الْفَصْلُ الرَّابِعُ
(١) حَادِثٌ مُفَاجِئٌ
فَقَالَتْ «أُمُّ سِنْدٍ»: «لَعَلَّكُمْ — أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ — لَبِثْتُمْ (مَكَثْتُمْ) عُقَلَاءَ رَاشِدِينَ، فِي أَثْنَاءِ غَيْبَتِنَا الطَّوِيلَةِ. وَمَا أَظُنُّكُمْ تَعْرِفُونَ السِّرَّ فِي إِبْطَائِنَا عَلَيْكُمْ. فَقَدْ حَدَثَ لَنَا مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ (وَقَعَ لَنَا مَا لَمْ يَكُنْ يَدُورُ فِي أَنْفُسِنَا، وَعَرَضَ لَنَا مَا لَمْ نَظُنُّهُ وَلَمْ نَتَوَقَّعْ حُدُوثَهُ).»
(٢) قِصَّةُ «أُمِّ هِنْدٍ»
فَفَتَحَ الصِّغَارُ أَعْيُنَهُمْ، وَطَارَ النَّوْمُ مِنْ أَجْفَانِهِمْ، وَأَقْبَلُوا عَلَى أُمِّهِمْ يَسْتَمِعُونَ إِلَى حَدِيثِهَا مُنْصِتِينَ، فِي لَهْفَةٍ بَالِغَةٍ، وَشَوْقٍ شَدِيدٍ.
فَقَالَتْ لَهُمْ «أُمُّ سِنْدٍ»: «إِنِّي قَاصَّةٌ عَلَيْكُمْ مَا حَدَثَ لَنَا مِنَ الْعَجَائِبِ، بَعْدَ أَنْ تُفْسِحُوا لَنَا مَكَانًا فِي الْعُشِّ؛ فَقَدْ جَهَدَنَا التَّعَبُ.»
•••
فَالْتَصَقَ الصِّغَارُ، بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، وَفَسَحُوا لِأَبَوْيِهِمْ مَكَانَيْنِ فِي عُشِّهِمُ الصَّغِيرِ.
(٣) صَوْتُ اسْتِغَاثَةٍ
ثُمَّ قَالَ «عُصْفُورُ الْأَمَانَةِ»: «قُصِّي عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ — يَا «أُمَّ سِنْدٍ» — فَإِنَّكِ أَطْلَقُ مِنِّي لِسَانًا، وَأَدَقُّ وَصْفًا، وَأَحْسَنُ بَيَانًا!»
فَأَنْشَأَتْ «أُمُّ سِنْدٍ» تَقُولُ: «أَصْغُوا إِلَيَّ، أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ: لَقَدْ كُنْتُ مَارَّةً — فِي أَثْنَاءِ طَيَرَانِي — عَلَى مَنْزِلٍ كَبِيرٍ؛ فَسَمِعْتُ — فَجْأَةً — صَوْتًا يَرِنُّ فِي أَجْوَازِ الْفَضَاءِ (فِي طَبَقَاتِ الْجَوِّ): «أَغِيثُونِي! أَدْرِكُونِي!»
(٤) مَنْظَرٌ هَائِلٌ
فَرُحْتُ أَجُولُ بِبَصَرِي — فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْفَضَاءِ — فَلَمْ أَرَ شَيْئًا. وَجَثَمْتُ عَلَى سَطْحِ الْمَنْزِلِ؛ فَلَمْ أُبْصِرْ كَائِنًا كَانَ.
فَعَوَّلْتُ عَلَى الْمُضِيِّ فِي سَبِيلِي. وَبَيْنَا أَنَا طَائِرَةٌ فِي طَرِيقِي إِلَيْكُمْ، إِذْ أَبْصَرْتُ مَا فَزَّعَنِي وَهَالَنِي (رَعَبَنِي)، وَمَلَأَ قَلْبِي أَسًى وَحُزْنًا.
أَتَعْرِفُونَ أَيَّ هَوْلٍ رَأَيْتُ؟
رَأَيْتُ خُطَّافًا صَغِيرًا شُدَّتْ رِجْلُهُ إِلَى خَيْطٍ مُعَلَّقٍ فِي الْفَضَاءِ، وَرَأْسُهُ مُنَكَّسٌ إِلَى أَسْفَلَ، وَهُوَ يُحَاوِلُ الْخَلَاصَ فَلَا يَجِدُ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ مَا اسْتَطَاعَ؛ فَلَا يَظْفَرُ بِطَائِلٍ (لَا يَنَالُ فَائِدَةً)، وَيَهُمُّ بِالطَّيَرَانِ، فَيُرْجِعُهُ الْخَيْطُ إِلَى الْوَرَاءِ؛ فَيُغَوِّثُ (يَطْلُبُ الْمَعُونَةَ) مُسْتَنْجِدًا؛ فَلَا يُنْجِدُهُ أَحَدٌ!»
