إلى بائعي البلاد
باعوا البلادَ إلى أعدائهم طَمَعًا
بالمال لكنّما أوطانَهم باعوا
قد يُعذرون لَوَ أنّ الجوعَ أرغمهم
واللهِ ما عطشوا يومًا ولا جاعوا
وبُلْغَةُ العارِ عند الجوعِ تلفِظُها
نفسٌ لها عن قَبول العارِ ردَّاعُ
تلك البلادُ إذا قلتَ: اسمُها «وطنٌ»
لا يفهمون، ودون الفَهْمِ أطماع
•••
أعداؤنا، منذ أن كانوا، (صيارفةٌ)
ونحن، منذ هبطنا الأرضَ، زُرّاعُ
لم تعكسوا آيةَ الخلَّاقِ، بل رجعتْ
إلى اليهود بكم قُربى وأطباع
يا بائعَ الأرضِ لم تحفِلْ بعاقبةٍ
ولا تعلّمتَ أنّ الخصمَ خَدّاع
لقد جنيتَ على الأحفاد، وا لَهَفي
وهم عبيدٌ، وخُدَّامٌ، وأتباع
وغرّكَ الذَّهبُ اللمّاع تُحرِزُهُ
إن السَّرابَ كما تدريه لمّاع
فكِّرْ بموتكَ في أرضٍ نشأتَ بها
واتركْ لقبركَ أرضًا طولُها باع
نشرت في ٢٥ آب ١٩٢٩