أولًا: لسنج … حياته وأعماله
هوجو تهولد إفراييم لسنج Gotthold Ephraim Lessing وُلد
سنة ١٧٢٩م في كامنز-لوزاس Kamenz-Luzsace في مقاطعة
ساكسونيا Saxony موطن مارتن لوثر. وكان والده راعيًا Pastor لوثريًّا أرثوذكسيًّا، مهتمًّا اهتمامًا كبيرًا بالمسائل
العقلية والأكاديمية. ينحدر لسنج إذن من عائلة رعاة الكنيسة مثل نيتشه وكأن كلَّ مَن
أخذ موقفًا
جذريًّا من الدين إنما فعل ذلك لحبِّه له، وتقديرًا لمكانته، وإدراكًا لأثره، ومعرفةً
بخطورته
كما قالت من قبل سيمون فِي Simone Weil: «إن كبار الملحدين هم
كبار العاشقين لله!»
وقد تلقَّى لسنج تعليمَه أولًا على يد هينتز Heintz الذي كان متأثرًا
بفلسفة فولف Wolff الذي كان يُعتبر بحقٍّ من أوائل فلاسفة
التنوير في ألمانيا، نظرًا لاعتماده على العقل بالرغم من إدانة كانط له ولفلسفته واعتبارها
نموذجًا للدجماطيقية. التحقَ لسنج في ميسين Meissen بمدرسة
القديسة إفرا Afra سنة ١٧٤١م، وفي ذلك الوقت وقع في غواية
مسرحيات العصر، وهي مسرحيات شليجل Schlegel الذي كان لا يحلف
إلا بالقديم. حاول لسنج وهو في هذا السنِّ المبكر تقليدَ بلاوتوس Plautus، وموليير Moliere، ودستوشس Destouches، مما يدل على اهتمامات لسنج الأدبية وهو ما زال في
الثاني عشر ربيعًا.
ثم التحق لسنج سنة ١٧٤٦م بجامعة ليبزج
Leipzig لدراسة
اللاهوت ثم الطب، مما يدل على اهتمام لسنج أيضًا، وهو في السابعة عشرة من عمره بموضوع
اللاهوت
والطبيعة، وهو ما حدث بالفعل في العقد الأخير من عمره، عندما أصبح من مؤسِّسي الدين الطبيعي
مع
فلاسفة التنوير والمؤلهة
Deists الإنجليز. وقد كان التأليف
في اللاهوت الطبيعي من التيارات الجديدة في القرن الثامن
عشر، بعد اكتشاف الطبيعة على يد فلاسفة التنوير؛ مثل سبينوزا، وروسو، ودالمبير، والفلاسفة
الحسيِّين بوجهٍ عامٍّ خاصة لوك، وهيوم تأكيدًا لما بدأه فلاسفة النهضة في القرن السادس
عشر بعد
نقدهم للموروث والتجائهم إلى مصدر آخر للمعرفة هو «الطبيعة»، وبالتالي نشأ العلم. وقد
كتب
وليم بالي
William Paley (١٧٤٣–١٨٠٥م) بالفعل في اللاهوت الطبيعي؛
١ حيث بدأت اكتشافات العلوم الطبيعية ومحاولة تأسيس الدين على منجزات العلم الحديث
بعد أن تصدَّعَت الأسس القديمة للعقائد؛ مثل الكتاب المقدس، السلطة الكنيسية، الحوادث
التاريخية
… إلخ، والرغبة في إعادة تأسيسها من جديد ابتداءً من العلم.
ولكن ظل لسنج قلقًا لا يستقر له حالٌ على اختيار دراسة بعينها، تتجاذبه العلوم والآداب
والأديان، وكأن فيلسوف التنوير لا يفرق بين هذه المجالات؛ فالتنوير واحد في العلم أو
في الأدب
أو في الدين. التنوير فعلٌ للروح، والروح هو خالق العلم والأدب والدين. كان لسنج إذن
يبحث عن
اتجاه أكثر مما كان يبحث عن ميدان، وكان يحاول تحديد موقف أكثر مما كان يرغب في وضع نفسه
في
تخصُّص دقيق. لذلك كان يقول دائمًا إن الكتب لا تجعل من الإنسان إنسانًا، ولكن الموقف
المستنير
هو الذي يجعل الإنسانَ جديرًا بإنسانيته.
