شكر وتقدير
ضمَّنتُ هذا الكتاب خبرةَ أكثر من خمسين عامًا قضيتُها في مراقبة الطيور، وسيكون النصيبُ الأكبر من الشكر مُوجَّهًا إلى الربيع نفسِه كما خبرتُه في كلِّ عام منها في أوروبا، وأحيانًا في أفريقيا في الأعوام الأخيرة. يزداد اعتقادي يومًا بعد يوم بأنَّ العيش في أجزاءٍ من العالَم تحرِّكها الفصول لَهو نوعٌ من الحظ منَحني إياه العالَم: كلُّ مرة يحلُّ فيها الربيع أراها هِبة. نحن نودِّع ربيعَنا كلما نكبَر ونشيخ، ونوعُنا بالكامل يعبث بالزمن الأرضي الذي يصنع الحياة، وهذا لا يعني أنَّ الربيع مجرد وقت سعيد، غير أني ما زلت أحبُّ قدومَ الخُضرة، وأشعر أني مَدينٌ بالشكر إلى الشمس وإلى كوكبنا المائل قليلًا على مِنَحِهما الماضية والآتية.
أثناء كتابة هذا الكتاب استأثرت ثلاثةُ أماكن في رحلاتي كلِّها على قبولي واستحساني. بدأتُه وأنهيتُه في المنزل قبل الأخير، عند الطرف الجنوبي لشبه جزيرة كيب في جنوب أفريقيا. حين بدأتُه (في صيف شبه جزيرة كيب)، كان خارجَ منزلنا سُنونواتُ حظائرَ من أوروبا؛ وحين أنهيتُه (في شتاء شبه جزيرة كيب) كان في حديقتنا سلحفاةٌ برية ناعسة. لن تسمح لي كلير بتسميتها تيموثي (يوجد أكثر من واحدة على أي حال)، لكني محظوظٌ؛ لأن لي منزلًا كهذا وبرفقةِ حيواناتٍ كتلك، وفصول متباينة لأعيش فيها وأعيش لقاءَها.
في الوقت الذي زارتنا فيه السلحفاةُ الناعسة، في منتصف شتاء كيب، استخدمنا أعشاشًا قديمةً لهوازج كارو برينيا من حديقتنا لإيقاد نيران المدفأة التي تستقرُّ أسفل لوحة جريج بول الإثيوبية. في الربيع في كوخنا بسوافام برايُر في سَبَخات كمبريدجشاير، جمعتُ غُصيناتٍ كان يفترض أن تكون أعشاشًا، أسقطتها الغِدْفانُ وزِيغانُ الزَّرع في حديقتنا أو في موقد المدفأة خلال المدخنة، ذكرَ جيلبرت وايت أن رعايا أبرشيته الفقراء كانوا يفعلون الشيء نفسَه. أشعلتُ نارًا بالخَواء ذات مرة وطَهيتُ السجق على جمرات تلك الغُصينات. تخبرك زِيغانُ الزَّرع في قريتنا بالوقت كما تخبِرنا به ساعة الكنيسة. وكانت فصول الربيع التي قضيتُها في إنجلترا مؤخرًا أشدَّ أثرًا منها في أي مكان آخر.
موقد المدفأة في شقتي في بريستول مسدود، وتكتظُّ الغرفة بآلاف الكتب وعشرات الطيور المُحنَّطة وعددٍ كبير من الحصى والأصداف وعيدان الصواعق والزجاج الذي طرحه البحر وأكاليلَ من أخشابٍ طرحها البحر وريشات ساقطة وجميع المهملات أو الأشياء المُحطَّمة التي ألتقطُها، ولا أستطيع الكفَّ عن إضافتها إلى جَعبتي. الشقة بأكملها هي في الواقع امتدادٌ لطاولة الطبيعة التي بدأتُها وأنا صبي. البعضُ يُسمِّيه كهفي السرِّي. لكن دون تلك الأغراض وتلك الكتب، لن يكون ثَمة شيءٌ يُطالَع هنا.
