درَج نوح
تعالَ يا صديقي تعالَ … تعالَ نتَّصل بنوحٍ، ونفهم منه القصة بالضبط. انظر كلَّ هذه الأسلاك! وُجدَت لنتصل بنوح، والآن التليفون بيدي، دِر هذه الحروف: نون، واو، حاء، لام، ميم، كاف.
– ألو … ألو، الصوت بعيدٌ ويمرُّ بالمياه.
– ألو … ألو، نريد نوح، لا … لا. نوح وليس نون، هو نفسه. حسنًا، قُل له خزعل ومنصور من بغداد.
– ألو … ألو. نوح … شلونك.
سؤالٌ واحد … آسفان … أزعجناك، رجاءً أردنا أن نسألك:
-
هذه الملَّة التي نحن منها؛ إلى أي ابنٍ من أبنائك تنتسب؟
-
نريد أن نعرف النسب حتى نحلَّ بعض المشاكل الحالية عندنا ونفسِّرها.
-
أيْ نعم … الملَّة التي نحن منها الآن، صاحبة هذا اللسان الذي أتحدَّث به معك.
-
معقولة … يعني لا يوجد لها جَد … نوح، أرجوك ابحثْ بالسجلات، بالقوائم أرجوك.
-
أي … أي … أيْ جدُّها بالغلط رَكبَ السفينة … أي، يعني أنت لا تعرفه.
-
شلونك أنت زين.
-
نحن … نحن عائشون بالضَّيم … بالضَّيم، ليس باليمِّ.
-
انتهت المكالمة نوح، لا يقبلون أن أطوِّل أكثر … مع السلامة!
-
ألَا تستطيع المجيء إلينا … نوح … اعمل لنا شيئًا.
-
قطعوا الخط.
ألمْ أقُل لك إنه تأريخ غامض مقطَّع ومُدمًّى … ماذا نفعل الآن؟
-
نُطيل أسلاك التليفون؛ فنتصل بآدم، ويحلُّ المشكلة.
-
المشكلة لا يحلُّها آدم ولا حواء.
المشكلة تحلُّها الحيَّة … الحيَّة فقط.