، ولكن مشكلتنا هي أنْ لا أحدَ بإمكانه تقديم الأرضية الفكرية اللازمة لشيء بديل.
العصور الوسطى أعطَت تلك السلطة الرهيبة لتوجيه مصير الفرد لله ولممثِّليه على الأرض — الباباوات والملوك — القرن التاسع عشر أعطاها للتاريخ بدلًا من ذلك. أعطاها له في المرة الأولى كتقدُّم … ثم كاضمحلال، إلا أنَّ التنوير حقيقة هو الذي طرح التساؤل الثوري: ماذا لو لم يكن المجتمع كيانًا عضويًّا ذا مسار وعمر محدَّدَين سلفًا، وكان مكوَّنًا من كيانات فردية لكلٍّ منها قوته وقدرته على تشكيل مصيره الخاص على أيِّ نحو؟ مستقبل المجتمع إذن لن يكونَ من صنع قانونٍ حتميٍّ للتقدُّم أو الضعف، وإنما المستقبل هو ما يقرِّره أعضاؤه. وبضربة واحدة، تنكسر الثورة وتتبدَّد دورة الوهم واليأس … لا في العالم أو في الخارج، وإنما حيث هي موجودة بالفعل … في عقول البشر … رجالًا ونساء.