عِلاوةً على ذلك، يتضمَّن هذا الكتاب أناسًا أكثرَ مقارنةً بأيٍّ من كتبي الأخرى. فقد صنعه حضورُ الآخرين وكلماتُهم بقدْرِ ما صنعه حضوري وكلماتي. كلُّ من ظهروا في صفحاته أسدَوا لي صنيعًا؛ إذ منَحني كلٌّ منهم شيئًا من وقته وفنِّه وفهْمه. بعضُهم كان يعلم وقتَ حديثنا أني أجنِّده؛ وبعضُهم ربما يتفاجأ — لكنهم جميعًا أظهروا لي كرَمًا يفوق الحدَّ. خالصُ الشكر لمارك كوكر (وماري موير)، وديفيد هازلريج، وجابي فاجنر (وأبنائها توم وليلو وفاليري)، وأندرز بيب مولر، وويليام كارو آرستروب (وأجنيس)، وفيلكس ريد، وأولي نيلسن، وجوليا بلاكبيرن، ونيك تايلر، وكارن أنيت أنتي، وباتريك ماجينيس، وباري جونيبر (وجوناثان ديفيدسون)، وكيث بينسوزان (وإيان وستيف وإيفون)، وجيسيس من إل كابريتو، وبيير بابلو روسي (وهيوجو وعيسى وجوني سائقِينا وطهاتنا في الصحراء)، وريان (ولورنا) لابوشان (وجاس ومارجي ميلز)، وآنا جيوردانو، ومارك جونستون، وتيسا هادلي، والراحل بيتر ريدندج، ومايكل لونجلي، والراحل كين سميث (وجودي بينسون) وميكلوش زيلي، والراحل جريج بول (وستيف بول وسوسن مورجن)، وروبرت روبرتسون، ولوسي جوريل بارنز، وفيرنيك ماركوس، وجوزيف كاراباتي (وجوديت فيهير) ومارتا في بودابست ولويز هينسون، وتوم نيكولاس، وآدم زاجاييفسكي، وجابرييل جيمي، وريتشارد بيرس، وجين دارك، ورانكو ميلانوفيتش في مرصد الدِّببة السيبيري، وجيولا في مرصد الدِّببة الروماني، وسائق الأجرة المصري الودود في بريستول. كما أخصُّ بالشكر جميع مؤلِّفي كتب علم الطيور والأبحاث العلمية التي دعمت شطحات خيالي بشيء من الإسنادات الواقعية.
إضافةً إلى المذكورِين أو المقتبَس عنهم أعلاه، أوضح لي الكثيرُ من الأصدقاء والمعارف على مدار سنواتٍ عديدةٍ ما يعنيه لهم الربيع. ليس ذلك هو الكتاب المناسب لهم عن الفَصل، لكن لولا معرفتي بهم وبرؤيتهم عن الزمان ومروره لما استطعت تأليف هذا الكتاب. وأَدين بشكرٍ خاص لأبطالٍ ما زالوا صامدين، جميعهم بطريقة أو بأخرى رفقاءُ دارسي نباتات في الحَضَر وفي البرِّية، وهم: هيو برودي، وسوزانا كلاب، وبول فارلي، وجيرمي هاردينج وبيث هولجيت، وألكسندرا هاريس، فريزر وسالي هاريسون، وريتشارد هولمز، وكاثلين جيمي، وريتشارد مابي وبولي مونرو، وآدم نيكولسون وسارة ريفن، وكريستوفر ريكس، وجوديث آرونسون.