غيَّر لسنج دراستَه إلى الأدب والرياضة بعد أن عاوده اهتمامُه الأول وهو الأدب مع
الرغبة في
البحث عن اليقين في العلم، فوجده في الرياضة، وقد كانت الرياضة نموذجَ اليقين في القرن
السابع
عشر. كانت بواعث لسنج التي تُحركه هي الأدب واللاهوت والعلم، وكان نموذج اليقين لديه
هو العاطفة
في الأدب كما هو الحال عند الرومانسيِّين، والوضوح في الرياضة، والتجربة في العلم، ومن
ثَم نشأ
التنوير في الدين الذي يقوم على صدق العاطفة، ويقين العقل ونور الطبيعة.
وكان لدى لسنج إحساسٌ قويٌّ بالحياة الإنسانية، وكانت الحياة الإنسانية في النهاية
هي
مطلبه. وما العلوم والفنون والأديان إلا صياغات مختلفة للحياة الإنسانية. ففي خطاب له
بتاريخ ٢٠
يناير ١٧٤٩م يعترف بأن الكتب ستجعل منه عالمًا لا إنسانًا، كان الإنسان مبغاه، سواء كان
أديبًا
أم عالمًا طبيعيًّا، أم عالمًا رياضيًّا أم لاهوتيًّا.
وقد كشف له إرنستي
Ernesti الحضارة اليونانية القديمة
وبُعدها الإنساني، كما حادثه ج. ف كريست
J. F. Christ عن
لاكوءون
Laocöon. وفي هذا الوقت نشر لسنج نداءات للخلاص.
٢ وهي نوع من الابتهالات الدينية تدعو لخلاص الإنسان.
ولكن نظرًا لاستقلال لسنج، ورغبته في البحث عن طريقه الخاص المستقل عن طريق أساتذته
ومناهجهم اتصل بابن عمِّه ميليوس
Mylius الذي أصدر سنة ١٧٤٥م
مجلةً ثورية بعنوان «المفكر الحر»،
٣ والمفكرون الأحرار هم في الحقيقة فلاسفة التنوير؛ إذ يقوم التنوير على البحث الحر
كما يؤدي البحث الحر إلى الاستنارة.
كان ميليوس يتصور الله من حيث هو مهندس للعالم وذلك لما في العالم من انسجام وتآلُف،
وكان
يمجد سبينوزا أول فلاسفة التنوير؛ إذ إن التنوير اليهودي كان سابقًا على التنوير المسيحي.
كما
كان ينقد الوعاظ الذين لا همَّ لهم إلا التجارة بالدين والعيش على حسابه، والتكسب من
ورائه،
والذين تختلف أقوالهم عن أعمالهم فأصبحوا منافقين، والذين جعلوا من الدين حرفةً لهم ومهنةً
وليس
رسالة أو غاية. وكان يُشكك في سلطة الكتاب المقدس ومصدره الإلهي، ويعتبره مجرد روايات
تاريخية
تحتوي على وجهات نظر ناقليها أكثر مما تحتوي على وحي.
