في أستراليا وجزائر المحيط الهادي
كم كان يَدهَشني — والباخرة تُقِلُّني إلى أستراليا — إدمانُ السيدات التدخينَ، وجلُّهن أستراليَّات، فأنت لا تكاد ترى الواحدة إلا والسيجارة في فمها، وصندوق السجاير الكبير في يدها إلى جانب كتابها، تلك ظاهرة لم أشهَدْها في سيدات الشعوب الأخرى إلا على سبيل الاستثناء. والأستراليُّون معروفون بالإباحة الشديدة؛ فهم يُطلِقون حرية كبيرة للنساء، ومما كان يثير عجبي مظهرهن يسِرن عرايا إلا في ستر العورة، وكأن أزواجهنَّ يستعرضون جمال جسومهن أمام أنظار الغير، وإذا ما أقبل المساء ارتدَين مهفهف ملابسهن في أزياء عدَّة، تتنوَّع بين ليلة وأخرى. ويجلس الجميع رجالًا ونساءً حول حلقة المرقص، ولا تكاد تُعزَف الموسيقى في التاسعة مساءً حتى يُقبِل الكل على المخاصرة والرقص إلى ساعةٍ متأخرة من الليل، وكانت تلك هي وسيلةَ التسلية الوحيدة تُقام كل ليلة. ونساء أستراليا أُعطين نصيبًا من الحرية لا يُحَد، فليس للأبَوَين على الفتاة سلطانٌ قط، وهن على جانبٍ كبير من الجمال والرشاقة وخِفة الروح، يُسرعن بالاختلاط والمعاشرة في غير تحرُّج، إلا أن فيهن شيئًا كثيرًا من الخجل، ولا يبدو عليهن شيء من الفجور الذي تَلمسه في نساء أوروبا مثلًا، وأنت لا ترى الكثيرَ منهن يقف على نواصي الطرق مُتسكِّعًا، في الكثرة المزرية التي كنتُ أراها في البلاد الأوروبية، فالمتبذِّلات هناك قليلات جدًّا.
وليس في البلاد دُور للفجور، وما الداعي لذلك والبلاد معروفة بمجاوزة الحد في الحرية، يأتي الواحدُ ما يريد في غير رقيب، اللهم إلا إذا صحب ذلك اعتداءٌ على كائنٍ مَن كان.
وكم تحدَّثَت الفتاة الأسترالية عن نفسها قائلة: كنتُ أمرح مع شاب يُنفِق عليَّ ثلاثين شلنًا في الأسبوع، ولمَّا لم يَزِدْ على ذلك هجرتُه إلى غيره، ولكن سرعان ما هجرني ونأى عني! فهلَّا عاد إليَّ حبيبي الأول!! والنساء في أستراليا أميَلُ إلى الإباحة والانقياد وراء الحرية المطلقة، حتى قيل إن حرمة المنازل هناك ضعيفة، ولا تحرص الزوجة كثيرًا على حقوق زوجها، حتى قال بعض القُضاة في حُكمه مرة: «يسود البلادَ أزواج مُنحلُّون، وزوجات بعيدات عن الوفاء.» وقضايا الطلاق هناك لا تدخل تحت حصر.