(٥) حُزْنُ الْأَفْرَاخِ
وَمَا وَصَلَتْ «أُمُّ سِنْدٍ» إِلَى هَذَا الْحَدِّ مِنْ قِصَّتِهَا، حَتَّى امْتَلَأَتْ قُلُوبُ أُفْرَاخِهَا الصِّغَارِ فَزَعًا وَرُعْبًا، وَإِشْفَاقًا عَلَى ذَلِكَ الْخُطَّافِ التَّاعِسِ الْمِسْكِينِ. وَتَأَلَّمَتْ لَهُ «سُنُونِيَّةُ» وَ«جُحَيْجِيَّةُ» وَ«زَوَّارُ الْهِنْدِ» وَ«زَوَّارُ السِّنْدِ»، وَعَقَدَ الْخَوْفُ أَلْسِنَتَهُمْ، وَبَدَا عَلَى سِيمَاهُمْ (ظَهَرَ عَلَى مَرْآهُمُ) الْأَلَمُ وَالْحُزْنُ، وَأَرْهَفُوا آذَانَهُمْ لِسَمَاعِ بَقِيَّةِ الْقِصَّةِ.
(٦) نَكْبَةُ «أُمِّ هِنْدٍ»
فَاسْتَأْنَفَتْ «أُمُّ سِنْدٍ» حَدِيثَهَا، قَائِلَةً: «لَقَدْ عَرَفْتُهَا مِنْ صَوْتِهَا — أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ — وَأَدْرَكْتُ أَنَّهَا صَدِيقَتِي «أُمُّ هِنْدٍ»، الَّتِي طَالَمَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْهَا، وَذَكَرْتُ لَكُمْ أَنَّهَا اغْتَصَبَتْ عُشَّنَا، بَعْدَ أَنْ أَوْرَثَتْنَاهُ ابْنَةُ عَمِّي، وَهُوَ فِي مَخْزَنِ الْغِلَالِ الْقَدِيمِ.
(٧) صَفْحُ الْكَرِيمِ
وَلَمَّا عَرَفْتُهَا، طَافَتْ بِرَأْسِي فِكْرَةُ الِانْتِقَامِ مِنْهَا.
وَهَمَمْتُ بِتَرْكِهَا وَحِيدَةً فِي هَذَا الْمَأْزِقِ، جَزَاءً لَهَا عَلَى مَا أَسْلَفَتْ (مَا قَدَّمَتْ) مِنْ بَغْيٍ وَعُدْوَانٍ وَلَكِنْ سُرْعَانَ مَا نَسِيتُ هَذِهِ الْفِكْرَةَ الْخَاطِئَةَ، وَصَفَحْتُ عَنْ زَلَّةِ صَدِيقَتِي، وَغَفَرْتُ لَهَا عِنَادَهَا، وَذَكَرْتُ أَنَّ الْأَخَوَاتِ جَدِيرَاتٌ أَنْ يَتَنَاسَيْنَ الْإِسَاءَاتِ، وَيَذْكُرْنَ الْحَسَنَاتِ، لَا سِيَّمَا فِي الشَّدَائِدِ وَالْمَآزِقِ وَالْمُلِمَّاتِ.
(٨) أَسْرَابُ الْخَطَاطِيفِ
فَامْتَلَأَ قَلْبِي بِالرَّحْمَةِ لَهَا، وَالْعَطْفِ عَلَيْهَا، وَصِحْتُ — بِأَعْلَى صَوْتِي مُغَوِّثَةً (مُسْتَنْجِدَةً) بِأَصْدِقَائِي مِنَ الْخَطَاطِيفِ. فَلَبَّيْنَ دُعَائِي — فِي الْحَالِ — وَغَصَّ الْفَضَاءُ بِأَسْرَابِهِنَّ (امْتَلَأَ بِجَمَاعَاتِهِنَّ)، وَضَاقَ بِهِنَّ عَلَى رُحْبِهِ (بِرَغْمِ اتِّسَاعِهِ).
