نشرت الجريدة اليهودية (دوار هايوم) قصيدة لشاعر اليهود «رئوبين»، نقلتها إلى العربية
جريدة «فلسطين»، وعنوان القصيدة «أنشودة النصر»، أتى فيها الشاعر على الحوادث الأخيرة
في فلسطين مشيدًا بذكر اليهود وشجاعتهم … في الطعن والضرب زاريًا على العرب (أبناء هاجر
وإسماعيل …!) خوفهم ووحشيتهم وهزيمتهم! زاعمًا تارة أنهم عُزّل مظلومون، وأن العرب على
تسليح الإنكليز لهم كانوا لصوصًا وقطاع طرق وأهل خيانة وغدر يعتدون على الأطفال والشيوخ
والنساء، وقد نظمت هذه القصيدة ردًّا على أنشودة النصر غير معترض كثيرًا إلى الحوادث
بقدر اعتراضي إلى تاريخ اليهود وتوراتهم، وما عُرفوا به من قبل، وما هم عليه اليوم من
الادعاء الباطل، والغدر، ونكران الجميل؛ مما يناقض كل ما ادعاه الشاعر رئوبين، وما وصف
به قومه من المزايا والأخلاق.
هاجَر أمُّنا ولودٌ رؤومُ
لا حسودٌ ولا عجوزٌ عقيمُ …
هاجر أُمّنا ومنها أبو العُرْ
بِ، ومنها ذاك النبيُّ الكريم
نسبٌ لم يَضِعْ، ولا مزّقتْهُ
بابلٌ أيها اللقيطُ اللئيم
ودمٌ في عروقنا لم يُرقْهُ
سوطُ فرعونَ والعذابُ الأليم
يعلم الدهرُ أيَّ أهرامِ مصرٍ
ذلُّكم في صخوره مرقوم
فهَرَمٌ خالدٌ يُغشّيه ظِلٌّ
من عبوديّةٍ لكم لا تريم
أيْ رئوبينُ غطِّ وجهَكَ حتى
لا يُرى الأنفُ أنه مهشوم
•••
يا يهوديُّ كيف علمُكَ بالتَّوْ
راةِ، قل لي، أم فاتكَ التعليم؟
بين أسفارها خلائقُ عنكم
مُبتداها ومُنتهاها ذميم
يوسف باعه أبوكم يَهوذا
إنَّ حبّ الدينارِ فيكم قديم
وكفرتم بنعمة اللهِ حتى
ضاق ذَرْعًا بالكفر موسى الكليم
يشهد (التّيهُ) أنكم، شعبُ إسْرا
ئيلَ، شعبٌ منذ الخروج أثيم
يشهد (العِجْلُ) أن ألواحَ موسى
يومَ زُغْتم أصابها التحطيم
وبطونُ التاريخِ فيها عجيبٌ
وغريبٌ بعاركم موسوم
•••
أَيْ رئوبينُ، أين ألواحُ موسى
والوصايا؟ فكلّهنَّ قويم
هُنَّ عشرٌ نبذتموها جميعًا
ورتعتم في الغيّ وهْوَ وخيم
ونقضتم أحكامَها فإذا الما
لُ مَقامَ الإلهِ فيكم يقوم
والرِّبا ربُّكم له صنمُ الحِرْ
صِ، مثالٌ أنتم عليه جُثوم
وإذا السبتُ فيه مكرٌ وغدرٌ
أين فيه التقديسُ والتعظيم؟
وعكستم آياتِها فإذا القَتْـ
ـلُ مُباحٌ والفسقُ فيكم عميم
فجهلتم آباءَكم فغدوتم
واحترامُ الآباءِ فيكم عديم
وهضمتم حقَّ الجوارِ وصحتم:
«أيها الناسُ حقُّنا مهضوم» …
كلُّكم شاهدٌ على الحقّ زُورًا
هل أتاكم من شأنه تحريم!؟
حسبُكم، لا يبارك اللهُ فيكم،
أن شيطان بغيكم لَرجيم
فلَوَ أنَّ النجومَ أمستْ رُجومًا
ما عدتْكم واللهِ تلك الرجوم
أيْ رئوبينُ أيَّ شعبٍ تنادي؟
إن ربًّا أباده لَحكيم
•••
أيْ رئوبينُ هل قرأتَ شِكِسْبِيـ
ـر؟ بلى، أنتَ شاعرٌ مشؤوم
وشكسبيرُ خالدُ القولِ فيكم
أمرُ (شيلوخَ) في الورى معلوم
غيرَ أنّ الذين منهم شِكِسْبِيـ
ـرُ، تَناسَوْا ما قال ذاك العظيم
•••
يا يهوديُّ، هل سمعتَ بشعبٍ
ضلَّ حتى في كلّ قطرٍ يهيم؟
شعبُكم كالذباب في كلِّ أرضٍ
منه شيءٌ على القَذور يحوم
وعجيبٌ مِنَ العجائب أنْ يَطْـ
ـلُبَ حُكْمًا ودهرَه محكوم
وغريبٌ مِنَ الغرائب أنْ يَجْـ
ـمَعَ شَمْلًا شَتاتُه محتوم
غَضَبُ اللهِ ما يزال عليكم
وعدُ بلفورَ دونه مهزوم
نادِ أبطالَكَ الذين توارَوْا
في الشبابيك إنهم لَقُروم
يرقبون الأطفالَ مِنّا فإنْ لا
حُوا، رمَوْهم، فهالكٌ وكَليم
في يديهم سلاحُ قومٍ … عليهِ
(أسَدٌ) في حديده مختوم
نادِهم يقذفوا القنابلَ واصرخْ:
«شعبُ صهيونَ أعزلٌ مظلوم»
والعنِ الإنكليزَ واحملْ ظُباهم
إنّ نكرانَ فضلهم لَجسيم
•••
لبنُ الأرضِ فاض سُمًّا زُعافًا
ودمًا، فانزلوا بها وأقيموا
واشربوه ملءَ البطونِ هنيئًا …
هكذا تشرب الذئابُ الهِيم
يا يهوديُّ لا عليكَ سلامٌ
وإذا شئتَ لا عليك شَلوم