ويُعنى الأستراليَّات بجمال ملابسهن وبريقها الخاطف، وتُعدُّ بعضُ الشوارع لديهم مكان الاجتماع والسمر؛ لذلك يَلبسن أفخر الأزياء، وسرعان ما تتجاذب معهن طرفًا من الحديث، فتصبح أعزَّ صديق لهن، وتَنزل ضيفًا وكأنك أحد أفراد العائلة، وتلك من بقايا عصر الرعاية الأولى يوم حَلُّوا أستراليا لأول مرة، فالغريب ينظرون إليه نظرةَ ود ولا يَرتابون في أمره. والأستراليَّات معروفات بكرم النفس وسخاء اليد معًا، ولا يتقيَّدْن بالتقاليد ولا يعبأن بالمسئوليَّات، وهن ديمقراطيَّات إلى حدٍّ كبير، لا فرق عندهن بين فقير وغني، وأقربُ شيء لديهن عند أول لقاء لك أن تُدعى ليطُفن بك أرجاء البلد، ثم يُجهِّزن لك من ألوان الطعام الكثيرَ يُحمل معك إلى نُزهة خلوية. وما أكثرَ ما يشربن من الشاي حتى على الطعام يُشرب بدل الماء، ولعلَّ الأسترالي أكثرُ أهل الأرض شربًا له. ومن أحب وسائل الرياضة لديهن العوم والاستحمام على الشواطئ، الذي ساعدهم عليه وفرةُ الشواطئ الرملية الجميلة، وقد حسَّن ذلك في أجسادهن وزاد في صحتهن، وحب الرياضة لديهن أضحى ضربًا من الهوس، لا تخلو منه واحدة. ولقد حبَّب إليهن ذلك جوُّهن الصافي، وما ورثن من أجدادهن الرعاة الأوائل، عُشاق الخيام والخلاء الفسيح.
ولقد بلغَت أستراليا من التقدم والثراء حدًّا كبيرًا، فمستواهم الثقافي عظيم بفضل جهود الدولة في التعليم الذي تُنفِق عليه فوق ثمانية ملايين من الجنيهات، هذا خلاف مجهود المدارس الأهلية، وحتى النساء يُساهمن في الشهادات العالية، وغالبهن يؤثر جانب التربية، فجل الدراسات في المدارس الابتدائية والصناعية والثانوية منهن، وكثير من المُحاضِرات في الجامعات من النساء، ولهن حق الانتخاب منذ سنة ١٨٩٤، ومنهن كثير من البوليس وبِيَدهن سلطة كبيرة.
ومستوى المعيشة بينهم مرتفع جدًّا، فالمنزل الصغير يتطلب خمسة عشر جنيهًا نفقات شهرية على الأقل، وأجر الطباخ الماهر جنيهان في الأسبوع، وأجر الخادمة أربعة جنيهات في الشهر. ويُرمى الأستراليُّون بأنهم يَفتقِرون إلى الحياة المنزلية، ولعلَ ذلك راجع إلى جوهم المشمس الصافي الجميل الذي يُشجع الحياة خارج المنزل، وإلى أنهم جميعًا موسِرون يُنفقون كثيرًا من المال في الخارج؛ لذلك كثرت الأندية التي قد يشترك الرجل والمرأة في عشَرةٍ منها في آنٍ واحد، إلى ذلك حياة الخلاء والشواطئ والمراقص التي أُغرِم بها الجميع، فلا تكاد تُكلِّم أحدهم عن بلاده حتى يسألك قائلًا: هل رأيت شواطئنا؟ وإذا دعا أحدهم صديقًا له أضافه في فندق؛ لأن المنازل يُعوِزُها الاستعداد والخدم، ولقد خلَق فيهم ذلك حبَّ الديمقراطية والرياضة التي وُلِعوا بها إلى حد الجنون.
ومن السكان الأصليين عددٌ يقارب ستين ألفًا، يتفرق جلُّهم في الصحاري الداخلية وغابات الشمال، ولا تزال منهم بقية من أكَلة لحوم البشر، ويعيشون إلى اليوم في عصرٍ لا يَزيد على سكان العصر الحجري، وكانوا يعيشون بحالتهم هذه منذ مائتَيْ ألف عام، وهم أحَطُّ أجناس البشر عقولًا، وسِحنهم منفِّرة، وليسوا على استعدادٍ للتقدُّم أبدًا، فهم يَعيشون على صيد الحيوان، وجمع بيض الطيور من أوكارها فوق الشجر، ومن أحب الأطعمة لديهم النمل، ولكي يربوه يقتلون عدوًّا لهم ويدفنونه، فيَجتمع النمل حول جثته، وعندئذٍ يجمعون النمل ليأكلوه، ويُعِدُّون طعامًا محبوبًا من أعشاش الطير، ويكسرونها وينقعونها في الماء بأوساخها ونملها، ثم يُسحَق ذلك في الماء فيكون شرابًا حمضيَّ المذاق لذيذًا عندهم. ويتزوج الرجل منهم من أي عددٍ شاء من النساء ما دام قادرًا هو وأصدقاؤه على تقديم الهدايا، ولمَّا كان ذلك يَستطيعه الطاعنون في السن من الرجال دون الشبان لم يبقَ من الفتيات مَن يكفي لزواج الشباب، وذلك قد أضعف النسلَ وأنقصه. إلى ذلك فإنهم يَئِدون البنات غالبًا لذلك انحدر جنسهم إلى طريق الفناء، رغم محاولة الدولة الإبقاء عليهم وتحسين مستواهم.