الأصدقاء الآتي ذِكرُهم وآخرون غيرهم لم أقتبس عنهم بالقدْرِ نفسِه، لكني أشكرهم جميعًا على حدٍّ سواء: ريتشارد ألوين، وساندرا أندرسون، وجون أندروز، وسايمون أريمتاج، وكين أرنولد، وبول بايلي، وجيف باريت، وباربرا بيندر وجون تورانس، ورونان بينيت، والراحل جون بيرجر، وسايمون بلاكويل، وجولي وتيم بليك، وشون بوروديل، وسو بروكس، وجون باك، وويل بيرنز، وجون بيرنسايد، وأنتونيا بيات وسام كولينز، ونانسي كامبيل، وليزلي تشامرلين، ونايجل كولار، وأدريان وجريسي كوبر، وهولي كورفيلد كار، وكالان كوهين، وروب كُوين، وسوزي كانينجهام، ونيك وجان ديفيس، وفانيسا داوس، ومايك ديب، وبول دودجسون، وستيف إيلي، وساينيد إنجلش، وجون فانشو، وجو فاريل، وستيفن فيلد، وروز فيرابي، وبيتر فنيز، وويل فينز، وجافن فرانسيس، ولافينيا جرينلو، وجاي جريفينث، وسام جوجلاني، وإريك هادلي، والراحل إيان هاميلتون، وتوم هاميك، وروبرت هانكس، وجيمس هانلون، وديفا هاريس، والراحل كريستوفر هيتشنز، ومايكل هوفمان، وماثيو هوليز، وجوناثان هولواي، ومات هوارد، ومارتن جنكنز، وسوزي جوينسون، وفيكي جونز، وبول كيجان، وآندي كيرشو، وزفار كونيال، وأنجيلا لايتون، وجيمس لاسدون، وأليستر لورانس، وبيتر لورانس، وريتشارد لونج، وهايدن لوريمر، وجِاي وجَاي لو، والراحل ديريك لوكاس، وجيرارد ماكبرني، وسايمون ماكبرني، ومايكل مكارثي، وهيلين ماكدونالد، وروبرت ماكفارانس، وجيمي مكيندريك، وبيل مكيبن، وبيبا مارلاند، وجلين ماكسويل، وستيف مينتز، وكاثرين ميريديل، ودومينيك ميتشيل، وماري موريس وأرفون، وأندرو موشن، وريتشل موري، ودالجيت ناجرا، وماري نيكولاس والراحل جيف نيكولز، وريدموند أوهانلون، وأليس أوزولد، وبين باركر، وكريس وهيلين باركر، وإيان باركر، ودون باترسون، وديفيد بيري، وديكستر بيتلي، ونيك بولارد، والراحلة روي بورتر، وبيثان روبرتس، وديفيد روثنبرج، وكريس روتليدج، وفيونا سامبسون، وسوكديف ساندو، ونيل سنتانس، وجون سميث، وزوي سميث، وسيسل وكريستوفر سبوتسوود، وجريتا ستودارت، وليديا سايسون، وجاك ثاكر، وروز ثوروجود، وهانا توليكي، والراحل ديريك والكوت، ومايك واكر، ومارينا وارنر، وإليوت واينبرجر، وكاثرين ويستكوت، وبريت ويستوود، وفرانسيس ويلسون، وجون وولكوت، وجيني يورك، وزينوفي زينيك.
أنقذَ السيدُ كوباريس والسيد تيموني وفريقاهما من مؤسسة الصحة الوطنية في مستشفى «ساوثميد» حياتي في منتصف رحلتي في كتابة هذا الكتاب، ويرجع الفضل إلى الدكتور سارانجمات في مستشفى «ساوثميد» والدكتور وورث في مستشفى «أدينبرووكس» على شعوري بأني ما زلتُ على قيد الحياة. كما أن أليستار وكيف من برنامج «بي دي وارير» التأهيلي في بريستول وأقراني هناك ممَّن يُعانون المرضَ نفسه هم خيرُ مشجعين لي.
