بين يدي الطبعة الثانية
… اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك!
… اللهم لا أستطيع أن أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك!
… اللهم لك الحمد سرمديًّا خالدًا، ولك يسجد هذا القلم متبتلًا خاشعًا؛ إذ يسَّرْتَ له وحده أن ينال شرف إصدار أول كتاب بلغة الضاد، عن العبقري العالمي، والعابد العالِم المثالي، شيخ التصوف الأكبر، الإمام محيي الدين بن عربي.
ولقد تقبَّل العالَمُ الإسلامي الطبعة الأولى من كتابنا قبولًا حسنًا كريمًا، فنفدتْ نسخه سراعًا، وتوالتْ علينا من سائر الأقطار الإسلامية الرسائل الكريمة الغالية تطالبنا في إلحاح حبيب بإعادة طبعه.
وها نحن — بتوفيق من الله — نقدم لقرَّائنا الطبعة الثانية، وقد أضفنا إليها دراسات للشيخ الأكبر، تناولتْ — فيما تناولتْ — عقيدته التوحيدية، ورسالته الأخلاقية، والآداب التي ينشدها للمُريدين، وهي خلاصات مُرَكَّزة مُحَرَّرة لمخطوطات من تراث الشيخ الأكبر، مُجَلَّاة بذلك القلم القوي العبقري الذي أُوْثر عنه، وعُرف به.
والله أسأل، أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، الذي أشرقتْ بنوره السموات والأرضين، وأن يَمُنَّ علينا بالهدى والرضا واليقين، وأن يوفقنا دائمًا للعمل في الأفق الأعلى؛ أفق الروحانية الإسلامية.
صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ.
٢٨ / ١٢ / ١٩٥٥