الحبشي الذبيح
… هذه الديكة الحبشية أو الديكة الهندية — إذا شئت — التي يذبحونها على رنين الأجراس وأفراح المعيّدين؛ لتكون (عروس المائدة)، تعمل فيها المدى تقطيعًا وتشذيبًا؛ لتمتلئ بها البطون مروية بكؤوس الخمر من بيضاء وحمراء …
كذلك هي الأمم المغلوبة على أمرها كانت، وما برحت «عروس الموائد» شأن «الحبشي الذبيح» أما ريشه فتُحشى به الوسائد، وأما لحمه فتحشى به البطون.
جريدة البرق ١٩٣١
برَقتْ له مسنونةً تتلهَّبُ
أمضى من القَدرِ المتاحِ وأغلبُ
حزَّتْ فلا خَدُّ الحديدِ مُخضَّبٌ
بدمٍ ولا نحرُ الذبيحِ مُخضَّب
وجرى يصيحُ مُصفِّقًا حينًا فلا
بصرٌ يزوغُ ولا خُطًى تتنكَّب
حتى غَلَتْ بي رِيبةٌ فسألتُهم:
خانَ السلاحُ أَمِ المنيَّةُ تكذب؟
قالوا حلاوةُ روحه رقصتْ بهِ
فأجبتُهم ما كلُّ رقصٍ يُطرِب
هيهاتَ، دونَكَهُ قضى، فإذا بهِ
صَعِقٌ يُشرّقُ تارةً ويُغرِّب
وإذا به يَزْوَرُّ مختلفَ الخُطى
وزكيّةٌ موتورةٌ تَتصبَّب
يعدو فيجذِبه العياءُ فيرتمي
ويكادُ يظفرُ بالحياة فتهرب
مُتدفّقٌ بدمائه مُتقلِّبٌ
مُتعلّقٌ بذِمائِه مُتوثِّب
إنّ الحلاوةَ في فمٍ مُتلمّظٍ
شَرَهًا ليشربَ ما الضحيّةُ تسكب
هي فرحةُ العيدِ التي قامت على
ألمِ الحياةِ، وكلُّ عيدٍ طَيّب
بيروت، تمَّ نظمها يوم الجمعة ٢٦ كانون
الأول ١٩٣٠