(٩) نَصِيحَةُ عَجُوزٍ
فَصِحْتُ فِيهِنَّ قَائِلَةً: «هَأَنْتُنَّ أُولَاءِ تَرَيْنَ مَا أَصَابَ أُخْتَكُنَّ «أُمَّ هِنْدٍ»، فَخَبِّرْنَنِي: كَيْفَ نَصْنَعُ لِإِنْقَاذِهَا؟»
فَقَالَتْ خُطَّافٌ عَجُوزٌ مُجَرِّبَةٌ، اجْتَازَتِ الْبَحْرَ الْكَبِيرَ أَكْثَرَ مِنْ سِتِّ مَرَّاتٍ: «الرَّأْيُ عِنْدِي أَنْ نَطِيرَ جَمِيعًا، وَنَصِيحَ بِأَعْلَى أَصْوَاتِنَا لِنُنَادِي «عِصَامًا»: ذَلِكُنَّ الصَّبِيَّ الْمُهَذَّبَ الطَّيِّبَ الْقَلْبِ؛ لِيُنْقِذَ هَذِهِ الْأُخْتَ الْعَزِيزَةَ. وَمَا أَظُنُّهُ إِلَّا مُلَبِّيًا دُعَاءَنَا؛ فَهُوَ يُحِبُّنَا، وَيَعْطِفُ عَلَيْنَا، وَيَتَوَدَّدُ دَائِمًا إِلَيْنَا.»
فَقُلْتُ لَهَا: «صَدَقْتِ فِيمَا قُلْتِ — أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ الْحَكِيمَةُ الْعَاقِلَةُ — وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ يَضِيعَ الْوَقْتُ سُدًى (بِلَا فَائِدَةً). وَهَا هِيَ ذِي «أُمُّ هِنْدٍ» تَكَادُ تَخْتَنِقُ، وَمَا أَظُنُّ «عِصَامًا» فِي بَيْتِهِ الْآنَ.»
فَقَالَتِ الْخَطَاطِيفُ الْأُخَرُ: «صَدَقْتِ — يَا «أُمَّ سِنْدٍ» — فَمَاذَا تَرَيْنَ مِنْ وُجُوهِ الرَّأْيِ؟»
(١٠) تَعَبُ «أُمِّ سِنْدٍ»
وَلَمَّا بَلَغَتْ «أُمُّ سِنْدٍ» هَذَا الْحَدَّ مِنَ الْقِصَّةِ، شَعَرَتْ بِالتَّعَبِ.
فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا، بِصَوْتٍ خَافِتٍ: «لَقَدْ أَصَابَنِي الْجَهْدُ وَالْإِعْيَاءُ، وَجَفَّ حَلْقِي، فَتَمِّمْ أَنْتَ لَهُمْ بَقِيَّةَ الْقِصَّةِ، أَيُّهَا الزَّوْجُ الْعَزِيزُ.»
(١١) الْمَنَاقِيرُ الصُّلْبَةُ
فَقَالَ «عُصْفُورُ الْأَمَانَةِ»: «لَقَدْ كَانَتْ أُمُّكُمْ — أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ — أَذْكَى خُطَّافٍ رَأَيْتُهُ فِي حَيَاتِي. فَقَدْ صَاحَتْ فِي أَصْدِقَائِنَا قَائِلَةً: «الرَّأْيُ عِنْدِي — أَيُّهَا الْإِخْوَانُ — أَنْ نَقْطَعَ هَذَا الْخَيْطَ.»
فَقَالُوا لَهَا: «وَكَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى ذَلِكِ، يَا أُخْتَاهُ؟»
فَقَالَتْ لَهُمْ: «إِنَّ مَنَاقِيرَنَا صُلْبَةٌ مَتِينَةٌ — كَمَا تَعْلَمُونَ — فَلْنُسْرِعْ إِلَى الْخَيْطِ، وَلْنَضْرِبْه بِمَنَاقِيرِنَا — مُتَعَاقِبِينِ — ضَرَبَاتٍ قَوِيَّةً، حَتَّى نَقْطَعَهُ!»
فَصَاحَ الْخَطَاطِيفُ جَمِيعًا: «مَرْحَى لَكِ، أَيَّتُهَا الذَّكِيَّةُ الرَّشِيدَةُ! فَلْنَأْخُذْ بِرَأْيِكِ السَّدِيدِ.»
(١٢) «عُصْفُورُ الْجَنَّةِ»
وَجَاءَ «عُصْفُورُ الْجَنَّةِ» فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ؛ وَهُوَ زَوْجُ «أُمِّ هِنْدٍ» وَحَفِيدُ «أَبِي الْفِدَاءِ» الْمُلَقَّبِ «بِعُصْفُورِ الْفِرْدَوْسِ»، صَاحِبِ الْأَمِيرِ السَّعِيدِ، كَمَا تَعْلَمُونَ. فَتَجَلَّى أَمَامَنَا حُبُّه وَإِخْلَاصُهُ وَوَفَاؤُهُ لِزَوْجِهِ؛ وَقَدِ اقْتَرَبَ مِنْهَا مُتَودِّدًا، وَظَلَّ يُؤَسِّيهَا (يُصَبِّرُهَا) وَيُطَمْئِنُهَا، وَيُسْرِّي عَنْ نَفْسِهَا، وَيُؤَكِّدُ لَهَا قُرْبَ خَلَاصِهَا مِنَ الْمَأْزِقِ الْحَرِجِ.
