حيَّة الغريزة تؤسِّس الجحيم
حيَّة الغريزة تؤسِّس الجحيم … الغريزة حقلُ مفاتيحَ عمياء.
يظهر شبحُه يقطر منه الدم، لا … هذا شبحُ أخي سقطتْ سيارته في حفرةِ ساحة النُّسور … كان يجمع من الطلبة مالًا لسفرةٍ إلى الكويت … كان نرجال يحثُّه، قِبَله أختي فوزية تتمزَّق من شدَّة المرض … تظهر لي في ليلة الغبار … ليلة دفن الأسرار ومحوها … شَعرها رطب من الحنَّاء، أكتافها العارية تثير الملائكة.
الغرينُ حارٌّ … الأرواح تسقط مثل الوفرِ … أرواح القواقع والدبابات والنباتات … أرواح النار والحمام والحوت … أرواح المظلومين.
عُنقي شِبه بازٍ … عُنقي خردلة.
أقف بأذنَين عريضتَين أمام المقابر.
مَن دفع كل هؤلاء إلى القبور؟
نرجال بيده مِسحاة يكرف بها … الذبابة علامته.
يقف نرجال على سور المقبرة.
ويصيح ليلًا: غدًا … غدًا … أنا لكم.
ينام الناس ويدخل نرجال إلى محاجرهم في الأحلام، وفي الصباح يتحاشونه.
يظهر بمظهر القصَّاب والشُّرطي والدبَّاغ والإسكافيِّ والفيتر.
أين يذهب؟ … في البار كان يدردم ويقحُّ … تحته رغبةٌ جنسية غير مُطفَأة، في المراحيض كتب كلامًا فاحشًا ورسومًا فاحشة.
جرَّب أن يرسم الأعضاء الجنسية؛ ليُفصح عن شبقيَّاته المدفونة العميقة.
لحم الضأن كالقُطن ولا يمكن الحصول عليه، ملائكةٌ تساعد الجهاز الهضمي … ملائكةُ الطعام.
نهشَت السِّكين الآلية البقرةَ، وقسمتْها إلى قسمَين، نصف البقرة معلَّق على ناصية الشارع — خرقُ الوعدِ — كان يبوسُ يدها. يدها دافئةٌ معطَّرة: من أين أنتِ؟
– من الصوبِ الجنوب الشرقي.
– الاثنان معًا!
مهمَّته في الشِّعر على وشكِ الانتهاء … منذ ولادته وهو يقرأ في خطوطِ كفِّه ولا يملُّ … ما الذي دوَّنوه هناك؟ مصيره أم مصير العالَم؟
يُمسك الشمعدان، ويجوب أطرافَ الجحيم … يريد أن يعرف تضاريسه … لم يشرب سِدرًا قطرةَ خمر. وهو في السفينة، خاف أن يَسْكر ويفتح السفينةَ … خاف أن يَسْكر ويطلق سراحَ مساجينه.
بعد الفجر، تطير الديوك في الهواء … بعد الفجر، يدرُز جسدَها ويضع تحت جِلدها البُذور … بذورٌ مختلفة يسقيها المطر وتلعب السلاحف تحتها، تلطَّخَ الحائط بالطَّلع وبالحنَّاء … يلطِّخ القصرَ بالدماء … في اتجاهٍ مضادٍّ يذهبان: هي إلى الشَّمَسوت، وهو إلى التابوت.
يُمسك الشمعدان … كلُّ واحد يتدثر بعينَيه وينتظر.
اللُّغدُ العثمانلي ونفخة الشوارب وعُنف الطراوة … هذا الولد المتبَّغ … المعطَّر.
ليست هناك مانشيتات مثيرة … وقفتْ معه قُرب البنايات الساقطة … ماذا فعلنا بأنفُسِنا؟
أشهَقُ وذهَبِي مبتلٌّ، يظهر مع الْتماعات أفعى المدنِ المخرَّبة اللاهوتُ والموسيقى صناعةُ الأشدَّاء.
ما هذا الكِير … ما هذا المنفاخ الذي يدفع بنا في هذه الدهاليز، صوتٌ فخيم يطير، خيطٌ لتسويكِ الأسنان في يده … وفي يده النصوص السِّرية.
المرأة علامةُ أسراري وكهوفي … أمسح بمنديلها كبدي.
المرأة تمزِّقني، ترى كلَّ شيء وهي صامتة، ليست أكثرَ من عين، ولكنَّها مُصيبة.
دخلتُ في منجم البوبلين والساتان الأخضر الصفصافي والأصفر المشمشي، في يدي تبجيلُ الخمرة.
دخلت إلى الأبسو العميق … العيون الخفيَّة للمياه … زوجُ الظَّلام والرطوبة، في يدها الزهرة الناحلة لأُحييها.
دخلتُ إلى الدم العاجي وترنحتُ فيه. في يدَي «بابا» طبيبةُ ذوي الرُّءوس السُّود.
كان «ننازو» ثعبانًا و«ننكشزيدا» ثعبانًا الْتفَّا على عصا الراعي وصارا رمزَ الطِّب. أمَّا دامو، فيجري في نسغ العصا إلى الأعلى، خلاصته التِّرياق.
نار السُّم … نار الطِّب والرضاعة … نارٌ تلسع أيامي.
شمسٌ من قيمر تتلبَّد في وردتها، خِضاب من خدِّي يتسرَّب إلى ثديها الحارِّ وهي نصفُ عاريةٍ ومجبَّرة والجبسُ يغطِّي رجلَها.
القارورات الغريبة الكحلية والطبول ارتفعتْ، التَّفتُّت الشمعيُّ ليدَيها في يدي.
قالت: «الرجل غير اللعوب ليس من فصيلة الرجال.»
حاملُ مِشعل المصابيح أبو الفتايل يرشُّ ضوءه … فيأخذنا عُرسٌ محلوج مغزول منسوج.
ليليث أنجبتْ أولاد الليل … ليليث أخذتْهم إلى الملاهي والبارات وعوَّقتهم … ليليث حوَّلتْهم إلى أجناسٍ أخرى.