ومن أعجبِ عاداتهم الحدادُ والنحيب على المتوفَّى، فتراهم يَصيحون صيحاتٍ منكَرةً عالية، وبيد كلِّ منهم مضرب أو حربة يَضربون بها أجساد بعضهم ضربًا مبرِّحًا، ولا يتألم أحدُهم لذلك، ولا يحاول تجنُّب تلك الصدمات، ثم تُشعَل نار وهم حولها يُهروِلون ودماؤهم تسيل من أجسادهم، ثم تُحمَل الجثة فوق شجرة ويُنزَع اللحم عنها، ويَكسر أخو الفقيد العظام ثم تُدفَن في جُحرٍ تحت الأرض. وإذا بلغَت فتاةٌ الحلم فَضَّت بكارتَها عجوز، ثم سلَّمَتها لبعض الكهول من القبيلة يأتونها، وبعد ذلك يُقدِم الزوج على طلب يدها؛ وذلك لأن الرجال يتشاءمون من دم النساء، فلا يَقربون البنات إلا إذا ضَمِنوا زوالَ الدم منهن.
ويُباح للشبان أن يعاشروا الفتيات الواحدة تلو الأخرى، حتى تظهر الفتاةُ المرغوبة فيتزوجها الغلام.
زيلندة الجديدة موطن الماوري
دخلتُ قريتهم الشهيرة «رتوروا»، فكان كثيرٌ من السيدات في «فرندات» بيوتهن دائبات على شغل النسيج، والجَدْل من ألياف الكتَّان، لُوِّنَت بالأسود والأحمر في أحزمة حول الجبهة وحول الخصر، وداليات من عيدان الكتان كُسِرَت أجزاء منها في فتل رفيعة، وتُرِكَت أخرى كأنها قصب الغاب الرفيع، وتلك تُلبَس من الخصر وتتدلَّى على الثوب أو على الجسد العاري، فتروح وتغدو وتُعطي صوتًا جميلًا يَسترعي الأنظار، ويلبسه النساء والرجال، ووجوه القوم سمراء عريضة التقاطيع جَميلتُها، والشعور غزيرة هادلة سوداءُ برَّاقة، يرسلها السيدات إلى ما دون الكتفين، والأجسام أميَل إلى الغلظة والسِّمنة، وبخاصة النساء، وفيهنَّ جاذبية كبيرة وخفة روح؛ إذ لا تكاد تفارق البسماتُ ثُغورَهن أبدًا، والكل أميَلُ إلى الاجتماع، يُسارعن إليك بالحديث والسؤال عنك وعمَّا حولك في رقَّةٍ زائدة، ويعيشون عيشة مرحة سعيدة لا يَحملون همًّا، وسواءٌ أكثُرَ رزقهم أم شحَّ فهم سعداء في كِلتا الحالتَين، ولا يَعبَأون بالدنيا أبدًا؛ ولذلك لم يَعرفوا قيمة النقود، ومنهم بعض الأثرياء الذين يمتلكون مئات الألوف من الجنيهات، لكنهم يُبدِّدون منها بمقاديرَ غير معقولة، وبعضهم بدَّد ماله كلَّه ولا يزال يشعر بالسعادة، ولا يحمل من الهم شيئًا، وحتى فقراؤهم وحُفاتهم الذين كنا نراهم في ثياب خَلِقة كانوا يتقدمون إليَّ في رقة ويتطوَّعون للإرشاد، ولا يبدو عليهم إلحافٌ في طلب شيء من الهبات قط، فإن قدَّمتَ إليه شيئًا تسلَّموه شاكرين، وإن لم يكُ من ذلك شيء انصرفوا باسِمين غير مُمتعِضين، ومنطقهنَّ عذب سائغ موسيقي، وجميع الحروف تبدو ممطوطة ناعمة، تشبه اللغة الطليانية، وكل حرف في الكلمة لا بد أن يُنطَق في وضوحٍ وفي غير أضغام. وكنا نرى جُلَّ أسماء البلاد والجبال تحتفظ بأصلها الماوري، وتُحاول الدولةُ الاحتفاظَ بتلك الأسماء ما استطاعت. والماوري فصيح، زَلِق اللسان، خطيبٌ بالفطرة، وهم يُباهون بأدب لغتهم، ويُفاخرون بعضُهم بعضًا ببلاغتهم في القول.
