شريعة الاستقلال
يومٌ بداجية الزَّمانِ ضياءُ
وبَهاؤه للخافقَيْن بهاءُ
يُزجي النسيمَ به هجيرٌ لافحٌ
عَجبًا! وتبسط ظلَّه الصحراء
ويرفُّ من شظف المعيشةِ لينُها
ويسيل من وهج السَّرابِ الماءُ
وإذا الرشادُ من الضلالة والعَمى
ومن الشِّقاق تآلفٌ وإخاءُ
وإذا من الفوضى نظامٌ مُعجِزٌ
وقيادةٌ وسيادة ودهاءُ
وإذا الخيامُ قصورُ أملاكِ الورى
وإذا القفارُ دمشقُ والزوراء
وعلى ربوع الصين كبَّر فيلقٌ
وبأرضِ قسطنطينَ رفَّ لواء
تلك الخوارقُ إن طلبتَ أدلّةً
ثبتَ البُراقُ بهنَّ والإسراء
نزل الكتابُ على النبيِّ محمدٍ
ما يصنع الخطباءُ والشعراء؟!
لو لم يكن وحيَ السماءِ ونورَهُ
لمحتْه عارضةٌ له وذكاء
سَحَرَ القلوبَ فراح يقذفها على
نارِ الجهادِ أولئك البسلاء
هيهات ما نكصوا على أعقابهم
حتى انجلتْ عنهم وهم شهداءُ
حرّيةٌ آيُ الكتابِ وسؤددٌ
وعزيمةٌ وكرامة وإباءُ
•••
ناديتُ قومي لا أُخصِّصُ مسلمًا
أبناءُ يعربَ في الخطوب سواءُ
إن الكتابَ شريعةُ استقلالكم
فتَدبَّروه وأنتُمُ الخلفاء …
١٦ / ٦ / ١٩٣٥