يا سَراةَ البلاد
يا سَراةَ البلادِ يكفي البلادا
ما أذاب القلوبَ والأكبادا
انتدابٌ أحدُّ من شفرة السَّيفِ
وأورى من المنايا زِنادا
وعدُ بَلفورَ دكّها فلماذا
تجعلونَ الأنقاضَ منها رمادا
ما الذي تفعلون والجوُّ مُرْبَدٌّ
وهذي الأعداءُ تقضي المرادا
أَفَرَغْتُمْ من كلّ أمرٍ سوى
المَجْلِسِ يحتاج هِمّةً وجهادا
أحبطَ اللهُ سعيَكم أَلِحُبِّ
الذاتِ قمتم تُهيّئون العتادا
تنبذون الأوطانَ في طلب
المنصِبِ والدينَ والهدى والرشادا
إن في الموطن العزيزِ سواهُ
ألفَ شُغْلٍ فأَوْسِعوها اجتهادا
وطنٌ بائسٌ يُباع وأنتم
لا تزالون تخدعون العبادا
مُثخَنٌ بالجراح أبرأه اللهُ
فهلَّا كنتمْ له عُوّادا
كيف يلقى من هادميه بناةً
كيف يرجو من جارحيه ضِمادا
يا جُناةً على البلاد بدعوى
الخَيرِ والبِرِّ لا نَعمتم رُقادا
قام من بينكم سماسرةُ السُّوء
فهل تشتكون ثَمَّ اقتصادا
في غدٍ ينشأ الصِّغارُ فيبغونَ
تِلادًا وما تركتم تِلادا
بعتموه إلى العدوّ فمن أَيْـ
ـنَ يلاقون ملجأً ومهادا
أنتمُ اليومَ تزرعون فسادًا
وغدًا سوف يُثمر استعبادا
يا سماءُ انقضّي ويا أرضُ مِيدي
قتلتْ أُمّة وبادت بلادا
٢٩ آب ١٩٢٥