الفصل الأول

(ساحة بالمدينة، في عصر سلاطين المماليك. الفجر يكاد يبزغ، وقد خيَّم السكون … عمود شُدَّ إليه محكوم عليه بالإعدام، وجلَّاده على مقرُبة منه يجاهد في مقاومة النعاس.)

(يتجه الجلاد إلى حانة في طرف الساحة، ويطرُق بابها، فيخرج إليه الخمَّار فيهمس في أُذنه كلامًا، ثم يعود إلى مكانه.)

(يظهر الخمَّار خارجًا من حانه، يحمل قدحين.)

(الخمار يتناول حقه، ويعود إلى حانه، ويأخذ الجلاد في الترنم بالغناء الخافت.)

(يَسعُل، ثم يترنم بصوت خافت تمهيدًا للغناء.)

(صمت …)

(تفتح نافذة في منزل الغانية، وتُطِلُّ منها الخادمة.)

(الغانية تظهر في النافذة خلف خادمتها.)

(تختفي المرأتان من النافذة …)

(يشير الجلاد إلى الخمَّار الواقف بباب حانه كي يأتي إليه بقدح.)

(المؤذن يظهر.)

(الغانية تدخل دارها بالمؤذن.)

(الوزير يظهر بين حراسه.)

(المؤذن يخرج من باب الدار متسللًا، ومحاولًا الاختفاء خلف الغانية وخادمتها.)

(الجلاد يعقد لسانَه الذهول.)

(الحراس يخلُون الساحة من الناس.)

(السلطان يظهر في موكبه، وفي صحبته قاضي القضاة.)

(يصدر السلطان إشارةً إلى قاضي القضاة ليشرع في المحاكمة، ثم يجلس في مقعد أُعدَّ له، ويقف الوزير إلى جواره.)

(يأمر الوزير بإشارة منه أن يبتعد الجميع بالمحكوم عليه.)

(يفكر مليًّا، وهو يقطع المكان جيئةً وذَهابًا، والكل ينتظر نطقه … والصمت يُخيِّم لحظة.)