ومن فنونهم التي كانت شائعة: النقشُ على الوجوه في رسوم مختلفة، ولا يَزال يُرى أثر ذلك في المسنِّين منهم، وبخاصة النساء، فكنتُ أراهنَّ وقد خضبن ذُقونهن بالوشم الأزرق في أشكالٍ عدَّة، لكن تلك العادة آخِذةٌ في الزوال اليوم؛ إذ قلَّما كنتُ شاهدها في الجيل الناشئ.
وأكثرهم يَنزل حول مَنابع المياه الحارَّة؛ لأنهم استخدَموها في شئونهم. ولا يزالون يَحتفظون بالكثير من عاداتهم، من بينها التحيةُ بمسح الأنوف ووضع اليد في اليد، أما التقبيل فيحتقرونه ويمجُّونه.
أخذنا سيارة طافَتْ بنا زُهاءَ ساعتَين بين وِهاد ونِجاد تَسُدها الخضرة سَدًّا، وهنا وهناك تبدو الأكواخ الخشبية في الأحياء الراقية، وأخصاصٌ من الحشائش للأحياء الفقيرة، والناس جلهم من الفيجيِّين ذوي الوجوه السوداء المفلطَحة والتقاطيع العريضة والأجسام المفتولة الطويلة؛ فهم مِن العمالقة نساءً ورجالًا.
وأعجبُ ما يَسترعي النظرَ فيهم شعرهم؛ فهم جميعًا يتركونه ينمو رأسيًّا، في هالةٍ قد تَزيد على الشبر طولًا للنساء والرجال معًا، والشعر أجعدُ خشن أسود، وقليلٌ منه مصفر، وهم يَسيرون حُفاةَ الأقدام عُراة الرءوس دائمًا. أما الملابس فتَحكي لفائفَ الهنود أسفل الجسد في ألوانٍ مُزركَشة، واللون الأحمر غالبٌ عليها، وقد يُترَك أعلى الجسد عاريًا. والنساء على جانبٍ كبير من الرقة والوداعة، ينظرن إليك ويبتسمن ثم يُسارِعن بالحديث والتودُّد إليك، ولا يُهِمهنَّ من أمر الدنيا شيء، فهن قانعات أبدًا، ويَشعرن بسعادة الحياة كاملة.
أما سِحَنهن فمُنفِّرة في الغالب، وإن كانت أجسادُهن جميلة أميَل إلى السِّمَن، وكنا نرى القوم دائبين على أكل جوز الهند وشُرب مائه اللذيذ، وهم يجهزون دُهنه ويَبيعونه ليدهنوا به جسومهم؛ مقاومةً للحر، وتقويةً للشعر، وتجميلًا للبشَرة كما يقولون؛ ولذلك كانت رائحةُ الجزائر كلها أينما سرت والناس جميعًا، تُشع هذا الدسم الذي قد يكون زنخًا كريهًا.