ولما علم ميليوس باهتمامات لسنج الأدبية وتعلُّقه بالمسرح بالذات قدَّمه إلى بعض
كُتَّاب
المسرح الجديد. وبدأ لسنج في كتابة عدة مسرحيات هزلية صغيرة، مثل «المتعلم الشاب»،
٤ «الشيطان أو الصداقة الحقة»
٥ سنة ١٩٤٧م، «كاره النساء»
٦ سنة ١٧٤٨م، «العذراء العجوز»
٧ سنة ١٧٤٩م، كما حاول قرض الشعر على طريقة أناكريون
Anacreon، كما حاول أيضًا أن يؤلف أقاصيصه الخيالية الأولى وأحاجيه مقلدًا
هالر
Haller وكلوبشتك
Klopstock كما ألَّف أول قصيدة غنائية عن «الدين»
٨ يعبر فيها عن كيفية صعود الإنسان إلى الدرجات العُلى عن طريق معرفته لذاته؛ فبالرغم
من أن علمنا ناقص إلا أنه يدلُّنا على الله، كما يدل على أننا خُلقنا من أجل الحقيقة.
وهذا يشير
إلى أن لسنج في بداية نشأته الفكرية كان يتصور الدين على أنه بحثٌ عن الحقيقة، وأن جدارة
الإنسان تتمثل في هذا البحث الدائب.
وفي رسالة له بتاريخ ٣مايو ١٧٤٩م يكتب لسنج رسالةً إلى والده يعبر فيها عن انزعاجه
مما
أدركه وهو في هذا السن؛ فقد أصبح الشعور لديه أهمَّ موضوع يشغله. وفي سنة ١٧٥٠م يظهر
أول كتاب
له بعنوان «تأملات حول القانطين»
٩ يظهر فيه موضوع الشعور، واليقين الداخلي والتأمل الباطني، وهي الموضوعات التي
استمرت معه طيلة حياته حتى «ناتان الحكيم»
١٠ وهي المسرحية التي كتبها في أواخر حياته، مما يشير إلى وحدة الفكر عند لسنج من
البداية إلى النهاية، والتي تتلخص في اكتشاف عالم الشعور، وهو عالم اليقين الداخلي.
فإذا كان لسنج قد ذهب إلى جامعة ليبزج سنة ١٧٤٦م لدراسة اللاهوت إلا أن المسرح قد
استحوذ
عليه كلية؛ فقد أذن له أبوه بترك اللاهوت والاشتغال بما يحب. ولكن ظل لسنج قلقًا لا يستقر
له
حال، وأجبرَته ديونُه على ترك الدراسات الجامعية، فهاجر في ديسمبر سنة ١٧٥١م إلى فتنبرج Wittenberg، ثم رحل في نوفمبر ١٧٥٢م إلى برلين، وصدرت أعماله
الكاملة من ١٧٥٣م إلى ١٧٥٥م في ستة أجزاء. وفي الجزء الثالث منها صدر «نداءات الخلاص»
ونقده
المتعدد للأدب. وفي هذه الفترة في أكتوبر سنة ١٧٥٤م تعرَّف على رواد حركة التنوير الألماني؛
مثل
نيقولاي F. Nicolai ومندلسون M. Mendelssohn، وأصبح صديقًا حميمًا لهما. والأول: فيلسوف من فلاسفة التنوير، مؤلف
«أفراح فرتر الصغير» سنة ١٧٧٥م يردُّ بها على جوته في «آلام فرتر الصغير» مما يُشير إلى
روح
التفاؤل في فلسفة التنوير. والثاني: رأى في لسنج سبينوزا جديدًا يشاركه في التأليه وفي
العقل
وفي الإحساس بالطبيعة. وفي هذه الفترة مثَّلت مسرحية لسنج الأولى «الآنسة سارة سامبسون Miss Sara Sampson»، في ربيع سنة ١٧٥٥م.
ولكن في ٦ أكتوبر من نفس العام غادر لسنج برلين عائدًا إلى ليبزج ثم سافر إلى هولندا
في
السنة التالية، ولكنه ظل مشدودًا إلى بروسيا، فعاد إلى برلين في ٨ مايو سنة ١٧٥٨م، وألَّف
محاولته المسرحية «فيلوتاس» Philotas سنة ١٧٥٩م كما ألَّف
أقاصيصه وعدة فقرات من «فاوست» وشرحه على لوجاو Logau كاتب
الأحاجي Epigrammatiste وكان لسنج قد بدأ منذ سنة ١٧٥٤م في نشر
المكتبة المسرحية، ومنذ يناير سنة ١٧٥٩م نشر «الرسائل»، وهي مراسلاته الخاصة مع المفكرين
والكتَّاب والأهل والأصدقاء. كما ظهر له جزءان سنة ١٧٥٦م يحتويان على لقاء مع روائع الأدب
يقدم
فيهما أهم الأعمال الأدبية للقُرَّاء.