(١٣) قَطْعُ الْخَيْطِ
وَلَقَدْ أَخَذْتُ نَفْسِي بِعَدِّ النَّقَرَاتِ وَإِحْصَائِهَا — لِأَنَّنِي وَجَدْتُ فِي هَذَا سَلْوَى وَتَعْزِيَةً — فَرَأَيْتُهَا قَدْ نَيَّفَتْ (زَادَتْ) عَلَى الْمِئَةِ. ثُمَّ رَأَيْتُ «أُمَّ هِنْدٍ» تَثِبُ (تَنُطُّ) وَثْبَةً قَوِيَّةً؛ فَتَقْطَعُ الْخَيْطَ، وَتَنْطَلِقُ مِنْ إِسَارِهَا، وَتَقَرُّ عَلَى سَطْحِ الْبَيْتِ!»
(١٤) شُكْرُ «أُمِّ هِنْدٍ»
وَلَمَّا انْتَهَى بِهِ الْكَلَامُ إِلَى هَذِهِ الْخَاتِمَةِ السَّارَّةِ، فَرِحَ أَوْلَادُهُ بِخَلَاصِ «أُمِّ هِنْدٍ»، وَأُعْجِبُوا بِرَأْيِ أُمِّهُمُ السَّدِيدِ.
فَقَالَ لَهُمْ «عُصْفُورُ الْأَمَانَةِ»: «وَلَوْ سَمِعْتُمْ شُكْرَ «أُمِّ هِنْدٍ» لِأُمِّكُمْ عَلَى صَنِيعِهَا (مَعْرُوفِهَا)، لَبَكَيْتُمْ مِنْ فَرْطِ التَّأَثُّرِ؛ فَقَدْ أَثْنَتْ عَلَيْهَا بِمَا هِيَ أَهْلُهُ.»
ثُمَّ خَتَمَتْ ثَنَاءَهَا قَائِلَةً: «لَنْ أَنْسَى لَكِ — مَا حَيِيتُ — ذَلِكِ الصَّنِيعَ الَّذِي تَفَضَّلْتِ بِهِ عَلَيَّ، وَلَنْ أَنْسَى لَكُمْ — يَا أَصْدِقَائِي — هَذَا الْعَطْفَ النَّبِيلَ طُولَ عُمْرِي. فَقَدْ كُنْتُ — لَوْلَا عِنَايَتُكُمْ — هَالِكَةً، لَا مَحَالَةَ — وَمَا كُنْتُ أَدْرِي مَصِيرَ أَوْلَادِي مِنْ بَعْدِي!»
(١٥) خُطْبَةُ «عُصْفُورِ الْجَنَّةِ»
وَقَدْ بَكَى «عُصْفُورُ الْجَنَّةِ» حِينَ سَمِعَ كَلَامَ زَوْجِهِ؛ فَبَذَلْنَا جُهْدَنَا فِي تَعْزِيَتِهِ، وَتَهْوِينِ الْمُصَابِ عَلَيْهِ، حَتَّى سُرِّيَ عَنْهُ (كُشِفَ عَنْهُ الْهَمُّ)، وَسَكَنَ رُوعُهُ (اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ)، وَأَفْرَخَ رَوْعُهُ (زَالَ عَنْهُ رُعْبُهُ وَذَهَبَ خَوْفُهُ).
ثُمَّ صَعِدَ إِلَى ذِرْوَةِ السَّطْحِ، وَشَكَرَ لَنَا صَنِيعَنَا شُكْرًا بَلِيغًا يَدُلُّ عَلَى أَلْمَعِيَّةٍ نَادِرَةٍ. وَقَدْ خَتَمَ خِطَابَهُ الرَّائِعَ بِقَوْلِهِ: «… فَلَكُمْ مِنَّا — أَيُّهَا الْأَعِزَّاءُ الْأَصْفِيَاءُ — حُبُّنَا الْخَالِصُ، واعترافنا بِفَضْلِكُمْ إِلَى الْأَبَدِ.»
وَقَدْ حَيَّيْنَاهُ عَلَى بَلَاغَتِهِ أَحْسَنَ تَحِيَّةٍ. ثُمَّ سَارَ «عُصْفُورُ الْجَنَّةِ» مَعَ «أُمِّ هِنْدٍ» — بَعْدَ أَنْ وَدَّعَانَا — شَاكِرَيْنِ!»
فَصَاحَ الْأَفْرَاخُ الصِّغَارُ مُعْجَبِينَ بِمَا سَمِعُوا: «يَا لَهَا مِنْ قِصَّةٍ شَائِقَةٍ! فَشُكْرًا لَكُمَا، أَيُّهَا الْوَالِدَانِ الْعَزِيزَانِ!»