وفي المساء آذنَت الباخرة بالرحيل، وعزفَت موسيقاها كما هي العادة كلما أقبَلْنا على مكانٍ جديد أو انصرَفنا عنه، فأخذَت جوانب الميناء تتقارب، وينحصر جمالها بخضرتها الناصعة، وبيوتها الحمراء نُثِرت على المنحدَرات، وجماهير الناس يودِّعوننا بهزِّ أيديهم ومناديلهم. والفيجيُّون يُشبهون الماوري في رِقَّتهم وأجسامهم وخفَّة روحهم ومرحهم الدائم، لكن شتَّان بين جمال الماوري وبين وجوه هؤلاء التي يَندُر أن ترى فيها مَسْحة من جمال.
خرَجنا نطوف البلدة، وإذا بها مجموعةُ أكواخ من قوائمَ خشبية، يُغطِّي ما بينها القش والعُشب، وقد يكون البيت مستطيلًا منحدرَ السقف، أو دائريًّا مخروطيَّ الغطاء، وفي وسط البلدة دارٌ فسيحة لعقد الاجتماعات. وللقرية أربعة رؤساء (زعماء)، وهم الذين يتكلمون ويَخطُبون في المجتمعات مدافِعين عن صوالح ذويهم. وكنا نرى أطلال بيوت مُهشمة قيل لنا إن «إعصار الهركين» مرَّ بها فاجتاح منها الكثير.
وقد استرعى نظرَنا جمالُ السِّحَن وجاذبيةُ اللون الخمري خفيف السُّمْرة، وهم قريبو شبهٍ «بالماوري» في زيلندة الجديدة، ولكنهم بعيدون البعدَ كلَّه عن أهل فيجي الزنوج، وكثيرٌ منهم خصوصًا النساء يُرسلن شعورهن السوداء البراقة الهادلة التي تَزيدهن رونقًا وجمالًا. وليس بالجزيرة عددٌ كبير بل هم قليلون، وهم من الجنس البولينزي، ويبدو لنا من أشكالهم أثرُ الجنس الصيني واضحًا. وكم كان سرورهم بوفودنا كبيرًا! فهم يَشعرون بالأنس الكبير كلما وفدَت عليهم باخرة، وكانوا يتطوَّعون جماعات لإرشادنا ولا يبتغون من وراء ذلك نفعًا، وكثير منهم كان يَعرض علينا صداقته وعنوانه لِنُكاتِبَه نساءً ورجالًا، وبعضهنَّ كان يُقدِّم عقود المرجان وبعض أشغال الخشب المنقور هدية لنا، ويرفض أن يتقاضى ثمنها. وقد عرَض الكثيرُ منهم سِلعَهم علينا، وجُلُّها من منقور الخشب الملوَّن، في أسلحة وزوارقَ وعِصيٍّ، ثم أشغال القش من سِلالٍ ملونة، ثم أرْدِيتهم، خصوصًا الحزام الذي تتدلَّى منه الأهداب الطويلة وقد نقشوا عليه اسم بلدتهم. ومن أجمل ما عرضوا قطع الأقمشة الملونة التي دقُّوها وصقَلوها من قشور الشجر، تبدو كالورق أو القماش المنشَّى، وهو متين جدًّا. ومن أبدع المناظر عقود الزهور الضخمة الملونة الطويلة، يَلبسونها جميعًا رجالًا ونساءً، وكلما ذَبُل واحد أعاضوه بغيره، وهم يفتنُّون في تنسيقه فيبدو رائعًا، ولا تكاد ترى واحدة تمشي بدون ذاك العِقد يتدلَّى على صدرها، وقد ألبَسونا تلك العقود لمَّا أن دخلنا دارهم، ولقد عزَفت فرقة الموسيقى وغنى معها جمعٌ من الفتيات على شاطئ البحر تجاه السفينة؛ وداعًا لنا عند قيامنا.