ترك لسنج برلين في ٧ نوفمبر ١٧٦٠م إلى براج، وعُيِّن سكرتيرًا للجنرال فون تاونتسين
Von Tauentzien. ولكن المسائل الدينية ظلت مستحوذةً عليه
سواء في مناقشاته مع مندلسون بخصوص سبينوزا أو في رسالته الصغيرة «في فن الرهبنة على
تأسيس
الدين المسيحي وانتشاره»
١١ سنة ١٧٦٣م. ويقول لسنج في خطاب لصديقه راملر
Ramler بتاريخ ٥ أغسطس ١٧٦٤م: «إن الفترة الخطيرة في حياتي قد اقتربت، وإني أبدأ
في أن أُصبح إنسانًا.» فالمشكلات الدينية والمسائل اللاهوتية كانت هي بيت القصيد في فكر
لسنج،
وكان الأدب بالنسبة له ما هو إلا أسلوب للتعبير، وصياغة للفكر.
ومع ذلك، فقد نشر لسنج أول مسرحية هزلية له «مينافون
بارنهلم» Minna Von Barnhelm التي كتبها ابتداءً من سنة ١٧٦٣م حتى ١٧٦٥م، وقد لاقت نجاحًا باهرًا؛
إذ إنها أول عمل مسرحي متكامل تُبشِّر بمولد لسنج كمؤلف درامي. ثم نشر بعدها سنة ١٧٦٦م
دراسته
الجمالية «لاكوءون» Laocöon التي لم تكتمل بعد.
وأثناء إقامة لسنج في براج لمدة خمس سنوات، بدأ في جمع مكتبة له، وعكف على دراسة
ليبنتز
وسبينوزا، وآباء الكنيسة الأوائل، حتى كوَّن لديه مادةً لاهوتية كافية لدراسته اللاهوتية
المتأخرة. ثم عاد مرة أخرى إلى برلين سنة ١٧٦٥م آملًا — عبثًا — في الحصول على وظيفة
أمين
المكتبة الملكية، ولكنه وجد عملًا مشابهًا سنة ١٧٦٦م كشاعر مسرح
Theaterdichter وكناقد للمسرح الوطني في همبورج الذي شُيِّد حديثًا.
ولكن العجز المالي سرعان ما قضى على المسرح. وفي هذه الفترة
كتب لسنج «مسرح همبورج»
١٢ وهو أشهر عمل أدبي منشور له.
ثم نشر لسنج من ٢٠ يونيو ١٧٦٥م حتى أغسطس ١٧٦٩م رسائل ذات مضمون كلاسيكي. وفي نفس
السنة نشر
محاولته «كيف تصور القدماء الموت».
١٣ ثم عُرض على لسنج سنة ١٧٦٩م وظيفة أمين مكتبة في مكتبة دوق برنشفيج في فولفنبتل
Wolfenbuttel، وكانت نهاية المطاف. وجد فيها لسنج الأمان،
وأتاحَت له فرصةً فريدة لإشباع رغبته في البحث والدراسات اللاهوتية التي لم تفارقه لحظة.
وفي
ذلك كتب لسنج لصديقه مندلسون قائلًا: «يجب تخصيص جزء من شبابنا للفنون الجميلة ولكن يجب
أن
نُعوِّد أنفسنا على أمور أكثر أهمية قبل أن نموت.»
