هرمنيوطيقا: صخور إدوار الخراط السماوية
«إننا نعرف الآن أنَّ النص ليس سلسلة متصلة من الكلمات تُفضي إلى معنًى ثيولوجيٍّ واحدٍ يمثِّل رسالة المؤلِّف الإله، لكنه مجالٌ واسع … متعدد الأبعاد، تتصارع فيه لغاتٌ متنوعة ومتباينة ليس بينها ما يمكِن أن ندعوه لغة أصلية أو مصدرًا أصيلًا، فالنص ليس سوى نسيج من الاستعارات المأخوذة عن عدد غير محدود من مراكز الثقافة …»
يتجاوز هذا الكتاب مأزق القراءات البِنيوية والسردية الشكلية باتجاهِ أُفقٍ هرمنيوطيقي واعد، يحتفل بالنص من حيث كونه ساحةً من القوى الدلالية المتوترة، مستفيدًا من دروس «هيدجر» و«جادامر» و«مصطفى ناصف»، حتى يصل في النهاية إلى تطوير استراتيجية تأويلية قوامُها الحوار مع النص. كما يفتتح الكتاب حديثًا شاقًّا وعسيرًا عن العلاقة الغامضة المتوترة بين الجسد والروح، ويحكي قصةَ هذا التوتُّر من خلال ممارسةٍ وجودية تأويلية مع رواية «صخور السماء» ﻟ «إدوار الخراط»، فتتوتر النتائج بين التأويل والتفكيك، أو على الأصح تقف في المنتصف بينهما، وفي هذه المسافة البينية تتألَّق حساسية القراءة وتتوهج «صخور السماء» عبر ما يُسمَّى الممارسة الوجودية التأويلية.