النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية
«كثيرًا ما كنا نسمع في حداثةِ سنِّنا بأن اللغة العربية لغة القرآن، وأنها كلها إسلامية … على أن اللغة العربية سبقت الإسلامَ كما هو معروف، ونطَق بها قبائلُ شتى، منها قبائل نصرانية كشفنا القناعَ عن دِينها المسيحي، ثم أثبَتنا فضلَ النصارى في سبقهم إلى الكتابة العربية.»
يَضمُّ هذا الكتاب بين دفَّتَيه مجموعة كبيرة من المعلومات التاريخية والوثائق النادرة التي عُنِي المؤلف بتقصِّيها في شتَّى الكُتب، وبالأخص الكتب المقدَّسة اليهودية والمسيحية والإسلامية، وكذلك المخطوطات العربية والأجنبية، بهدف إبراز إسهامات النصارى في الحضارات العربية في زمنِ ما قبل الإسلام. ففي القسم الأول من الكتاب يحدِّثنا المؤلف باختصارٍ عن جغرافية شبه الجزيرة العربية، وما كان يعتنقه العرب من دِيانات قبل ظهور النصرانية، كما يتناول بالشرح انتشارَ النصرانية في بلاد العرب. أمَّا القسم الثاني، فيسلِّط الضوء على مَآثر النصرانية وآدابها، شاملةً الكتابةَ واللغة والأمثال والخطابة والشعر، فضلًا عن عادات النصارى الدينية والمدنية المختلفة، واهتمامهم بالصناعات والفنون، وخاصةً في مجالات هندسة البناء والتصوير والحفر والموسيقى.