كانت هذه الفترة فاتحةَ عصر جديد بالنسبة للسنج، فنشر مسرحيته «إميليا جالوتي»
١٤ يختم بها اهتماماته الأدبية التي بدأها في أول حياته. ولكن يبدو أن الدراما قد
تحوَّلت من خشبة المسرح إلى حياته الخاصة؛ وذلك أن لسنج كان قد خطب سنة ١٧٧١م إيفا كونج
Eva Konig ثم تزوَّجها في ٨ أكتوبر ١٧٧٦م، ولكنه فقدها في ١٠
يناير ١٧٧٨م. واستطاع لسنج أن يحوِّل هذه المأساة الخاصة إلى جدل لاهوتي من الآخرين،
وبدأ
متفرغًا للدراسات اللاهوتية، ناشرًا ومؤلِّفًا؛ فنشر مخطوطًا لبرانجيه التوري
Beranger de Tours — توفي سنة ١٠٨٨م — الذي كان معروفًا
بعدائه لعقيدة تحوُّل الجوهر «المسيح»
Transsubstantiation.
، ثم نشر مخطوطًا لريماروس
Reimarus (١٦٩٤–١٧٦٨م)، «الدفاع
أو العابدون العقليون لله»
١٥ في سبع فقرات من سنة ١٧٧٤م حتى سنة ١٧٧٨م، ثم صُودر في يوليو-أغسطس ١٧٧٨م، ثم نشر
مخطوطًا لليبنتز «العقاب الأبدي».
١٦ كما نشر «رد أندرياس
فيسوفاسيوس
Andreas Wissowatius على التثليث» لآدم
نوزر
Adam Neuser.
ثم انتقل لسنج من النشر إلى التأليف وقضى آخرَ عشر سنوات من حياته في الجو اللاهوتي،
مما
جعل لسنج من دعائم عصر التنوير في ألمانيا؛ فكتب لسنج في «برهان الروح والقوة»،
١٧ وأيضًا «وصية يوحنا»
١٨ سنة ١٧٧٧م.
وكتب «الرد الثاني»
١٩ سنة ١٧٧٨م، وألَّف «مثل»
٢٠ في مارس ١٧٧٨م، وأيضًا «الرد على جوتز»
٢١ — أحد عشر ردًّا — في أبريل ١٧٧٨م، وكذلك «المبادئ»
٢٢ في نفس العام، ثم عاد لسنج في معركته مع جوتز ممثل الأرثوذكسية؛ فألَّف «الرد
الضروري على سؤال غير ضروري من السيد الراعي الرئيس جوتز»
٢٣ وذلك في أغسطس سنة ١٧٧٨م.
وتدخل محاولة لسنج «تربية الجنس البشري»
٢٤ الذي ظهر الجزء الأول منه سنة ١٧٧٧م والأخير سنة ١٧٨٠م ضمن محاولاته اللاهوتية
الأخيرة. ونظرًا لاستحواذ الموضوعات الدينية على ذهنه، وانشغاله بالنقد الأدبي، فقد حاول
أن
يعبِّر عن الموضوعات الدينية في أعمال أدبية مؤسِّسًا بذلك أولى محاولات الأدب الديني؛
فكتب
مسرحية «ناتان الحكيم» في أغسطس ١٧٧٨م يعرض فيها فكرة التسامح بين الأديان عن طريق العمل
الصالح
لا عن طريق اليقين النظري، وبالتالي يعتبر لسنج بحقٍّ من أوائل كتَّاب المسرح الديني
في العصور
الحديثة.
ثم ظهر له أخيرًا في سبتمبر من نفس العام المحاورات الثلاث الأولى من «إرنست وفالك».
٢٥ ثم ظهرت المحاورتان الرابعة والخامسة سنة ١٧٨٠م، مستغلًّا أسلوبَ المحاورات للتعبير
عن بعض الموضوعات الدينية، وهي المحاورات الماسونية التي حاول فيها لسنج شرحَ الماسونية
وبيان
موقفها من وحدة الأديان، والشمول وتطهير القلب، والأخوة، والمحبة، والسلام.
٢٦