الفدائي
عينت الحكومة المنتدبة يهوديًّا بريطاني الجنسية لوظيفة النائب العام في فلسطين، فأمعن في النكاية والكيد للعرب بالقوانين التعسفية الجائرة التي كان (يطبخها)، ولما ثقلت على العرب وطأته، كَمِنَ له أحد الشبان المتحمسين في مدخل دار الحكومة في القدس، وأطلق النار عليه فجرحه.
لا تسلْ عن سلامتِهْ
روحُه فوق راحتِهْ
بدَّلَتْهُ همومُهُ
كفنًا من وسادتِه
يرقبُ الساعةَ التي
بعدها هولُ ساعته
شاغلٌ فكرَ من يرا
هُ، بإطراق هامته
بين جنبيه خافقٌ
يتلظّى بغايتِه
من رأى فحمةَ الدجى
أُضرِمتْ من شرارته
حمّلتْه جهنّمٌ
طَرَفًا من رسالته
هو بالبابِ واقف
والرَّدى منهُ خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ
خجلًا من جراءتِه
•••
صامتٌ لو تَكلَّما
لَفَظَ النارَ والدِّما
قل لمن عاب صمتَهُ
خُلِقَ الحزمُ أبكما
وأخو الحزمِ لم تزلْ
يدُهُ تسبقُ الفما
لا تلوموه، قد رأى
منهجَ الحقِّ مُظلما
وبلادًا أحبَّها
ركنُها قد تهدَّما
وخصومًا ببغيِهمْ
ضجّتِ الأرضُ والسَّما
مرَّ حينٌ، فكاد يَقْـ
ـتُلُهُ اليأسُ، إنّما …
هو بالباب واقفُ
والرَّدى منه خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ
خجلًا من جَراءتِهْ
٩ حزيران ١٩٣٠