بعضُ أجزاء هذا الكتاب تشكَّلت في ذهني أثناء الفترة التي عملتُ فيها في إذاعة «بي بي سي» مُنتِجًا إذاعيًّا. ولذا، أودُّ أن أتوجَّه بالشكر إلى كلٍّ من ريتشارد بانرمان، وبرايان بارفيلد، وإليزابيث بورك، وكيت تشاني، وجيمس كوك، وجيرمي هوي، وكلير ماكجين، والراحل سام أورجان، وتوني فيليبس، وجيمس رانسي، وجوينيث ويليامز. وبفضل أصدقائي في «بي بي سي» كانت سنوات عملي الأخيرة هناك أكثرَ من مريحة: أتوجَّه بالشكر إلى سارة أديزو، وتيم ألين، وماير بوسوورث، ومايك بيرجس، وأليسون كروفورد، وسارة جودمان، وسالي هيفين، وكيتلين هوبز، وإيان هانتر، وماري وارد وارد لوري، وشيفان ماجواير، وآلي سيرلي؛ ومن قبلهم أيضًا سارة جين هول، وفيونا ماكلين، وجوليان ماي، وسو روبرتس، وبيتي روبنز، وجول ويلكنسون.
ظهرت بعضُ المسوَّدات الأولية لهذا الكتاب في مواضع أخرى: أتوجَّه بالشكر إلى موقعَي الويب «ذا كليرينج» و«كُوت باي ذا ريفر»، وكتاب «حول الأشجار» (حرَّره أدريان كوبر، وهو صادرٌ عن دار نشر «ليتل تولر»، عام ٢٠١٦)، ومجلة «تايمز ليتراري سابليمنت» ومجلة «لندن ريفيوز أوف بوكس»، وأندرو ماكنيلي ومجلة «أركيبلاجو»، وكريج رين وكتابه «المضيق».
احتضنتني بكل كرم وسخاء وكالةُ «يونايتد أيجنتس»، وأخصُّ بجزيل الشكر أنا ويبر وسيرين آدمز؛ كما أتوجَّه بالشكر في مؤسسة «جوناثان كيب» إلى كلٍّ من ديزي وات، وجراهام كوستر، وبي هيمنج، وإلى دان فرانكلين بالأخص.
دائمًا ما ترى عائلتي جانبي الأسوأ، ويقابلونه بكل لطف. لقرابة الستين عامًا، أعانني والِداي جون وكيت دي — بما يتمتَّعان به من روح الشباب الدائمة — على النجاح في مهمتي في تأليف هذا الكتاب. كما تشاركني أختي جيني دي نفس اهتماماتي بحق. أعطاني والداي سيارتَهما وباعت لي أختي سيارتها (مقابل ٥٠ بنسًا). وكعادتي، سرعان ما أهلكتُ السيارتَين، لكنهما قبل أن تَهلكا حمَلتاني مسافةً كبيرة على الطريق. لهذا وأكثر، لهم مني خالص الشكر والحب والتقدير. أشكر مجددًا ستيفاني باركر، أمَّ ولديَّ الشابَّين، على جعْلها الحياةَ أسهل مما كانت لتكون لعقود. يمثِّل هذان الشابَّان دومينيك ولوسيان ثُلثَي المُهدى إليهم ذلك الكتاب. وولدي الجديد آدم هو ثالثهم. أبناؤنا هم خُضرتُنا اليانعة وربيعُنا، ومجيءُ أولئك الثلاثة إلى العالَم وترعرعُهم فيه لَهو أفضل شيء حدثَ لي على الإطلاق.
أما عن كلير سبوتسوود، فهي حاضرةٌ في كل صفحة تقريبًا من صفحات ذلك الكتاب؛ إذ رافقتني في أكثرَ من نصفه، وقد أثْرَت كلَّ صفحة فيه حتى وإن لم تُذكَر فيها. قابلتُها حين جاءت من الجنوب مثل سُنُونو. وعادت بي إلى هناك الآن، فمنحت ربيعًا لرجُل في خريف عمره. وإليها يرجع الفضل في كل شيء.