فرحتي …!
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
جنّةُ الحسنِ لديها
طيبُها وقفٌ عليْها
وَرْدُها في وجنتيْها
ثَمِلٌ من مقلتيها
هي ريحانةُ قلبي
ليتها كانت بقربي
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
•••
كان لي في الحبِّ عهدُ
رُبَّ ماضٍ لا يُرَدُّ
فالتقى خَدٌّ وخَدُّ
والتقى دمعٌ وشَهْد
جفَّ، يا أيّامُ، دمعي
ضاق بالآلام ذرعي
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
•••
بلبلٌ فوق الغصونِ
ساحرٌ جَمُّ الفنونِ
يا أخا الصوتِ الحنونِ
لستَ تدري ما شجوني
تَتسلَّى، تَتفلّى
وتراني، أتقلّى
فرحتي يوم أراها
جَنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
•••
سمع البلبلُ شجوي
باكيًا أيامَ لهوي
فهفا البلبلُ نحوي
هاتفًا: أصغِ لشدوي
قلتُ يا بلبلُ دعْني
عُدْ إلى الدَّوح وغَنِّ
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
•••
نُحْ معي فالنوحُ أَوْلى
بَعْدَ من أهوى وأحلى
طربَ القلبُ ومَلَّا
أيّها البلبلُ هَلاَّ
بجناحيكَ انقلبتا
وبمن أهوى رجعتا
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
•••
الهوى أبلى شبابي
جاءني من كلِّ بابِ
من صدودٍ لعتابِ
من عذابٍ لعذاب
كلُّ هذا لا يطاقُ
ثم لا يحلو الفراقُ
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
•••
عيشُنا ركضٌ بركضِ
بعضُنا في إثْر بعضِ
والصِّبا يومٌ ويمضي
ليتَه يمضي ويُرضي
يا فؤادي ما بكائي؟
أتُرى يُجدي ندائي؟
فرحتي يومَ أراها
جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي
شباط ١٩٣٠