الفصل العاشر

درَج نوح

تعالَ يا صديقي تعالَ … تعالَ نتَّصل بنوحٍ، ونفهم منه القصة بالضبط. انظر كلَّ هذه الأسلاك! وُجدَت لنتصل بنوح، والآن التليفون بيدي، دِر هذه الحروف: نون، واو، حاء، لام، ميم، كاف.

– ألو … ألو، الصوت بعيدٌ ويمرُّ بالمياه.

– ألو … ألو، نريد نوح، لا … لا. نوح وليس نون، هو نفسه. حسنًا، قُل له خزعل ومنصور من بغداد.

– ألو … ألو. نوح … شلونك.

سؤالٌ واحد … آسفان … أزعجناك، رجاءً أردنا أن نسألك:

  • هذه الملَّة التي نحن منها؛ إلى أي ابنٍ من أبنائك تنتسب؟

  • نريد أن نعرف النسب حتى نحلَّ بعض المشاكل الحالية عندنا ونفسِّرها.

  • أيْ نعم … الملَّة التي نحن منها الآن، صاحبة هذا اللسان الذي أتحدَّث به معك.

  • معقولة … يعني لا يوجد لها جَد … نوح، أرجوك ابحثْ بالسجلات، بالقوائم أرجوك.

  • أي … أي … أيْ جدُّها بالغلط رَكبَ السفينة … أي، يعني أنت لا تعرفه.

  • شلونك أنت زين.

  • نحن … نحن عائشون بالضَّيم … بالضَّيم، ليس باليمِّ.

  • انتهت المكالمة نوح، لا يقبلون أن أطوِّل أكثر … مع السلامة!

  • ألَا تستطيع المجيء إلينا … نوح … اعمل لنا شيئًا.

  • قطعوا الخط.

    ألمْ أقُل لك إنه تأريخ غامض مقطَّع ومُدمًّى … ماذا نفعل الآن؟

  • نُطيل أسلاك التليفون؛ فنتصل بآدم، ويحلُّ المشكلة.

  • المشكلة لا يحلُّها آدم ولا حواء.

المشكلة تحلُّها الحيَّة … الحيَّة فقط.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